*|🔢|:☟البـــ{تابع العشرون}ـــارات☟*

103 6 0
                                    

قلت بصدمة " أرجوان يا غبية ماذا تفعلين هناك " وكانت النتيجة طبعا أن أغلقت الهاتف في وجهي لأنها باتت تعلم أنني ذللت المكان فعدت أدراجي ونزلت السلالم
وغادرت القصر ولففت ورائه وصعدت السُلم النحاسي الملتف الذي يقود للسطح لمشروع والدي الذي لم يكمله وكان مخططه أن يوصله بسلالم القصر الداخلي
وصلت للأعلى وكان المكان مظلما سوى من إنارة عند طاولة مصدرها الشموع الكثيرة حولها وفوقها
وتلك المشاغبة ليست هناك " بما نخدمك يا سيد "
نظرت جانبا فكانت هي ترتدي ملابس نادلات وتمسك ورقة في يدها فنظرت لها ببرود دون كلام فقالت مبتسمة " تفضل بما نخدمك "
أمسكت قبعتها من رأسها ورميتها بعيدا وقلت " أريد زوجتي "
وضعت يدها على رأسها وقالت بضيق " وما فعلته لك قبعتي "
أمسكتها من ذراعها وسحبتها لصدري وقلت بابتسامة جانبية " وسيتبعها باقي ملابسك أيضا "
شهقت وقالت " هل تعلم ما عقوبة التحرش الجنسي "
قلت ونظري على شفتيها الممتلئة " ماذا "
لفت ذراعيها حول عنقي وقالت " إسقاطك من هنا للأرض "
مررت أصابعي في شعرها وقربت وجهها بغتة وقبلتها بقوة ثم تركتها وقلت متوجها نحو الطاولة " أضيفي هذه لقائمة العقوبات "
لحقت بي حتى جلست وقالت " لا بأس معتادين على هذا من زبائننا "
ضحكت وقلت " أرجوان قسما برب هذه السماء إن فقدت أعصابي سأفرغ فيك غضبي من كل شيء "
قالت متجاهلة ما قلت " ما طلباتك "
رميت الشمعة أمامي على الأرض وقلت " زوجتي وبسرعة لو سمحتي "
قالت ببرود " أعانها الله عليك "
نظرت لها بضيق فهربت من أمامي ضاحكة وغابت لوقت وأنا أراقب السطح حيث الأعمدة الحديدية التي تغطيه وكأنها أقفاص أو قبب مساجد والأحواض النحاسية والفضية المنتشرة في أرضيته
مشروع والدي الذي لم يكتب له الاكتمال لأنه مات قبل أن ينهيه وحتى أوراق مخططاته لازالت موجودة
يبدوا أني أهملت حلمه الذي كنت قررت أن أحققه وغفلت عنه لسنوات طوال من التأجيل حتى نسيته
بعد قليل أضاءت الأعمدة بأضواء ملفوفة حولها لتتحول مع الظلام لمشهد رائع وتراءى لي طيفها قادمة من خلف الظلام ويبدوا أنها ترتدي شيئا طويلا حتى أرضية السطح
اقتربت وظهر فستانها الحريري الطويل المفتوح من أعلى بدون أكمام وشعرها الحريري الطويل يغطي ظهرها وأكتافها وماكياج ثقيل لا أعلم كيف وجدت الوقت لتضعه وطقم زواجنا تلبسه للمرة الأولى أمامي
وصلت عندي مبتسمة فقلت بابتسامة صغيرة " لا تجلبيني لهذا المطعم ثانيتا حتى يغيروا طقم عامليه وخصوصا تلك التي تجيب على الهواتف "
لوت شفتيها وقالت بضيق " جابر كان يفترض ببيسان أن علمتك كيف يستقبلون الأميرات "
ضحكت ضحكة صغيرة ثم وقفت مغادرا الكرسي ومددت يدي لها فوضعت يدها فيها فقبلتها وقلت " هل أنتي راضية الآن يا أميرة أرجوان "
قالت بابتسامة " لا "
نظرت لها نظرة باردة فضحكت وقالت " اسحب لي الكرسي أيضا "
سحبته لها وقلت " هل أنا المدعو هنا أم أنتي "
جلست وقالت " أنت طبعا "
جلست وأنا أقول " إذا الخدمات تكون لي وليس لك "
رفعت بعض الشموع من الأرضية تحتها ووضعتها على الطاولة وقالت " يكفي لا كم أنتي جميلة ولا ما هذا الحسن تحت ضوء القمر وتريد أن أخدمك أيضا "
كتفت يداي لصدري وقلت ببرود " نعم زيدي من طرح عيوبي "
رمت ما سقط من شعرها أماما للخلف وقالت " ليست عيوب بك بل عيب بي أنا لم أتخلص منه "
قلت بجدية " وهو "
نظرت لي وهي تتكئ بذقنها على يديها المسندة لهما بمرفقيها على الطاولة وقالت بابتسامة " هو أني أتوقع أشياء يفترض أن لا أنتظرها "
نظرت لها بضيق فأبعدت ذقنها ونظرها عني وقالت " أنا قلت عيب بي وليس بك فلا تنسى "
نزعت سترتي ورميتها على حافة الطاولة وقلت ببرود " أرجوان لا تلعبي معي "
قالت بتذمر " كن رومانسيا مرة واحدة ما هذا لا تلعبي معي "
ابتسمت وقلت " ستتعبين معي إن تحولت لرومانسي "
لوحت بيدها أمام وجهها وقالت بابتسامة " دعني أجرب "
غادرت الكرسي وتوجهت نحوها وهي تنظر لي بحيرة وترقب فرفعتها من عليه بين ذراعاي وتوجهت بها نحو الحافة الأقرب للسطح
فتمسكت بي قائلة " لا لا أريد أي رومانسية منك ... لقد تبت "
ضحكت ثم أنزلتها وأوقفتها أمامي مولية طهرها لي ثم أحطت خصرها بذراعاي نشاهد أنوار المدينة وقلت بهمس " هل أخبرك سرا "
لاذت بالصمت ولم تتحدث وما أن فتحت فمي لأتكلم حتى رن حينها هاتفي في جيب بنطالي فأخرجته بيد واحدة والأخرى لا تزال تحضن خصرها وأجبت عليه قائلا " نعم يا خليل "
قال " خرج باسم مزور سيدي وأمسكوه حيث نزل في .... "
قبلت خدها وقلت بابتسامة انتصار " رائع سنطالب بتسليمه إذا "
ثم أنهيت منه الاتصال واتصلت بأسعد الذي أجاب من فوره قائلا " سمعت بالأخبار بالتأكيد "
غمرت وجهي بين شعرها وعنقها وقبلته فارتجفت وكأني سأسقطها من هنا وليس أقبلها وقلت " نعم سمعت ولن يهدأ لي بال ابداً قبل أن نجلبه من حيث وصل "
ثم ابتعدت عنها لمكان متطرف ومر بعض الوقت أتناقش معه في أمره وكلما نظرت ناحيتها كانت على حالها تقف تشاهد المدينة ولم تتحرك وما أن أنهيت الاتصال منه حتى رن مجددا
ففتحت الخط وانشغلت مع المتصل من وزارة الخارجية
ثم التفت لها فكانت غير موجودة فجلت بنظري في المكان حتى رأيتها تنزل من السلالم
فتوجهت نحوها حتى أمسكت ذراعها وأعدتها معي قائلا " نتحدث لاحقا في الأمر وداعا "
وأنهيت المكالمة منه واتصل أسعد مجددا فأجبت وأنا أسير بها نحو مقعد نحاسي متحرك كالأرجوحة وجلست وأجلستها بجانبي قائلا " نعم يا اسعد "
قال من فوره " هل أنت متأكد من إرجاعه سالما "
أحطت كتفاها بذراعي وقلت " لا طبعا "
قال " إذا ما نفع ما سنفعل "
قلت وأنا أرى يدها التي أمسكت يدي " ستعلم لاحقا ما نفع كل هذا هيا وداعا الآن "
قال بعد ضحكة " نعم ضاعت تلك الأيام التي تخرج فيها هذا الوقت من منزلك لأجل أقل من هذا الخبر "
قلت بعد ضحكة " أسكت يا وقح "
ثم ضحكت كثيرا حين قال " أتبث لي غير ذلك وأخبرني أين أنت الآن وماذا تفعل "
أخذت أرجوان الهاتف مني وأنهت الاتصال وأغلقته نهائيا ووضعته بجانبها فقلت وأنا انظر لملامحها بتركيز " لماذا كنتي ستنزلين سيدة أرجوان هل تتعبيني كل هذا التعب لأجد مكانك هنا ثم تنزلي وتتركيني "
قبضت على يدي بقوة واتكأت برأسها على كتفي دون كلام فشددتها لحظني بيد واحدة وقلت " أرجوان كم مرة شرحت لك هذا الأمر "
لم تزدد إلا ضغطا على يدي وصمتا فقلت بهدوء " أرجوان ماذا قلنا في آخر مرة "
رفعت ساقها وقالت " كعب الحداء انكسر ونزلت لأغيره "
ضحكت حينها وقلت " قولي هذا من البداية , لا أعرف لما تخونين توقعاتي دائما "
قالت وهي تغمر وجهها في كتفي " بل أنت من يظلمني دائما "
رن حينها الهاتف الذي في جيب سترتي عند الطاولة فأمسكت بخصري بقوة فأحطتها بذراعاي وقبلت رأسها وقلت " لن أجيب عليه ولن أتحرك لكنه الهاتف الخاص بالعائلة وليس عملي "
قالت وهي تشد خصري بقوة " لا علاقة لي "
قلت بضحكة " حسنا لن أجيب " ثم قلت وأنا امسح على شعرها " هل فكرتِ يوما أن تضعي نفسك مكان أي واحدة من أصحاب قضاياي فما كنتِ لترضي أن أتقاعس في قضيتك "
ابتعدت عني ونظرت لعيناي بعينان بدأت تمتلئ بالدموع ثم قالت " ولو كانت هي مكاني هل كانت ترضى أن أضع زوجها في الخطر وأسرق ليله في المجهول ونهاره في صراع الموت والأحياء بقلوب ميتة
أنا لا أفتقد وجودك معنا أكثر من أني أخاف أن نخسرك يا جابر فأن تبتعد نهايته ستعود لكن أن تموت فلن تعود أبدا "
أرجعتها لحظني وقبلت رأسها وقلت " لا تخافي يا أرجوان سأكون بخير "
لا اعلم إن كانت هذه المرأة تختار ما تقول أم يخرج منها هكذا عفويا فهي بذكاء لا أعرف من أين جاءت به
ولم تذكر في عبارتها كلها ما أكره أن اسمعه منها وسيقلب أمسيتنا هذه لشجار محتم رغم أنه الوقت المناسب لذكرها ذاك الأمر فمن أي نوع من النساء أنتي يا أرجوان
اتكأت بظهري على ظهر الكرسي وهي في حضني ليتحرك متأرجحا بنا مصدرا صريرا واضحا وقلت " كيف تمكنتِ من تربية أبنائي وأنتي في ذاك السن , بمن استعنتِ في ذلك "
وضعت كفها على صدري وقالت بهدوء " لم أتخيل حياتي أن أكون في ذاك الموقف , ترف كانت لم تتجاوز الثلاث أشهر بعد وحتى امجد كان عمره ثلاث أعوام أي أطفال لم يزرع أحد بهم شيء
عقول بيضاء أنا من سيكتب فيها كان ذلك أول ما فكرت فيه ... لا كيف سأربيهم ولا من أين سأصرف عليهم , فقط فكرت على ماذا سأربهم ثلاثتهم فجلست وسط المنزل وترف بين ذراعاي وبيسان تقف أمامي تبكي وأمجد يحاول إسكاتها
لا تعلم كم أثر بي ذاك المشد وتعلمت منه درسا لم أنسه يوما وهو أنك مهما كنت ضعيفا ولا حيلة لديك فحاول ولا تيأس كما كان أمجد وقتها
فتحدثت معه هو أولا قائلة ( هل نرعى شقيقتاك معا )
فهز رأسه بنعم لأبتسم وتدمع عيناي فهو لم يقل لا أستطيع أو لا املك المال وأنا طفل , تصور ما قال لي بعدها "
مسحت بإبهامي دمعة انسابت على خدها وقلت " ماذا قال "
ضحكتْ ضحكة صغيرة وقالت " قال لكننا لا نعرفك "
ومنذ ذاك اليوم عاهدت نفسي أن أربيهم جيدا قبل أن أرعاهم لم أنم بعدها لليالي من بكاء ترف وبيسان وعندما بدأت تنفذ النقود لدي أدركت أني بحاجة لدخل لي ولكن كيف بشهادة ثانوية عامة
وحتى إن تحصلت على وضيفة فمن سيبقى معهم وقت غيابي بل ووقت بحثي عنها لأني حتى للسوق كنت آخذهم معي "
شدت بقبضتها على قميصي وقالت " وصلت لمرحلة أن نمت بلا طعام لأيام لأوفر المال لأجلهم وقرأت كتب تربية الأطفال كي لا أقصر في تربيتي لهم وأحاسب أمام والدي يوم الحساب ولم أتصور أني سأحاسب أمامك في الدنيا لأنك أنت والدهم وليس هو "
قلت باستغراب " كيف تحاسبين أمامي أنا "
جلست وقالت " تذكر أول ما أخذتهم حاسبتني على دخول بيسان للحمام "
لعبت بشعرها بين أصابعي وقلت ونظري عليه " أنا لا أنتقد تربيتك لهم أبدا "
قالت بحزن " لكني بت أخجل من وجودي في حياتك وحياتهم "
أخرجت يدي من شعرها وقلت وأنا انظر لها بحيرة " كيف تخجلي من وجودك في حياتنا "
أمسكت بيدي وضمتها لصدرها وقالت " جابر أرجوك اشرح لي مكان والدي من كل ما حدث "
حضنت وجهها بيداي وقبلتها قبلة صغيرة ثم قلت " لا تفكري في كل هذا يا أرجوان فوالدتهم حين خرجت بهم من هنا كانت ترف في نهاية شهرها الثاني من ولادتها لها ولم يكن بينها ووالدك ما في مخيلتك ولا يمكنني قول أكثر من ذلك "
أمسكت يداي بيديها وقالت بدمعة نزلت من عينيها " حمدا لله حمدا لله "
وقفت وأوقفتها قائلا " الجو يبرد أكثر ستمرضين وأنتي هنا بهذا الفستان "
توجهت نحو الطاولة أخذت سترتي ووضعتها على كتفيها
وقالت وهي تتوجه جهة السلالم " شكرا على إطرائك لفستاني وللأمسية الجميلة وعلى أنك ألبستني سترتك لأن الجو بارد ولا تريد أن ننزل سريعا وعلى أنك شكرتني على كل هذا "
ثم التفت لي وأنا واقف مكاني يداي وسط جسدي وقالت " لكنها أجمل أمسية بالنسبة لي فشكرا لأنك عدت مبكرا ولأنك لبيت الدعوة هنا لن أنسى هذه الليلة ما حييت "
ثم نزلت وتركتني ولا أعلم ما قصدها بهذا تنزل وحدها وتقول ذلك لي من بعيد وتتركني هنا , بقيت قليلا مستندا بقدمي على حافة أحد الأقواس من الأسفل وأجريت باقي مكالماتي بهاتفي الذي بقي على الكرسي وفهمت الآن لما تركتني وحدي ونزلت
وبعدما أنهيت جميع المكالمات نزلت للأسفل ودخلت القصر ودخلت الجناح والغرفة مباشرة فكانت هناك تجلس على السرير بقميص النوم
ونظرها على المبرد الذي تبرد به أضافرها وقد جهزت لي المنشفة وثيابا فوضعت الهاتف على الطاولة وأخذت المنشفة ودخلت الحمام استحممت وخرجت بالمنشفة طبعا
وتوجهت لجهتي من السرير واتكأت بمرفقي بجانبها وأخذت المبرد من يدها ورميته بعيدا ثم شددتها لحظني فقالت " شغل حاسوبك وجهاز المراقبة على ممر الجناح والردهة أولا "
نظرت لها باستغراب ثم قلت " ولما "
ابتعدت عني وقالت وهي تغادر السرير " سأحضر لك الحاسوب من الردهة وستعلم بعد قليل "
أحضرته من هناك وأغلقت الباب ووضعته على السرير فنظرت لها باستغراب فقالت قبل أن أتحدث " ستفهم كل شيء فقط افعل الآن ما أقول لك "
وابتعدت عني وشغلت نفسها بأدراج طاولة التزيين وكأنها تخبرني أن اطمئن أنها لن ترى كيفية تشغيل نظام المراقبة
فتحت الحاسوب وفعلت كما طلبت وانقسمت الشاشة على صورتين واحدة لردهة الجناح والأخرى للممر وأبعدت الحاسوب قليلا وقلت " تعالي انتهت المهمة سيدي "
توجهت نحوي ودخلت السرير ونظرت لشاشته ثم نامت في حضني وقالت " لا يغيب نظرك كثيرا عنه "
ابتسمت وشددتها لحضني وبعد وقت ليس بقليل أيضا قفزت مبتعدا عنها وأنا أرى الخادمة التي تتسلل لجناحنا
بعدما تركت سلة غسيل كبيرة أمام الباب وفتحته ودخلت تمشي على رؤوس أصابعها حتى اقتربت من باب غرفتنا وقربت أذنها من الباب تستمع لنا وأنا انظر لما يجري أمامي بصدمة
ثم أمسكت المنشفة من جانبي بقوة ولففتها حول خصري أتنفس بقوة وغيض فأمسكت أرجوان بيدي وقالت بهمس " جابر لا يأخذك الغضب فتصرف بروية وحكمة كما أعرفك "
استللت يدي منها بقوة وقلت بغل من بين أسناني وأنا أهم بمغادرة السرير" أقسم لن ينقذها مني إلا الموت "
أمسكت ذراعي بقوة وقالت برجاء " جابر تحلى بالحكمة كما كنت دائما فما تنوي فعله الآن لن يعالج الأمر "
عدت جالسا على السرير وتحركت هي قائلة بصوت مرتفع " لا تقلق أراهم في غرفهم وأعود "
خرجت حينها تلك الخادمة مسرعة من الجناح على نظري فنظرت لها وقلت " لما لم تتركيني أمسكها متلبسة "
جلست وقالت " وما الفائدة إن لم تنهي المشكلة في حد ذاتها "
نظرت لها باستغراب ثم قلت " وكيف علمت أنتي بها "
ارتدت قميصها وربطت الحزام وقالت " سيلا رأتها بالمصادفة في إحدى الليالي "
أبعدت بيدي الحاسوب وقلت بغل " الأمر يحدث هنا منذ وقت وأنا نائم عنه لتكشفه لنا سيلا "
قالت بهدوء " لاحظ أنها خادمة والدتك "
نظرت لها مطولا بصدمة ثم قلت " ما قصدك يا أرجوان "
قالت " تفهم قصدي جيدا لن تكون جاسوسة من الخارج تتجسس على أحاديثك وزوجتك ليلا وهي تعلم انك لن تخبرها عن أمور عملك أبدا وخصوصا هذا الوقت
ولا فضول خادمات من دفعها لغرفة متزوجان لأنك رأيت بعينك هي قربت أذنها وليس عينها من خرم الباب فلن تستفيد شيئا من إمساكك بها لأن الفاعل سيكررها كان من يكون "
نظرت لها مطولا ثم قلت " لن أتهم والدتي بذلك في وجهها ولو كنت متأكدا "
مسحت على خدي بيدها وقالت بهدوء " ولا أنا أشجع فعل ذلك "
بقيت أنظر لها بصمت وكأن عقلي يقول استمع لرأيها هي فقالت " هذا الطابق لنا وللأولاد وزهور التي ستتزوج قريبا ولمعتصم الذي يتغيب أكثر مما يبقى "
بقيت أستمع لها بانتباه فتابعت " سيلا وحدها تكفي للاهتمام به وانا اثق بها أكثر من نفسي وأمر واحد منك سيمنع البقية من الصعود لكل الطابق "
قلت بعد تفكير " العمل هنا سيتعبها وحدها "
حركت يدها على خدي وقالت " سأساعدها المهم لا يكون غيرها هنا "
ابتعدت وقلت " لن أرتاح قبل أن اعلم منها من وراء ما تفعله "
قالت " وما الذي ستستفيد منه إن تستجوبتها سيعلم من وكلها بذلك وسيجد البديل "
عدلت وسادتي بغيض ونمت عليها موليا ظهري لها وغطيت جسدي باللحاف بغل
أنا جابر تضحك مني خادمة وتتجسس علي في وسط جناحي وأظهر بهذا المظهر المنقص لي كرجل له حدوده هنا قبل مركزي وأجهزة مراقبتي
إن كانت والدتي فهذا أكبر دليل أنها ما تزال تراني طفلا وتعتقد أن أرجوان تؤثر بي
وإن كان شخصا من خارج القصر فقد أثبتت له أني أسد في الخارج وفأر في الداخل يسهل على خادمة أن تتجسس عليا وفي غرفتي
بقيت لوقت أزفر بغيض وأتأفف بقوة حتى شعرت بيدها تمسح على ذراي العاري ثم قبلت كتفي
وحضنت خصري بذراعها ودست وجهها بين كتفاي وقالت بهدوء أقرب للهمس " لو كنت اعلم أنها ستعكر مزاجك لي هكذا لكنت أخبرتك في النهار وذهبت بغضبك هذا هناك لعملك "
قلت بهدوء " أرجوان أنتي آخر من أريد أن افرغ غضبي الآن فيه "
قبلتني بين كتفاي وقالت بهمس " حسنا لن أتحدث تصبح على خير "
* *
نام بعد وقت وأنا لم يغمض لي جفن كان يتنفس بقوة وغيض حتى ظننته سينفجر , كم أعجز عن فهم هذا الرجل فحتى غضبه من غيري أعجز عن إخماد نيرانه فكيف إن غضب مني أنا
كنت أتمسك بخصره بقوة وكأنه سيطير أستمع لتنفسه الهادئ المنتظم بعد كل ذاك الهيجان والإطراب فقط لأن خادمة تتجسس عليه يعني ويلك يا أرجوان أن تخطئي
غمرت وجهي بين كتفيه أكثر ولا أعلم لما أصبحت في كل يوم أتعلق به أكثر حتى نبرة الحزم في صوته باتت تشدني له وحتى بروده وتحجره أصبح عندي أفضل من غيابه لم أتصور يوما أن أصل لهذه المرحلة
فكل ما كان فيً مخيلتي أني سأكون مربية ومعلمة لأبنائه وحتى بعدما اكتشفت الحدود التي رسمها لي في أول ليلة نام فيها معي كزوجين فعلا تخيلت أن حدودي ستكون السرير فقط وسيبقى شيئا جانبيا ووسيلة لأكون مع الأولاد ليس إلا
أخرجني من تلك الأفكار صوته المشبع بالنوم قائلا " أرجوان لن أقع من السرير ابتعدي عني لأنام قليلا ورائي ما لا نتخيلي حجمه في الغد "
قلت بابتسامة " أخبرتك مرارا أن لا تمن عليا بما هو ملكي "
التفت ناحيتي وشدني لحضنه وقال " عكرت مزاجي تلكالحشرة نامي ولا تتحركي كثيرا كي لا أرميك خارج السرير "
نمت في حضنه ولم أعلق بشيء لأنه ليس وقت كلام فكما قال ورائه نهار طويل ولا مكان لي فيه فعليا أن لا افسد الوقت الذي لي
نمت ولم اشعر إلا بثقل يده تبتعد عني ففتحت عيناي فكان مغادرا السرير ودخل الحمام
جلست ونظرت للساعة فكان وقت صلاة الفجر قد اقترب فغادرت السرير أيضا وتوجهت لحمام الجناح استحممت وخرجت بالمنشفة لأني نسيت أخذ ثياب معي
دخلت الغرفة فكان يرتدي ملابسه فركضت مسرعة جهة غرفة الملابس كي لا يسخر من منشفتي كما فعلت معه
ارتديت ملابسي وخرجت على حركته الكثيرة في الغرفة فنظرت باتجاهه وقلت " هل أضعت شيئا لأساعدك "
قال وهو يفتح الخزانة " لا " توجهت للسرير وقلت وأنا أرتبه " سأعد لك شيئا تأكله لا تذهب دون إفطار "
توجه نحوي ومد لي ربطة العنق قائلا " لا وقت لدي , بسرعة ألبسيها لي "
أخذتها منه وأدرتها حول عنقه وأنا أقف على رؤوس أصابعي ثم ربطتها له وأغلقت له أزرار سترته
وقلت " استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه , جابر دعنا نصب عينيك دائما "
قال وهو يثبت سلاحه " حاضر يا أرجوان كم مرة ستذكرينني بها "
قلت وأنا انظر لملامحه " كلما تخرج لهم لأني أعرفكم ترمون بأنفسكم للخطر ولا تفكرون في أحد "
أمسك وجهي بيديه وقال " كنتي تعيشين وترعيهم من دوني ولم تحتاجي لي يوما "
اختبئت في حضنه أخفي الدموع التي خانتني وقلت بهمس " كان ولا يمكن أن يعود كما كان أفهمها يا جابر "
مسح على شعري وقال " لن يصعب عليا فهمها يا أرجوان ولا تقلقي لا أحد يموت قبل أوانه "
ثم أبعدني عنه وقال وهو يمسح دموعي " قد لا أعود الليلة فلا تقلقي إن تأخرت "
ثم غادر جهة الباب فقلت " جابر "
التفت في صمت فقلت " أخبرني إن كنت ستنام خارجا ولو برسالة "
هز رأسه بحسنا وغادر ككل يوم لا أسمع سوا خطواته الثقيلة على أرضية الجناح , رفعت شعري خلف أذني وأغمضت عيناي بشدة أسترجع كلماته حين قال ( لن يصعب عليا فهمها يا أرجوان )
هل أنا عارية المشاعر أمامه لهذه الدرجة أم هو من الذكاء أن يفهم خبايا قلبي مثل عقلي الذي يقلبه بين يديه كالجريدة
جمعت ثيابه ووضعتها في سلة الغسيل ثم غادرت لغرفة الفتاتين فوجدت ترف كعادتها مستيقظة وتتحدث مع نفسها أو مع أشخاص مجهولين
لا افهم فقط ما أعرفه أنها مرحلة مرت بها بيسان أيضا ودونا عن أمجد , ما أن رأتني حتى مدت يداها لي فتوجهت نحوها وحملتها من السرير
فقالت " صباح الخير ماما "
قبلت خدها وقلت " صباح الخير يا حبيبة ماما أنتي متى تستيقظين "
قالت مبتسمة " عندما يقول الله أكبر "
ابتسمت وأنزلتها للأرض ثم أيقظت بيسان ومسحت لها وجهها بالماء لتركز معي وقلت " ادخلا وتوضئا سأوقظ أمجد وآتي إليكما "
هزت رأسها بحسنا وترف ركضت قبلها للحمام طبعا
توجهت لغرفة امجد لأوقظه , عليه أن يأخذه معه للمسجد أمجد ليس صغيرا أنا سأتكفل بإيقاظه ليكون جاهزا وقت خروجه
المشكلة انه اغلب الأحيان يخرج قبل الصلاة بقليل يصلي ويغادر من هناك من فوره ولا رجال هنا غيره
سأتحدث مع معتصم حين يكون هنا يأخذه معه أو حتى عمه منصور فمنزله ليس بعيد أبدا , كما أنه عليا زيارتهم فكل مرة أأجل الأمر حتى أصبح مظهري سخيفا جدا أمامهم ,
وصلت غرفته وأيقظته وبدا يومي بروتينه المعتاد صلينا وتناولنا الإفطار وغيروا ملابسهم ليذهبوا للمدرسة
سيفقدون حتى هذا المتنفس الوحيد ولن يبقى لهم سوا أبناء عم جابر أطفال يلعبون معهم بل أشكالا غريبة عمن يرون هنا
دخلت سيلا وقالت بابتسامة عريضة " السيد جابر زارنا في المطبخ قبل أن يغادر "
نظرت لها بصدمة وقلت " وماذا حدث "
ضحكت وقالت " قال لا أحد يصعد للطابق هنا غيري إلا من تطلبين منه أنتي الصعود أو هو "
ثم قالت مبتسمة " وقال لا نهارا ولا أواخر الليل لأن من سيخالفني سيموت على يدي , ولو رأيت وجه خادمة السيدة الكبيرة كيف أصبح من الخوف "
ابتسمت ابتسامة انتصار لقد ربحت الجولة وستصاب والدته اليوم بالحمى
*
*
" بتول تكلمي معي أنا ما ذنبي فيما حدث "
وقفت وغادرت السرير وتركتها , ذنبك طبعا انك وافقت زوجك فيما فعل لبست حجابي وعباءة فوق فستاني القطني القصير وخرجت من الغرفة ومن منزلنا لقصر عائلة عمي
جابر هذا لن أجد فرصة لأراه أعان الله زوجته عليه لا أعرف كيف لم تترك له أطفاله وتهرب , لذلك لا حل أمامي سواها لتتحدث معه فمؤكد انها تراه ولو ليلا
دخلت القصر على دخول سيارة معتصم بعدي , لا أعلم هذا المخلوق من يخبره أني هنا
دخلت راكضة كي لا يدركني وصعدت من فوري حتى وصلت غرف الأطفال ووجدت أرجوان خارجة من أحدها فأمسكت يدها وقلت وأنا أسحبها معي " بسرعة نذهب لجناحك لدي ما أود التحدث معك فيه "
كانت تركض معي غير مستوعبة ما يحدث حتى دخلنا جناحها وأغلقته خلفنا بالمفتاح
فقالت بحيرة ونفسها يلهث " بتول قطعتي لي تنفسي من هذا الذي يركض خلفك "
وضعت يداي وسط جسدي وقلت " زوجك هذا لا اعرف كيف تستحملينه متى ترينه بالله عليك "
نظرت لي بصدمة ثم ضحكت كثيرا وقالت " صدقي أني لا أراه إلا ليلا ومرة بالمصادفة في منتصف النهار "
هززت رأسي وقلت " أهربي وأنفذي بجلدك ما هذه الحياة التي تعيشينها "
قالت مبتسمة " هذا قدري ونصيبي ما سأفعل "
رميت يدي أمام وجهها وقلت ببرود " في النهاية هوا أفضل من غيره "
قالت مبتسمة " هل ستخبرينني الآن ما جاء بك راكضة "
قلت " لدي كلام أود أن تنقليه لزوجك المختفي عن الأنظار "
قالت بعد ضحكة " حسنا لكن قد لا يأتي حتى الغد "
جلست على الأريكة وقلت بتذمر " أرجوان بالله عليك تجدي حلا لحياتك هذه هنا "
جلست مقابلة لي وقالت مبتسمة " أخبريني بما تريدين إيصاله له وما أن يأتي سأخبره "
قلت باختصار " يطلقني منه "
نظرت لي بصدمة وقالت " هل أنتي زوجة جابر "
ضحكت وآخر ما كنت أفكر فيه الضحك وقلت " لو كان زوجي ما تركته لك "
قالت بحيرة " يطلقك ممن وحد علمي أنك غير متزوجة "
قلت بأسى " وأنا كنت أضن ذلك لكنهم غدروا بي وزوجوني من غير علمي وعلى هذه المهزلة أن تنتهي وأن يطلقني منه فورا فوحده يقدر على هذا "
بقيت تنظر لي بعدم فهم فقلت " قولي له فقط بتول قالت لك كن عادلا وقف في صفي وطلقني منه لأني لا أريده وهو سيفهم ما أقول "
تنهدت وقالت " حسنا رغم أني لا أفهم شيئا ولكن لا يحق لي السؤال عما لا يعنيني سأوصل رسالتك له ما أن يأتي "
وقفت وقلت " وهذا ما أريده ولا تخبري أحد غيره بما دار بيننا اتفقنا "
قالت " لا تخافي لن يعلم أحد لكن لما وقفتي أجلسي "
قلت مغادرة جهة الباب " عليا العودة للمنزل أراك في وقت آخر "
فتحت الباب ورأيت معتصم يعبر الممر موليا ظهره لي فعدت للداخل وأغلقت الباب ونظرت لها وقلت " يبحث عني "
قالت باستغراب " من هذا الذي يبحث عنك "
قلت بهمس " معتصم "
بقيت تنظر لي مصدومة ثم وقفت وقالت وهي تتوجه لغرفة في الجناح " لو افهم شيئا واحدا مما يجري معك "
خرجت من الغرفة ترتدي حجابا فقلت لها " أخرجي وانظري أين هو الآن ولا تخبريه أني في جناحك "
ضحكت وقالت " ماذا فعلت له تهربين منه هكذا "
قلت بضيق " قولي هو ماذا فعل لي وليس أنا "
قالت باستغراب " غريب معتصم مهذب كثيرا وشاب رائع لا أتخيل أنه يؤذي أحدا "
قلت باشمئزاز " هذا لأنك لا تعرفينه جيدا "
خرجت وعادت بعد وقت وقالت " لم أجده وسيارته ليست في الأسفل يبدوا غادر "
فتحت الباب وقلت مغادرة " شكرا لك يا أرجوان ولا تنسي ما أوصيتك به "
خرجت من عندها ونزلت وخرجت من القصر أسير بسرعة حتى دخلت منزلنا وتنفست بارتياح ، جيد يبدوا كان مستعجلا وإلا ما تركني قبل أن يعكر مزاجي السيئ
صعدت لغرفتي ونزعت العباءة والحجاب في السلالم ودخلت لها لأفاجأ به جالس على سريري مادا ساقيه ويداه خلف رأسه ينتظرني هنا
فاستدرت لأخرج وما أن خطوت خطوتين حتى شعرت بيده تمسك ذراعي بقوة وسحبني منها للداخل فلم أتحدث ولم أقاومه
أغلق الباب الذي كسره سابقا وسار بي حتى الأريكة وأجلسني وجلس بجانبي وقال بهدوء " أرى أن الوقت أصبح مناسبا لنتحدث "
لم أتكلم ولم انظر له فقال " بتول لا احد تجاهلك ولم يفكر في مستقبلك أنا لم أكن أنوي إخبارك بالأمر حتى أكمل دراستي وتكملين أنتي أيضا دراستك على الأقل تصلين لمنتصف المرحلة الجامعية لكنك يومها أفقدتني أعصابي وقلت ما قلت "
لم أتكلم وبقيت على صمتي وعلى حالي فأمسك وجهي من ذقني وأداره ناحيته وقال " بتول تكلمي "
أبعدت وجهي عنه بقوة ولم أتحدث فوقف وتحرك حتى أصبح أمامي ونزل مستندا بساقيه ليصبح مقابلا لي ثم أمسك وجهي بكلتا يديه ورفعه له وقال " دعينا نتفاهم على بعض الأمور يا بتول "
بقيت أنظر لعينيه بجمود مصرة على الصمت فتنهد وقال " هل تصدقي لو أخبرتك أني اشتقت لصوتك "
لم أستطع منع دموعي من النزول لأن أول ما جاء في بالي سخريته الدائمة من طريقة كلامي وصوتي مسح لي دموعي وقال بهدوء " بتول لا تختبري أهميتك عندي لأنك لم ولن تفهميها يوما "
بقيت أنظر لعينيه بحيرة فقبل شفتاي قبلة صغيرة جعلتني ابتعد بشهقة مصدومة ووقف وتوجه نحو الباب فتحه ووقف وقال " بما أنك علمتِ بأمر زواجنا فلم يعد من داعي ليعيش كل واحد منا في مكان "
وغادر وتركني بتنفس قد توقف من الصدمة
*
*
نظرت ناحية صالون الضيوف بذهن شارد وأنا جالس وسط المكان ثم انتقلت به لستائر الصالة
فوضع يده على كتفي وقال " أين وصلت بك الأفكار "
مررت أصابعي في شعري لتتساقط خصلاته تحتضن جبيني وقلت " أفكر فيما سأجدده في الشقة "
ضحك وقال " يا عيني عرسان جدد وتجديد وصديق مطرود للخارج ليس له إلا الشارع "
قلت بسخرية " قد أصبح مطرودا مثلك قريبا فلا تنسني في مكان وخبز وماء "
جلس بجواري وقال بهدوء " رضا لا اعلم كيف تفكر تكتب لها كل ما تملكه وأنت تعلم بنواياها "
اتكأت للخلف وقلت ونظري للسقف " لم اصدق يوما أن تنزاح جميع العوائق وتصير لي وأكبرهم والدتها فلن أدع الفرصة تفوتني
أنت لا تعلم معنى العشق يا فواز لا تعلم معنى أن يحتل أحدهم قلبك ويسري في عروقك لسنوات فكلمة أني أحبها لا تفي مشاعري حقها أبدا "
تنهد وقال " اللهم عافني من مرض العشق فأنت تعلم بحالي ليس لدي لا شقة ولا سيارة جديدة وكتاب ورصيد في المصرف لأقدمه لها "
ضحكت وقلت " بل الحب أجمل ما في الوجود يا أحمق هو شعور لا يقدره إلا العاشقون "
وقف وقال بضيق " نعم نعم ذكر نفسك يوم تزوجت حبيبتك بغيرك وما حدث معك ولا تنسى انت كم قاسيت بعدها وما سيأتيك منها ولا تنسى أنها امرأة مجروحة والمرأة حين تُجرح تتحول للبوه بأنياب ومخالب لا ترى سوا فريستها "
نظرت للأرض وقلت ببرود " إما أن تعود لي زهور التي أعرفها أو تأخذ بحقها مني ونتصافى ويرتاح ضميري وفي الحالتين أنا اعد نفسي الكاسب "
هز رأسه بيأس وقال " أتمنى الأولى لأن الثانية سترجعك لحالتك تلك التي لم يخرجك منها سوا خبر طلاقها الذي من حضنا السيئ وصلنا متأخرا جدا لأننا كنا خارج البلاد "
ثم قال متوجها جهة باب الشقة " الصالون الجديد هدية مني لك "
وفتح الباب وخرج وأغلقه خلفه فأخرجت هاتفي من جيبي واتصلت بجابر كثيرا وعلى حاله لا يجيب
لو أمسكه بين يداي أكسر له رأسه , كتبت له رسالة فيها ( غدا سأكون عند عمك منصور وستزوجني بها أو فعلت ما لا يعجبك ) وأرسلتها له
*
*
" ماما انظري لسيلا إنها تغش "
نظرت لها فابتسمت ابتسامة صفراء وهزت رأسها بلا فقالت بيسان وهي تشير لها بإصبعها " بلى تغشي رأيتك تنظرين لورقة أمجد "
نظر لها أمجد بصدمة وابتعد زاحفا بورقته فنظرت لها وقلت ببرود " سيلا صفر "
تذمرت رافضة على ضحك بيسان وأمجد عليها ثم وقفت وقالت " أذهب لأكمل أعمالي أفضل لي "
وتابعت وهي تخرج " ما يدريني أنا أين ولد الرسول ومتى المهم أنه ولد " ثم غادرت الغرفة ونظري يتبعها مبتسمة
ثم نظرت للتي تغني وتكتب في ورقتها منذ وقت ولا تعلم مما يجري حولها شيئا وقلت " ترف أرني ماذا كتبتي "
خبئت الورقة خلف ظهرها وقالت " لا ماما لم أنتهي بعد "
ابتسمت وقلت " حسنا أكملي رغم أني متأكدة من أنك ترسمين في الورقة "
رن حينها هاتفي نظرت للمتصل فكانت سوسن فوقفت وقلت " سأذهب قليلا وأعود لكم ولا أحد يغش كي لا يأخذ صفرا "
قالت ترف بمرح " أنا أنا أراقبهما "
قلت ضاحكة " نعم فأنتي لا تفلحين إلا في هذا "
خرجت من عندهم وتوجهت لجناحي دخلت غرفتي
وجلست على السرير واتصلت بها فأجابت قائلة " إن لم أتذكرك أنا لا تذكرينني أبدا يا ناكرة العشرة "
اتكأت على إحدى الوسائد وضحكت وقلت " كما تعلمين وقتي مفتوح لكن أنتي لا أعلم متى يكون الوقت مناسبا لديك لأتحدث معك ولا تنسي أني في كل مرة أقطع اتصالك وأتصل بك أنا "
قالت ببرود " أنتي زوجة اللواء وليس أنا وماله مفتوح لك لا يحاسبك عليه أحد فمن يتصل بمن يا بخيلة وتسكنين قصرا ويخدمك الخدم وزوجك طوال اليوم يركض خلف الجرائم فمن لديه وقت أنا أم أنتي "
قلت ضاحكة وأنا ألعب بخصلات من شعري " حسنا وأنا لم أعترض ما بك اليوم تفرغين غضبك بي "
ضحكت وقالت " أحسدك ليس إلا فمنذ رأيت زوجك في أخبار البارحة وأنا أموت منك حسدا كلما تخيلت أنه زوجك وتنامين في حضنه "
قلت بضيق " سوسن الله أكبر من عينك , إن حدث له شيء اليوم لن ينقدك مني أحد "
قالت بدهشة " الله أكبر عليك أنتي منذ متى كل هذا الخوف عليه "
تنهدت وقلت " مصير لا مفر لي منه
ضحكت وقالت " نعم يا سيدة الحظ السعيد أحبيه كما تشائين لأنه يستحق "
نظرت لصورته على الجدار وحضنت الوسادة تحتي وقلت بحيرة " لا أعلم كيف أتصرف يا سوسن أنتي تعلمين أن الحب ضعف والمتسلح به خاسر في النهاية "
قالت مباشرة " بالعكس هو من يتمسك ويناضل للرمق الأخير وهذا زوجك وأنتي لم تقترفي عيبا ولا حراما "
قلت بحزن " إن لم أجعله يبادلني ذات الشعور لن أكسب شيئا "
قالت من فورها " هذا شيء لا يمكن انتزاعه بالقوة انظري لنفسك هل أجبرك هو على ذلك "
قلت بضيق " هذا لأننا نحن النساء غبيات ، نذوب من أشياء أقل حتى من الكلام "
ضحكت وقالت " تبدوا حالتك حرجة جدا فحاذري من أن تكشفي له مشاعرك قبل أن تستحوذي عليه "
قلت بقلة حيلة " أنتي تهذين يا سوسن هو يقلبني كالكتاب أمامه فماذا سأخفي وما سأكشف "
قالت بضيق " بل أنتي السبب , ماذا سيكون مثلا جني يعلم ما في نفسك "
قلت بضيق مماثل " نعم الكلام سهل لأن التطبيق لم تجربيه , أنا لم أكشف له شيئا أنتي لا تعلمي الأسئلة الملتوية التي يحاصرني بها فلم أجد سوا الصمت مهربا وكل ظني كان أنه لا يقرأه وعندما لمّحت للأمر فقط قال بكل صراحة أنه لم يعجز أبدا عن فهم دواخلي "
ضحكت كثيرا فقلت بضيق " نعم اضحكي هذا من كنتي تقولين أنه رجل كباقي الرجال وأنه يمكنني ترويضه وسحبه ناحيتي ووو وفي النهاية انقلب السحر على الساحر "
قالت بصوت مبتسم " وإن يكن علم هذا زوجك يا مغفلة أنتي فقط ابقي على طريقتك ولا تفسدي الأمر بأن تضعفي فقط لأنه يعلم ما في قلبك , استمدي القوة أمامه من هذه النقطة وليس الضعف "
قلت ببرود " لا حل أمامي غير هذه الخرافات التي قرأناها سابقا فإما أن تنجح أو تفسد كل شيء "
قالت بعد ضحكة " ماذا عن موضوع الحمل هل فتحه مجددا "
قلت بذعر " اسكتي كدت أموت يومها من الخوف هذا الرجل أشك أنه يقرأ الأفكار بسهولة "
ضحكت وقالت " أخبرتك منذ البداية أن لا تتلاعبي في هذا الأمر "
قلت ببرود " لن يكون هناك أطفال قبل أن أعرف أين أنا هنا "
قالت بهدوء " لا تنسي أنه قد يأخذك لطبيبة وستكتشف بسهولة أنك تأخذين موانع للحمل "
قلت بهمس " وقتها لكل حادث حديث وداعا الآن يا سوسن "
لأني سمعت باب الجناح انفتح دون أن يطرق عليه أحد وقفزت خارج السرير بذعر حين انغلق بابه بقوة صدعت الجدران
غريب ما سيأتي بجابر الآن ! وما به غاضب هكذا , توجهت نحو باب الغرفة وفتحته لأجد والدته في ردهة الجناح مكتفة يداها لصدرها وتنظر لي بجمود

نهاية الفصل

*❀يتـــ⇓⇓⇓ــبــــــ؏❀*
➖➖➖➖➖➖➖➖

☆☆☆☆☆☆

أوجاع ما بعد العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن