|١٤|

89 5 0
                                    

وضع الملك ورقة صغيرة بحجم اليد أمامه و هو يوجه حديثه لأعضاء المجلس العشرة:إن الملك "برهوم" يدعوني لزيارة إلي مملكة السحاب.
تسائل إحدي الأعضاء متعجباً:مملكة "إيكيليا" !!..و ما المناسبة يا جلالة الملك؟
أجابه الملك:يريد عقد تحالفات جديدة بيني و بين الملك "دنكان" و سيكون الوسيط بيننا.
تحدثت "سارة" بكبرياء:ولماذا نحن بحاجة لعقد تحالفات معهم؟.. إنه خسر المعركة و خسر قلاعه أيضاً.
نظر لها "ريان" و أجابها:لأن الملوك دوماً بحاجة لعقد تحالفات مع الغير حتي لو أنه ليس واثقاً في هذا الطرف.
تجاهلت "سارة" "ريان" و سألت الملك:هل ستلبي دعوه الملك "برهوم" حقاً يا مولاي؟
صمت الملك لثواني و هو يفكر قبل أن يجيب:نعم سأفعل.. إن ريان محق.
ليقترح "ريان":ولكن ماذا لو كانت مكيدة من الملكين و حاولوا إيذاء جلالتك؟
أسرعت "سارة" مقترحة:سأرسل مع الملك خمسة آلاف جندي من جيشي.
أومأ الملك موافقاً:علي أية حال هم لن يتجرأوا علي إيذائي..كما أنني سأكون في حراسة الحارس الأحمر.
ابتسم له "ريان" ابتسامة خفيفة قبل أن يشرد عقله و تلتمع عينيه و هو يتخيل عودته ل"إيكيليا"...

يسير الملك "خليل" بصهوة الأبيض بين جيشه و يحاوطه جنوده و حراسه و هو يقود معه خمسة آلاف من خيرة جنوده.. كان "ريان" علي يساره بينما "سارة" علي يمينه.. تحدث "ريان" ليشق هذا الصمت:معذرة يا مولاي ولكن لماذا لم يرافقنا الأمير؟
تنهد الملك قبل أن يقول بخيبة أمل:مشغولاً برحلات الصيد و الجاريات.. علي أية حال وجوده يجلب لي الخجل و الخذلان.
تبادل "ريان" النظرات مع "سارة" و كلاً منهما لا يجد ما يقوله قبل أن يردف الملك بنبرة حماسية:هل زار أحدكم "إيكيليا" من قبل؟
حرك كلاً منهما رأسهما بالنفي ليأمر الملك جنوده أن يتوقفوا ثم يستدير و يصعد بصهوة تلة مرتفعة فلحقه "ريان" و "سارة" بعدم فهم.. ابتسم الملك و هو ينظر نحو هذا المنظر الساحر من الأعلي:أقدم لكم مملكة السحاب..مملكة إيكيليا.
استمع لصوت شهقات "سارة" مندهشة:كأنها قطعة من الجنة يا مولاي!!
ألتمعت عيناي "ريان" بالدموع و هو يبادر بهمس مذهولاً من جمال المملكة الساحر:إنها الجنة ذاتها.
تأمل "ريان" تلك القلعة البيضاء شاهقة الإرتفاع التي يحاوطها الالاف من البيوت البيضاء التي لم يعد يسكنها الصقور بعد بل بعض أهالي مملكة "إيوانا" التابعة للملك "برهوم" القاتل المجنون.. و تطل تلك القلعة البيضاء علي ساحل بحر أزرق اللون يبهر الأعيون من شدة صفائه.. قاطع شرود "ريان" صوت الملك:رغم إنبهاركما بجمال المملكة الساحر ولكنكما لم تشهدا المنظر الأروع علي الإطلاق.. رؤية الصقور محلقين بأجنحتهم السوداء في سماء المملكة.
بادرت "سارة":تبدو معجباً بالمملكة و الصقور كثيراً و متحيزاً نحوهم للغاية.
هز رأسه متفقاً و هو يرد:أجل.. كم كنت أتمني أن أُُخلق صقراً و أحلق حراً أينما شئت.. ولكن ليس في عصر "برهوم" اللعين.
حرك "ريان" رأسه بتأثر وعينيه معلقة بجمال المملكة و هو ينظر لها بحسرة قبل أن يستدير الملك بصهوة وهو يقول:هيا.. يجب أن نصل قبل المساء.

مملكة إيكيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن