|١٠|

114 8 6
                                    

سار "ريان" بخطوات سريعة في الردهة المؤدية لغرفة الملك ليلمح الملك يخرج من غرفته فأسرع له و أنحني معتذراً ليسأله الملك و هو يسير:لماذا تأخرت ريان؟.. هل خلدت للنوم في وقت متأخر بالأمس؟
ليجيبه "ريان" وهو يلتقط أنفاسه:أجل مولاي.. لم أستطيع النوم قبل أن أحقق في أمر ذلك الجاسوس أولاً.
فسأله الملك:و هل توصلت إلي شئ؟
هز رأسه بالنفي و هو يسير خلفه:للأسف لم أتوصل.. لم يتعرف أي أحد عليه أو مع من أتي الحفل حتي أن البعض قال أن وجهه غير مألوف و لم يراه أهالي المملكة من قبل.. لذلك فإن علي الأرجح ذلك الجاسوس كان يعمل لصالح "دنكان".
قال الملك:مازلت لا أسمع سوي التخمينات.. لا تتوقف عن البحث ريان..ولا تتعجل ستظهر الحقيقة لا محال.
أومأ "ريان" بإحترام:أمرك يا جلالة الملك.
تغيرت تعابير وجه الملك الصارمة لإبتسامة حنونة و هو يسير في الحديقة نحو إبنته التي نهضت و انحنت أمامه بإحترام.. انضم "ريان" ل"سارة" و وقف بجوارها خلف مقعد الملك و الأميرة.. أستدار الملك و هو يسأل "سارة":أين الأمير؟
أجابته "سارة":مازال نائماً.
أدار الملك وجهه بغضب بينما "لين" حاولت تهدئته..نهض الملك بعدما أنهي فطوره و حدث ابنته:سأذهب الأن يا عزيزتي فلدي اجتماع هام بشأن الأمس.
نهضت "لين" و هي تستند إلي عصاها:حسناً مولاي.. ولكن هل يمكن أن يبقي ريان لأذهب للتمشية معه؟
نظر الملك ل"ريان" الذي صمت بأدب ثم نظر لإبنته:ولكن لين لقد أصبح ريان مستشاري أيضاً الأن.
أردف الملك عندما لاحظ عبوس وجهها الطفولي:حسناً ريان أذهب معها و أعتني بها جيداً.
أومأ "ريان" بأدب و هو يسير خلف الأميرة بينما "سارة" لحقت بالملك بعدما رمقت "ريان" بنظرات الشك .. سارت "لين" في المقدمة و هي تقول:لقد كان الحفل رائعاً و شيقاً بالأمس.. لولا ظهور ذلك الجاسوس اللعين لكان أفضل يوم قضيته منذ وقت طويل.
ألتفتت له و بادرت:لقد أبليت حسناً بالأمس..لدرجة أنني ظننتُ بكونك تملك جناحين بسبب لياقة جسدك و مرونته في الحركة!
أرتبك "ريان" و هو يبتسم بتصنع:بالطبع لا أملك يا سمو الأميرة.
ساد الصمت لثواني قبل أن تبادر "لين" بنبرة حزينة:لقد اشتقت لخيلي كثيراً..أتمني لو أن أمتطيه و يركض بي بعيداً وسط الغابة.
نظر لها "ريان" بتأثر و ضيق لتردف:أنا السبب لما انا عليه الأن.
ليقول "ريان":معذرة يا سمو الأميرة و لكني لا أعرف القصة كاملة فالجنود أحياناً ينقلون الأقاويل الكاذبة.
نظرت أرضاً و هي تسير بجواره ببطء:سأخبرك ريان.. كنت شديدة التعلق بخيلي و أعشق الخروج معه للغابة بينما أبي كان يرفض ذلك كثيراً.. فا ذات يوم قررت أن أذهب في الصباح الباكر و بالفعل تسللت و ركبت خيلي و خرجت من القصر و أتجهت للغابة.. ظننتُ أنه لن يلاحظ غيابي أحد فالجميع نيام.. عندما وصلت للغابة وقفت حتي يشرب خيلي من النهر ثم بدأت أشعر بخطوات البعض ولكن لم أجد أحد.. امتطيت الخيل و ركضت به مسرعة بين الأشجار فسمعت صوت صهيل من خلفي ثم ظهر من بين الأشجار عشرة رجال يركضون خلفي بخيولهم.. حاولت أن أفلت منهم ولكن أحصنتهم كانت سريعة.. لم يكونوا يعلموا بكوني أميرة و لكنهم كانوا متأكدين بكوني ثرية و أنهم سيحصلون علي أكبر قدر من المال مقابل حياتي.. أخرجت سيفي و حاولت الصمود أمامهم ولكن لم أستطيع بعدما أصابني أحدهم بخنجر مسموم في ساقي.. لم يمر الكثير و وجدت سارة تقترب بخيلها و تقاتلهم جميعاً بضراوة ثم أعادتني للقصر..قامت الحكيمة بفحص ساقي و أعطتني بعض الأدوية و لكن ساقي كان يسوء أكثر كل يوم ثم قاموا ببتر ساقي قبل أن تنتشر العدوي في بقية ساقي.
صمت "ريان" بتأثر شديد و هو ينظر لها بشفقة لتردف:أتعلم ريان؟.. لقد بدأت أتأقلم ولكن حرماني من ركوب الخيل الذي كان أكثر شئ أحب فعله يؤلمني كثيراً.
حزن قلب "ريان" و هو يري الفتاة المسكينة تخفي دموعها التي سالت ليسرع:ربما يوجد طريقة ما لفعل هذا يا سمو الأميرة.. أعني ربما نحاول الوصول ل..
قاطعته "لين" عندما مسحت دموعها بيدها و هي تقول بهدوء:لا عليك ريان.. ليس كل ما يريده المرء يناله علي أية حال.. كما أنني محظوظة لأنني مازلت علي قيد الحياة.
هز رأسه متفقاً و هو يرد:أجل بالتأكيد.
أقترب جندي من "ريان"و هو يحمل مجموعة من الأوراق و قام بتسليمها له لتقول "لين":هيا لأعود لغرفتي و تذهب أنت للملك.
ليسألها:هل أنهيتِ الكتاب؟
ابتسمت و هي تقول:بلا.. ولكني أوشكت.
ليحمسها "ريان":جيد.. لأنني سأمنحك قريباً كتاباً أفضل منه.
ألتمعت عينيها بحماس:حقاً؟..سأنهيه في أقرب وقت.
وقفت "لين" أمام غرفتها لتخفض رأسها وهي تقول:إلي اللقاء أيها الحارس الأحمر.
أنحني لها "ريان" بأدب و هو يبتسم بخفة ثم رحل.. قابل معاونين الملك و القادة في الردهة ليتبادل التحية بإحترام معهم ثم طرق باب الغرفة ودخل ليأتي صوت الملك و هو يقول بإنفعال:إذاً و لماذا لم تحضر الإجتماع حتي؟
أرتبك "باسل" و هو يرد:لأنني لم أنم جيداً بالأمس.. كنت مشغولاً بالتحقيق في أمر الجاسوس.
أنفعل الملك أكثر و قال بصوت مرتفع:وهل هذا التحقيق كان يشمل ذهاب جاريتك المفضلة لغرفتك بعد منتصف الليل؟!
صمت "باسل" بإرتباك شديد و هو ينظر أرضاً ليردف الملك و هو يجلس خلف مكتبه:لقد سئمت أكاذيبك و عدم تحملك للمسؤولية.. ستظل غبياً ساذجاً و فاشلاً طوال حياتك.. سيشهد الجميع علي أن الملك "خليل" لم يفشل في أي شيء سوي تربية أبنه.
تحدث "باسل" بتلعثم محاولاً الدفاع عن نفسه:سامحني يا أبي.. أعدك أنن..
قاطعه الملك عندما أمره:أغرب عن وجهي باسل.
نظر "باسل" بضيق عينه ل"ريان" الذي وقف مكانه يخفض رأسه بأدب و ينصت للحديث الذي يدور بينهما.. نظر للملك مجدداً:مولاي.. أمنحني فرصة أخ..
نظر له الملك بتشايط:إن لم تخرج الأن سأجعل ريان يقوم بطردك لخارج القصر.
تفاجأ "باسل" و نظر ل"ريان" ليجده يبتسم ببرود و شماتة.. تمالك أعصابه و هو ينحني رغماً عنه للملك ثم نظر ل"ريان" بتوعد و هو يغادر الغرفة..
ساد الصمت لثواني قبل أني يبادر "ريان" بالحديث:تبدو منزعجاً الأن يا مولاي.. يمكنني أن أرحل و أتي في وقتاً لاحق.
أسرع الملك و هو يعتدل علي مقعده:بلا بلا.. أرني ماذا معك.
أعطاه "ريان" الأوارق و هو يقول:هذه الأوراق تحتاج ختم جلالتك.
وقف "ريان" بجواره و هو يتناول من يده كل ورقة يقوم بختمها في صمت شديد.. شق الملك ذلك الصمت بقوله:سأعزل باسل من منصب مستشار الملك..لن يكون لي مستشار غيرك.
أخفي "ريان" سعادته و هو يقول:أشكرك علي ثقتك بي..
قاطعه الملك و هو يضغط بالختم علي الورقة:لا تسعد كثيراً ريان.. فكل درج تصعده للأعلي يقربك أكثر من الموت.
تناول "ريان" أخر ورقة منه ثم بادر:ولكني لا أخشي الموت يا مولاي.
نظر له الملك بهدوء لثواني قبل أن يقول:نم جيداً ريان.. سنذهب لخارج القصر غداً.
أومأ "ريان" و انحني بأدب ثم غادر الغرفة..

مملكة إيكيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن