..
مادري وش صار بس فجأة حصلت نفسي واقف على طريق سيارات قديم وحولي مباني كثيرة مكسرة ومافي اي نور الا نور غريب جاي من قدام، طالعت جنبي وشفت العيال جميعهم واقفين حولي ونظراتهم قلقة ومتوترة وأشكالهم محتلفة شوي! شفت الخوف بعيون راكان وشفت الغضب بعيون ابراهيم! راشد كان قلق وخايف وعادل برضوا خايف ويرجف! منصور وسالم وعبيد كلهم على اعصابهم ووجيهم مليانة خوف وقلق وغضب! يامن بينهم وكنت انا وسطهم كلهم! بعيدين عني من متر لكن كلهم يناظرون لجهة معينة! قدامهم وطالعت انا وشفت ادريس ورجاله كلهم واقفين واضواء سياراتهم اللي وراهم غمق ملامحهم وقدرت اميز ادريس وكم شخص مألوف!
بس اللي طالعت له لمدة طويلة ولا ازحت عيني هي هيئة فهد اللي كانت واقفة في صف ادريس! انصدمت! وكنت ابكذب عيني لكن كان واضح انه هو! وما صدمني اكثر من هذا الا احمد اللي فقدته بيننا وكان واقف جنب ادريس بالضبط ويناظرني بنظرات غريبة كأنه مو احمد اللي اعرفه! مشاعري متضاربة! انا ليش طحت من فوق؟ كنت خايف على يامن بس! كيف صاروا العيال كلهم هنا؟ ناقص اشيل همهم؟ ابتسم لي ادريس وقال كلمة ما قدرت اسمعها حتى مع ازعاج سياراتهم! بس اللي لاحظته عقب جملته! ان رجاله كلهم رفعوا المسدسات واطلقوا على العيال طلقات متتالية بدون توقف لأكثر من ثانية ووقفوا!
انا صرخت بأقوى ما عندي واقطعت حبالي الصوتية وانا اقول لا! طالعت للعيال اتمنى يكونون بخير! ماني مستوعب اي شي قاعد يصير هنا! شفتهم كلهم يطيحون واحد ورا الثاني وبسرعة! شفت ابراهيم ينصاب برصاصة على عينه طيحته على الارض والدم طار بالسما والارض امتلأت دم! طحت على رجولي وانا اشوف العيال كلهم يموتون! وانا اعنيها! يموتون! الرصاصات تجي بأماكن تفقدهم حياتهم! طالعت لراكان الوحيد اللي كان واقف ولا جاته اي رصاصة! الباقي طاحوا! انا اول واحد جثيت على ركبتي واشوفهم ينصابون!
والله!
يا ان الطلقات اللي صابتهم كأنها صابت صدري كلها!
ما كنت حاس بدموعي وهي تنهمر دون توقف وطالعت للشخص الوحيد اللي ممكن احميه! قمت ورجلي بالموت تشيلني! وكنت بجي قدامه واضمه قبل يجيه اي شي! كنت متأكد انه ما بيقول شي لأن اصلا راكان اناني ويحب نفسه! مستحيل يضحي بحياته مقابل شي! هو ما يضحي بدرجاته عشان يضحي بحياته اصلا!! لكن صدمني يوم ابتسم لي ابتسامة صادقة وقال لي الكلمة الوحيدة اللي قدرت اسمعها واستوعبها في هذا المكان
"آسف خالد! والله اني آسف بدال الناس اللي تقابلهم كل يوم!"
بس قالها ودفني بقوة وطحت! ودخلت راسه رصاصة طيحته على الارض والمكان صار كله دم! كنت اناظر للعيال والوضع اللي هم فيه! وين اودي وجهي؟ وش اقول لأهلكم؟ ليش يصير معاي كذا؟ طالعت لأدريس بحقد دفين! بس انصدمت من احمد اللي عالأرض وكله دم! مات! صرخت بأقوى ما عندي بصوت مليان حزن وقهر عاللي صار لي واللي بيصير لي! صرخ خالد بأقوى ما عنده وصوته كان مخنوق والدموع بعيونه ما يستوعب ليه يجيه هذا الضغط والهموم هذي كل يوم؟ ليه ما يقدر يرتاح؟ وش ذنبه عشان يصير له كل هذا؟ هل لأنه ابن لينا او 'امل' زي ما يجاوبه الكثير من اللي يكرهونه؟ بسبب هالشي فقد اعز الناس له! ما صارت تفرق معه اذا مات!
أنت تقرأ
" تَـبَـدُّدْ "
Ficción Generalحِينَما تتبَددُ الغيُوم، سيّتضِحُ كُلّ شَيء! .. عاميّة - مكتملة