..
صبح الأثنين..4:23صمادري ليه طلعت مني ردة الفعل هذيك وانا داري ان الرياض تسحبني لها! قبل اسبوعين تخيلت شعوري وانا ارجع للرياض! وقلت اني ببداية الطريق، ليش احسني قلت هالكلام امس؟ ليش الوقت كان يجري؟ بالنهاية اضطريت اني الم اغراضي! ما كنت ابغى اترك سريلانكا وكنت اتجنب فكرة اني في نهاية المطاف راجع للرياض يعني راجع لها! سواء اليوم او بكرة! طالعت للعيال قدامي ولراشد جنبي مسترجع اللي صار، وقتها رحت بعيد داخل غابة! والعيال لحقوني بس ما خليت اي احد منهم يقرب مني وكنت اخاصمهم واسبهم! قلت لهم روحوا واتركوني! وكانت بتوصل للضرب!
انا هدأت نفسي بنفسي!
واجبرت نفسي اتجهز واجهز ياسر! طفشت من الزعل! ياخي ليت الموهبة القديمة بعدها معي! كنت بمجرد ما افكر اني انسى حزني يختفي! الحين اجاهد عشان انساه ومع ذلك لا يزال ناشب لي! كنت متأكد اني بمجرد ما اشوف الرياض وبرج المملكة من فوق بصيح! كنت احاول اجهز نفسي للحظة ذي عشان ما اصيح! كنت خايف ومتوتر من ردة فعلي! طالعت للخريطة على الشاشة قدامي، خلاص ما بقى شي واشوفها! اللمبات مقفلة للحين واغلبهم نايمين! بلعت ريقي وعيني مثبتة على الدريشة وكأني ابغى اشوفها بسرعة واريح نفسي! قاعد اشوف سحاب الحين!
وحينما تبددت الغيوم! اتضحت الرياض وانوارها!
كان شعوري غريب! كأني مشتاق؟ مو انا اللي كنت شوي واصيح زي البزران عشان ما ارجع لها؟ حسيت بإنتماء؟ وشوق؟ على ايش؟ مشتاق للأذى يعني؟ مادري! كل اللي حسيت فيه اني مشتاق! مشتاق لأمي! او لقبرها ما يهم! اشتقت لها! ارتبطت الرياض بأمي! على الرغم من اللي لقيته بهالمدينة الخايسة الا اني ما اعرف نفسي الا فيها! انا مستعد كليًا اواجه كل شي اشوفه! بكل قوة وبكل ثبات! يكفي لعب الأولاد طوال الأسبوعين الماضية! انت صرت 18 وعليها بالفعل! انتهى زمن الرخا! وجا وقت الجد! اللي فيه بفهم كل القصة من منظور مختلف!اشتغلت الانوار وربطنا الحزام! وهبطت الطيارة وشفت برج المملكة من بعيد كأنه يطالع فيني، ويضحك على حظي! كلخرا بالله! وبرج الفيصلية! اتذكر بالضبط اللحظة اللي ابعتدت فيها عن الرياض وكيف كنت مبسوط! ليش احسني الحين مبسوط بعد؟ وقفت الطيارة وبعدها تمشي وانا هادئ تمامًا، كانوا العيال يطالعوني منتظرين ردة فعل اقوى من كذا عقب الفلم اللي سويته بسريلانكا! بس كل اللي صار اني بعد ما وقفت الطيارة فكيت الحزام، واخذت شطنة الظهر من فوق ومشيت بهدوء، ولا يزالوا ينتظرون ردة الفعل اللي توقعوها!
مشينا من المطار وكل واحد اخذ شطنته، وبعد قروشة المخرج طلعنا عند المواقف! وقفت اول ما خرجت من المطار فوق صبّة المفروض تكون عشان محد يطيح من المترفع عند بوابة المطار، ومددت يديني وطالعت فوق! وغمضت عيوني واستنشقت هواء الرياض! اخذت نفس عميق وزفرته بينما العيال ساكتين ومصدومين بنفس الوقت! ضحكت بسعادة على رجعتي! احسني مجنون! تعرف يا خالد؟ انت اطلق مجنون يشيخ! ما يهم كيف انت تضحك ولا تبكي ولا تشوف اشخاص مب حقيقين! اهم شيء ان ربك معك!
أنت تقرأ
" تَـبَـدُّدْ "
General Fictionحِينَما تتبَددُ الغيُوم، سيّتضِحُ كُلّ شَيء! .. عاميّة - مكتملة