أصطف الجيش بنظام أمام أسوار مملكة "إيكيليا" التي تبعد عنهم عدة أمتار فقط.. نظر "مالك" لأرتفاع السور الشاهق و هو صامتاً يفكر بوجه غاضب.. سمع صوت أحد القادة علي يساره يتحدث:مولاي.. هل نحطم هذه الأسوار بمدافعنا؟
رد "نور" علي القائد:بلي.. أسوار إيكيليا غير قابلة للهدم إنها محصنة بمعدن قوي لا يتواجد سوي بداخل أراضيها..لا يمكن أن نحطم هذه الأسوار.
ساد الصمت و هم يتبادلون النظرات بتوتر قبل أن يسأل أحد القادة "مالك":مولاي.. ماذا سنفعل؟!
طال صمت "مالك" قبل أن ينطق:لن نحطم أسوار إيكيليا.. لقد تعرضت المملكة بما يكفي من التخريب و الهدم.. سنحاصرهم حتي يخرج جيشهم أو يستسلم ملكهم.
تبادلوا النظرات بإنزعاج من قراره و لكنهم لا يجرؤون علي مناقشته..مالت بجسدها العاري علي الفراش و اسندت مرفقها إلي الوسادة و يدها تداعب خصلات شعره المموجة بينما هو كان نائماً علي صدره مسترخياً بعد يوماً طويلاً مجهداً..لاحظت تلك العلامة المميزة الموجودة في نهاية عنقه فابتسمت ابتسامة جانبية قبل أن تقترب لتقبلها قبلات حارة.. ابتسم لها و هو يقول:أعتقد أنني لابد أن أتحدث مع أخي بشأن أطلاق سراحك.
ردت "ياسمينا":لا أظن أنه سيتقبل الأمر.
اعتدل "نور" في جلسته و هو يقول:علي الأقل سأحاول.
حركت رأسها متفاهمة قبل أن ينهض ليرتدي ملابسه الملكية و يتفاجأ بسؤالها:نور.. كيف ماتت خالتي توليا؟
تجمد مكانه و نظر لها بضيق عينيه مرتبكاً ثم يرد:كما يعرف الجميع..كانت مريضة في أيامها الأخيرة توفت فجأة.
ضيقت عينيها و هي تنظر له بشك:هذا ما يعرفه الجميع فعلاً و لكني لا أصدق ذلك.. أخبرني بالحقيقة نور.
جلس علي طرف الفراش مستسلماً ثم أخفض رأسه حزيناً و هو يتذكر:قتلها دنكان بكل قسوة و لم أستطيع أنا أنقذها من بين قضبته رغم كونها كانت تدافع عني في ذلك الحين.. ماتت بسببي ياسمينا.
لمست ذقنه و رفعت رأسه الذي أخفضها بأسف ثم نظرت لعينيه التي ألتمعت بالدموع و قالت بلطف:و ما ذنبك نور؟ لا تلوم نفسك علي قسوة قلوب الاخرين.. كما أنك انتقمت لها أشد انتقاماً.
حرك رأسه متفقاً بصمت فمسحت علي وجنته بحنان:مازلت تملك هذا الوجه المتذمر البرئ!
ضحك بخفة لتقترب و تضع قبلة علي شفتيه ثم تبتعد و تقول:كم اصبح شروق الشمس يزعجني!.. إنه يفرقني عنك يا عزيزي.
نهض ليحمل سيفه و يضع تاج رأسه ثم يقترب ليقبل رأسها بحنان:سنجتمع قريباً يا عزيزتي.داخل خيمة الملك جلس القادة و الملوك و هم يتبادلون النقاش حول المعركة التي من المفترض أن تدار و لكن جيش العدو يختبئ خلف الأسوار هارباً من المواجهة.. كان "مالك" هادئاً بطريقة غريبة و هو يتجاهل أصواتهم المختلطة قبل أن يتحدث فجأة:سليم.
انتبه له "سليم" و بقية الجالسون بإهتمام ليتحدث:أريدك أن ترسل رسالة للقبطان سعد و تأمره بأن يأتي للمعسكر في أسرع وقت.
أومأ "سليم" برأسه:أمرك يا مولاي.. ولكن.. ماذا سنفعل؟
رد "مالك" بنبرة باردة:سنستمر في حصارهم حتي يخرج الجيش من المملكة أو يستسلم ملكهم.
ردت "سارة":و ماذا إذا لم يحدث ذلك؟
رد "مالك" ساخراً:هل لديكِ حلاً أخر أيتها الأميرة؟
صمتت "سارة" ليبادر "نور":يمكننا أن نخترق الأسوار من جهة البحر.
أرجع "مالك" ظهره للخلف و هو يرد:لهذا طلبت إتيان القبطان لأناقش الأمر معه.
ثم أدرف "مالك" بحزم:لقد أنتهيت.. يمكنكم الرحيل.
نهض الجميع لينحنوا للملك بأدب ثم يخرجون واحداً تلو الأخر من الخيمة عدا "نور" الذي ظل مكانه فسأله "مالك":ما الخطب؟
ابتلع لعابه بصعوبة و هو يخفض رأسه متردداً قبل أن يرفع رأسه و يتحدث بجرأة:سأطلق سراح الأميرة ياسمينا.
نظر له "مالك" طويلاً و هو لا يبدي أي ردة فعل قبل أن يبتسم ابتسامة جانبية:هل تمازحني نور؟
رد "نور":بلي..سأمنحها حريتها.
ضرب "مالك" بيده بقوة علي المنضدة لدرجة أن "نور" انفزع و ارتجف جسده:هل فقدت عقلك أخي؟ هل تريد أن تطلق سراحها لتعود لأبيها و تخبره بكل أسرار الجيش؟
حاول "نور" تهدئته:لا يمكن!.. كيف ستتعدي أسوار المملكة؟.. إن حالها كحالنا تماماً هذا إذاً هي فكرت في العودة لأبيها الذي تخلي عنها رغم أنني أراهن أنها لن تفعل.
ذم "مالك" شفتيه و رفع أصبعاً بتحذير و هو يتحدث بحدة:أنا لن أفرط في أسيرتي و نقطة ضعف عدوي و لن أسمح لك أن تفسد كل ما أخطط له.
انفعل "نور" و هو يرد:إنها ليست أسيرتك مالك.. أنا من أسرتها و أنا الوحيد الذي يملك القدرة علي إطلاق سراحها أو سجنها.
نهض من مكانه و هو يقول بحزم:لستُ وحدك الذي تتحكم في زمام الأمور يا سمو الملك.
أنهي جملته و غادر الخيمة منفعلاً بينما "مالك" كان يتشايط غضباً من أفعال أخيه بعدما أفقده عقله حبه لهذه الفتاة و أخذ يضرب بيده بغضب علي الطاولة و يلعن الأميرة و أبيها..
أنت تقرأ
مملكة إيكيليا
Fantasyألتفت "ريان" ليري وجه أخيه المصدوم و قد ظن أنه علي الأقل سيعانقه بعد فراق كل هذه السنوات... ولكن "نور" تحدث ببرود:حسناً..وماذا تريد الأن؟ أجابه "ريان" مذهولاً من بروده:ماذا أريد؟!!.. بحقك أنا أخيك!.. لم أكن أتوقع أن أجد أخي الأمير الصقر يخدم الملك د...