*|🔢|:☟البـــ{العشرون}ـــارات☟*

118 8 0
                                    


قلت بصدمة " فرح ما معنى ما تتفوهين به "
أشاحت بنظرها عني وقالت ببرود " أعني لن أترك شقيقتي , إما أن تكون معي أو أكون معها "
وقفت وقلت " هل جننتي كيف تبقين هنا معها ثم في كل الأحوال لن يسمح أحد ببقائكما وحدكما "
خرجت دون أن تضيف أي كلمة فنظرت لوالدتها وقلت "هل  يعجبك كلام ابنتك ؟ "
تنهدت وقالت " أنت تعرف مدى تعلق فرح بوسن ولن ترضى أن تبقى مع نواس وهي بهذه الحالة "
قلت بضيق " نواس ليس طفلا وقال أنه سيتدبر الأمر وعلينا أن نتق به وأخبريها أن لا تذكر هذا أمامه لأنني حينها سأزيح تساهلي وتغاضيا عنها وسترى وجها آخر لي "
ثم غادرت من عندها أيضا لأن غضبي وصل حده ولا أريد أن أفرغه في أي منهما
* *
مد لي يده وقال " وسن تعالي "
نظرت للوحل تحتي ثم ليده ثم ليده الأخرى وهي تمسكها بقوة وكأنه لا يريد تركها ولا التخلي عنها
عدت بنظري له فقال بإصرار أكبر " وسن مدي يدك وتعالي "
عدت بنظري ليديهما الممسكتان ببعض وبدأت دموعي بالنزول ثم فتحت عيناي فجأة لأجد أمامي سقف أبيض نظرت من حولي فكانت الغرفة التي خرجت منها
متى عدت ولما !! شعرت بحرقة في حلقي وكأني كنت أكتم بكائي ثم سرعان ما نزلت دمعتي حين تذكرت ذاك الحلم بل الكابوس
ضغطت قبضتي بقوة فشعرت بشيء فيها فرفعتها لوجهي ونظرت لها فكان فيها ورقة مجعدة رفعت يدي الأخرى لأفتحها وحركتها ببطء لأن المغذي
محقون في ظهر كفها
فتحتها ونظرت للأسطر المكتوبة( وسن قولي فقط أنك تريدين الزواج برغبتك أنتي وسأزوجك بسليمان وفي أقرب وقت ..... نواس )
قبضت عليها بقوة لترسل عيناي جيوش دموعها , ما معنى ما تفعله يا نواس هل تريد فعلا التخلص مني , ليتني لم أقطع ذاك الوعد لخالتي فكيف أنقضه وهو آخر ما أوصتني به
انقلبت على جانبي الأيمن وأخفيت وجهي في ذراعي وازددت بكاء على بكائي , تبا لك يا وسن ولقلبك أقسم لولا عهدي لخالتي لما تزوجت أبدا
سمعت طرقات على الباب ثم دخل أحدهم واقتربت خطواته ويد مسحت على شعري
فأبعدت ذراعي ونظرت لها فكانت والدة فرح فجلست بصعوبة وساعدتني هي على الجلوس قائلة " كيف أنتي اليوم بنيتي "
قلت ببحة وأنا أجمع شعري بيد واحدة " بخير ألبسيني حجابي "
وقفت من فورها وألبسته لي قائلة " جواد في الخارج سآذن له بالدخول "
فتحت الباب وقالت كلمات لأحدهم بصوت منخفض ودخلت ولحق بها جواد بعد قليل ووقف عند بداية السرير وقال " كيف حالك الآن يا وسن "
قلت ونظري للأرض " الحمد لله "
قال بهدوء " عليك أن لا تهملي صحتك وطعامك ليقاوم جسدك ويعيش فهو أيضا له عليك حق "
قلت بابتسامة حزينة " الموت حين يأتي يقتل حتى المتخم بالأكل "
قال بصوت مبتسم " وإن يكن , يموت شبعانا على الأقل "
نظرت له وقلت " أين فرح لم تأتي , هل هي متعبة "
نظرا لبعضهما ثم قال جواد " سأنتظركما في الخارج يا خالة "
ثم غادر الغرفة من فوره ونظرت لها وقلت " ما بهما "
تنهدت وقالت وهي تجمع أدويتي " تشاجرا البارحة مرتين وضننت أنه لن تطلع عليهما شمس الصباح وهما زوجان "
قلت بصدمة " لما ما الذي حدث !! "
مدت لي عباءتي وقالت " فرح تريد أن تبقى معك لتعيشا في شقتكم وجواد رفض وهي تصر على ذلك وقالت له بصريح العبارة طلقني إن كنت لا تريد أن تتركني برضاك "
قلت بضيق " هل جنت فرح أم ماذا " اكتفت بالتنهد دون كلام فأوقفت المغذي بالبكرة وسحبته
من الإبرة وتركتها هي ثم لبست عباءتي بمساعدتها وغادرت السرير وخرجنا ثلاثتنا من المستشفى ولا شيء سوا الصمت طوال الطريق حتى رن هاتف جواد وأجاب عليه قائلا " نعم يا نواس "
سكت لوقت ثم قال " أجل أخرجتها ولم يزد الطبيب شيئا على ما أوصانا به بالأمس "
سكت طويلا ثم قال " سأرى وداعا الآن "
اتكأت على الزجاج أشاهد الطريق , لا أريد أن ابكي أكث وعلى هذه الدموع أن تنشف والضعف أن ينتهي فلم أكن هكذا يوما ضعيفة أمام عواطفي
نزلت مني دمعة فمسحتها سريعا من وجهي لكنها بقت تحرق قلبي بجريانها عليه بدلا عن خداي , أقسم أني أتوق له بجنون ولهفة ارحمني يا رب
عندما وصلنا المنزل نزلت خالتي وبقيت في السيارة وقلت لجواد " أخبر نواس يأتي وأنت معه "
ثم نزلت من فوري دون أن أسمع جوابه ولا تعليقه ودخلت المنزل وتوجهت من فوري لغرفة خالتي فوجدت والدة فرح عند الباب وقالت بهمس " نائمة "
هززت رأسي وقلت بذات الهمس " أفضل حتى يصلا أولا "
ثم غادرت جهة غرفتي واضطجعت على السرير بعباءتي وحجابي فوقفت خالتي عند الباب وقالت " سأعد لك شيئا تأكلينه "
قلت بهدوء " لا رغبة لي في الطعام سأستحم فقط "
قالت بإصرار " بل ستأكلين وإن مكرهة فنواس صب جام غضبه بنا ليلة البارحة وحملنا المسئولية "
ثم غادرت من فورها ولا تعلم ما تركت بي , أرحموني أرجوكم .... أرحموني ولو من ذكر اسمه
وقفت وتوجهت للحمام رميت العباءة والحجاب عند الباب ودخلت استحممت وخرجت ولبست تنوره طويلة وقميص
جلست أجفف شعري بيد واحدة فدخلت فرح ثم حضنتني من ظهري قائلة " وسن كيف حالك الآن حبيبتي "
قلت بعتب " لو كنتِ تحبينني ما أغضبت زوجك بسببي "
أخذت مني مجفف الشعر وبدأت تجفف شعري قائلة " ليس وحده يحب شقيقه وتهمه كلمته وشخصيته "
قلت بهدوء " لنا حديث فيما بعد "
*
*
" آنسة ملاك انتظري قليلا "
التفت للصوت ونظرت لصاحبه بصدمة لأنه كان الشاب الذي كان ذاك اليوم يجلس بعيدا وينظر لنا قلت بحيرة " عذرا هل تعرفني "
قال مبتسما " نعم "
قلت " لكني لا أعرفك وأنت لست من هنا أليس كذلك "
هز رأسه بنعم فنظرت خلفه لدكتور المادة المقترب منا وقلت باستعجال " اعذرني عليا المغادرة "
قال وهوا يلحق بي " انتظري قليلا فقط "
قلت وأنا أسير مسرعة " بعد المحاضرة أعذرني "
دخلت قبل الدكتور بأعجوبة وجلست ألهث فدخل قائلا " أتمنى مرة أن أدخل ولا أجدك تركضين أمامي "
قلت بصوت منخفض " وأنت لا تنتقدني "
ضحك من سمعني بأصوات منخفضة فالتفت لنا وسكت الجميع ثم قالت إسراء هامسة " ما بهم جميع دكاترة المواد عليك يا ملاك "
قلت ببرود " يغارون مني "
وأمضيت المحاضرة لا أعلم مما يقول شيئا وبالي مع وسن من جهة لأنها لم تجب طوال ليلة أمس على هاتفها ولا حتى فرح ومن جهة أخرى مع ذاك الشاب الغريب الذي تركته خلفي
وما أن انتهت المحاضرة حتى خرجت من فوري وسمعت صوتا خلفي مناديا " ملاك "
التفت له فكان طلال وقف أمامي وقال " ماذا بشأن عملنا على رسالتنا لقد توقفنا كثيرا "
قلت بقلة حيلة " أنا آسفة حقا لكنك تعلم بظروف وسن وما مرت به ولا أريد أن تشعر أننا استغنينا عنها "
قال " دعونا نؤجلها للعام القادم ونتفرغ للمواد فقط هذا العام "
قلت بصدمة " ولكن طلال أنت .... "
قاطعني قائلا " نعم أحتاج أن أتخرج هذا العام لكن عليا تقدير ظروفكم "
قلت بحيرة " سأرى ظروفي أيضا إن ساعدت أن أمدد دراستي حتى العام المقبل "
قال " حسنا انظري ما يحدث معك أولا ثم نقرر "
هززت رأسي بحسناً فقال " الشاب الذي كان يتكلم معك قبل المحاضرة هل تعرفينه "
هززت رأسي بلا دون كلام فقال " كوني حذرة من الغرباء يا ملاك فأنا أراه يراقبك منذ أيام ومن بعيد "
قلت بصدمة " ولكن لماذا !! "
قال مغادرا " لا أعلم فقط كوني حذرة منه وإن احتجت شيئا لا تترددي "
بقيت أنظر له بصدمة وهو مغادر , لا أعلم من فيكما يراقبني فكيف علمت أنت عنه !!
خرجت بحثا عنه ولم أجده وكأنه تبخر واختفى , نظرت لساعتي ثم أخرجت هاتفي واتصلت بوسن فأجابت فقلت بسرور " وسن شغلتني عليك كنت سأذهب لك حالا إن لم تجيبي "
قالت بهدوء " أنا بخير وسأداوم خلال أيام لا تقلقي "
قلت بارتياح " هذا خبر جيد وسأساعدك فيما فهمته وانتبهت له وستستعينين بطلال كثيرا لأني أجلس وبالي معك "
قالت بذات هدوئها " لا بأس وشكرا لك يا ملاك "
قلت بحيرة " وسن مابك هل حدث معك شيء "
قالت بحزن " لا شيء مهم , سنتحدث لاحقا وداعا "
نظرت للهاتف بحيرة ثم دسسته في حقيبتي وغادرت الجامعة عائدة للمنزل , وصلت وفتحت الباب ودخلت لأقف مكاني من الصدمة وأنا أرى الجالس هنا في وسط المنزل بكل جبروته وسلطته المعتادة فقلت بارتباك " أأبـ ـ ـي "
قال بجدية " جيد لم تتأخري "
أغلقت الباب بعدما استفقت من صدمتي واقتربت منه وقبلت يده وقلت بخوف " كيف حالك "
قال " بخير أجلسي "
جلست وحمدت الله في قلبي مئة مرة أني لم اذهب لزيارة وسن في منزلها لكنت تأخرت وقطع لي رأسي اليوم أو أعادني معه لمنزلنا وزوجته
طال الصمت فقلت " كيف هم إخوتي "
قال باختصار " بخير وما هي أمور دراستك "
بلعت ريقي لأكتشف جفاف حلقي تماما ولم أجد ما أبلعه ثم قلت ونظري لم أرفعه فيه أبدا " جيدة فقط رسالة التخرج تأخرنا فيها قليلا "
قال بجديته ذاتها " ولما "
شعرت بمشاعر لا أعرف بما أصفها قد تكون كالرغبة في البكاء كالأطفال فلم يزرني والدي هنا سابقا وكان يتصل بخالي كثيرا فقط فزيارته لن تكون لأمر طبيعي وكثرة أسئلته أيضا
قال بحزم " لما تأخرتم "
قلت بتلعثم " لأن لـ ــ ـأن زميلتي لديها ظروف منعتها مـ ـن المداومة هذه الفتـ ـ ـرة "
لم أسمع سوى حركة مفاتيحه فدسست رأسي بين ذراعاي لأن ذكرى ضربه الدائم لي لم تغب عن بالي , كنت أغمض عيناي بشدة مختبئة عنه حين وصلني صوته
قائلا " هل تحدثت والدتك معك "
رفعت رأسي من ذراعاي حين لم تصطدم مفاتيحه بي
ونظرت له لأول مرة من دخولي فقال " تكلمي "
قلت بصوت ضعيف " لا "
نظر لي نظرة حادة وقال بحزم " لا تكذبي عليا يا ملاك "
قلت من فوري " أقسم لم يحدث , فمنذ اتصالي في العيد حين سمحت لي بأن أكلمها لم أتحدث معها أقسم لك "
وقف حينها قائلا " متى ستنتهي دراستك "
وقفت كالملسوعة , سيأخذني من هنا بالتأكيد لا يا رب ستكون نهايتي , أمسكت يده وقبلتها وقلت برجاء " أبي أتركني هنا أرجوك "
جمد مكانه ولم يبدي أي ردة فعل ثم استل يده مني ووضعها على رأسي وقال بجدية " انهي دراستك ثم لكل حادث حديث "
ثم قال مغادرا جهة الباب " اتصلي بوالدتك " وفتح الباب وغادر وأغلقه خلفه على نظراتي المصدومة
*
*
دخلت ونظرت يمينا ويسارا وقلت " ألم يرجع نواس بعد "
قال وليد " لا ... هل من خطب "
تنهدت بضيق وقلت " أين يختفي ولا يجيب على هاتفه "
رفع كتفيه وقال " عادته هل سيشتريها "
ثم نظر جهتي وقال " سأغادر ومعاذ للمخازن هل ترافقنا "
قلت مختصرا " لا "
ثم تركته وتوجهت جهة منزل المزرعة دخلت وطلبت من راضية أن تنادي لي مي وما هي إلا لحظات ونزلت من السلالم
ووصلت عندي وقالت " مرحبا جواد كيف حالك والجميع "
قلت بهدوء " بخير جميعنا هل كلمك نواس أو تحدثت معه "
قالت " لا .... هل هناك خطب ما "
قلت " جربي الاتصال به فهو لا يجيب "
توجهت للأعلى مجددا ثم نزلت بعد وقت وقالت " لم يجب أيضا لكنه أرسل لي أنه قادم بعد قليل "
هززت رأسي بحسننا وقلت " سأجلس انتظره إن لم يزعجك ذلك "
قالت من فورها " أبدا المنزل منزلك قبلي , هل أجلب لك شيئا تشربه "
قلت بامتنان " لا وشكرا لك يا مي "
ثم غادرت هي وجلست ورأسي للأرض بشرود أحاول أن أجد حلا ولو واحدا لمشاكلنا وبالي مع رسالته ( أخرج وسن من المستشفى واسألها ما قررت )
لكني لم أسالها حتى أفهم منه وزاد الأمر غموضا طلبها أن نأتي معا
بعد قليل دخل نواس من الباب  ، فوقفت وقلت " اشرح لي حركات الصبيان هذه "
توجه نحوي وقال ببرود " جواد احترمني "
قلت بضيق " لما لا تجيب على هاتفك "
جلس وقال " ها قد جئت بنفسي , ماذا حدث معك "
جلست وقلت " في ماذا "
قال ونظره بعيد عني " فيما طلبت منك "
قلت " لا شيء "
نظر لي بجمود فقلت " وسن تطلب رؤيتنا معا "
نظر لي مطولا بحيرة ثم قال " هل سأتلها وتحدثت معها "
قلت باختصار " لا "
قال " ولما "
أبعدت نظري عنه وقلت " لا أعلم "
قال بضيق " ما يعني لا تعلم "
نظرت له وقلت بجدية " نواس ما الذي حدث بينكما "
نظر للأرض وقال " خيرتها في وعدي لوالدتي "
قلت " كيف !! لم أفهم ! "
رفع رأسه وتنهد وقال " وعدتها أن أتزوجها أو أزوجها سليمان تحديدا "
قلت بعدما استوعبت الأمر " وأنت الآن وضعت الأمر في اختيارها "
لاذ بالصمت ولم يتكلم فقلت " وهل تعلم هي انك الخيار الثاني "
هز رأسه بلا فقلت " وهل ستزوجها به فعلا "
تنفس بقوة ثم قال " بل أنت من سيزوجها "
قلت بصدمة " ماذا !! "
قال ببرود " سأوكلك لذلك قبل سفرك "
قلت بضيق " هل جننت يا نواس , مادمت مجنونا بها هكذا زوجها لنفسك وأرحم قلبك "
نظر لي وقال بغضب " احترت معكم إن رفضت تزويجها طلبتم مني أن أرحمها وأتركها وإن وافقت زواجها طلبتً مني أن لا أفعل
وفي النهاية أنا الظالم المتجبر المتغطرس الذي يمسكها لينتقم منها , ها أنا سأخلصها مني إن كنت سأكبر في أعينكم "
وقفت وقلت " زوجها أنت له إذا "
نظر للجانب الآخر وقال " مستحيل "
ضغطت قبضة يداي وقلت بحرقة " نواس لا تقتل نفسك بها "
وقف وقال " سأخرج للإسطبلات هل ترافقني "
قلت " بل نعود للعاصمة المشاكل كلها معلقة هناك ويبدوا وسن تريد حلها "
نظر لي باستغراب فقلت " تشاجرت وفرح البارحة لأنها تريد البقاء مع شقيقتها "
هز رأسه بيأس ثم قال مغادر " أنتظرك في السيارة فلنرى إن كان الحل في زواجها من سليمان ذاك "
تبعته بقلة حيلة , أقسم أنهما يقتلان أنفسهما قبل بعض ركبت سيارتي وغادرنا للعاصمة وصلنا ونزل هو قبلي
وانتظرني حتى نزلت واقترب مني وقالً " ما ستختاره هي سننفذه "
هززت رأسي بيأس وقلت " تحمل النتائج إذا وأنا لن أتدخل "
دخلت قبله وهو يتبعني وفتحت الباب ودخلنا للداخل فقابلتنا والدة فرح قائلة " إنهما في غرفة وسن "
ثم توجهت هناك ونحن نتبعها ودخلنا فكانتا هناك , كانت وسن تجلس على السرير وفرح تقف عند النافذة المغلقة مولية ظهرها للجميع
جلس نواس ووالدة فرح على الكرسيين هنا وبقيت أنا واقفا فقالت وسن " فرح تعالي "
اقتربت منا تتجنب النظر لي وتابعت وسن " تسافرين مع زوجك يا فرح "
نظرت لها تود التحدث فقالت بجدية " قلت تسافرين معه فبقائك من اجلي أنا لا أوافق عليه "
نظرت للجانب الآخر ، وقالت وسن " وتعتذري منه الآن لأنك المخطئة في حقه "
لم تتحرك من مكانها فقالت وسن بحزم " فرح إن كنت شقيقتك وتحترمينني تعتذرين من زوجك الآن "
قالت ببرود " أنا لم أخطأ "
فتحت وسن فمها لتتحدث فأسكتها بيدي وأشرت لها أن تترك الأمر لي فقالت فرح " لن أسافر وأتركك يا وسن إلا ميتة يخرجونني جثة من هنا "
تنفست بقوة وقالت " أتركوني ونواس وحدنا "
نظرنا لبعضنا باستغراب ثم خرجنا الواحد يتبعه الآخر
وأغلقت الباب خلفنا وتوجهت حيث فرح في غرفة الجلوس وقفت عند الباب وقلت " هل نستطيع التحدث بعقل الآن "
قالت بضيق " نعم فأنت تراني مجنونة "
تأففت وقلت محاولا تهدئة نفسي " فرح لا أحد ينكر عليك أن تحبي شقيقتك لكن هل من العقل بقائك معها وبقائكما وحدكما "
كتفت يديها لصدرها وقالت ببرود مشيحة بنظرها عني " نبقى ووالدتي كالسابق "
قلت بضيق " في السابق كنت أنا معكما أغلب الوقت الآن تغير كل ذلك "
سمعنا حينها ضربة قوية لباب المنزل وقالت فرح بسخرية " اذهب وانظر لنتائج ما خلفه بعده مؤكد أهانها
قبل أن يغادر ويكفي الباب المخلوع عليها , لا اعلم أي قلوب هذه التي لديكم وأنتم أبناء خالتها "
تنهدت وقلت " نواس سيزوجها وعليك أن تسافري معي ، وانتهى يا فرح مفهوم "
نظرت لي بصدمة ثم قالت " يزوجها بمن !! "
قلت ببرود " ولما ستهتمين أليس المهم عندك أن تتزوج "
وقفت وقالت " وذاك يوم السعد فسليمان ينتظر "
هززت رأسي وقلت بأسى " لا اعلم لما لا تفكرين في مشاعر شقيقتك ومصلحتها "
قالت مغادرة من أمامي " مصلحتها في أن تبتعد عن شقيقك "
أمسكتها من ذراعها وقلت " لم ينتهي حديثنا بعد "
قالت مبتهجة " انتهى الأمر مادام سيخلصها منه "
ثم غادرت وتركتني فدخلت وجلست على الأريكة وأشعرأنني أنا المهموم أكثر منهما , والدتي رحمها الله ما اختارترأن يتزوجا إلا لأنها تعرف أنه لا حل غيره ,
ليتها لم تربط سليمان مع وعده لها لأني أعرف نواس حينها سيلتزم به مهما كان ضد رغبته
أمسكت رأسي بيداي جالسا مكاني لوقت حتى دخلت فرح مجددا وقالت بقلق " حالها لا يعجبني ولا تريد أن تقول غير أنها قالت له .... "
قاطعها صوت رنين هاتفي فكانت مي فأجبت عليها وقالت من فورها صارخة ببكاء " جواد الحق شقيقك بسرعة "
*
*
دخلت غرفتها ألقيت التحية وجلست أمامها وقلت " نعم يا أمي ما هو هذا الأمر الذي لا يحتمل التأجيل حتى أعود من المدرسة "
قالت بهدوء " بخصوص دعاء "
نظرت لها باستغراب فتابعت " لمّحت لي شيئا عن قبولها الزواج بك ومساعدتك في ادخار المال وعلاجي "
بقيت لوقت أنظر لها محاولا ترجمة كلماتها ثم قلت " كيف لمحت !! لم أفهم "
قالت بتذمر " لمحت وانتهى ليس هذا موضوعنا "
قلت بضيق " وما هو موضوعنا إذا "
قالت ببرود " موافق أو لا "
قلت بسخرية " أمي بالله عليك هل أنا فتاة يطلبونها للزواج ويأخذون رأيها توافق أو لا "
قالت بابتسامة " لو كنت فتاة كنت زوجتك منذ زمن فتبدوا ممن خلقهم الله يعشقهم البشر "
قلت بتذمر " أمي هذا ليس وقته "
قالت " الفتاة شبه عرضت نفسها عليك فما رأيك وانتهى "
وقفت وقلت " مهزلة لم أتصور أنك بعقلك الكبير تقولينها لي "
قالت بجدية " أجلس كلامنا لم ينتهي بعد " نعم لم ينتهي بعد فالمفيد لم أصل إليه
جلست وقلت " أعلم ما ستقولين فتاة محترمة وجيدة وستساعدني من جميع النواحي وجوابي انسي الأمر يا أمي "
قالت مبتسمة " ومن قال أني كنت سأقول ذلك "
قلت باستغراب " هذا كان رأيك بها سابقا "
حركت كتفها وقالت " نعم وأنت رفضت "
قلت " أنتي تعلمي أنها من فتش الغرف وخرب الطعام يومها "
نظرت لي بجمود فتابعت " وتحدثت مع سما واستفردت بها هنا تهددها أن لا تحاول استمالتي وأن لي خطيبة أحبها وسأعود إليها "
رمشت قليلا بصدمة ثم قالت " دعاء فعلت كل هذا !! "
قلت ببرود " نعم إلا إن كنا سنكذب سما "
قالت بحيرة " سما لا تكذب أبدا لكن لما تفعل دعاء ذلك فليست تلك أطباعها "
قلت بسخرية " هذا درس لنا كي لا نثق في أحد خصوصا النساء "
قالت ببرود " خطأ ... لا تحكم على البشر من نفس المنظور "
قلت بضيق " بلى كلهن يكذبن ويتلون لأجل تحقيق مآردهن فلم أرى غير هذه النماذج "
تنهدت وقالت " ألهذا السبب ترفضها ؟؟ "
قلت ببرود " لا طبعا فالفكرة ملغية عندي من أساسها "
قالت بضيق " نزار فارق جنونك هذا , فأن ترفض دعاء شيء يخصك لكن أن ترفض فكرة الزواج شيء لن أقبله تفهم "
نظرت للجانب الآخر وقلت " مؤقتا على الأقل وارحميني يا أمي رجاء "
تأففت في صمت فنظرت لها وقلت " أعلم ما ستقولين أضعتها وتضيعها حتى تصير لغيرك "
قالت بصدمة " من !! دعاء "
ضحكت كثيرا , أمي أنا أسبح في وادي وأنتي في وادي آخر , قلت بعدما انتهى ضحكي " سما طبعا "
تجاهلتني هذه المرة ولم تتكلم , غريب ليس طبعها وأنا من ضننت أنها ستلمح لهذا الأمر ! هل تكون تجهل الشخص الذي حدثتها عنه سما أم تتعمد عدم الكلام
وقفت وقلت " لن أمد يدي لغيري مجددا ... وامرأة خصوصا "
قالت بجدية " فقط "
قلت باستغراب " ما تعني بفقط "
قالت ببرود " أعني هل هذا هو السبب فقط "
قلت مغادرا " نعم ولا أريد نسخة جديدة عن رهام ، فأفهميها الأمر كما يحلو لك "
وغادرت المنزل متوجها للمدرسة , قال أتزوجها قال هل جننت لأعاود نفس الخطأ فحتى إن فرضنا وتزوجت فلن تكون إلا واحدة معدومة لا تملك ولا حتى وضيفة كي لا تتبجح عليا بتصدقها علينا بمالها فيما بعد
لكن الغريب أن والدتي لم تفتح موضوع زواجي بسما على غير العادة ويبدوا اقتنعت أنها تحب شخصا ولن تكون لي في كل الأحوال حتى أنها لم تتكلم عن موضوع تزويجها بأحد
أمي لا تسكت دون سبب أعرفها جيدا ومؤكد تدبر لأمر ما
*
*
نظرت لها فوقي وقلت " ترى ما سر بتول تغيبت كثيرا عن المدرسة ولا تجيب على هاتفها "
جلست بجانبي وقالت بحيرة " نعم غريب أمرها كنت أود زيارتها في منزلهم لكن والدي منعني "
فتحت حقيبتي وقلت " نزار يعرف أبناء عمها سأطلب منه أن يسألهم عنها "
نظرت جهتي وقالت بابتسامة " ما حدود علاقتك بالنزار الوسيم ذاك "
نظرت لها باستغراب فضحكت وقالت " أعني قريب فقط صديق أم حبيب أو خطيب "
وقفت وقلت " ريحان ما هذا الجنون الذي تقولينه "
وقفت وقالت " سألت فقط ثم أنا وضعت جميع الاحتمالات "
وضعت الحقيبة على كتفي وقلت " لا شيء من كل ذلك "
قالت بصدمة " كيف أليس قريبك !! "
توجهت نحو البوابة قائلة " لا أريد التحدث في كل هذا "
خرجت وكانت سيارة نزار تنتظرني فتوجهت نحوها وركبت ملقية التحية فأجاب وانطلقنا في صمت
حتى قال " سيارة الحرس ليست خلفنا هل لاحظت ذلك "
نظرت في المرآة وقلت " صحيح لم ألحظ "
ضحك وقال " ألم تنتبهي أنها غير موجودة حين خرجت من المدرسة "
نظرت له وقلت " لا لم أنتبه ولكن لما "
قال ونظره على الطريق " جابر يبدوا اكتشف أن اللعبة أكبر مما نتصور جميعنا وبات يخاف عليك حتى من رجاله "
قلت بحيرة " لم أفهم !! "
قال " ما فهمته أن ثمة جواسيس ينقلون جميع تحركاته ويبدوا أنهم من الشرطة لأنه لو كانوا من رجال التحقيق لعرفوا بمكانك "
بقيت انظر له بحيرة فنظر لي للمحة ثم عاد بنظره للطريق وقال " لقد قتلوا زوج عفراء وهي في المستشفى الآن ويحاولون قتلها بأي طريقة "
شهقت بصدمة وقلت " الخالة عفراء وجدوها "
هز رأسه بنعم دون كلام ثم قال " وأي دليل يحصلون عليه يقتلونه فورا أو يخرجوه من البلاد لذلك قام جابر بإبعاد الحرس عنك تحسبا لأي طارئ ماداموا لم يعلموا بمكانك حتى الآن "
نظرت لحقيبتي في حجري وقلت بحزن " أخاف أن يؤذوك أنت وخالتي أيضا بسببي "
لاذ بالصمت مطولا ثم قال " ما تعني بهذا يا سما !! "
قلت بحزن " أعدني للقبو فإن أمسكوني أموت وحدي "
أوقف السيارة فجأة حتى كدت أصطدم بمقدمتها ثم نظر لي وقال بضيق " سما لا أسمع منك هذا الكلام مجددا مفهوم "
قلت بصوت ضعيف " ولكن .... "
قاطعني بحدة " سما لا تكرريه أمامي ولا تفكري فيه وتنفذيه تفهمي "
نزلت دموعي دون شعور مني وبدأت أمسحها فقال بهدوء " آسف لم أقصد الصراخ بك "
هززت رأسي بلا وقلت "انا لست غاضبة منك لكني حقا لا أريد أن تتأذوا بسببي "

أوجاع ما بعد العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن