*|🔢|:☟البـــ{تابع السابع عشر}ـــارات☟**الجزء الثالث*

93 9 0
                                    


أمضيت وقت الظهيرة وما قبلها في غرفة أمجد أدرسه لأن لديه اختباران غدا ولم أترك حتى بيسان وترف يدخلان معنا
وعند وقت الغداء طلبت من الخادمات إحضاره لنا في الغرفة لأن عيني لم تغب عليه لحظة وأتابع دراسته بالدرس كي لا يقول أنه درس كل شيء ثم أكتشف العكس وبقينا على حالنا
حتى مقربة العصر حتى تأكدت انه درس جيدا ثم فتحت الباب وخرجت لأجد ترف تجلس عند الجدار المقابل ونائمة فابتسمت على شكلها
وتوجهت نحوها من فوري وحملتها بين ذراعاي فاستيقظت فمسحت على وجهها وقلت " ترف ماذا تفعلين نائمة هنا "
اتكأت برأسها على كتفي ، وقالت بعينان مغمضتان " كنت أنتظركما أن تخرجا "
ضحكت وقبلتها وقلت " لم تغيري عاداتك أبدا تموتين فضولا لو أغلقوا الباب وأنتي لستِ معهم "
تعلقت بعنقي تخبئ وجهها فيه فقلت وأنا أسير بها لغرفتيهما " وأين بيسان "
قالت " مع مصعب وعمر وسيلا في الشرفة "
خرجت بها حيث البقية وقلت " عمر يمكنك اللعب مع أمجد بعدما انتهت دروسه "
نزل عمر من فوره مسرعا ، وقال مصعب الذي تمسكه الخادمة " ترف سغيرة تبتي " (ترف صغيرة وتبكي)
قالت ترف بغيض " بل أنت الصغير أنا كبيرة ولا أبكي "
أنزلتها وقلت " عيب لا تتشاجرا "
نظرت لي للأعلى وقالت " رأيته كيف يقول "
ثم بدأت تقلد طريقته في الكلام فقال وهو يحرك ساقيه " انزليني أنزليني "
أنزلته سيلا فأمسك ترف من شعرها لتقلب الدنيا بصراخها ولم نخرج أصابعه من شعرها إلا بصعوبة لتلطمه على وجهه
فقلت بحدة ممسكة يدها ومبعدة لها " ترف ما هذا الذي تفعلينه "
قالت ببكاء " ضربني ماما ألم تريه "
جمعت لها شعرها المبعثر ،. وقلت بضيق " عيب هو أصغر منك وأنتي سخرتِ منه "
قالت من بين شهقاتها " وهو سخر مني أولا , أنا لم أكلمه "
حملت مصعب من الأرض باكيا وقلت وأنا أمسح دموعه
" يكفي بني أنت رجل والرجال لا يبكون سأطلب من والدك أن لا يتركك تأتي هنا ولن تجد ترف مع من تلعب "
قال بعبرة " بل أليد المذيء " (اريد المجيء)
ضحكت وقلت " علينا اذا أن نعاقبها لأنها ضربتك "
شعرت بشي شد فستاني فنظرت جانبا فكانت سيلا تشير لي على الداخل فنظرت هناك فكانت ترف متكورة أمام السرير تلك الأنانية الغيورة
قلت لمصعب " ولما تشد لها شعرها هكذا وتقول عنها تبكي , لن أتركك تلعب معها بعد اليوم "
هز رأسه بلا فقلت مبتسمة " إذا نذهب لها وتعتذر منها "
هز رأسه بلا بقوة فضحكت وأنزلته على الأرض وقلت " هيا يا بيسان سندخل .... بسرعة للداخل "
نزلت ودخلنا جميعنا وأغلقت باب الشرفة وقلت " يمكنك الذهاب لترتاحي يا سيلا شكرا لك "
غادرت من فورها وانتقلا بيسان ومصعب للعب بالمكعبات وترف على حالها متكورة على الأرض
توجهت نحوها وجلست على السرير فوقها وقلت " ترف انظري إلي "
لكنها لم تتحرك طبعا ، فقلت لها " ترف أنا أكلمك ، هل تريدي أن أغضب منك "
ولا فائدة ترجى من كل هذا وتبدوا غاضبة حقا أو أنها نامت من جديد , انفتح الباب حينها فكان جابر واقفا أمامه ألقى السلام فرددت عليه ووقفت ترف من فورها متوجهة نحوه
حضنت ساقيه وبدأت بالبكاء فحملها وقال " مابك تبكي من ضربك "
تعلقت بعنقه وقالت بعبرة " ماما تحب مصعب أكثر مني لقد ضربني وأسكتته ووبختني "
نظر لي وقال " وما نفعل لها لنعاقبها "
نظرت له بضيق وقالت ترف " لا اعلم "
قال بابتسامة جانبية ،. ونظره لازال علي " سنتركها تنام في الحديقة وحدها الليلة "
وقفت واضعة يداي وسط جسدي , ما هذا الذي يعلمه للأطفال اقترب مني مصعب وقال " أنا أبات معك لن تخافي "
نظرت له ترف وقالت بحدة " لن تبات مع ماما لديك والدتك "
قلت بضيق " بل أنا من ستذهب مع مصعب وأعيش معه وتبقيا أنتما هنا "
نظر لي مصعب وقال " ليث لدينا ثرير لك "
ضحك حينها جابر فنظرت للجانب الآخر متضايقة فأنزل ترف وقال " لا سرير لها إلا هنا "
ثم قال مغادرا " تعالي يا أرجوان "
غادر الغرفة ، ونظرت أنا لترف فقالت بشفتان ممدودتان " أنا غاضبة منك ماما "
لم استطع إمساك ضحكتي فبدأت بالبكاء فاقتربت منها ونزلت عندها وحضنتها وهمست لها " أنتي أكثر من أحب أنتي ابنتي ومصعب لا , هو فقط صغير وكان يبكي وعلينا أن نسكت الأطفال الصغار كما علمتكم "
حضنتني بيداها وقالت بحزن " لا تحبيه أكثر مني ماما لا أريد "
أبعدتها عن حضني ونظرت لوجهها وقلت " ترف لا أريد أن أغضب منك وتعرفينني حين أغضب فلا أريد ما يحدث مع أمجد أن يتكرر مع مصعب , أنا أحبك أنتي بنيتي حسنا "
قبلت خدي وقالت " نعم ماما سألعب معه "
ثم وقفت ونظرت لبيسان فكانت منشغلة بالمكعبات ومن الجيد أنها لم تركز على حديثنا لصرنا في مشكلة جديدة
خرجت من غرفتهم وتوجهت لجناحي , دخلته ودخلت لغرفة النوم فكانت ثيابه مرمية على الأرض وهو يبدوا يستحم
جمعت ثيابه ووضعتها في سلة الغسيل في غرفة الملابس وأخذت لي فستانا قصيرا ولبسته على عجل
مؤكد سيغادر فورا فلا حاجة لأكثر من هذا , خرجت بعدها للغرفة فتحت شعري ووضعت كحلا في عيناي
هذا الرجل لا يعطيك وقتا حتى لتتزيني له فيه , دائما غير موجود وإن جاء يكون في وقت لا تتوقعينه
حتى في الليل يرجع متأخرا ويتصل بي وهو بالمقربة من هنا وأكون حينها نائمة ومتعبة
جمعت شعري كله للأمام على غير العادة ،. وانفتح حينها باب الحمام وخرج منه بمنشفته وكالعادة شعره يقطر بالماء وتوجه لغرفة الملابس فأطفأت التكييف
خرج بعد قليل لأصدم به مرتدي بنطلون رياضي وقميص قطني أسود بكتابة فضية عند الصدر وتوجه من فوره للخزانة دون أن ينظر لي وأنا أتبعه بنظري عجيب لابد وأن جنيا سكنه
هذه المرة الأولى أراه بهذا اللباس فقد اعتدت على رؤيته إما بالبذلة الرسمية السوداء أو بذلة الشرطة أو بيجامة النوم
