|٣٤|

86 5 13
                                    

دخل "نور" خيمته ليخلد للنوم و هو شارداً في الخطة التي وضعها أخيه الملك منهمكاً في التفكير.. خلع معطفه و وضعه جانباً و قبل أن يلتفت شعر بحركة أحدهم من خلفه.. كاد أن يلتفت و لكنه وجد أحدهم يهاجمه من الخلف و ألتف ذراعاً حول عنقه و اليد الأخري وجهت خنجراً نحو رأسه.. سمع صوت أنوثي من خلفه يهمس بنبرة حادة:أصمت و إلا شق هذا الخنجر رأسك اللعين.
تسارعت دقات قلبه و ارتفع الأدرينالين في جسده و هو يحاول الحفاظ علي هدوءه و التركيز ليفكر كيف سيخرج من هذا المأزق..قاطع تفكيره صوتها و هي تتحدث بحدة:إياك أن تفكر في المقاومة و إلا سأقتلك بخنجري في الحال.
صمت "نور" و هو ساكناً في مكانه لتردف الفتاة و هي تضغط أكثر بذراعها القوي علي عنقه حتي بدأ يختنق:الأن ستخبرني بخطة أخيك اللعين.
أنهت جملتها الفتاة لتجد "نور" يمسك بعنقها من الخلف و يجذبها أمامه بحركة سريعة و تسقط أمامه علي ظهرها.. تألمت بشدة آثر هذه الحركة المفاجئة بينما "نور" وجه سيفه لعنقها و هي ملقاه أرضاً يخطي وجهها وشاحاً أسوداً.. ضحك "نور" بثقة و هو يقول:لقد عبثتي مع الشخص الخطأ أيتها الحمقاء.
نظر لعينيها البنية المتسعة التي تنظر له بهلع ليأمرها "نور":أخلعي هذا الوشاح.
لم تبدي أي ردة فعل ليكرر حديثه بأمر و تمد يدها التي ترتجف و تخلع هذا الوشاح.. أتسعت عينيه مذهولاً و هو يقول متفاجئاً بصدمة:ياسمينا!!!
نظرت له بعينان متسعتان يملئهما الكره و الغضب الشديد قبل أن يقاطعهما دخول الملك و الملكة و الأميرة الخيمة و معهم بعض الحراس من بينهم "سليم"..أسرعت الملكة لإبنها و هي تتفحصه بقلق:هل أنت بخير يا بني؟
لم يرد "نور" الذي ظل ينظر لها بصدمة بينما الحراس أقتربوا ليقيدوها جيداً و يأخدوا منها أسلحتها.. أقترب "مالك" ليسألها:من أنتِ؟
لم ترد الفتاة فقط ظلت ترمقهم بنظرات كره شديد ليكرر "مالك" سؤاله و هو يصيح بنبرة غاضبة:أخبريني من أنتِ و لصالح من تعملين و إلا قطعت رأسك اللعينة بسيفي الأن.
لم تجيب مجدداً ليسمع "مالك" صوت أخيه من خلفه يقول بنبرة هادئة و ملامح وجهه مذهولة:أنا أعرف من تكون.
ألتفت "مالك" لأخيه بإهتمام ليردف "نور":الأميرة ياسمينا..إبنه الملك "برهوم" الوحيدة.
استدار "مالك" للفتاة بوجهه مصدوم و عينان متسعتان ليجدها تبتسم ابتسامة جانبية مستفزة..

وقف الوزير أمام باب غرفة الملك لينحني له الحارس و يفتح له الباب.. بمجرد أن انفتح الباب خرج من الداخل صوت بكاء و شهقات عالية.. أنحني الوزير باحترام للملك و الملكة التي كانت تبكي بكاءاً شديداً علي ابنتها المفقودة.. انتبهت للوزير بلهفة و هي تسأله:هل عثرتوا علي الأميرة؟
حرك رأسه بالنفي و هو يرد بأسف:للأسف يا سمو الملكة لقد بحثنا عنها في كل أرجاء المملكة و لم يراها أياً من الحرس أو العامة.
أجهشت الملكة في البكاء مجدداً و هي تقول منفعلة:كيف!!.. هل أختفت فجأة من المملكة بأسرها؟ لابد أن شخصاً ما قام بإختطافها.
رد الوزير:لا يمكن يا مولاتي..سمو الأميرة خرجت بإرادتها هكذا أتفق جميع الحرس.
لتقول الملكة بين بكائها:أفعل أي شيء و لكن أعد لي أبنتي.
أومأ الوزير برأسه بأدب:نحن نبذل قصاري جهدنا يا سمو الملكة و سنعيد الأميرة ياسمينا في أقرب وقت.
كاد الوزير أن يرحل ليوقفه صوت الملك:أنتظر.. أخبرني ما هي أخبار الجيش؟
صرخت الملكة في زوجها الذي وقف أمام الشرفة يحتسي النبيذ من كأسه و يبدو بارداً بطريقة غريبة:سحقاً للجيش و لمملكتك.. إن ابنتنا مفقودة منذ أيام و أنت كل ما يشغل عقلك هو الجيش و المعركة؟
نهضت الملكة و هي تقول ناظرة له بكره شديد:كم أتمني أن يهزمك هذا الصقر الصغير لأراك منكسراً برهوم!
خرجت من الغرفة بإنفعال شديد و الدموع تملأ وجهها بينما الملك كان هادئاً ببرود شديد و لم يلتفت لها حتي و كأنه لم يسمع شيئاً..أحتسي من كأسه قبل أن يلتفت للوزير و يكرر سؤاله:هل استعد جيشي جيداً؟
رد الوزير الذي كان متفاجئاً من بروده:علي أتم الإستعداد يا مولاي.

مملكة إيكيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن