سقط الملك "خليل" من فوق خيله بعدما أصاب إحدي جنود "دنكان" الخيل.. أخذ يقاتل كل من واجهه لبعض الوقت ولكنه لم يصمد كثيراً لكبر سنه.. أنشغل حراسه والقادة عنه والبعض منهم سقط جريحاً أو قُتل.. أصيب عدة أصابات في صدره و بطنه علي يد جندي من جنود "دنكان" فتراجع خطوات للخلف بتألم ليجد أحدي فرسان "خليل" يطيح بالجندي أرضاً.. انتهز "خليل" تلك الفرصة و فر نحو الغابة و هو يكتم نزيفه.. جلس ارضاً و أسند ظهره نحو إحدي الأشجار و هو يصرخ متألماً و يضغط بكفيه علي معدته ليوقف النزيف الشديد.. وجد قدماي تقترب نحوه بهدوء شديد كالأسد الذي يقترب من فريسته بحذر قبل أن ينقض عليها.. رفع رأسه ليري جندي ملثم الوجه ينظر له نظرة يملئها الوحشية و القسوة.. ابتسم "خليل" و هو يلتقط انفاسه بصعوبة:لقد أرسلك "دنكان" اللعين لقتلي.. حسناً.. أفعل ما كلفك به.. لن أتوسل لوغد مثلك.
أبتسمت عيناي الجندي و هو يخرج سيفه إستعداداً.. أغمض "خليل" عينيه و استنشق انفاسه الأخيرة.. أفتح عينيه عندما شعر بسائل ملأ وجهه ليجد الجندي قد أخترقه سيفاً من ظهره ثم سقط أرضاً بجوار "خليل" ليظهر من خلفه جندي من جنوده في حالة مزرية و يمتلئ جسده بالأصابات و تتزف الدماء من ساقه بغزارة.. يكاد يلتقط انفاسه من شدة التعب فسقط علي ركبتيه أمام الملك..شكره الملك بصوت متعب مكتوم:شكراً لك.
هز رأسه "ريان" بإحترام له ليسمعا صوت تهليل عالي.. دمعت عيناي الملك "خليل" عندما وجد جيشه يرفع راية المملكة و هو يحتفل منتصراً.. أبتهج وجه "ريان" و نهض بتماسك قائلاً:سأجلب المساعدة لجلالتك.
أومأ الملك موافقاً فركض "ريان" بكل سرعته و سار بين الجنود و هو يبحث عن المسعفين و أرسل أحدهم للملك.. سأل أحد الجنود: أين ذهب "دنكان" و جنوده؟
أجابه الجندي بوجه مسرور:لقد أسرت سارة وبعض القادة الملك "دنكان" و فر بقية جيشه شرقاً نحو قلاع "نيسا".
نسي "ريان" ألم جسده و أخذ يركض بفرح بين آلاف الجنود الأحياء و المئات الأموات بحثاً عن "آسر"... أخذ يبحث عنه في كل مكان منذ وقت طويل فذهب للمسعفين ليبحث عنه بين المصابين.. وجد "سارة" جالسة علي أحدي الصخور يقوم إحدي المسعفين بوضع ضمادة حول ذراعها المصاب.. أنتبهت له و سرعان ما أقترب منها:سارة.. لقد أبليتِ بلاءاً حسناً.
شكرت "سارة" المسعف ليبتعد و نظرت ل"ريان" بوجه حزين متردد:ريان.. يوجد خبر غير سار.
خفق قلبه و هو يسألها:ما الأمر؟
ألتمعت عينيها بالدموع و هي تقول:ولكن عدني أن تتماسك.
ازداد خوف و هلع "ريان" و هو ينظر لها بعدم فهم.. سارت بين الجنود و لحقها "ريان" و هو يتمني أن يكون ظنه مخطئ.. أمرت "سارة" الجنود الذي اصطفوا ليدفنوا جثث الجنود بأن يفسحوا الطريق ليظهر أمام "ريان" جثمان رفيقه و صديق عمره الشاب الأصغر منه سناً الذي كان يعامله كأخيه الاصغر.. الشخص الذي نشأ و عاش معظم سنوات حياته معه.. كان عائلته الثانية بعدما فقد عائلته الأولي.. "آسر" الذي لم يبلغ من العمر العشرون عاماً حتي قُتل علي يد هؤلاء الأوغاد.. سقط "ريان" علي ركبتيه و سالت الدموع من عينيه بقهرة شديدة.. نظر لوجهه الأبيض الشاحب و ملابسه الرسمية التي امتلأت بالدماء.. صرخ متألماً وهو يتمسك بساقيه باكياً بإنهيار:لماذا أنت يا آسر.. لماذا فارقتني؟
ظل يبكي مكانه بإنهيار لدقائق معدودة قبل أن تمسح "سارة" علي كتفه بمواساة:ريان.. تعالي معي كي يكمل الجنود عملهم.
نهض من مكانه بتماسك و مسح دموعه قائلاً:لن يدفنه شخصاً غيري.
حمل الفأس من يد إحدي الجنود و أخذ يكمل ما بدأه الجندي.. وضع "أسر" في الحفرة الكبيرة ثم نظر لوجهه الشاحب وهمس له بعينان يملأها الدموع و رغبة الأنتقام:لقد كنت الهزيمة الوحيدة في هذه المعركة يا صاح..سأفتقدك إلي الأبد.
غطي وجهه بالرمال مسرعاً وهو يكاد يري بسبب تجمع الدموع في عينيه..
أنت تقرأ
مملكة إيكيليا
Fantasyألتفت "ريان" ليري وجه أخيه المصدوم و قد ظن أنه علي الأقل سيعانقه بعد فراق كل هذه السنوات... ولكن "نور" تحدث ببرود:حسناً..وماذا تريد الأن؟ أجابه "ريان" مذهولاً من بروده:ماذا أريد؟!!.. بحقك أنا أخيك!.. لم أكن أتوقع أن أجد أخي الأمير الصقر يخدم الملك د...