توجه نحو السرير وأنا أسير معه بعيناي حتى جلس عليه ونظر ناحيتي ، فوقفت وقلت بمكر " لقد أخطأت في الغرفة يا سيد زوجي أعرفه أين يكون الآن "
قال بنصف عين " أرجوان أخبرتك أن لا تلعبي معي هذه اللعبة "
رميت شعري للخلف وقلت بغنج " أنا حرة أقول ما أريد ومتى أريد "
أشار لي بإصبعه على المكان بجانبه دون كلام فهززت كتفي ولم أتحرك من مكاني فقال " أرجوان لا تلعبي معي فستكونين الخاسرة "
توجهت للأريكة ووقفت فوقها حافية وقلت " أنا لا ألعب معك "
قال بابتسامة " وما سر الوقوف هناك "
ضحكت ضحكة صغيرة وقلت وأنا أحرك شعري بيدي " وما أدراني أنك زوجي دعني أتأكد أولا "
غادر السرير وتوجه نحوي وأمسكني من خصري وأنزلني للأرض ثم أمسك وجهي بيديه وقربه من وجهه وقال بهمس " ليس من مصلحتك أن أثبت لك أني هو "
تركته وتوجهت للسرير جلست حيث أشار سابقا وقلت " لقد تأكدت الآن تعال هيا "
هز رأسه مبتسما ثم اقترب وجلس بجانبي شبه مضج ومستندا بمرفقه على الوسادة ومقابلا لي فاختبأت في حضنه وقلت بهمس " ما سر هذا التغيير الرائع حضرة المحقق "
قال بهدوء شبه هامس " تصمتي أو غادرت الآن "
مررت يدي على عضلات صدره البارزة وقلت ونظري عليها " توبة لن أعيدها "
أمسك بيدي من على صدره ورفعها له وقبلها وقال ونظره عليها " هل نزلتِ للضيوف البارحة "
كنت أنظر له باستغراب كانت المرة الأولى التي يُقبل يدي ويسألني عن أمر أقوم به أو فعلته فلم يكن يهتم بشيء , لا كثرة حديث ولا كثرة استماع , قلت بهدوء " نعم ومن أجلك "
نظر لعيناي وقال " فقط "
اتكأت على صدره وقلت " أقسم على ذلك "
رفع وجهي له من ذقني وقال " إذا انتهينا من هذه المشكلة "
هززت رأسي بلا وقلت " لن أنزل مجددا ولا تربط الأمر بمكانتك لدي يا جابر كي لا أجبر نفسي "
مسح بإبهامه على خدي وقال " إذاً تكرر ما يحدث في السابق "
دسست وجهي في صدره مجددا ولم أتكلم فقال " ماذا قالت عنك "
أحطت خصره بذراعي وغمرت وجهي في صدره أكثر ونزلت دموعي دون شعور فمسح على ظهري وقال " أرجوان هل أفهم من صمتك التزامك بشرط زواجنا أم لأنك لا ترين أني سأكون منصفا لك "
قلت وأنا لازلت أتمسك به بقوة " أنت تنصف كل المظلومين فلن تعجز عن إنصافي ولأجل الاثنين أنا أصمت "
قال بهدوء " أريد إجابة واضحة والآن "
رفعت رأسي ونظرت له وقلت " أجبني أنت عن سؤالي أولا "
تنقل بنظره بين عيناي ثم قال " أي سؤال "
عدت للاتكاء على صدره وقلت " أنت وضعت لنفسك حدا بيننا فلما تسألني الآن "
دسني هو في حضنه هذه المرة وقال " لما كنتي تبكي طوال الليل "
ابتعدت عنه وجلست ونظرت لعينيه وقلت " لا تقل أنك تراقب الغرفة لأنها كانت مظلمة "
مد يده وأشار لي دون كلام أن أعود لحضنه فقلت " كيف علمت يا جابر "
أعاد الإشارة مرة أخرى في صمت فاقتربت منه مجددا فقال وهو يمسح على شعري " علمت وانتهى ولا يهم كيف وسأتحدث مع والدتي في الأمر ولن يتكرر مجددا "
ابتعدت عنه ونظرت لعينيه وقلت بدهشة " أَقسم على ذلك "
نظر لي بضيق وقال " أرجواااان "
ابتسمت وقبلت خده وعدت لحضنه فوصلني صوته مبتسما " هل أفهم من هذه القبلة أيضا أنك آسفة وأن لا اغضب "
قلت بهمس " نعم "
*
*
" بتول توقفي عن كثرة الأسئلة "
وقفت ووضعت يداي وسط جسدي وقلت بضيق " بلى أريد أن أفهم لما أحضرت لي السلسال ولم تقل أن معتصم من اشتراه ولما تسكتون عن تصرفاته معي
حتى أنه يراني بالبيجامة القصيرة وبدون حجاب وكأن شيء لم يكن بالنسبة لكم , يومها دخل عليا لغرفتي ولم يستحي على نفسه ولم يمنعه أحد ولما يرفض الآن وما علاقته بي "
تأفف وقال " اذهبي واسأليه بنفسك "
ضربت بقدمي الأرض وقلت بتذمر " لما تتركوه يهينني دائما والأسوأ يراني هكذا وكأني شيء يخصه
لا هو شقيقي ولا زوجي لا خالي ولا عمي , أنا لم أعد صغيرة لما أصبح هكذا وقحا فجأة "
وقف وقال " هو أمامك في قصرهم فاسأليه لما هو وقح معك ولما يرفض تغيير دراستك فإن كان لديه جواب سيقوله لك ثم هو ابن عمك ويفكر في مصلحتك "
ثم غادر وتركني أنظر له بضيق , لا يتصرفون بشكل طبيعي أبدا من المفترض به أن يغضب لمعرفته بكل هذا لا أن يتصرف ببرود
لبست عباءتي وحجابي وخرجت من المنزل قاصدة قصر عائلة عمي
* *
دخلت القصر منذ قليل بعدما تقابلت وعمي منصور في الخارج ليخبرني أن بتول تريد الذهاب مع خالها رضا لتدرس هناك وتغير كل سير دراستها , ما هذا الهراء والتسيب والعقل الصغير وعمي يدللها زيادة عن اللزوم ولا يرفض لها طلبا
دخلت غرفتي متضايقا وكل مناي أن أغادر قبل أن أراها لأني لا اعلم ما سأفعل لها
فتحت الخزانة وأخرجت عدة الرسم الجديدة ووضعتها في كيس وجمعت بعض مذكراتي على صوت طرق على الباب فقلت " تفضل "
انفتح الباب ولم يتحدث من فتحه فالتفت له فإذا بها بتول تقف أمامه ويدها وسط جسدها ومتضايقة أيضا فعدت لما كنت أفعل
وقلت ببرود " اشتري سلامتك مني يا بتول واختفي من أمامي "
قالت بضيق " بل تقول الآن بأي صفة تتحكم بي "
نظرت للأعلى وقلت بنفاذ صبر " إن لم تغادري الآن يا بتول ستسمعين مني كلاما لن يعجبك "
قالت بحدة " قله وأرحني "
التفت لها وقلت بغضب " لن تغيري دراستك ولن تغادري من هنا رغما عن أنفك وأحب من أحب وكره من كره "
قالت بغضب أكبر " بأي حق أخبرني حتى جابر لا يتحكم بي مثلك وهو أكبر منك ثم أنا والدي على قيد الحياة وبعده خالي ثم أنتما "
اقتربت منها وأمسكت ذراعاها وقت من بين أسناني " لا تضعيني بعدهما تفهمي "
قالت بضيق " ولما وبأي صفة "
هززتها وقلت بحدة " لأنك زوجتي تفهمي ... زوجتي "

نهاية الفصل
*❀يتـــ⇓⇓⇓ــبــــــ؏❀*
➖➖➖➖➖➖➖➖
☆☆☆☆☆☆

أوجاع ما بعد العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن