كنت أمسح على وجه الوسن وألعب بشعرها وهي تستنشق ثيابي ووجهي وهذا طبعها كلما غبت عنها لأيام فيبدوا تشتاق لي وتفتقدني عكس سميتها التي تكره رؤيتي
قربت شفتاي من أذنيها فتبثثْ مكانها فابتسمت لأنها اعتادت على هذه الحركة مني وباتت تفهم أن معناها حديث خاص بيننا
حضنت وجهها بذراعي وهمست لها " والدتي تقول لي تزوجها , صدقي يا الوسن أتزوجها وأنا مجروح منها حد الألم وهي تكره حتى رؤيتي وتكره مي والمزرعة
هل تريدي رؤيتها يا الوسن ؟ هل تريدي رؤية فارستك , هل توافقي أنتي "
بقيت ثابتة على حالها رغم أن كلامي انتهى وأني أبعدت رأسي عنها وكأنها تنتظر المزيد فابتسمت وقلت بصوت منخفض وأنا أمسح على شعرها الأسود " يبدوا أنك موافقة لكن لعلمك ستكرهك أنتي أيضا لأنك تخصينني "
رن حينها هاتفي في جيبي فأنزلت الوسن رأسها له وبدأت تحرك سترتي بفمها جهة الجيب الذي فيه الهاتف في حركة لأول مرة تفعلها فابتعدت عنها وأخرجت الهاتف لأصدم بالاسم في الشاشة ... وسن تتصل بي أنا نواس وفي وقت جامعتها !!
*
*
خرج نزار وترك دمارا خلفه ليس على الأرض فقط بل وفي عينا سما الدمعتان ونظراتها المصدومة على المجسم الذي تحول لقطع على الأرض ثم سرعان ما بدأت دموعها تتساقط عليه الواحدة بعد الأخرى فقلت بهدوء " سما لا تغضبي منه فهو فهم الأمر بشكل خاطئ "
قالت ونظرها لازال حيث هديتها المتحطمة " انكسر يا خالتي رفض هديتي وكسرها وصرخ بي أيضا , أقسم لم أشتريه بنقودي وكنت عند وعدي له "
تنهدت وقلت " أعلم يا ابنتي ونزار الأحمق سيعلم بخطئه "
غادرت من فورها مسرعة ولم أسمع سوى خطواتها الراكضة تصعد السلالم , أمسكت بهاتفي واتصلت به كثيرا ولا يجيب
اتصلت بسما أيضا وبالتأكيد لن تجيب علي ولم يرجع نزار حتى وقت متأخر والحال هنا كما هو عليه الزجاج وقطع المجسم في كل مكان والكعك والحلويات مكانها لم يقربها أحد
بعد منتصف الليل سمعت صوت باب المنزل انفتح وخطواته تتوجه جهة السلالم فقلت " نزار تعال لا تصعد "
وقف عند الباب ونظر للأرض حيث حطام المجسم ثم نظر لي فقلت بضيق " ما هذا الذي فعلته يا نزار "
أشاح بوجهه للجانب الآخر متضايقا ولم يتحدث فقلت بحدة " هل هذا ما تستحقه منك وهي التي تعبت لتحصل على الهدية
ووقفت طوال اليوم تعمل في المطبخ لأجل حفل بسيط لك ولم يتذكرك غيرها أحد , هل هذا جزائها لأنها جمعت مصروفها وحرمت نفسها منه واستلفت من صديقتها لتشتري لك الهدية دون أن تخلف بوعدها لك "
نظر لي وقال بضيق مشيرا بإصبعه على حطام المجسم " هل تعلمي كم ثمن هذا يا أمي أي صديقة ستستلف منها ثمنه "
قلت بجدية " نزار سما لا تكذب وأنت تعلم ذلك جيدا "
فتح فمه ليتحدث فقلت بضيق " مالا تعلمه يا حضرة المهندس أن هذا المجسم تقليد عن الأصل وثمنه لم يتجاوز المئة ثم هي أموالها ومن المفترض أن لا يحاسبها عليها أحد ورغم ذلك احترمت وعدها لك "
غادر متضايقا فقلت منادية " انتظر "
التفت لي فقلت " لا تتحدث معها الآن "
قال " لن أتحدث معها أبدا فمهما كان ما كان عليها أن لا تمد يدها لأحد "
قلت بضيق " نزار ما بك وكأنك تبحث لها عن الزلة , ثم لا تنسى أنها تمد يدها لك أيضا رغم أنها تملك أموالا تكفيها لباقي حياتها ويزيد فلما أنت لا بأس وغيرك لا وبأي صفة وهل بضنك وحدك لديك كرامة وعزة نفس "
قال بضيق أكبر " أمي لاحظي أنك بتِ تنتقدينني في كل شيء أفعله أو أقوله يخص سما "
قلت ببرود " لا تتهرب من خطأك في حقها واعترف ولو بينك وبين نفسك "
غادر دون كلام فقلت بصوت مرتفع ليسمعني " نزار لا تتحدث معها عن أي شيء وأي كان "
ثم اتكأت على السرير بعدما انتهى الحفل الذي لم يكن مخططا له هكذا أبدا ولم يطفئ أحد حتى النور
بعد وقت غلبني النعاس واستيقظت على صوت حركة في الغرفة ففتحت عيناي فكان نزار يجمع قطع المجسم من الأرض ويضعها على القاعدة الخشبية المخصصة له
فقلت بهدوء " أتعلم كم مرة سألتني سما بالأمس قائلة : ترى هل ستعجب هديتي نزار "
وقف ينظر لي بصمت فقلت " لقد جرحتها بما فعلت , لا وصرخت بها واتهمتها بالكذب وإخلاف الوعد وبأنها تتصدق بأموالها علينا , لو كنت مكانها لما سكت لك وقتها ولقلت لك بصحة وجه : ولما تتصدق عليا أنت بمالك "
عاد منحنيا للأرض يجمع باقي القطع وقال ببرود " أخطأت يا أمي وإن كنت مخطأ في حقها فهي أخطأت أيضا "
قلت بضيق " نعم أخطأت في أن تذكرتك في عيد ميلادك "
حمل حطام المجسم خارجا به بصمت فقلت " خذ الكعكة للثلاجة فلا أحد سيأكلها وأطفأ النور "
غادر به ثم عاد وحمل الكعك والحلويات والكؤوس وكل ما كان على الطاولة وأطفأ النور وغادر دون حتى أن يقول لي تصبحين على خير
ثمة أمر ما يضايق نزار هذه الأيام وها هو نفث كل ضيقه في المسكينة سما , كل ما أخشاه أن تصدق ظنوني حيالها فهو لا يكن لها أكثر من شعور المسئول عنها
* *
سجنت نفسي في غرفتي ولا شيء سوى البكاء ولست أعلم أبكي هديتي التي تحطمت أم تعبي من أجل الحصول عليها أم جرحه لي بما فعل , لما لا أتقبل هذا منه !
لما حين كان يصرخ بي مدير المدرسة أو حتى جابر ذاك اليوم لم أشعر بهذا الكم من الحزن والألم !
هل صحيح ما قالت خالتي وأن من يحب شخصا لا يحتمل منه الجرح وسيكون مختلفا عن غيره في كل شيء !
لا أعلم كم ساعة بكيت الليلة , كل ما أعرفه أني بكيت لوقت طويل جدا كبكائي ليلة نمت في منزلنا وحيدة , بكيت بحرقة أدس وجهي في الوسادة حتى نمت ولا أعرف كيف ولا متى
استيقظت وقت الفجر ورأسي يؤلمني بشدة من كثرة بكائي وأشعر بمعدتي تؤلمني أيضا , صليت بصعوبة ثم عدت للسرير ولم أنم بعدها أبدا وفات وقت المدرسة ولم أغادر سريري
إنه موعد دورتي الشهرية وحين أكون منزعجة أتألم منها كثيرا , غادرت السرير دخلت الحمام وعدت له من جديد
عند العاشرة سمعت طرقا على الباب فاختبأت تحت اللحاف ولم أجب , تكرر الطرق عدة مرات ثم انفتح الباب وبعد لحظة وصلني صوت نزار قائلا " سما المدرسة لا ذنب لها "
نزلت دمعتي ، ولم أتكلم فقال " والدتي منشغلة عليك , على الأقل انزلي لتطمئن "
قلت من تحت اللحاف " متعبة قليلا "
لاذ بالصمت لوقت ثم قال " هل آخذك للمستشفى "
قلت بهمس " لا "
لم اسمع بعدها سوى الباب يغلق وعدت لبكائي من جديد يبدوا مستاء مني من نبرة صوته فما ذنبي أنا وما الذي فعلته أستحق عليه كل هذا
كنت أتألم كثيرا ولم أستطع مغادرة السرير لأعد الطعام كي لا يعتقد أحد منهما أني أتعمد ذلك فقط لأني غاضبة وكأني أمن عليهم بخدمتي لهم
بعد وقت سمعت الباب ينفتح من جديد ثم صوت عجلات كرسي خالتي المتحرك يقترب مني وصوتها الحنون يقول " سما هل أنتي مستيقظة "
أبعدت اللحاف وجلست وجمعت شعري المفتوح جانبا , كانت أمام سريري بكرسيها المتحرك ونزار يقف خلفه
نظرت ليدي في حجري وقلت " آسفة خالتي ، كنت متعبة ولم أستطع النزول لك "
أمسكت يدي وقالت " وجهك متعب جدا ما الذي تشعرين به "
نظرت لها ونزلت دموعي من فورها ودون شعور فمسحتها وقلت " معدتي تؤلمني كثيرا "
مسحت بظهر أصابعها على خدي وقالت " ومن معدته تؤلمه يبكي هكذا !! "
خرج حينها نزار وتركنا لتنزل دموعي مجددا وأمسحها بسرعة فتنهدت وقالت " متعبة أم غاضبة منه "
نظرت لها ثم نظرت للأسفل وقلت بصوت منخفض " هذا موعد دورتي الشهرية وتؤلمني كثيرا ونزار يبدوا هو الغاضب وليس أنا "
قالت بضيق " ليس غاضبا هو فقط لا يريد أن يعترف بخطئه "
عدت بنظري لها وقلت " هل أخطأت حقا يا خالتي , قولي أنتي "
قالت بهدوء " لو فعلتِ كما ضن تكونين مخطأة "
نظرت لها بعينان دامعتان وقلت " لكني لم أفعل ذلك أقسم لك "
هزت رأسها بنعم وقالت " أعلم وأخبرته أيضا فتحول لومه على أن تطلبي النقود من صديقتك "
قلت بحزن " لكني لم أطلب منها بل هي من عرضت علي مساعدتها وأخبرتها أني سأعيدهم لها من مصروفي "
تنهدت وقالت " نزار يبدوا مستاء ويتضايق من كل شيء لا تغضبي منه سيعود لطبيعته ويدرك خطأه "
رفعت شعري خلف أذني وقلت " لست غاضبة منه "
قالت مبتسمة " اتصلت بدعاء ستأتي لتراك هي ممرضة لكنها جيدة "
هززت رأسي بلا وقلت " لا أريد خالتي لا أريدها "
قالت باستغراب " ولما يا سما ! ستكتب لك اسم علاج يفيدك "
قلت بتذمر " لا أريد لا , ثم هي ممرضة ما سيفهمها في الأدوية "
مسحت على يدي وقالت " حسنا لن تأتي مادمت لا تريدين سأسألها عن شيء ينفع وأوصي نزار يحضره من الصيدلية "
عدت للإضجاع على السرير وغطيت رأسي باللحاف أبكي فسمعتها تقول " سما يكفي بكاء هل تريدي أن تقلقيني عليك "
جاء حينها صوت نزار قائلا " هيا يا أمي سأنزلك لغرفتك وسما تجهز نفسها لآخذها للمستشفى "
قلت من تحت اللحاف " لا أريد سأكون بخير "
قال بضيق " لست غاضبا منك يا سما سنذهب أو سأغضب حقا "
ثم لم أسمع سوى صوت عجلات الكرسي خارجا به إذا كان هنا ويستمع لكل ما نقول
جيد أني لم أخبر خالتي عما كان يزعجه لسمعني ووجد شيئا جديدا يلومني عليه وأكون أستحق حينها فتلك أمور تخصه لا يحق لي قولها
غادرت السرير غيرت ثيابي ولبست حجابي الأبيض ونزلت للأسفل فوجدته ينتظرني أمام غرفة والدته عند أول السلالم
فأرخيت نظري ونزلت دون أن أنظر إليه وسار هو قبلي جهة الباب وخرج وأنا أتبعه
ركبنا السيارة وأنطلق ونحن في صمتنا سوى من الأوجاع التي تزداد علي , لاحظت بعدها أنه زاد السرعة فيبدوا لاحظ أني أتألم كثيرا
وصلنا المستشفى ونزلنا ودخل وأنا أتبعه ودخلت لحجرة الطبيب وحدي , وصف لي علاجا وحقنني بالمسكن فشعرت بعدها بالراحة كثيرا ومن ثم خرجت فكان نزار يقف بعيدا ودعاء معه
كان يتحدث بضيق فاقتربت وهما لا يشعران بي لكني لم أستمع سوى لبعض الكلمات وهو يقول لها " لا أريد أن أراها ولا أسمع صوتها فأخبريها أنتي أن كل ما بيننا انتهى فيبدوا لا تريد أن تفهم مني "
نظرت حينها دعاء ناحيتي فالتفت لي نزار وقال " هل نغادر "
هززت رأسي بنعم دون كلام فتحرك قائلا " وداعا يا دعاء وشكرا لك "
سار معطيا ظهره لنا فنظرت لها فكانت تنظر لي نظرة غريبة لم أفهمها ثم ابتسمت بسخرية وغادرت في صمت
لحقت بنزار مسرعة لأدركه وتركت ترجمة تصرفات المدعوة دعاء فلازلت مؤمنة بكلام والدتي حين كانت تقول لي دائما أن الأخيار يدافع الله عنهم وأن الأشرار هم من يخسرون في النهاية ومهما طال الزمن
أجل الآن فقط فهمت ما كانت تقصده من كلامها معي سابقا , هي تخاف أن يحبني نزار وتبدوا تحبه لكن ترى ما علاقتها بخطيبته السابقة فيبدوا كانا يتحدثان عنها
وصلنا السيارة ركب وركبت بعده وانطلقنا عائدين وبعد مسافة قليلة نزل للصيدلية وأخذ لي العلاج ثم عاد للسيارة ركب ووضع الكيس في حجري ثم انطلقنا
قال بعد قليل ونظره على الطريق " كان يفترض بك أن تخبريني أنا أنك تريدين نقودا يا سما "
أنزلت رأسي وقلت بحزن " كنت سآخذها منك على أية حال فأنا كنت سأرجعها لها من مصروفي الذي تعطيه أنت لي "
سكت قليلا ثم قال " أنا آسف كنت منزعج من بعض الأمور وأزعجتِني كثيرا بما فعلتِه "
نظرت جهة النافذة وقلت " لم يكن أمامي وقت أجمع فيه المال وأردت أن أشعر أني أنا من اشترها لك وليس من مالك أردت شكرك ولو مرة واحدة على ما تفعله من أجلي "
قال بانزعاج " مالا تعلميه يا سما أني أنا من يلزمه شكرك على كل ما تفعليه من أجلي ووالدتي "
نظرت له وقلت " هذا يجرحني أيضا كما يجرحك أن أدفع من مالي عليك "
أوقف السيارة أمام المنزل ونظر لي وقال بابتسامة صغيرة " إذا لنتفق أن لا يجرح أحد منا الآخر في هذان الأمران "
هززت رأسي بحسنا مبتسمة ونزلت من السيارة ودخلنا المنزل معا , ترى هل من علامات الحب أيضا أنك لا تستطيع أن تغضب ممن تحب وتسامحه بسهولة ما أن يعتذر منك !!
