|١٦|

102 6 9
                                    

ضرب "ريان" سيفه بقوة بحركة سريعة ليختل توازن الأمير..تشبث "نور" في سيفه و كاد أن ينهض مجدداً ليجد "ريان" يلقي السيف أرضاً و هو يلتقط انفاسه قائلاً بنظرة صادقة:أنا لن أرفع سيفي في وجهك نديم.. فأنت أخي الأصغر.
نظر "نور" نحو السيف الذي ألقاه "ريان" و تلك النظرة التي نظر له بها.. التمعت عينيه بالدموع و هو مصدوماً مكانه.. بينما الملوك الثلاث بدأوا يتبادلون النظرات بعدم فهم متسائلين عما يجري..لماذا ألقي "ريان" سيفه؟ و لماذا الأمير مصدوماً و هو يجلس أرضاً مكانه .. صمت "ريان" طويلاً و هو ينتظر ردة فعل أخيه الذي كان مصدوماً ..
لم يتحمل "نور" مواجهة تلك الحقيقة و ركض هارباً من الساحة و هو يختفي من أمام "ريان" بينما وقف هو مكانه لا يعرف ماذا عليه أن يفعل.. هل يسعد قلبه لأنه تقابل مع أخيه الأصغر بعد مرور سبعة عشر عاماً أم يخجل من أخيه الذي يخدم قاتل أسرته و شعبه بالكامل؟..

الظلام الدامس يعم المكان و الجميع نائمين مرهقين في غرفهم بعدما حظوا بإحتفال كبير في صباح اليوم.. عدا الفتي ذو العشرون عاماً الذي يؤرقه النوم و يسير ذهاباً و إياباً بلا توقف بداخل غرفته.. التفكير يكاد يمزق عقله و هو لا يصدق ما حدث صباح اليوم.. سمع صوت خطوات خافتة بالخارج فإنتابه شعور الفضول و أقترب من الباب ليفتحه فوجد أحدهم يدفعه للداخل و هو يكتم فمه بيده.. أبعد "نور" يد "ريان" بإنفعال:كيف تتجرأ علي اقتحام غرفتي في هذا الوقت؟
حدثه "ريان" بهمس كي لا يسمعه فرداً من الحراس:أسمعني جيداً نديم.. نحن لا نملك وقتاً فكلاً منا سيعود لمملكته بعد ساعات قلي..
قاطعه "نور" بحدة:أولاً أسمي الأمير نور.. ثانياً أنا لا أصدقك أيها الحارس.
عقد حاجبيه متعجباً من أخيه و لكنه ألتفت و هو يرفع سترته ليظهر خطين متوازيين باللون الأسود في ظهره حيث المكان الذي يخرج منه الجناحين.. ألتفت "ريان" ليري وجه أخيه المصدوم و قد ظن أنه علي الأقل سيعانقه بعد فراق كل هذه السنوات... ولكن "نور" تحدث بصوت مرتبك:حسناً..وماذا تريد الأن مني؟
أجابه "ريان" مذهولاً من بروده:ماذا أريد؟!!.. بحقك نديم أنا أخيك!.. لم أكن أتوقع أن أجد أخي الأمير الصقر يخدم الملك دنكان الذي قتل أبوينا و أباد شعبنا بأكمله.. كيف أستطاع لسانك أن يلفظ بكلمة أبي له؟..أرأيت كيف يعاملك؟.. إنه يعاملك كالخدم و يجعلك تركع له أمام العامة.. منذ متي و الصقور تركع أمام الجرذان!!
كان "نور" ينظر أرضاً و هو يستمع لكلمات "ريان" التي تزيد من ثقل قلبه حتي انفجر منفعلاً و هو يدافع عن نفسه:ماذا كان عساي أن أفعل؟.. لقد تخلي عني الجميع و مات أبي و تركتنا أمي و أنت أيضاً تخليت عني.. لم أجد سوي الملكة توليا فاتحة لي ذراعيها.. كل ما أفعله لدنكان اللعين من أجل أمي لا أكثر.
جذبه "ريان" من ملابسه بإنفعال قائلاً:لا تقل أمي!.. لقد ماتت أمنا و هي تدافع عنا لأخر وقت..ضحت بروحها من أجل أن ننجو و الأن أنت تنادي غيرها بأمي؟!
صرخ "نور" في وجهه غاضباً و قد بدأت الدموع تذرف من عينيه:و ما شأنك أنت؟ لقد أختفيت طوال السبعة عشر عاماً الماضيين و الأن تظهر في حياتي و تمثل دور الأخ الكبير الناضج و تحاسبني علي أمور لم تكن من أختياري.. يبدو أنك تغار الأن لأنني الأمير الذي سيحكم "نيسا" يوماً ما و أنت مجرد حارس أحمق.
ترك "ريان" ملابسه و هو يدفعه غاضباً ثم نظر له نظرة إشمئزاز و هو يحرك رأسه بعدم تصديق:يا ليتني لم أجدك نديم.. يا ليتني لم أجدك!
غادر "ريان" الغرفة علي الفور و أغلق الباب بقوة ليمسح "نور" الدموع التي فرت من عينيه..

مملكة إيكيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن