|١|

768 15 8
                                    

مملكة ساحلية في شمال عالمهم الغريب تطل علي محيط أزرق واسع وبيوت حجرية بسيطة من اللون الأبيض ويتوسطهم قلعة الحاكم البيضاء الشاهقة و يعلو القلعة تمثال ضخم علي شكل رجل ذو جناحين كبيرين و يحمل رمحاً طويلاً..إنها مملكة "إيكيليا" أو مملكة السحاب التي تثير إعجاب كل من شاهدها أو زارها..مملكة كبيرة تزدهر بالزراعة والصناعات التقليدية وتمتلك ثروة سمكية طائلة.. كانت عبر الزمن مطمع لكل حكام الممالك الأخري ولم تسلم أبداً من الحروب والنزاعات.. وقد سقطت في أيدي الطغاة العديد من المرات و احتلها جبابرة ليسوا من أهل هذه الأرض و نشروا الخراب والدمار في ارجاءها حتي أعادها الملك "ديغول" و استطاع تعميرها أفضل مما كانت في الأصل وأكمل مسيرته الملك "أراكان".. مملكة مثيرة للإعجاب يسكنها بشر أذكياء أثرياء ذوات القدرة الخارقة التي يتوارثوها منذ قرون.. قدرة تطابق مملكتهم الساحرة..فهم حراس السماء و جيوش الأرض..

لوح الطفل بسيفه الخشبي نحو معلمه و قد أرتفعت قدميه عن الأرض قليلاً ليشجعه معلمه:انظروا للأمير القوي ذو الجناحين الصغيرين!
تلقي المعلم هجمات الأمير بسيفه الخشبي الأكبر حجماً قبل أن تدخل الملكة "كاساندرا" الحديقة وهي تجذب صغيرها معها.. توقف الطفل والمعلم وانحنا للملكة بإحترام عندما اقتربت منهما لتتحدث الملكة:صباح الخير باتريس.. كيف حال أميرنا الصغير؟
تحدثت المعلم بأدب وهو يخفض رأسه:الأمير مالك ذكياً و شجاعاً و يتعلم بسرعة كبيرة يا جلالة الملكة.
أسرع "مالك" ببهجة شديدة :انظري يا أمي.. استطيع أن أحلق مثل الكبار.
ألتف "مالك" حول نفسه عدة مرات وهو يحلق بجناحيه ذات اللون الأسود القاتم..ضحكت الملكة بفرحة وهي تمسح علي شعره بحنان:بالطبع يا عزيزي.. فأنت صقر.
ليتحدث الطفل الأخر صاحب الأربعة أعوام بصوت متذمر متلعثم :و انا لست ص..صقر مثل ابواي واخي.. انظ..انظروا.
ألتفت الطفل ورفع سترته وهو يحني ظهره فظهرت عضلات جسده الضئيل وجناحيه المحبوسان أسفل جلد جسده.. أستدار ونظر أرضاً بخيبة أمل لتميل الملكة نحوه وهو تهمس له بلطف:هذا لأنك مازلت صغير للغاية يا عزيزي.. عندما تنضج ستمتلك أقوي جناحين وستحلق بهما أينما تشاء.
ألتعمت عيناي الطفل بحماس وهو يسألها:م..مثل أبي الملك؟
أومأت الملكة وهي تمسح علي شعره:بالطبع نديم.
ابتهج وجه "نديم" ونظر أخيه له نظرة طمأنينة قبل أن تستنشق الملكة الهواء وتقول:الجو بديع اليوم.. دعونا نتناول الغداء معاً في الحديقة.
أنحني المعلم بإحترام وهو يرحل بينما سارا الطفلين مع والدتهما ويسير خلفهم الحرس:هيا يا صقوري الصغيرة.
سأل "مالك" والدته:ألن يتناول أبي الغداء معنا؟
اجابته والدته:إنه مشغول الأن يا عزيزي بالمعركة التي سيقودها قريباً.
سألها "نديم" وهم يجلسون معاً علي الأريكة الكبيرة والتي وضع أمامها منضدة بأصناف عديدة من الطعام والحلي والفواكه الطازجة:هل تظنين أن أبي سيفوز بالمعركة يا أمي؟
طمأنته الملكة بإبتسامة خفيفة:بالتأكيد نديم.. أبيك الملك قوي كجدك "ديغول" تماماً وسيهزم الأعداء شر الهزيمة.
ليسرع "مالك":هل ستقصين علي اليوم معركة جديدة من معارك جدي "ديغول"؟
أومأت الملكة وهي تمد يدها بالطعام لتطعمه:سأخبرك يا صغيري ولكن بعدما ننتهي من الطعام.
مضغ "مالك" الطعام بسرعة وهو يشعر بالحماس..

مملكة إيكيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن