مساء الخير للجميع
اسفة اني اتاخرت عليكم
ياريت كله يكتب رايه ف الرواية علشان اكمل نشرها
_______________نرجع ونكمل .........
دخلت وأغلقت الباب ثم توجهت لغرفة والدتي فقالت ما أن رأتني " أين أنت بني شغلتنا عليك "
نظرت حولي وقلت " أين سما ألم تدخل هنا "
هزت رأسها بلا فتركتها وصعدت للأعلى وطرقت على باب غرفتها وقلت " سما افتحي الباب "
لكنها لم تجب فقلت " ظننتك لم تعودي غاضبة وإلا ما دخلت , حسنا لن أعيد ما قلته مجددا "
ثم تابعت بابتسامة " رغم أنه حقيقة "
لم تجب أيضا فقلت " تصبحين على خير "
وغادرت جهة غرفتي استحممت ولبست ملابس النوم ودخلت سريري لكني اتكأت بمرفقي على الوسادة فوقه بدلا من أن أنام , لا أعلم أي حماقات هذه التي أفعلها وكأني أنا المراهق
جلست بكل اقتناع خارج المنزل أنتظر اتصالها وأقنع نفسي بأنها لعبة صغيرة نتسلى بها وبأنه عقاب لها كي لا تغضب ثانيةً من الحقيقة
جلست متكأ على السرير وسندت رأسي بالجدر وغبت بنظري في السقف , ما يحدث معك يا نزار عليك أن تجد له حلا أيعقل أن تُسمع حسام ذاك الكلام وكأنك متيم بها
واليوم كما قالت والدتي مرابط لديها في المطبخ وعيناي لم تفارقانها حتى وهي تأكل
لا تنسى أن لها شخصا تحبه وفي كل الأحوال هي أصغر منك بكثير فتخيل أن تنجرف في مشاعرك أكثر لتصدمك بأنها تريد الزواج بذاك الشخص
لم أتخيلك أنت يا نزار وبعدما رأيته من رهام وعفت الحب والزواج لسنوات طويلة تشغل بالك الآن مراهقة صغيرة وليتها حتى في الثامنة أو التاسعة عشر هي في الخامسة عشرة ويمكنها أن تحب عشر أشخاص في عام
عليا أن أجد حلا لنفسي قبل أن يكبر هذا الشعور في داخلي وأجن وأفعلها وأحبها بالفعل , ولا حل غير ذاك الحل فعليا أن أتحدث عنه مع جابر وأنفذه سريعا وأنفذ بجلدي قبل أن تقع الفأس في الرأس وأكتشف بعد فوات الأوان أني أحبها حقا
أمسكت هاتفي واتصلت به فأجاب من فوره قائلا " أين أنت ووالدتك تبحث عنك "
قلت " في المنزل وبخير أريدك في أمر مهم يخص سما وعلينا أن نلتقي سريعا لمناقشته "
*
*
كان ذاك اليوم كالحلم وسرقه منا فما أن كان منتصف النهار حتى خرج للمهندس الذي جاء من أجل المسبح ولم يدخل إلا مساءا استحم وغير ثيابه وغادر لعمله الذي لا ينتهي
لما لا يكون كل يوم كذاك اليوم لما لا يكون موجودا معنا يشاركنا كل شيء خصوصا بعدما أصبح الأولاد لا يذهبون للمدرسة
التفتت على بكاء ترف وقلت بحدة " أمجد لما ضربتها "
قال بضيق " أخبريها تبتعد عن كتابي "
توجهت نحوها أمسكتها من يدها وأخرجتها معي قائلة " سنذهب أنا وأنتي وحدنا ونتركهما "
خرجت بها وتوجهت لجناحي أرسلت لجابر رسالة كتبت فيها ( ذاهبة لمنزل عمك منصور ) ولبست عباءتي وحجابي ونزلنا سويا وغادرنا القصر
طبعا والدة جابر لم أرها منذ ذاك اليوم فلم أعد أتناول حتى الطعام معها بما أن جابر ليس هنا فلما أجبر نفسي على مقابلتها , ولا أنزل لتجمعات النساء بأمر من جابر طبعا ولن تستطيع مناقشته
والآن لا أستغرب أن تقتلني تلك المتوحشة بعدما فعلته يومها وخصوصا بعدما سمعت المشادة الكلامية التي حدثت بينها وبين جابر بسبب المسبح وفي النهاية ما أراده هو ما حدث رغم أنها يبدوا خاصمته لمدة ولم تكلمه
لا وقالت له بكل جرأة أكلت دماغك ابنة فارس بالقُبل أمام الناس هل تراني قبّلته في الشارع أم أمام الرجال ثم أنا لم أطلب منه فعل هذا هو من فعله من تلقاء نفسه
وهل ترى ابنها هذا يستطيع أحد أن يفرض عليه شيئا فحتى الكلام لا يخرج إلا ما يريد قوله ولو كنت أكلت دماغه كما قالت لعرفت كيف أجعله يتحدث عن مشاعره نحوي أو على الأقل أسمعني شيئا تحب المرأة أن تسمعه
وصلنا منزلهم وفتحت لنا بتول قائلة بابتسامة " مرحبا ما هذه الزيارة المفاجئة أدخلا هيا "
سلمت عليها وحضنتها ترف من فورها تصرخ باسمها فهي المحببة لديها بين الجميع عكس بيسان التي لا تهذى سوا باسم عمتها زهور أو معتصم فهي المفضلة لدى معتصم وزهور المفضلة لديها ،. ويبدوا كما قالت فقط لأنها تشبهها
دخلنا ونزل مصعب ركضا وهو يصرخ " ترف ترف " وكأنهما ليسا أعداء يتشاجران في لحظة
وما أن وصل عندها حتى خرجا للحديقة فورا فهنا لا قوانين صارمة لكن لا بأس ما أن ينتهي المسبح سيكون الخروج لأجله ولغيره وكما أريد فأنا أرى ذاك المهندس والعمال على قدم وساق طوال النهار لينتهي بسرعة
جلسنا عند صالون الاستقبال وقالت بتول " عمر ومصعب لا حديث لهما إلا عن المسبح الذي سيسبحان فيه وكأنه هنا وليس هناك "
قلت مبتسمة " ولما ليس لديكم واحدا , غريب جدا مع هذه الحديقة المليئة بالألعاب "
رفعت كتفيها وقالت " والدي رفض الفكرة ومعه حق فلن نتمكن من أخراجهم منه وسيطلبون السباحة فيه حتى في الشتاء "
ضحكنا معا ثم قالت " أرى صديقه المهندس يعمل عليه طوال النهار يبدوا سينتهي بسرعة "
قلت بحيرة " هل ذاك الشاب صديق جابر "
قالت " نعم أعتقد صديق مقرب له كثيرا فقريبته كانت تدرس معي "
قلت باهتمام " لهذا عرف ترف وكلمها تلك المرة وناداها باسمها "
اقتربت والدة بتول قائلة " بتول اصعدي لشقيقك صراخه وصل إلى هنا "
وما أن رأتني حتى قالت " مرحبا أرجوان لما لم يخبرني أحد أنك هنا "
اقتربت مني وتصافحنا وصعدت بتول من فورها وجلسنا وقلت " أجمل هدية لك أن بتول كانت الكبرى لترفع عنك كل هذا الحمل "
قالت مبتسمة " نعم فأنا لا أرحمها ولا وقت الدراسة فلا أحد لي غيرها "
قلت ضاحكة " سيأخذها زوجها يوما ويتركك للشبان فقط "
قالت مبتسمة " الوقت يبدوا طويلا فهي لا تعترف به زوجا حتى الآن "
قلت بصوت منخفض " عليكم أن تجدوا حلا لهذا فمعتصم يريدها ولن يفكر في تطليقها وإن بقيت على قرارها فسيطلقها جابر منه "
تنهدت وقالت بحيرة " لا أحد يتجرأ على فتح الموضوع أمامها كي لا تعود لحالة الصمت تلك "
نزلت حينها بتول تحمل عدي بين يديها مع رضاعته ومؤكد هي من أعدتها له وجلست معنا وأعطته إياها
فقلت مبتسمة " لو كان لدي شقيق لسبقناهم لك وزوجتك به "
لوت شفتيها وقالت باستياء " لكنت كرهتك حينها كرها أعمى "
ثم ضحكت وضحكنا معها فيبدوا أصبحت تتقبل ولو مجرد فكرة أنه زوجها وأنها متزوجة
*
*
" جرائمه لم تكن قليلة "
ورقت الأوراق بيدي بسرعة ويدي الأخرى مستند بها على الطاولة وقلت " سنرى من عائلات بعض الضحايا رغم أننا قد لا نجني شيئا وهذه المرة أنا من سأراهم بنفسي واثنين من رجالي وفي منازلهم أيضا "
نظر لي للأعلى وقال " لكن بعضهم لا علم لهم بما فعل "
وقفت على طولي وقلت " الميت ميت مقتول أو غيره ، علينا الآن إيجاد الطريقة التي تتركه بها تلك البلاد وتسلمه لنا دون قصة المحاكمة الطويلة العريضة وفي النهاية سيصلون له قبلنا ويقتلوه "
وقف وقال " أنت تعلم القوانين أكثر من غيرك يا جابر ولن يسلموه قبل أن يحاكم ويسجن أقلها عامان "
رميت الأوراق وتأففت وقلت بضيق " عامان نكون أنا وأنت من الأموات يا أسعد "
وضع يده على كتفي وقال " جابر أن تعمل وحدك شيء متعب لك أنظر لنفسك حتى النوم لم تعد تحضا إلا بالقليل منه وأحيانا تنام هنا في مكتبك "
تنهدت وقلت " لا يمكنني الوثوق بأحد يا اسعد غيرك أنت وبعض رجالي فتحركاتنا كانت مكشوفة لهم ونحن كالمُهرِجان نغطي على أفعالهم "
هز رأسه وقال " لو فقط أعلم من وراء كل هذا وبكل هذه القوة , كيف لا يكون لدينا ولا دليل ولا مشتبه به أساسي "
رفعت أصبعي وقلت " فكر في أعلى الهرم يا أسعد ثم نزولا "
تنهد وقال " أمازلت تصر أنه سيكون ذو مركز في الدولة "
قلت مغادرا " بل وموقن من ذلك كما أراك أمامي "
خرجت من هناك وهو معي لوزارة الخارجية رغم علمي أني كمن يحرث في البحر , علينا على الأقل أن نحصل على المعلومات التي سيستخرجونها منه هناك
كان اليوم الاجتماع الخامس لنا هنا وأتمنى أن لا ينتهي بشجار بيني وأحدهم مجددا فضحيتي الأخيرة كان رئيس شرطة الجمارك
فقط لأني ذكرت أن البضائع قد تكون تعبر من عندهم دون علمهم فكاد يأكلني ليذكرني بأن التقصير من عندنا نحن
دخلنا مبنى الوزارة ووقف لنا كل من مررنا به حتى كنت في مكتب الوزير وكان الجميع قد سبقونا
جلسنا حيث طاولة الاجتماعات هنا وقلت من فوري " خالد الصقار إن لم نحصل عليه علينا أن نحصل على المعلومات المخرجة منه هناك ويتركوا عنهم عبارة محاكمة سرية وأمن دولة "
قال وزير العدل بسخرية " عضم الله أجرك يا جابر "
نظرت له بصدمة وقلت " قتلوه هناك "
قال ونظره على الأوراق أمامه " بل محاولة فرار ساعدته فيها أيدي خفية ونهايتها مات برصاص الحراس "
مررت أصابعي في شعري أتنفس بغيض وقلت من بين أسناني " سحقا كان خيطنا الوحيد "
تحرك الوزير وجلب بعض الأوراق وجلس وقال " السؤال الآن من هذا الذي لا يشي عنه أحد من يقتل ويمسح الأدلة وكأنه ممحاة على ورق "
مرر الأوراق حتى وصلت لي وقال " اعتمادنا كان عليك يا جابر فلم تعرقلك قضية سابقا من مجرمي سيارات الدفع الرباعي لجرائم الجامعات في العاصمة كيف عجزت الآن "
هززت رأسي وقلت " كم مرة وصل الدليل بين يداي وتخلصوا منه وهو في قسم الشرطة أو التحقيق ولم يتركوا إلا ما أرادوا تركه
أوراق لبضائع تدخل دون ترخيص أي مهربة وتحركاتي مكشوفة وكأني أعيش في وسطهم "
قال من فوره " لنجعل لهم طعما إذا "
لممت الأوراق وثنيتها وقلت " أخبرتك أن تحركاتنا مكشوفة فأي طعم سيجدي معهم لقد جبت حتى أغلب المصانع ولا شيء غريب عندهم
ونظمنا حملة تفتيش للبضائع وللمصانع الكبيرة المعروفة ولا نتيجة , لو كنا نتعامل مع جني لأمسكنا عليه زلة "
استمر ذاك الاجتماع لساعات ناقشنا فيها الأمور المهمة عدا ما أتكتم عنه لنفسي ولن أؤمن عليه أحد وهي سما
تلك الفتاة ستكون مفتاح اللغز خصوصا أنها الشخص الوحيد بين أهالي الضحايا من يبحثون عنه
وسأستفيد منها ولو اضطررت لأن أجعلها طعما
خرجت من هناك أشعر بالإحباط من كل هذا فها قد مات الصقار ليلحق غيره فيبدوا المخطط كان قتله وليس إخراجه من هناك
فجعلوها تكون على أيدي الحراس في السجن فهل سيكون لدي شك آخر في أن من وراء كل هذا ذراع في الدولة
خرجت من هناك للقصر مباشرة فيكفي تعبي كل هذه المدة ضاع بلا نتيجة وككل مرة دخلت القصر وصعدت الجناح ومؤكد ستكون نائمة لأني لأكثر من ليليتين لم أنم هنا
فتحت باب الغرفة وشغلت النور لأفاجئ بها نائمة مرتمية على السرير ومتزينة ورائحة عطرها تملأ الغرفة وكأنها عادت للتو من حفل
اقتربت منها وجلست على طرفها من السرير وانحنيت للأسفل أفتح خيوط الحذاء وقلت " أرجوان استيقظي "
همهمت قليلا ثم قالت بهمس مبحوح " جابر "
خلعت حذائي ورفعت جسدي والتفت لها وقلت " نعم وليس حلما "
ابتسمت وهي ما تزال مغمضة عينيها وقالت " فقط الأحلام التي توجد فيها "
ثم مدت لي يدها وفتحت عيناها فأمسكتها وقلت مبتسما " من أي حفل زواج هربتِ ونمتِ فورا "
أبعدت الخصلات عن وجهها وقالت مبتسمة " أتزين كل ليلة يا ظالم وأنام وأنا أنتظرك "
قبضت على أصابعها بقوة وقبلت ظهر يدها وقلت " لا أجد أحمر الشفاه على وسادتي ثانيتا تفهمي "
ضحكت ضحكة صغيرة وشدتني من ربطة العنق حتى ملت جهتها وعانقتني تدس وجهها بين كتفي وعنقي وقالت بهمس " اشتقت لك جابر "
مسحت على ظهرها وقلت " لو تعلمي حال عظام جابر لرحمتهم فالتعب حطمهم "
تمسكت بي أكثر وقالت " لا دخل لي وأنا لي فيك حق "
ضحكت ضحكة صغيرة وقلت " اتركيني أستحم ولنا حديث طويل "
ابتعدت عني وغادرت السرير ولفت جهتي ومدت لي يدها قائلة " جهزت لك حماما لن تحلم به في حياتك مع زيوت استرخاء ستنام فيه من جماله "
ضحكت وقلت وأنا أقف معها " أنتي الخاسرة إن نمت هناك "
دفعتني جهته قائلة " بسرعة ولا تفهم الأمور كما يحلو لك "
دخلت الحمام وكان بالفعل جاهز ورائحة الزيوت تفوح منه ولا إنارة إلا من الشموع الموزعة فيه فخلعت ملابسي ودخلت مياهه من فوري لأشعر بخلايا جسدي تنفك عن بعضها من كثرة ما كانت مشدودة من التعب
لما لا يوجد واحد كهذا في المكتب ؟ اتكأت للخلف وأغمضت عيناي أشعر أني في عالم غير هذا العالم
*
*
شغلت الفواحات في الغرفة وخرجت لمطبخ الجناح سخنت الطعام الذي أتركه كل ليلة حتى الصباح دون أن يأكل منه أحد لأنزله للمطبخ السفلي , ثم حملته في أطباقه ساخنا لطاولة الجناح وعدت بعدها للغرفة ولم يكن هناك , ما به هل كل هذا يستحم !!
طرقت الباب عدة طرقات , يبدوا نام هذا أو مات في الداخل ! فتحت الباب ودخلت وكان مسترخ تماما في حوض الاستحمام مغمضا عينيه , نعم أنا المخطئة ما الذي سيخرجه من هنا الآن
جمعت ثيابه وقلت وأنا أخرج " الطعام سيبرد لا تنم هنا "
وضعت الثياب مكانهم وخرجت من غرفة الملابس على خروجه من الحمام كعادته شعره مبلل وجلس على طرف السرير فتوجهت للمكيف أطفأته وأخرجت منشفة وتوجهت نحوه
وضعتها على رأسه وقلت وأنا أجففه له" أخبرتك أني لست مستغنية عنك فابق حيا ولو من أجلي "
قال ووجهه مخفي عني بالمنشفة " كيف تسير دراسة الأولاد "
أبعدت المنشفة وأنزلتها على عنقه وقلت " جيدة و إن استمرا هكذا سيجتازان العام بتفوق كعادتهما "
ارتمى للخلف على السرير وقال " جيد "
قالها بتكاسل وأغمض عينيه فأمسكت يده وشددته منها قائلة " قم هيا لتأكل شيئا وأين الحديث الطويل الذي قلت عنه أم أنه هذيانك وأنت نائم "
شدني له بقوة لأقع على صدره وقال " أنا لا أتحدث في النوم يا كاذبة "
قلت وأنا أحاول الابتعاد والوقوف مجددا " بلى وما يدريك وأنت نائم "
شدني بذراعه لصدره بقوة ، وفتح عينيه وقال " وما أقول إذا يا من تنامين قبلي "
قبلت خده وقلت مبتسمة " بل أنام بعدك وأسمعك أيضا "
ضحك ضحكة صغيرة وقال " وماذا تسمعين "
قبلت ذقنه ثم قربت شفتاي من أذنه وهمست " تقول أرجوان لا تتركيني لا أستطيع العيش بعدك "
ضحك بصوت مرتفع ثم قلبني لأصبح تحته وقبل عنقي وقال " يبدوا تحلمين كثيرا بسبب كثرة النوم يا لعوب "
تعلقت بعنقه وقلت " لن أجهز لك عشاء ثانيةً يا من تنام بعدي "
انشغل بقبلاته المجنونة ولم ينتبه حتى لما كنت أقول ونمت في حضنه ممتنة لمن طرده اليوم ليعود لعائلته
وأولهم حضني المشتاق له بعدما أدمن جسدي وجوده فيه ونمت وكأني أنا من كنت أكاد انهار تعبا ولم أشعر إلا برنين الهاتف فانقلبت ومددت يدي أفتش عنه حتى أقفلته
وجلست ونظرت لمكان جابر فكان لا يزال نائما , غريب أين تركه الديك الذي في رأسه يوقظه على الوقت تماما
شغلت الإنارة عند السرير وراقبت ملامحه على ضوئها الخافت وهو نائم بهدوء
ابتسمت ومررت أصابعي على صدره وانحنيت على كتفه وقبلته قبلة صغيرة وابتسمت ابتسامة جانبية على أفكاري ثم قبلت أسفل فكه ثم خده فقال بهمس " لما لا تتابعين طريقك "
ضربته بأطراف أصابعي على كتفه وقلت مبتسمة " سيفوتك وقت الصلاة تحرك بسرعة "
رمى اللحاف من عليه فغادرت السرير وشغلت النوروخرجت للردهة جمعت الطعام الذي لا أمل في أن يؤكل شيء منه وأشباهه هنا على ما يبدوا وأعدته للمطبخ ثم عدت للغرفة أخرجت له ثيابه لحظة خروجه من الحمام
فقلت وأنا أمسك البذلتين " أيهما سترتدي "
قال وهو يتوجه للخزانة " ولا واحدة منهما أخرجي لي أي شيء تجديه أمامك غير هاذين "
رميتهما على السرير وقلت بابتسامة " تركوك لنا أخيرا "
قال وهو يبحث في الخزانة " بل أنا من تركتهم "
توجهت نحوه وحضنت خصره واتكأت برأسي بين كتفيه وقلت بحنان " ما هذا اليوم رائع "
دار ناحيتي وأمسك وجهي وقبل شفتاي وقال " أريد معرفة سر هاتين الورقتين على الباب وفورا "
اتكأت على صدره وحضنت خصره قائلة " لن أخبرك أبدا "
قال بصوت مبتسم " اتركيني أدرك الصلاة إذا "
تركته وقلت وأنا أتوجه لغرفة الملابس " لا تمن سيد جابر لا تمن .... كم مرة سأقولها "
وصلني صوته مرتفعا " لا تحظري ذاك القميص الذي تحبينه أو خنقتك به "
قلت ضاحكة " أقسم أنه الأجمل عليك يا عديم الذوق "
أخرجت له ثيابا وقلت وأنا أعطيهم له " سأوقظ أمجد خذه معك "
قال وهو يلبس القميص " لا وقت أمامي سأتأخر "
قلت وأنا أغادر الغرفة " سأجرب إن أدركك خذه معك "
غادرت الجناح وتوجهت لغرفته فكان مستيقظا كما توقعت لأنه المدة الأخيرة يذهب إما مع معتصم أو عم جابر وابنه توجهت نحوه ورفعت القميص وقلت وأنا ألبسه له " بسرعة لتذهب مع والدك "
قال وهو يغلق الأزرار معي " هل عاد "
وضعت له حدائه أمامه وقلت " نعم وإن أدركته ستذهب معه "
لبسه بسرعة وخرج يركض ووصل السلالم قبل جابر بقليل وانتظره هناك حتى وصل عنده ،. ونزلا معا يمسح على شعره وهو يكلمه وراقبتهما حتى نزلا
كم نفتقد جميعنا وجوده هذا معنا وما يعزيني أنه على الأقل على قيد الحياة ونراه ولو مرة في اليوم أو بعد أيام
عدت جهة غرف الأولاد ودخلت غرفة الفتاتين ووجدت ترف تلعب بالأساور في يدها وتكلم نفسها كعادتها طبعا فتوجهت لسرير بيسان
أيقظتها وأدخلتها للحمام وهي تفرك عينيها قائلة " ألم نصبح بلا مدرسة لما نستيقظ مبكرا "
أوصلتها للمغسلة غسلت لها وجهها وقلت " صلي ثم عودي للنوم فكما اتفقنا كل شيء إلا الصلاة "
تركتها في الحمام وهو مفتوح طبعا ففوبيا الحمامات لم تغادرها بعد وعدت جهة ترف , لا أريد أن أتهاون في صلاتهم فبيسان تخطت السابعة وهو سن التعليم
وبما أن ترف تستيقظ وحدها فلن أواجه مشكلة ( لما ترف فقط نائمة ) جلست بجوارها وقبلت خدها وقلت وأنا ألعب بشعرها " ما يشغلك عني ؟ أين صباح الخير ماما "
قالت وهي تحرك الأساور في معصمها " صديقتي معي لم أنتبه لك "
ضحكت وقبلت خدها مجددا وقلت " وأي صديقة هذه التي تزور الناس وقت الفجر "
حضنتني متعلقة في عنقي وقالت " صباح الخير مامتي حبيبتي "
ضممتها لصدري بقوة وقلت " صباح النور يا قلب مامتك "
خرجت بيسان حينها من الحمام فأدخلت ترف ثم صلينا معا وبعد قليل طرق أحدهم الباب وفتحه
فكانت سيلا وقالت من فورها " صباح الخير سيدتي السيد جابر ينتظركم عند طاولة الطعام "
وقفت وقلت " من معه "
قالت " أمجد والسيدة الكبيرة "
تنهدت وقلت " حسنا قادمون "
خرجت وهما تتبعانني والأسئلة لا تتوقف طبعا عن الوالد الموجود على الطعام اليوم وعلى تناوله في الأسفل حتى وصلنا وجلست بجانب جابر بعدما ألقيت تحية الصباح بعمومية ولم أخصصها بها وجلست ترف بجواري وأمجد وبيسان مقابلان لنا
وبدأنا إفطارنا في صمت سوا من صوت ترف التي لا تعرف كيف تسكت ولا أعلم كيف ليست كهذه العائلة الموقرة ! يبدوان هي ومعتصم ورثا شيئا من والدهم فهو الغائب الوحيد والذي قد يكون مختلفا
بعد وقت قالت والدته " متى قال لك زوج زهور سيأخذها "
شرب القليل من الماء وقال " أسبوعان أو يزيد قليلا "
عادت للصمت فنظر جابر ناحيتي وقال " سنجرب إقناعها معا لتتسوق "
هززت رأسي بحسنا دون كلام فعاد بنظره على الطعام وقال " بطاقتي لديك ولتشتري ما تريد "
قالت حينها والدته " أموالها من والدها تكفيها وزيادة فلتقتنع هي فقط "
قلت ونظري على ترف أطعمها الزيتون " عندما تكون من شقيقها ستكون بمعنى آخر "
قال ونظره على والدته " هل ستقيمين حفلا لها "
قالت ببرودها المميت ذاته وعيناها على كوبها " لن ترضى شقيقتك فهل سنقيم حفلا بلا عروس "
حك جبينه ثم مرر أصابعه في شعره وقال بهدوء " أميرة ستقيم حفلا من أجل شقيقها وعلينا إقناع زهور لتكون هناك ولو قليلا "
قالت بسخرية " جرب ولن تخسر شيئا "
ما أبرع هذه العجوز في فن الاستفزاز وكأني ضرتها ولست زوجة ابنها فما في الأمر إن طلب مني أن أقنعها معه ولما تستهين بمقدرتي على ذلك فعلينا أن نجرب فقط وليس بالضرورة أن ننجح , أفضل من إهمالها هكذا
وقف بعدها وقال " الحمد لله "
ثم قال مغادرا مكانه " أمجد الحق بي لمكتبي "
فتبعه من فوره وغادرت والدته بعدهم ، ونظرت لي ترف وقالت " لما أمجد فقط "
مسحت لها فمها وقلت بضيق " لأنه ليس علينا التدخل , إن أرادك لقال ترف تعالي "
مدت شفتيها كعادتها ثم قالت بعبوس " أمجد فقط يدخل لمجلس الرجال ويخرج مع عمي منصور ومع عمي معتصم ، ويزور الخيول ، ويدخل معه الآن للمكتب "
ضحكت وأنزلتها وقلت " علينا إيجاد حل لك مع الأبواب المغلقة "
نزلت بيسان وقالت تخفي فمها بيدها موجهة حديثها لترف " قد يكون سيوبخه أو يضربه "
ضحكتْ ضحكة صفراء وقالت " نعم حمدا لله أنه لم يأخذني معه "
ثم ضحكتا معا وسارتا مسرعتين جهة الباب وتبعتهما أضحك على خبثهما , معهما الحق يموتان فضولا لأن أمجد لن يقول أبدا ما سيقول له خصوصا لو طلب منه أن لا يخبر أحدا فلن يموت ذاك الفضول إلا بالتوقعات السيئة
صعدت خلفهما ودخلت لغرفتهما وقالت ترف " نلعب بالقلعة ماما "
هززت رأسي بحسنا وأنزلت مفتاح الغرفة من أعلى ومددته لبيسان وقلت " لا أريد شجارا مفهوم "
قالتا وهما تغادران " مفهووووم "
بدأت بترتيب غرفتهم على دخول أمجد قائلا " أبي قال أن تلحقي به لجناح عمتي زهور "
ابتسمت له وقلت " شقيقتاك عند القلعة اهتم بهما بني تعرفهما تتشاجران دائما هناك "
قال مغادرا الغرفة " حاضر "
خرجت بعده أراقبه مبتسمة .... أمجد بدأ يكبر حتى أنه أصبح أحيانا يناديني أمي وينادي والده أبي
التفت ناحيتي ثم عاد جهتي ووقف أمامي وقال " أبي قال أن أنتقل لغرفة بجوار غرفة عمي معتصم "
مسحت على شعره وقلت مبتسمة " وعليك أن تفعل فورا "
هز رأسه بنعم وقال " قال أن أخبرك لتخبري الخادمات "
هززت رأسي بحسنا ثم قبلت خده وغادرت , يبدوا حتى جابر أصبح يفكر فيه على أنه أصبح كبيرا وعليه أن يعلم ويتعلم أن يعتمد على نفسه كي لا يكبر معتمدا على غيره
سرت باتجاه ممر جناح زهور فكان جابر يقف في بدايته يتحدث بالهاتف مستندا بيده على الجدار فوقفت بجانبه وأحطت خصره بذراعي
فأنهى المكالمة وأمسك كتفي وسرنا سويا حتى باب جناحها وقال " إن اتخذتْ أسلوب الصمت في أي وقت يعني غادرا من نفسيكما "
ضحكت وقلت بهمس " طردة بأسلوب غير مباشر إذا "
طرق الباب وفتح مقبضه قائلا " لم تكن هكذا أبدا "
دخلنا وكان جناحها رائعا ويظهر عليه ذوق الأنثى ووقع نظري على حوض الأسماك مباشرة من كثرة ما حكت عنه ترف وبيسان
نظرت له وقلت " منذ يومين أرسلت خادمتها وقالت أنها تريد أبناءك وقضوا معها وقتا هنا "
نظر لي باهتمام وقال بهمس " هذا تقدم كبير "
هززت رأسي بنعم مبتسمة على انفتاح باب غرفتها وخرجت منه تنظر لنا بحيرة فقلت مبتسمة " متسللان وأمسكتِ بنا "
ابتسمت ابتسامة صغيرة وعلى ما يبدوا هذا أكثر ما تقدر عليه وتعتبر ضحكة طويلة
كانت ابتسامة جميلة مثلها , لا أعلم هذا الذي تزوجها كيف سيخرج من المنزل ويتركها لو كنت مكانه ما فارقت وجهها ليلا ولا نهارا
أشارت بيدها للأريكة وقالت " تفضلا "
توجهنا حيث أشارت وقال جابر " أحضرت لك معي ثرثارة ستجعلك تطرُدينا بالصوت العالي "
جلسنا ونظرت له بضيق وقلت " كنت تركتنا حتى خرجنا لما الإهانات أمامها هل تريد أن تنفرها من الزواج من قبل أن تذهب له "
جلستْ والابتسامة لم تفارق وجهها , لهذا جابر يمزح على غير عادته فيبدوا يحبها ولا يعجبه حالها هكذا ويتمنى ولو زرع الابتسامة على شفتيها , جابر من لا يقترب منه لا يعرفه على حقيقته
وطبعا لأني أعلم أنه أحضرني لأتحدث أنا ووجوده هو فقط لكي يكون وجودي منطقيا فتحدث أنا قائلة " قبل زواجي زرت مجمعا للتسوق رائع وكل شيء فيه أعجبني حتى كدت أشتري كل شيء ما رأيك أن نذهب له معا لتشتري كل ما يلزمك "
أشاحت بوجهها وقالت ببرود " شكرا لك لكني لا أريد "
قلت من فوري " أنتي عروس لا تجعلي شيئا يعكر هذه الفكرة في رأسك ومهما كان فعيشي حياتك , وشقيقك سيدفع كل ما ستشتريه فالعرض مغري حقا "
نظرت ليداها في حجرها وقالت " لا أحتاج شيئا "
قلت مبتسمة " لو كان لي شقيق لسحبت ماله حتى انتهى "
ثم تنهدت وتابعت بهدوء " كم تمنيت حياتي أني لست وحيدة فأجمل شيء أن يكون لك عائلة يحبونك
لذلك غطى أبناء جابر حين كانوا معي كل ذاك المكان وكنت متلهفة لأن يكبروا وخصوصا أمجد كي أشعر بمعنى الشقيق الذي يرعاني ويوفر ما أحتاج وإن كان أصغر مني بكل هذه السنوات "
ثم نظرت لجابر وقلت مبتسمة " لكن أمجد أحضر لي هدية أكبر رجلا جاهزاً وفر كل ذلك وأكثر "
ثم نظرت جهتها وقلت " جربي أن نزوره فقط ولا تشتري شيئا إن أردتي "
قالت بحزن " أنا حقا لا أحتاج شيئا "
قلت بخيبة أمل " لم أتخيل أن تخجلينا وترُدينا خائبين "
نظرت للأرض بحزن ولم تتكلم ويبدوا دخلت حالتها التي حكا عنها جابر فوكزت جابر وأشرت له بعيناي ليغادر
فهمس لي في أذني قائلا " لا تضغطي عليها كثيرا "
هززت له برأسي بمعنى حسنا وخرج في صمت فقلت " أفهم شعورك يا زهور ويبدوا أنك مثلي حين تزوجت جابر
أنا لا أعرف سبب نفورك منه لكني أعرف معنى أن تتزوجي بغير اقتناع فتصوري أني لم أشتري ولا قميص نوم أو ملابس خاصة ألبسها له ولبست قميص نوم من أول ليلة ولو عاد بي الزمن للوراء لاشتريت تلك الأشياء المبهرة ولكنت ارتديت في أول ليلة على ذوقي "
لم تتكلم فقلت بدون يأس " أنتي لا تعلمي قيمة نفسك أقسم لو كنت في جمالك لبقيت طوال النهار بقميص النوم ولن أخلعه "
نظرت حينها جانبا وابتسمت تمسك ضحكتها فقلت مبتسمة " البسيه له فقط وانظري ما سيحدث له "
ماتت ابتسامتها وقالت " لن يفهم أحد وضعي يا أرجوان "
قلت بهدوء " لا أريد أن أتدخل في أمور لا تريدين التحدث عنها يا زهور وأشعر أن ثمة ما يكدرك في هذا الزواج لكني لا أريد أن تكسري بخاطر شقيقك فاشتري ولو حليا وفساتين خروج
وحين تقرري أنك تريدين تلك الأشياء فقط أعطني الإشارة فتكون لديك جميعها في لحظات "
تنهدت ورفعت شعرها خلف أذنها وقالت " من أجله سأشتري ما قلته فقط "
وقفت وقلت " إذا لن نخرج مرة واحدة وسنختار على مهل "
وقفت وقالت " لا هي مرة واحدة فقط "
اقتربت منها وأمسكت يدها وقلت " تلك من أجل جابر وهذه أريدها من أجلي اتفقنا "
نظرت للأرض لوقت لكني لم أتحرك من مكاني حتى أسمع رأيها فهزت رأسها بحسنا وقالت " إذا مرتان أو ثلاث فقط "
قلت مبتسمة " موافقة ، رغم أن جسدك وبشرتك الناصعة لن تتعبنا في الاختيار "
ثم قلت مغادرة " سنتفق فيما بعد على وقت خروجنا "
وخرجت من عندها وهي على صمتها وأرى جيدا عدم اقتناعها بكل هذا لكن لن أيأس أبدا فعلى الأقل تخرج من غرفتها وعزلتها , وصلت غرف الأطفال وغرفة القلعة ولا أحد هناك ... غريب أين ذهبوا !!
توجهت لجناحي فلم يكن هناك أحد ولا حتى جابر
غيرت ثيابي وارتديت ملابس أكثر جمالا وأناقة تنوره قصيرة عند الركبتين وقميص ضيق ملون ومشطت شعري وأمسكته بمشبك ووضعت كحلا وأحمر شفاه
خرجت من الجناح لأبحث عنهم في الطابق السفلي فاختفائهم ليس طبيعيا وما أن وصلت السلالم حتى كانوا صاعدين هم وجابر وما أن رأوني حتى قالت ترف راكضة جهتي " ماما رأينا المسبح "
نزلت عندها وقبلت خدها وقلت " جميل وأين أصبح "
قال أمجد " سينتهي قريبا هكذا قال صديق أبي "
قال جابر " هيا لدراستكم الآن كي لا تحرموا منه "
توجهوا جهة غرفهم يتحدثون بحماس ووقفت أنا على طولي وتوجهت جهته مبتسمة ووقفت على رؤوس أصابعي وحوطت عنقه بذراعاي وقبلت خده وهمست " حياتي بدونك لا تساوي شيئا يا جابر "
لف ذراعيه حول خصري وضمني له وقال " والدليل "
ابتعدت عنه ونظرت لعينيه وقلت مبتسمة " اختبرني "
أمسك أنفي وقال " ماذا حدث مع زهور "
أبعدت يده وقبلتها وضممت ذراعه وسرنامعا قائلة " وافقت أن نخرج وأكثر من مرة لكن لتشتري أشياء محددة فقط "
فتح باب الجناح ودخل ودخلت بعده قائلة " ما قصة رفضها لهذا الرجل رغم موافقتها عليه "
قابلني وقال ويداه في جيوبه ونظره جانبا " لا أعلم ولا يبدوا أمرهما طبيعيا لكن لا أريد أن تدخل الظنون رأسي فأنا أعرف زهور جيدا ورضا أيضا "
قلت بهدوء " يبدوا زواجها السابق السبب "
نظر لي وتنهد في صمت فحضنت وجهه بيداي وقلت " ذاك لزهور والآخر للأولاد فماذا من أجل زوجتك "
أبعد يداي وقبل إحداهما والأخرى وضعها على صدره وقال مبتسما " غداء في النرجسة البيضاء "
فتحت فمي من المفاجئة فتابع بابتسامة جانبية " وليس الذي في السقف طبعا "
ضحكت وحضنته بقوة أدس وجهي في صدره وقلت مبتسمة " أقسم أنها من دونك بلا معنى ولا تسوي شيئا وبلا دليل "
*
*
وقفت أمام باب منزلهم وضربت الجرس فخرج لي عمر فقلت له " أذهب وأخبر بتول أن ثمة فتاة تريدها أمام الباب الخارجي ولا تتركها تخرج دون عباءة وحجاب مفهوم "
هز رأسه بحسنا ودخل مسرعا وخرج بعد لحظات وأخرج رأسه لي وقال " قالت اسألها من تكون وأدخلها للباب الداخلي "
قلت مبتسما " قل لها لا تريد الدخول وتقول أخرجي لي بسرعة "
قال بتساؤل " ولما لا تدخل لها بنفسك !! "
قلت ببرود " عمر نفذ بسرعة بلا كثرة أسئلة "
دخل وبقيت واقفا مستندا بجدار سور منزلهم يداي في جيوبي حتى سمعت صوت خطوات حدائها فنظرت خلسة فكانت ترتدي عباءتها وتضع حجابها على رأسها
فابتسمت بمكر وابتعدت قليلا حتى اقتربت خطواتها أكثر وفتحت الباب ولم تجد أحد أمامه فأخرجت جزء من جسمها تنظر للجانب الآخر فأمسكت بيدها التي تمسك بالباب وسحبتها لي
فصرخت قائلة " معتصم هل جننت أترك يدي "
لكني لم أكترث لها وسحبتها معي فقالت وهي تركض خلفي " معتصم ما هذا الذي تفعله "
وصلت بها للسيارة قائلا " زوجتي وأريد الخروج معها "
استلت يدها من يدي وقالت بضيق " لست زوجتك ولا زوجة أحد تفهم "
أمسكت يدها مجددا وقلت " حسنا لستِ زوجتي أنا زوجك فقط "
شدت يدها مني بقوة فأمسكتها وفتحت باب السيارة وقلت " اعتبري أني ابن عمك فقط يا بتول ولا تجعلينا فرجة لخلق الله "
دخلت السيارة تتأفف فأغلقت بابها وركبت فقالت بضيق " ومنذ متى يا ابن عمي تتنزه بي "
انطلقت وقلت مبتسما وأنا أنظر لها " منذ الآن يا ابنة عمي "
كتفت يداها لصدرها ونظرت للأمام وقالت بضيق " وما هذه الطريقة السيئة بدون علم أهلي ولا موافقتي "
نظرت لها ثم للطريق وقلت " أخبرت والدك أني سآخذكي من المنزل ووالدتك لن يخفي عنها عمر شيء أو ستتصل بوالدك وسيخبرها "
تأففت ونظرت جهة النافذة ولم تعلق فقلت مبتسماً " فرصة كما تريدين فأعطني إياها "
قالت ببرود ولازالت تنظر للنافذة " أنا لم أرد ذلك ولم أطلبه "
لذت بالصمت ولم أعلق كي لا تقفز من نافذة السيارة وشغلت مسجل الصوت وبدأت أغني مع الفنان
((احبك جدا واعرف أن الطريق إلى المستحيل طويل .... ))
قطعت صوته بأن مدت يدها وأغلقته ثم عادت بنظرها للنافذة وقالت ببرود " لا أحب هذه الأغنية "
قلت مبتسما وأنا أمد يدي له " لا بأس نغيرها "
مدت يدها وأبعدت يدي قائلة " لا أحب جميع الأغاني "
ضحكت وقلت " لا مشكلة أغني أنا "
نظرت لي بصدمة فقلت بعد ضحكة " سيعجبك صوتي "
نظرت للأمام وقالت بضيق " إلا إن كنت تريد أن أتقيء لك في سيارتك "
قلت بضحكة " وما نفع معامل غسل السيارات فلنجرب "
نظرت لي وقالت بحدة " معتصم "
أوقفت حينها السيارة وقلت مبتسما " لا أريد أن أقول نعم يا حبيبة معتصم لأني أخاف أن تؤذيني "
نظرت جهة النافذة وقالت بضيق " كاذب "
قلت وأنا أفتح باب السيارة " لا بأس كاذب كاذب هيا انزلي "
نظرت لي وقالت بصدمة " ننزل أين "
أشرت بإبهامي للمكان وقلت " للمطعم طبعا "
قالت من فورها " وما نفعل في المطعم "
ضحكت وقلت " سنلعب لعبة النادل والزبون "
ثم تابعت وأنا انزل " سنتناول الغداء طبعا "
وقفت أنتظرها ويبدوا لا تفكر في النزول فتوجهت جهة بابها وفتحته وقلت " هيا أنزلي "
مدت لي ساقها لخارج السيارة وقالت بضيق " بحذاء المنزل وعباءتي وحجابي كالأرملة "
قلت بصدمة " لا تفاولي علي لازلت في عز شبابي "
أمسكت الباب لتغلقه فأمسكته منها وقلت " أنزلي هيا ما به حذائك ما أجمله وملابسك أيضا ولا تهتمي لأحد مادمتِ تعجبينني "
نظرت لي نظرة قوية غاضبة فقلت بضحكة وأنا أسحبها من يدها " ولا أعجبك ولا تحبينني بسرعة قبل أن يلغوا حجزنا ويطردونا "
ثنزلت تتأفف فأمسكت يدها ولففتها حول ذراعي داخلان حتى وصلنا الطاولة فقالت " اترك يدي لأجلس ولا تخف لن أهرب منك "
ضحكت وتركت يدها ، وقلت وأنا اسحب لها الكرسي " لا تضنين بي خيرا أبدا "
جلست ولم تعلق وما أن جلست حتى كان النادل عندنا وقال " مرحبا بكما وماذا تطلبان "
نظرت له ثم لبتول وهي ترى قائمة المأكولات وقلت مبتسما " سآخذ على ذوق زوجتي "
خبأت وجهها في ورقة القائمة وتأففت بصوت منخفض ثم أبعدتها ورمتها على الطاولة وقالت " أريد سمكا مشويا وطبق قريدس وبلح بحر وإن كان لديكم عصيرا من شيء من البحر فأحضره "
نظرت لها بضيق ... هذه المحتالة تعلم أنني اكره المأكولات البحرية
اختفى النادل في طرفة عين كي لا نغير شيئا وقلت ببرود " ستأكلين كل ما طلبته "
قالت بابتسامة جانبية " الم تدعوني للغداء فتحمل إذا "
قلت بنفاذ صبر " بتووول "
قالت بضيق " أعدني للمنزل إذا "
تنهدت وقلت " أمري لله سأستحمل "
ضربت بقبضتها على الطاولة وقالت بحدة
" لم أطلب منك جلبي لتستحملني "
قلت بابتسامة جانبية " أخفضي صوتك أم تريدين أن يروا حذائك "
قالت بأسى " لما تكرهني لما تفعل بي هذا ولماذا تسخر مني "
تنهدت وقلت بهدوء " بتول أرفعي هذه الأفكار من رأسك "
أحضروا الطعام ، فأخذت المنديل وأغلقت انفي به وقلت " كلي بسرعة ليأخذوه "
كتفت يداها لصدرها وقالت " لا أريده "
قلت بضيق " بتول توقفي عن لعب الأطفال "
قالت ببرود " قلت لا أريده فكله أنت أو تصرف به "
أشرت للنادل وما أن جاء حتى قلت له " أرفع كل هذا واحضر لي طبقي المعتاد وسأدفع كامل الحساب "
حملوا الأطباق بسرعة فأبعدت المنديل وقلت بهدوء " بتول لا تفكري أنك بهذا ستجعلينني أطلقك "
شربت من كوب الماء وقالت ببرود " لا يهم ففي النهاية ستطلقني "
جلبوا لنا الأطباق الأخرى وأمسكت الشوكة وقلت وأنا آكل من طبقي " كيف تسير أمور دراستك "
نظرت للجانب الآخر وقالت " كالعادة "
قلت بذات هدوئي وأنا منشغل بالطعام " أنا سأجتاز العام بسهولة فلا أروع من أن تدرس ما ترغبه وتتمناه "
نظرت لي ، فقلت مبتسما " وماذا عنك أنتي ماذا تريدين أن تدرسي في الجامعة "
نظرت للأسفل وقالت " لم أقرر "
وضعت الشوكة وقلت " لابد وأن لك ميولا لشيء ما فلا أحد لا يريد أن يكون شيئا "
قالت بحزن ونظرها لازال للأسفل " لم يتركني أحد أتمنى شيئا فمدرس اللغات تسبب بإعادتي لعام كامل ووالدتي نزعت وقتي في تربية أبنائها الذين لا يكبرون ولا ينتهون
ووالدي نزع مني حريتي الشخصية وزوجني دون علمي , هذا غير من سخر مني حتى أصابني بالإحباط وجعلني أكره اسمي ونفسي "
تنهدت بحيرة وأنا أراقب ملامحها , هل ترى نفسها هكذا ؟ هل هي محبطة لهذا الحد ولا يلحظها أحد كانت نظرتي لها دائما أنها مدللة حد أنها لا تعرف الصحيح من الخطأ والغير المهم من الضروري
قلت بهدوء " وأنا كنت دائما اشعر أني شيء لا معنى له في الحياة فمن هم في سني أنهوا دراستهم وتخرجوا وتزوجوا وأنا لم ابدأ دراستي بعد
لأني أريد شيئا ووالدتي تريد مني أن أكون كما تريد وحتى من أردتها زوجة تكرهني وحين تزوجتها أخفيت الأمر عنها كي لا أشعر أكثر أني غير مهم بالنسبة للجميع "
نظرت لي بعينان تمتلئ دموعا وقالت بأسى " لما تزوجتني وأنت تكرهني "
تنهدت وقلت " أنا لا أكرهك يا بتول "
هزت رأسها بلا لتنزل أول دمعتين فوقفت وجلست في الكرسي المجاور لها ومسحت دموعها بالمنديل وقلت " حسنا لا تبكي ولن نتكلم في الأمر "
ثم أدخلت يدي في جيبي وأخرجت علبة فتحتها وقلت " دعيني على الأقل ألبسك خاتم الزواج "
خبأت يداها تحت الطاولة فأخرجتها وقلت " ارميه حين يطلقك مني لكن الآن اقبليه "
قالت بضيق وهي تشد يدها " لا أريد قلت لك لا أريد "
تركت يدها وأعدته لعلبته وأغلقتها وقلت بحزنً" أعلم أني فاشل في كل شيء راعي مشاعري على الأقل "
لم تتكلم ولم ترفع رأسها فتابعت " لا تكوني ووالدتي دراستي وحياتي جميعكم علي "
انتظرتها في صمت حتى أخرجت يدها ومدتها لي قائلة " الآن فقط ولا أعترف بك "
ابتسمت ابتسامة انتصار تخالطها ابتسامة مكر وأمسكت يدها وألبسته لها ثم رفعتها لشفتاي وقبلتها
وحضنتها بكلتا يداي وقلت وأنا انظر لملامحها " أتمنى أن يبقى فيهم للأبد "
نظرت لي لتلتقي عينانا ثم سرعان ما شدت يدها وسحبتها من يداي وقالت " يكفي أعدني للمنزل "
قبلت خدها بسرعة لتقف منتفضة ثم وقفت وقلت ضاحكا " للمنزل يا متعبتي "
*
*
كان اليوم مميزا ولا أصدق أنه أخرجني للغداء رغم أننا عدنا سريعا لاتصال ورده ثم غادر فورا، لكنه الآن اتصل وقال أنه عائد للقصر والوقت لازال مبكرا
لما يصبح الرجال مهمين في حياتنا بسهولة وبلا تعب ولا مجهود بينما تسعى المرأة وتتعب كي تحضا بحبه
سمعت خطواته في الجناح فعدلت قميص النوم ورتبت شعري لحظة دخوله وأغلق الباب خلفه ثم نظر له
وأمسك طرف الورقة المعلقة به وقال ونظره عليها " متى سأعرف سر هاتين الورقتين "
توجت نحوه وأبعدت يده عنهما ثم وقفت على رؤوس أصابعي وقبلت خده وقلت " عليك أن تكتشف وحدك "
نظر لهما وقال بتفكير " القبلة بأحمر الشفاه عمودك أنتي بالتأكيد والآخر تحت الشارب عمودي أنا "
ثم نظر جهتي وقال بضيق " ولما عمودك في واحدة يكاد يمتلئ والأخرى مثله وأنا في واحد عدد قليل والآخر صفر "
حركت كتفي مبتسمة بمعنى لا أعلم فتتبع بإصبعه العمود وقال " اليوم زدتِ لي واحدة فما يعني "
حضنت ذراعه ، واتكأت عليها وقلت " فكر ، واسترجع ذكريات اليوم وستعرف "
لاذ بالصمت لوقت ثم حضن خدي بكفه ومال برأسه ورفع وجهي له وقبل شفتاي ثم قال بمكر " أضيفي واحدة لي الآن "
أملت فمي وقلت بضيق " كيف علمت "
ضحك وقال " سهلة جدا "
تنهدت بقلة حيلة وتركت ذراعه وأمسكت القلم المعلق معهما على الباب وأضفت له واحدا في عموده فقال متجها للخزانة " لكنك مخادعة فأنا أملأ العمود في ليلة "
وقفت مستندة بالباب وقلت بابتسامة " الليل لا يحسب منه شيء "
عاد بعدها ناحيتي ، ووقف أمامي محاصرا لي بيديه وقال " وماذا إن ملأته الآن "
قلت بعد ضحكة صغيرة " تحسب واحدة طبعا "
أمسك ذقني ورفع وجهي له وقال " هل تقصدي أنك تعطيني على كل ليلة واحدة فقط "
قلت بهمس " نعم "
رفع ذقني له أكثر لارتفع على رؤوس أصابعي ومال برأسه وقبلني قبلة طويلة ثم أبعد شفتيه ببطء وقال بهمس " محتالة "
ضحكت ضحكة صغيرة ومسحت بيدي على خده وقلت ونظري في عينيه " سأجعل هذه اثنتان لروعتها "
ابتسم بمكر ثم قال " والورقة الأخرى " هززت كتفي أرفض الإجابة فشدني له وحاصر خصري بذراعيه وقال " تجيبين الآن وإلا "
ابتسمت ومسحت بكفي على صدره الصلب العريض وكتبت عليه بإصبعي وأنا أقولها مع حركته وبهمس " أحـــــــبـــــك "
ثم رفعت نظري له وأملت رأسي قليلا وقلت بابتسامة " عليا أن أضيف واحدة لي الآن "
رفعني للسرير ورماني عليه وجلس فوقي فقلت بضحكة " ألن تملئ فيه شيئا كالآخر "
مسح بكفه على طرف وجهي ومال وقرب وجهه حتى تلامست أنوفنا ثم قبلني قبلة طويلة أفقدني فيها نصف حواسي ثم ابتعد قليلا وملأ صدره بالهواء وقال بهمس " أنا لا أعترف بالحب يا أرجوان "
لتتصلب جميع مفاصلي وتنفتح عيناي على اتساعهما من الصدمة وما أن فتحت فمي لأتكلم حتى أغلقه بأصابعه وقال وعيناه في عيناي " هل سألتِ نفسك يوما لما لم تحبيني من قبل أن أتزوجك أو من قبل أن تريني
قبّل بعدها عنقي قبلة واحدة ثم نظر لي مجددا وقال " أنتي اعتدتي وجودي في حياتك فقط يا أرجوان أعترف أن هناك شيء أسمه عشرة وأسمه تعود واحترام بين الزوجين
لكن حب هذه كلمة اخترعها الناس ليغطوا بها بعض أكاذيبهم فكم من علاقة وزواج فشلا تحت هذا المسمى "
أبعدت يده على شفتاي وقلت بهمس مصدوم " لكني أحبك "
قال مبتسما وهو يمرر إصبعه على شفتاي " بل اعتدتِ وجودي في حياتك ووفرت لك أشياء تفتقدينها "
هززت رأسي بلا وعيناي تمتلئان بالدموع من فظاعة ما سمعت منه , قبل شفتاي قبلة صغيرة وقال " الحب مجرد كذبة اخترعها البشر "
بدأ تنفسي يعلو ويهبط ليحرك صدري للأعلى وأسفل بقوة وقلت ببحة " وهذا بما تسميه "
قبل شفتي مجددا وقال بهمس " هذا فطرة وغريزة يا أرجوان "
وانتقل بعدها لعنقي يقبله بشغف لتنزل الدموع التي أمنعها من النزول وكلماته تحرق قلبي حرقا ... غريزة وتعود وعشرة هل يرى هذا غريزة فقط هل نحن حيوانات
نعم لهذا مارسه معي من أول ليلة فهو صادق لا يراه سوا غريزة بل شهوة لن يختلف عنده الأمر إن كنت أنا أو غيري في هذا الموضع الآن هل يراني شخص اعتاد وجوده في حياته فقط
كنت أشعر بقبلاته على جسدي كالجمر ولأول مرة أشعر بهذا الشعور معه وكأني أنام في حضن الشوك بل وكأن حضنه تحول لأشواك , أغمضت عيناي بشدة والدموع ترفض التوقف
الآن فقط فهمت وضعي هنا ومكانتي لديه , الآن فقط أدركت أني مجرد أداة لغرض ما يمكنه إبدالها بأخرى دون أن يبالي فكل ما بيننا في نظره عشرة وتعود وشهوة تغطيها أي امرأة
انتهى أتمنى تكون نالت إعجابكمنهاية الفصل وصبرا جميلا يا حزب جابر
*❀يتـــ⇓⇓⇓ــبــــــ؏❀*
➖➖➖➖➖➖➖➖
☆☆☆☆☆☆
أنت تقرأ
أوجاع ما بعد العاصفة
Mystery / Thrillerكم حملنا من جراح وحمّلنا الغير إثم وجودها على وجه الأرض وهم لا يعلمون أنها خرجت من عمق أوجاعنا للكاتبة برد المشاعر