" تَـبَـدُّدْ "

20

..
ليل السبت..9:44م

امطرت السما وكان هتان على اواخر الشتا والجو بارد
انا مسكت السكين بقوة ونزلتها، وفجأة..

طلع هالولد اللي بأحلامي دايم وكنت اشوفه قدامي بملابس ممزقة وشعر منفوش! نظراته كانت حزينة وبائسة..قال بنبرة واهنة وصوت راجف

"انا بدمر عائلة الكلاب ذول كلهم! وبردها في جروهم!"

جرو؟ طالعت لظهر فهد..وقلت بنبرة راجفة اتمنى انه ما يكون نفس اللي ببالي! ونظرات غريبة

"انت هو؟"

قام فهد ونزل الدرجتين يطالع لي منصدم من اللي بيدي، وقلت له

"انت اللي قلتها! انت قلت بتدمر عائلتنا!"

اتسعت عينه وقال وهو يبعد عني وانا نزلت السكين

"وش قاعد تقول؟ انا مو فاهم لكن نزل هالسكين وخل نتكلم"

دخلت السكين بجيبي الخلفي وقلت وانا انزل عنده واطالع لعيونه الذابلة، كان لابس برضو بلوفر زيي لكن حقه اسود وانا ابيض، هو انا المجنون لأن الشتا برد والبس ابيض وجنز اسود مو صاحي وهو كان لابس رمادي بعد..قبوع البلوفر فوق راسه وعينه ذكرتني بعين امي! اكيد هي اخته!

"انت اخوها صح؟"

تنهد وغمض عيونه وطالع لفوق للسما اللي تمطر، ثم قال لي وهو يتراجع خطوة ويقرب خطوة برجله

"انا أخوها من أمها وأبوها!"

وطيب؟ ليه قالوا انك ميت؟

"وليه قالوا انك ميت"

طالع لي، وعبر صمت مشحون بيننا الأثنين..المطر صار اقوى وهو لا يزال صامت وانا انتظره! واخيرا قال

"ابوك السبب"

قلت بغضب ووجهي حمر من العصبية

"لسانك لا ينطق ابوي بشر! امي ومشيناها لكن ابوي تلعب على مين انت!"

قرب مني وقال بغضب

"اسمعني خالد! امك وابوك مو ملائكة اذا جيت تدافع عن اهلك تذكر فعايلهم! اذا جيت تعاتبني على اللي اسويه فيك تذكر فعايلهم! اثنينهم آذوني واثنينهم دمروا حياتي وانت تجي تقول ليه اكرهك؟ لأنك ولدهم! انت ما تدري وش سوو فيني وكيف خلوني وانا صغير كلي دم ونشروا إشاعة موتي! تدري وش صار بعدها؟ ما تدري قد ايش انا حاقد! لا تحكم دون ما تعرف الحقيقة كاملة"

انتهى كلامه وهو يرجع لورا ويطالع جنبه، قلت وانا اقرب منه راد على كلامه حرف حرف وطالع لي بملل

"انا مو داري وين الله حاطني فهد! انا ما اخترت اكون ولدهم مهما سوو انا ابقى بريء من اللي سويته فيني! اذا انت مريض نفسي روح في اطباء مالين الرياض شف لك افضلهم بدل ما تنفصم عندي هنا!"