دخلت وتوجهت لغرفة خالتي فورا فمدت يدها لي مبتسمة فاقتربت منها وجلست بجوارها فاحتضنت كتفي وقالت " كيف تشعرين الآن "
قلت بهمس " جيدة "
وقف نزار عند الباب وقال " سأخرج من العاصمة لأزور الشركة التي يعمل فيها حسام لآخذ لهم الخرائط التي رسمتها "
قالت خالتي مبتسمة " وفقك الله بني "
قال مغادرا " لا تفتحي الباب لغير جابر يا سما وكان من يكون " نظرت لي خالتي وقالت " يبدوا تصافت الأمور "
هززت رأسي بنعم ثم قلت " ما قصة الخرائط "
قالت " حسام تحدث مع صاحب الشركة فهو والد صديقه وسيتعاملون مع نزار ليرسم لهم لو أعجبهم أدائه لذلك هو يعمل عليها منذ أيام "
قلت بهدوء " لكنه ذهب دون أن يتناول غدائه وأنا لم أعد شيئا "
قالت مبتسمة " لا تقلقي عليه سيأكل في الخارج "
وقفت وقلت " إذا سأعد الطعام لنا وأنظف المنزل "
أمسكت يدي وقالت " اذهبي لغرفتك لتنامي وترتاحي فلازلت متعبة "
قلت مبتسمة " لم أعد متعبة سأطهو الطعام حالا "
خرجت من عندها أعددت الغداء ثم بدأت بتنظيف المنزل نظفت الصالة والحمام ثم صعدت للأعلى رتبت غرفتي ثم دخلت لغرفة نزار وفوجئت بالمجسم قد أعاد تركيبه كما كان فقط بدون الزجاج فوقه
اقتربت منه ولمسته فكان تابتا تماما فيبدوا أنه ألصقه بالغراء , لفت انتباهي صندوق بجانبه فتحته فكان فيه ساعة رجالية
قلّبت الصندوق كثيرا ولم يكن مكتوبا عليه شيء وحين أعدته مكانه لاحظت البطاقة المقلوبة في مكانه على الطاولة فرفعتها فكان مكتوبا فيها ( كل عام وأنت بخير يا نزار ...... دعاء )
شعرت برغبة كبيرة في تحطيمها ورميها في القمامة لكنه سيعلم أنها أنا لكنت فعلتها دون تردد , نظفت بعدها الغرفة وكويت له ثيابه ورتبتها في الخزانة وجمعت الأوراق من الأرض لأضعها في سلة المهملات
ففوجئت بهدية مغلفة لم يفتحها مرمية بداخلها فرفعتها أنظر لها باستغراب ترى من أهداها له ولما يرميها دون حتى أن يفتحها !
فتشت في السلة فوجدت بطاقة صغيرة ممزقة لأربع أجزاء أخرجتها وتوجهت بها للطاولة جمعتها فكان مكتوبا فيها ( كل عام وأنت بخير يا نزار ومن أجلي وحدي فقط )
جمعتهم من جديد ورميتها في السلة وقلت بضيق " غبية , من أجلك أنتي فقط يكون بخير يا وقحة "
خرجت من الغرفة ونزلت لخالتي تناولنا الغداء معا ثم قلت " لما لا نقرأ قليلا في الرواية أنا متحمسة لها كثيرا "
قالت بعد ضحكة " هذا سيكون جزء الليل ولن نقرأ الليلة "
قلت بابتسامة " ندعه لليل إذا "
رن حينها هاتفي فكانت بتول فأجبت عليها فقالت من فورها " مرحبا سما أين أنتي لم تأتي اليوم "
قلت " كنت متعبة قليلا وأنا الآن أفضل "
قالت بصوت مبتسم " حمدا لله على سلامتك إذا ظننت صاحب الهدية قتلك "
قلت بابتسامة صغيرة " من أين تأتين بهذه الأفكار "
قالت ضاحكة " اعتني بها جيدا وأوصيه عليها ، فلست تعلمي ما عانيته بسببها "
قلت بإحراج " أنا آسفة حقا يا بتول إن سببت لك مشكلات "
قال مباشرة " أبدا لا تفكري في الأمر ووداعا الآن ونلتقي بعد غد "
قلت بهمس " وداعا "
*
*
" ماذا تعني بهذا يا دعاء "
غيرت الهاتف لأذني الأخرى وقلت " أعني ما فهمته جيدا قال ما بيننا انتهى منذ سنوات ولا أريد تجريحها أكثر فلتبتعد بصمت كما في المرة الأولى "
قالت بضيق " هل أحبها لهذا الحد وأفقدته عقله تلك الطفلة "
قلت بتذمر " رهام لما لا تتوقفي عن ذكرها دائما , هو كان بين يديك ويحبك بصدق لكنك أضعته "
قالت ببرود " أنتي صديقتي لما تقولين هذا ثم كان يفترض بك مساعدتي كما وعدتني "
قلت بابتسامة جانبية " فعلت ما في وسعي ولم يبقى سوى الترجي لم أترجاه لكنه بالفعل طوى صفحة الماضي يا رهام "
قالت بضيق " لن تأخذه تلك ولا غيرها نزار لي وسيعود لي كما كان "
لذت بالصمت وما يصبرني أنها لن تستطيع إرجاعه لها مهما حاولت , قد تتمكن فقط من إبعاد سما عنه لكن أن يعود لها ويحبها كما كان فمن سابع المستحيلات
قالت بهدوء " أحمد شقيقي سألني عنك بالأمس ،. وقال أن لديه ما يود قوله لك "
قلت من فوري " مشغولة هذه الفترة ، ولا وقت لدي وداعا الآن هذه أمي تناديني "
ثم أنهيت الاتصال معها وخرجت من المنزل وتوجهت لمنزل نزار طرقت الباب وقرعت الجرس عدة مرات ولم يفتح لي أحد
سيارة نزار ليست في الخارج يعني أنه ليس هنا وتلك الطفلة مؤكد رأتني من عين الباب ولم تفتح لي والمفتاح لم يعد موجودا تحت الدواسة ومؤكد بمخطط منها
أخرجت هاتفي واتصلت بوالدته وهاتفها مقفل , تبدوا تلعبها جيدا سما تلك وأخطر مما توقعت
* *
عند المساء عاد نزار ودخل عليا وخالتي الغرفة وفي يده أكياس كثيرة وقال مبتسما " أعجبتهم جميع رسوماتي وأعطوني فيها ثمنا جيدا وسأتعامل معهم بوقت وعدد محددين وسأجني منه قدرا لا بأس به من المال "
ابتسمت أنا له وقالت خالتي بسعادة " حمدا لله بني , الله لا يضيع تعب من اجتهد "
مد لي بالأكياس التي في يده اليمنى وقال " خديها للمطبخ يا سما فبعضها أغراض من أجل المطبخ ، والباقي أحضريه لنا مع كعكتك للذيذة التي في الثلاجة "
وقفت وأخذت منه الأكياس وقلت بحزن " الكعكة لم تعد صالحة للأكل "
قال باستغراب " ولما !! "
نظرت لخالتي ثم للأرض وقلت " لأن بها قطع كثيرة من الفواكه ومر عليها أغلب الليل خارج الثلاجة ففسد طعمها "
ثم خرجت من فوري وتوجهت للمطبخ رتبت الحاجيات التي أحضرها ووضعت الحلويات في طبق وأخذتها معي للغرفة
كانت خالتي تقلب فستانا جميلا بين يديها أحضره لها فدخلت ووضعت الصينية وقلت بابتسامة " كم هو جميل "
نظرت لي وقالت مبتسمة " نعم ويبدوا ثمنه مرتفع "
فتح نزار الكيس الآخر وهو يقول " لا تفكري في شيء سوى أن يكون على مقاسك "
أخرج من الكيس صندوقا جلديا فتحه وقال " أتمنى أن تعجبك يا سما "
مده لي فكان به عدة كاملة من الأمشاط الخشبية المزينة بالفصوص , أخذته منه وقلت " هذا كثير , لدي ذاك الذي جلبته لي "
وضع باقي الكيس بجانبي وقال " هذا فيه ثياب لك أتمنى أن أكون أصبت في مقاسك "
ثم قال مغادرا " سأصعد لأصلي العشاء وأنام ، فانا اشعر بالتعب في كل جسمي "
ثم غادر من فوره دون أن ينتظر حتى أن أشكره نظرت لخالتي من فوري فقالت بابتسامة " يبدوا خشي أن تردي عليه هديته كما فعل معك "
نظرت للصندوق في يدي وقلت بحيرة " وجدته جمع أجزاء المجسم وأعاده كما كان "
وصلني صوتها قائلة " أخبرتك أنه كان متضايقا قليلا فقط ثم الرجال يا سما والكرماء منهم خصوصا لا يحبون أن يظهروا بمظهر العاجزين عن دفع المال للمرأة ولا أن تصرف عليهم من مالها
الله خلقهم هكذا يا ابنتي والمرأة الغبية فقط من تقتل في الرجل هذه الخصلة التي جبله الله عليها فيتحول الرجل لوحش يأكل مالها ولحمها وتكون هي السبب "
نظرت لها بحيرة فضحكت وقالت " ستفهمين ما أقول يوما هيا أرني ما جلب لك من ثياب وهرب كي لا نراهم أمامه "
فتحت الكيس وأخرجت ما به , كانت بيجامة نوم بيضاء برسوم صغيرة تملأها وبنطلون من الجينز وقميص كانت كلها جميلة وألوانها رائعة
ثم نظرت لآخر ما في الكيس وبعدها نظرت لخالتي فقالت " ماذا هناك غيرهم ؟ لما لم تخرجيه "
أغلقت الكيس وقلت بحياء " ملابس داخلية , كم هذا محرج "
ضحكت وقالت " محرج له أكثر منك لكنه يعلم جيدا انك ستحتاجينها ولا امرأة غيري هنا وحالي تعلمين به "
ثم مدت لي باقي الثياب وقالت " ضعيهم في الكيس وخذيهم لغرفتك وتعالي لنقرأ روايتنا "
ابتسمت لها وأخذت الأغراض فقالت بضحكة " أحضر لي فستانا فقط ولك كيسا مليئا , يبدوا هذه طريقته في الاعتذار "
قلت مبتسمة " قد يكون لأنك لن تحتاجي إلا الفستان "
قالت بابتسامة مماثلة " ممكن "
أعدت الأغراض للكيس وصندوق الأمشاط وصعدت به لغرفتي , دخلت ووضعتهم في الخزانة ثم لفت انتباهي ورقة على الطاولة فتوجهت نحوها وفتحتها فكان فيها نقودا
قرأت ما في الورقة فكان ( أعيدي لصديقتك نقودها يا سما وآسف مرة أخرى ولا تغضبي مني فقط لا أريدك أن تعتمدي على غيري وأنا موجود ولا حتى أموالك أنتي
حتى أعيدك لأهل والدك فكوني متفهمة لموقفي حتى أعيد لهم أمانتهم التي وضعت في عنقي )
حضنت الورقة ونزلت دمعتي فرحا بكلماته واعتذاره وحزنا على نظرته لي كمسئولية وأمانة سيعيدها لأصحابها ثم مسحت دموعي ونزلت لغرفة خالتي , عليا أن أحاول إبعاد هذه الأفكار من رأسي وألتفت لدراستي
وصلت الغرفة أخذت الرواية وجلست وقلت " سنرى اليوم ما سيفعل لها فراس "
قالت ضاحكة " قد تحبه هو في النهاية ويحبها "
قلت بصدمة " هل تحبه وهو يعاملها هكذا !! "
قالت بابتسامة " الحب لا يسأل يا سما فكم من بشر أحبوا أبغض أعدائهم "
قلت بهدوء حزين " ولما لا يسأل ! ألا يحق لنا أن نختار من نحب "
قالت " بلى يكون باختيار قلبك ولن يحب قلبك عبثا لأنه مثلك "
قلت بعد صمت " هل أخبرك إن أحببت شخصا يوما ما "
قالت مبتسمة " إن أردتِ ذلك يا ابنتي سأكون سعيدة به "
قلت باستغراب " ولن يزعجك أبدا "
هزت رأسها بلا ثم قالت بضحكة " إلا إن كان مجرما أو خريج سجون فلن أكون سعيدة "
ضحكت وقلت " ولما أحب مجرما "
قالت مباشرة " لندع الأمر لوقته وهيا إقرائي ، بتركيز هذه المرة وليس كسابقتها "
ضحكت ثم فتحتها حيث وصلنا وقرأت
(( تلعثمت ولم أعرف ما أقول فابتسمت له وقلت " لم أقصد ما فهمت "
قال ببرود " ما قصدتِ إذا يا حية "
سكت بعدها ونظر لأحدهم خلفي فالتفت له فكان ويالا سعادة حظي عمي رياض
نظر لي وقال " ماذا حدث معك يا رُدين كيف كان مشوار السوق "
نظرت لأشرف خلفه عند سيارته ثم نظرت له وقلت " كان رائعا ولن أخرج للسوق مع غيره "
ثم نظرت له فكان يتوعدني ويمرر يده على عنقه بمعنى سأقتلك
فسمعت ضحكة من خلفي فالتفت مصدومة بفراس يضحك
ودخل عمي رياض قائلا " المهم أن تكوني اشتريت ما تريدين "
التفت جهة أشرف ونظرت له بشماتة فقال " سأريك يا حية يا رقطاء "
أخرجت له لساني ودخلت لأشعر بيد تسحبني جهة المجلس وكانت لفراس طبعا
دخل بي هناك وأغلق الباب وأجلسني مرغمة على الأريكة ووقف أمامي واضعا يديه وسط جسده وقال ونظره في عيناي " ألن تقولي الحقيقة "
أزلت حجابي ورميته بعيدا وقلت " أي حقيقة "
قال ببرود " صبري سيكون معك أطول مما تتصوري يا رُدين "
وضعت ساق على الأخرى وقلت " وأنا ليس ورائي غيرك أنت فاجلس نمضي الوقت نتسامر قليلا يا ابن زوجي "
أمسك خصلة من شعري وقال وهو يبرمها بين أصابعه " كيف عرفك والدي ومن أين أتيتِ "
استللت الخصلة من بين أصابعه بقوة وقلت " ابنة صديقه كما أخبركم ووالدي توفي وعمري سبعة أعوام ووضعني عمي رياض في مدرسة داخلية سنوية حتى وقت العطلات لا أخرج منها وبعدما أنهيت المرحلة الثانوية أخرجني وها قد جلبني هنا وانتهى يا حضرة المحقق "
سند قدمه على حافة الأريكة بجانبي تماما واستند بمرفقه على ركبته وقرب وجهه من وجهي وقال " وكيف وافقته على هذه اللعبة السخيفة يتزوجك ليزوجك لغيره "
رفعت كتفي بلامبالاة وقلت ونظري في نظره " لا يهم عندي فلن يفعل عمي رياض شيئا ليس فيه مصلحتي
ثم هو تزوجني ولا تحترمونني ولا تتقبلونني وأنا فتاة يتيمة لا أحد لها غيركم فكيف إن جلبني دون أن يتزوج بي "
قال بنظرة ثابتة على عيناي لم تتغير " ولما لم يختصر الطريق ويزوجك بأحد أبنائه "
نظرت بعيدا عن عينيه وقلت " لا يحق لي أن أسأله وكل ما يريده سأفعله ولن أناقشه "
أمسك ذقني بأصابعه وأعاد وجهي أمام وجهه ونظريلنظره وقال ولا يزال ممسكا بذقني " الحقيقة يا رُدين "
أبعدت يده ووقفت وقلت بضيق " لا تمارس عمل المحققين علي وأخبرتك مرارا إن كان لديك شيء قله لوالدك واسأله عنه "
أبعد قدمه عن الأريكة منزلا لها للأرض واستقام في وقفته وقال واضعا يديه في جيوبه " لم أقتنع بكلامه ولا جوابه "
قلت مغادرة جهة الباب " ليست مشكلتي "
أمسك ذراعي مجددا وأعادني ناحيته قائلا " ولكنها مشكلتي فأحضري لي عقد الزواج أراه بعيني لأقتنع "
أبعدت يده عني بالقوة وقلت " لديه هو فاطلبه منه بنفسك ألا لسان لديك "
قال مغادرا الغرفة " حسنا إذا "
خرجت من الغرفة وتذكرت أن أحد الأكياس وبه الثوب بقيي في سيارة أشرف فخرجت للخارج فلم أجده قيس النساء ذاك فعلها وأخذ الثوب ولن يعيده لي بالتأكيد حتى يمر اليوم
دخلت للداخل وبحثت عن عمي رياض حتى وجدته وطلبت منه أن يتصل به ليحضر أغراضي فلن يقدر عليهم إلا والدهم وبالفعل بعد قليل دخلت الخادمة وقد أحضرته وقالت أنه تركه عند الباب وقال لها تأخذه لي
فأخذت الكيس وخرجت من عنده على صوت رسالة وصلت لهاتفي فكانت من رقم مجهول وفيها ( سأنتقم منك بغيرها يا حية يا رقطاء )
الرسالة منه إذا , أرسلت له ( لا حية سوى جوجو خاصتك عمود النور تلك يا قيس النساء )
ثم أغلقت هاتفي نهائيا وصعدت لغرفتي وعند مقربة المساء كنت جاهزة لأغادر مع عمتي سعاد لحفل الزواج
لبست عباءتي فوق الفستان وحذائي وأخذت حقيبتي وخرجت أركض على صوت منبه السيارة في الخارج يملأ الدنيا بضجيجه , مؤكد ليس عمي رياض أبدا
وصلت للخارج وأنا ألف حجابي فكان فراس واقفا خارج السيارة ويده داخلها ووالدته جالسة في المقعد الأمامي
اقتربت منه بخطوات عادية , لو كنت اعلم انه هو ما نزلت الآن فتح بابه وقال بضيق " ساعة لتخرجي يا سيدة الحسن "
فتحت باب السيارة وقلت وأنا أركبها " ألا يعجبك حسني "
انطلقنا قائلا " أمي أخبري هذه التي جلبتها معك أن تحفظ لسانها خيرا لها "
قلت ويداي وسط جسدي " ومن بدأ أليس أنت "
قالت والدته بضيق " يكفي وأنتم كالأطفال , وارحموا الفتاة كلكم عليها "
تجاهلها وفتح مسجل السيارة على أغنية غربية يردد كلماتها مع المغنية , جميل ظننته لا يعرف حتى أنه توجد أغاني في الحياة
أخرجت عدة الماكياج من حقيبتي والمرآة وبدأت أعدل زينتي فأطفأ عليا الإنارة في سقف السيارة فتأففت وشغلته
فأمسك السرعة فجأة لتسقط جميع القطع من حجري في مكان القدمين في الأسفل وبدأت أتلمس في الظلام لأجدها وقلت بضيق " انظري ما يفعله ابنك بي عمتي سعاد , يكرهني دون سبب "
قالت بهدوء " أمرك لله يا ابنتي اصبري قليلا حتى يزوجك عمك رياض وترتاحي منهم "
قال بسخرية " قد تعجبه يا أمي وترميك خارج منزلك غير مبالية بك " لم استطع احتمال تلك الكلمات منه رغم أني ضد الإهانات وأتحمل كل شيء لكن كلامه هذا كان جارحا جدا
فبدأت بالبكاء دون شعور وقلت بعبرة " أعدني للمنزل حالا ولن أبقى فيه بعد اليوم "
قال بسخرية " نعم ستطلبين منزلا لك وحدك "
قالت والدته بحدة " فراس أسكت حالا وتوقف عن إهانتها تفهم "
تأفف ولاذ بالصمت فوصلنا حينها ونزلت قبل حتى أن تتوقف السيارة جيدا وسبقت عمتي للداخل رغم أني لا أعرف المكان ولم أزره قبلا
كان الحفل في منزل العائلة لكنه كان واسعا جدا , جلست بجوار عمتي طوال الوقت ومزاجي سيء جدا لقد أفسده عليا ذاك المعتوه سليط اللسان
كانت العروس جميلة أو من تأثير المساحيق لا أعلم وكانت تبدوا سعيدة ومعها حق تسعد فهي تتزوج بمن تحب كما فهمت من الجالسة بجواري
ما به حضي أنا هكذا عليا أن أتزوج واحد من أولئك الثلاثة الذين يكرهونني حد الموت ولن أستطيع خذل عمي رياض في أن أتركهم ثلاثتهم أمامي وأتزوج من غيره
رغم أنه لن يمانع , لكن لن تطاوعني نفسي وهو من اهتم بي كل حياتي وكان يتمنى أن أكون زوجة لأحد أبنائه
بعد قليل دخل عريسها وجلس بجوارها ووجهه في وجهها يضحكان طوال الوقت ويتهامسان
أما أنا فكنت كبطاقة التعريف فالجميع يأتي ويسأل عمتي من هذه التي معك ؟ هل زوجت أحد أبنائك ولا نعلم ؟
وكل واحدة تقول وجدتِ عروسا لأحدهم وكادت تقتلني تلك التي قالت ( كم هي جميلة ابنة صديق زوجك وتليق بفراس وكأنها له ) حتى أني كدت أقفز عليها وأخنقها وأفقأ عينيها
وبعدما انتهى الحفل ورقص جميع الفتيات عداي رغم أني كنت قد قررت أن أرقص الليلة حتى تتعب قدماي لكني عفت هذا
كنت واقفة بتململ وعمتي تقول " استهدي بالله يا رُدين وعودي معه وأعدك لن يتكرر ما قاله "
قلت بضيق " قلت لا يعني لا وليأتي عمي رياض أو أشرف أو حتى وائل لأخذي ولن أركب معه أبد الدهر ما حييت "
استغفرت بهمس ثم قالت " سيغضب عمك إن علم بذلك "
نظرت لها وقلت بعبرة " أهانني يا عمتي وجرح كرامتي استحملت منهم كل شيء إلا هذه "ربتت على كتفي ولاذت بالصمت وما هي إلا لحظات ورن هاتفها فقالت " هذا فراس قد جاء ألن تخرجي لنغادر "
قلت بإصرار " لا "
قالت وهي تفتح الباب لتخرج " أخبرته أن لا يأتي هو ولكنه أصر على غير عادته , ما أحبكم للمشاكل "
ثم خرجت هي للخارج تاركة الباب مفتوحا ولم أتحرك أنا من مكاني في الممر الذي يوجد به الباب منعزلا عن باقي المنزل وبعد لحظات انفتح الباب فكان هوا أمامي
تراجعت لأدخل للداخل لكنه أمسك بيدي وسحبني للخارج حتى وصلنا السيارة فاستللت يدي من يده وقلت بغضب " أتركني , قلت لا أريد الركوب معك ألا تفهم "
قال بغيض " اركبي ولا تفضحينا أمام الناس "
بقيت أنظر له فتأفف وقال ببعض الهدوء " اركبي يا رُدين "
قلت بحزن " إلا على موتي "
هز رأسه بيأس ، ثم فتح لي الباب ،. وقال بهدوء " أنا آسف على كل ما قلته لك " ))
أغلقت الرواية وقلت " جيد أنه اعتذر منها لقد أهانها كثيرا بما قال "
قالت بابتسامة " ألا تري أنه اكتشف لعبتهم "
قلت بحيرة " كيف علمتِ "
قالت بذات ابتسامتها " كلامه الآن تغير كثيرا حتى إصراره على المجيء بنفسه رغم أن والدته طلبت منه أن لا يأتي ولكنه على غير عادته أصر على المجيء "
قلت بحيرة اكبر " وكيف علم ! هل حكا له والده أم اكتشف ذلك من تهربهم من حكاية عقد الزواج "
رفعت كتفيها وقالت بهدوء " لا أعلم ، وستكشف لنا باقي الرواية حقيقة ما حدث "
وقفت وقلت " كل مرة أزيد تشويقا أكثر لمعرفة ما سيجري "
قالت بعد ضحكة صغيرة " وهذه هي المتعة فيها , هيا تصبحين على خير فورائك مدرسة غدا "
ابتسمت لها ،وقبلت خدها وقلت " تصبحين عل خير وغدا يوم الجمعة إن نسيتي "
ضحكت وقالت " بالفعل نسيت إذا هو يوم إجازة "
هززت رأسي بنعم ثم أطفأت نور غرفتها وصعدت لغرفتي
وعند الصباح استيقظت ونزلت للأسفل فكان نزار غير موجود وقالت خالتي أنه خرج مبكرا
أعددت الإفطار لنا ثم سمعت قرعا لجرس الباب فخرجت له ونظرت من عينه فكانت فتاة لا أعرفها وأراها للمرة الأولى
عادت لقرع الجرس مجددا ففتحت لها وقلت " مرحبا بما أخدمك يا آنسة "
نظرت لي نظرة غريبة ثم تجمدت نظرتها على السلسال في عنقي وكان السلسال الذي أهداه لي نزار سابقاانتهى الفصل
*❀يتـــ⇓⇓⇓ــبــــــ؏❀*
➖➖➖➖➖➖➖➖
☆☆☆☆☆☆
أنت تقرأ
أوجاع ما بعد العاصفة
Mystery / Thrillerكم حملنا من جراح وحمّلنا الغير إثم وجودها على وجه الأرض وهم لا يعلمون أنها خرجت من عمق أوجاعنا للكاتبة برد المشاعر