كان "مالك" عينيه متسعة و هو يستمع لكلمات أخوه الجريئة أمام الجميع.. أزدادت صدمة "مالك" عندما وجد "نور" ينظر له بإصرار شديد:أتعرف؟.. ياسمينا حبلي و سأتزوج بها يوماً ما عندما نعود من المعركة.
وقف "مالك" مصدوماً و فتح فمه بذهول و هو ينظر لهما بعدم تصديق..أخذ الجميع يتبادلون النظرات بصمت مذهولين.. تحدثت "ياسمينا" التي مسحت علي معدتها:عن أذن سموك يا جلالة الملك.
انحنت له بإبتسامة باردة ثم ألتفتت لتخرج ثم يلحقها "نور"..لم تستطيع قدماي "مالك" أن تحمله أكثر فجلس علي مقعده و مازال وجهه في حالة ذهول و هو مصدوماً من أخيه الذي قرر التزوج و الإنجاب من ابنة عدوه..جلس "مالك" علي طرف فراشه عارياً من الأعلي و تخفف له "سارة" لحيته الكثيفة:هذا الشاب سيفقدني عقلي يا سارة.. لا أدري كيف أتصرف معه.. الكارثة الحقيقية في أنها الأن تحمل بداخلها جنيناً من نسل الصقور.. و ليس أي صقر!.. إنه أبن أخي..لا يمكن أن تربيه تلك المرأة التي نشآت في قصر برهوم.
تحدثت "سارة":أنصت لي يا عزيزي.. الأمر قد حدث بالفعل و هي الأن حبلي منه.. لا يوجد حل سوي أن نضمها لصفوفنا و تكون تحت أنظارنا لنأمن أي غدر أو خيانة منها.
أغمض "مالك" عينيه متألماً بعدما جرحته في وجنته.. أزالت قطرات الدماء بقطعة قماشية و هي تردف:حقاً أنا لا أطيق النظر لوجهها حتي و لكنها بالفعل يمكنها تقديم المساعدة لنا و خاصة في هذه الظروف.
بللت يديها في صحن المياه الدافئ ثم مسحت به علي وجهه و هي تردف:نصيحتي أن تمنحها فرصة و تمنح لأخيك أيضاً فرصة.
انفعل "مالك" و هو يقول:أرأيتِ كيف كان يتحدث بالأمس و كأنني لستُ اخيه الأكبر!
هدأته "سارة" بنبرة هادئة:هذا لأنه كان غاضباً من تصرفاتك معه مالك.. لا يجب أن تتخلي عنه يا عزيزي.
جففت له وجهه بقطعة قماشية و هي تنظر لوجهه الصامت المتحير...وقف "مالك" أمام الخيمة منتظراً بعدما دخل الحارس الخيمة ليعطي خبر للملك بحضوره.. خرج الحارس و أشار بيده للداخل بأدب بينما "مالك" دخل متردداً..لم ينحني "نور" لأخيه و لكن الأميرة نهضت لتنحني له بأدب.. رمقها بنظرات تفحص و تردد قبل أن يتحدث:أنظر نور.. لقد أعدت التفكير في تلك الليلة..ربما أخطئت و لكن ها أنا ذا لأدعمك يا أخي.. لن أتخلي عنك لأنك لم تتخلي عني أبداً.
تبادل "نور" النظرات بعدم تصديق مع "ياسمينا" التي ابتسمت له ابتسامة مطمئنة..أقترب فجأة ليعانق "مالك" بإبتسامة متسعة بينما "ياسمينا" بادرت:سمو الملك كان يعلم أنك لن تتخلي عنه يا مولاي.
ركعت أمام "مالك" و هي تبتسم ابتسامتها الرقيقة:أعدك أنني سأكون في خدمة جيشك إلي أخر قطرة دماء.. و سأكرس حياتي لإسعاد سمو الملك و إبننا الصقر.
ابتسم لها "مالك" برضا بينما "نور" كان ينظر لها بإفتخار و عينيه تمتلئ بالحب الخالص لها..وقف "سليم" مع "سارة" أمام خيمتها يتبادلان النقاشات حول بعض الأمور العسكرية قبل أن يلمح "مالك" يغادر خيمة "نور" و علي وجهه ابتسامته الجذابة ليسرع:يبدو أن الأخان تصالحا أخيراً.
انتبهت "سارة" ل"مالك" الذي كان يسير بخطواته السريعة الواثقة و ينتقل بين الجنود و القادة و يراقب عمل الجميع.. سمعت "سليم" يبادر:أحياناً أتعجب من القدر.. لقد كنا مجرد ثلاثة جنود عاديون من بين جيش الملك خليل.. كيف أصبح مالك ملكاً و أصبحتِ أنتِ أميرة و أصبحتُ أنا قائداً و أنا لم أكن أجيد سوي الطبخ.
نظرت له "سارة" ثم ضحكت بخفة:أجل.. كم اشتقت لهذه الأيام!..كنتُ استمتع كثيراً بمضايقة كلاً منكما.
قهقه "سليم" متذكراً:أجل.. و لكن أتذكر في إحدي الليالي قال جملة لم أفهمها وقتها.. و لكني أصبحت أفهم مقصده الأن..
أنت تقرأ
مملكة إيكيليا
Fantasyألتفت "ريان" ليري وجه أخيه المصدوم و قد ظن أنه علي الأقل سيعانقه بعد فراق كل هذه السنوات... ولكن "نور" تحدث ببرود:حسناً..وماذا تريد الأن؟ أجابه "ريان" مذهولاً من بروده:ماذا أريد؟!!.. بحقك أنا أخيك!.. لم أكن أتوقع أن أجد أخي الأمير الصقر يخدم الملك د...