|٣٢|

101 6 9
                                    

خرج "مالك" من غرفته في صباح يوم جديد لينحني له الحراس و "سارة" التي انتظرته في الخارج.. سار في الردهة متجهاً لغرفة الإجتماعات قبل أن يلاحظ غياب "سليم" فتسائل:لماذا لم أعد اري سليم كثيراً في القصر؟
ردت "سارة" التي كانت تسير خلفه:ألم أخبرك؟..لقد وجد سليم حبة التوت خاصته.
ابتسمت له "سارة" بنظرة خبيثة بينما "مالك" تسائل بعدم فهم:من تقصدين؟

صوبت "سلمي" الرمح بعيداً عن الهدف الذي حدده "سليم" لكل واحدة منهن.. مر بينهن "سليم" و هو يقوم بتشجيعهن و التعديل علي اخطائهن.. توقف أمام "سلمي" التي كانت تنظر للرمح بيأس بعدما فشلت في التصويب مجدداً بينما "سليم" تحدث:لا تنظرين بيأس هكذا سلمي.. ستتقين الرماية و لكن تحتاجين للتركيز فقط.
ردت "سلمي" منفعلة:أنا في قمة تركيزي و مازلت أفشل في التصويب بعد اليوم السادس عشر من التدريبات.
ابتسم ابتسامة ودودة و هو يحمل عنها القوس:لا عليكِ لم آمل.
أخذ رماحاً بعدما حمل القوس و قام بتصويبه أمامها بطريقة صحيحة.. حملت عنه القوس و الرمح و سحبت الرمح و هي تغمض عيناً بتركيز.. شعرت بيد "سليم" علي يدها و هو يقول:بلي.. استخدمي هذا الإصبع و اسحبي هكذا.
توترت "سلمي"و لكنها نفذت تعليماته لتجده يقول و هو يضع يداً علي ظهرها:لا تنحني هكذا قفي بشموخ.
فردت ظهرها و كتفيها و هي تبتلع لعابها بصعوبة من إرتباكها.. شعرت بأنفاسه و هو يهمس بالقرب منها و يقوم بالتعديل علي ذراعها لتشده بطريقة صحيحة:جيد.. الأن ركزي جيداً و صوبي.
دقات قلبها متزايدة و تشعر بالخجل و الإرتباك لكونه ملاصقاً لها هكذا لدرجة جعلت عقلها مشتتاً بعيداً عن ما تقوم به و لكنها جمعت شتات عقلها و كادت أن تصوب و لكنها وجدت رمحاً يسبقها نحو الدائرة التي حددها "سليم" للجنديات.. نظرت بضيق نحو الفاعل الذي شتت تركيزها لتجد "شمس " تبتسم ببرود:التصويب يكون هكذا..يمكنني أن اعطيكي دروساً إذا كنتِ متأخرة عن الصفوف.
سخر منها "سليم" ببرود:شكراً علي هذا العرض المغري.. ولكن سلمي مازالت تخضع للتدريبات و ستتقن الرماية قريباً.
نظرت "شمس" ل"سلمي" من الأعلي للأسفل بإستخفاف:أتمني ذلك كي لا تُقطع رأسها في المعركة.
رحلت من أمامهما فلاحظ "سليم" وجه "سلمي" التي تتشايط غضباً..لم تنطق بكلمة و لكنها سحبت الرمح و صوبته بدقة نحو الهدف ليجاور رمح "شمس"..ابتسم "سليم" بإفتخار ل"سلمي" التي مازالت في قمة غضبها لتتقدم و تأخذ الرمحان و تعيد أحدهم لمكانه في الحقيبة الصغيرة القماشية التي حملت فيها عدة رماح كبقية الجنديات بينما رمح "شمس" قامت بكسرة لجزئين أمامها ثم ألقته أسفل قدمها.. نظرت "شمس" أرضاً نحو الرمح المنكسر ثم رفعت رأسها ل"سلمي" التي قالت بنظرة حادة حارقة:إياكِ أن تعبثي معي مجدداً.
رحلت من أمامها "سلمي" بينما "سليم" كان يحاول إخفاء ابتسامته و هو يراقبهما عن بعد.. أمر "سليم" الجنديات بالركض نحو الغابة قبل أن يكملن تدريب المبارزة و بالفعل ركضت الجنديات بنظام نحو الغابة بينما "سلمي" كانت في المؤخرة ليناديها "سليم"..ألتفتت و اقتربت نحوه بوجهها العابس ليتحدث "سليم" و هو يحاول تهدئتها:هل لديك مخططات الليلة؟
ردت "سلمي" بعدم فهم:بلي أيها القائد.. أنا أعود لفراشي ليلاً هالكة.
حرك رأسه متفاهماً ثم يقول بخبث:إذاً سيفوتك عرضي.
تسائلت بفضول:أي عرض؟
رد "سليم":كنت سأخذك في جولة في المملكة بعيداً عن القصر و تدريبات الجيش.
ألتمعت عينيها بحماس:حقاً؟.. حسناً أنا موافقة.
رد "سليم":حسناً سأنتظرك أسفل مبني الجنود الأيسر بعدما يخلد الجنود للنوم.
تسائلت "سلمي":و لكن ماذا عن الحراس؟
رد "سليم" بإبتسامة واثقة:من سيستطيع أن يمنع القائد سليم؟
قهقهت بخفة و هي تقول:حسناً سأنتظرك.
اتسعت ابتسامته و هو يقول بحماس:و لكن بشرط.
ضمت ذراعيها لصدرها و هي تقول بتذمر:تفضل أيها القائد سليم.
رد "سليم":أن تخلعي هذا الوشاح عن رأسك.. أنا مازلت لا أفهم لماذا تضعينه!
تحسست "سلمي" الوشاح الأسود الصغير الذي أتلف حول رأسها:أصبحت معتادة عليه فقط.. و لكن سأحاول.
حرك رأسه بتفاهم قبل أن يقول:هيا لنركض معهن و لكن رجاءاً سلمي لا تسبقيني فسيحرجني ذلك كثيراً أمامهن.
قهقهت "سلمي" كثيراً قبل أن تقول:حسناً سليم هيا.
ركض "سليم" في المقدمة و تليه "سلمي" و هي تخفض كثيراً من سرعتها.. مازحته و هي تقول:يا ويلتي إنه سريعاً كالفهد.
أدار وجهه لها للخلف و هو يضحك كثيراً..نظرت لضحكته الجميلة و اسنانه المثالية و خصلات شعره الكثيفة التي تتطاير بخفة.. كل تلك التفاصيل الصغيرة جعلتها تشرد في وجهه بفتون قبل أن تجده يتوقف عن الركض عندما لاحظ تأخرها كثيراً..لم يود أن تكون بعيدة عن بصره لذا ركض نحوها و جذبها من يدها و هو يقول:بلي..أركضي معي سلمي.
حركت رأسها موافقة و هي تركض بجواره و كلاً منهما ينظر للأخر بإبتسامة خفيفة..

مملكة إيكيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن