37

1.4K 69 256
                                    

..

وعلى اذان الفجر كان ابراهيم جنب خالد وواقفين قدام باب، اثنينهم يناظرون الباب بدون اي صوت! لين تنهد ابراهيم ورفع يده وطق الباب ثلاث مرات، حس خالد برجفة ابراهيم الخفيفة! ومسك كتفه وشد عليه كأنه يشجعه! استجمع قواه وقت ما سمع صوت مقبض الباب يتحرك! وانفتح! طلع ابو ابراهيم لهم الاثنين وملامحه مليانة حزن وغضب مكبوت! طالع ابراهيم لتحت وثلاثتهم قعدوا ساكتين! استنكر ابراهيم هالشي من ابوه قليل الصبر لكنه اخذ نفس عميق وزفره، وتكلم بهدوء

"يبه! ارجوك يا يبه! لا تتغير علينا!"

على الرغم من ان عقل ابراهيم مليء بالأفكار! والكلام! بس هذا اللي طلع معه! ونبرته ابدا ما كانت خالية من التعب! ابتسم ابو ابراهيم بهدوء وقال

"ابوك تعبان يا ابراهيم! تعرف وش يعني؟"

امتلأت الدموع بعيون ابراهيم! هالكلمة كان وقعها قوي على اي ابن! حتى لو كان ابوه عصبي! شرير! اي ما يكون! تبقى توجع!

"يبه انا اساعدك!"

على الرغم من ان ابو ابراهيم وقتها كانت مشاعره طاغية عليه ومو بوعيه تمامًا! لكنه كان صادق!

"انا اعاونك بكل اللي تبيه! بس لا تتغير اكثر من كذا!"

رفع ابو ابراهيم يده الخشنة جهة ولده، ابراهيم غمض عيونه ظنًا منه انه بيلقم كف! بس انصدم واندهش وتعجب يوم سحبه ابوه وضمه! تمسك فيه وضم ابوه هو الثاني! وتكلم

"لا تضرب! لا تعصب! لا تتغير!"

ابتعد خالد خطوة، وشافه ابو ابراهيم وابتسم له بإمتنان! لولا صنيع خالد ما صار اللي صار! ابتسم خالد برضوا وابتعد خطوات عنهم وراح! دخل يدينه الباردة بجيوبه وتنهد! خالد استطاع انه يصلح بين الأثنين! ساعد ابراهيم في الخفاء! استقبال ابو ابراهيم لهم كان بفضل الله ثم خالد اللي كلم الأب! وفهمه! وشرح له! خالد دائما ما يجاهر بالفضل اللي سواه! ويخفيه بينه وبين ربه! على الرغم من مشاعره يوم شاف ابراهيم عنده اب ويحبه رغم قسوته! شعر بالنقص؟ شعور غريب! لكنه اخفاه بأنه يبتسم! ويدعي لأبوه بالرحمة!

وعلى هالموقف! ابو ابراهيم اعتدل أيام! ورجع في آخر الأشهر يتغير! ابراهيم مستحيل ينسى هالموقف! يوم ضمه ابوه قدام باب البيت وعمره 16 سنة! وعلى الرغم من اذى ابوه الشديد له لا يزال يحبه! على الرغم من رميه له خارج البيت! الا ان ابراهيم ما يقدر ينسى كلمة ابوه! شكى له! انه تعبان! ما قدر يتجاوز هالكلمة ويكمل حياته! ابوه تغير لأسباب كثيرة! وحالف يرجعه نفس اول! كذب على العيال وقال انه كاره ابوه! بس ابدا! ولا عمره كره ابوه! والشخص الوحيد اللي يفهمه من نظراته وعارف خفاياه! هو الشخص نفسه اللي شهد الموقف قبل سنتين!

هو نفسه خالد

..
ليلة الثلاثاء..10:12م

مرت ستة أيام..

" تَـبَـدُّدْ "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن