نهض "مالك" من مجلسه لينهض له أحتراماً أعضاء المجلس ثم يغادر غرفة الإجتماعات و يسير خلفه في الردهة حراسه قبل أن يسمع صوتاً يناديه من خلفه.. ألتفت "مالك" للمنادي و سرعان ما اتسعت ابتسامته للطفل الذي أسرع له ثم وقف لينحني بأدب:سمو الملك.
أقترب منه الملك و داعب خصلات شعر "مالك" و هو يقول بود:كيف حالك أيها الجندي الصغير.
ضحك الطفل و هو يقول:بأفضل حال بفضلك يا مولاي..أتناول وجباتي و أدرس في الكتاب و أخدم في القصر.
حرك رأسه الملك برضا ثم قال بتشجيع:جيد..هيا أنضج لتكون من جنودي و تحارب بجواري كما كنت تتمني.
أتسعت ابتسامة "مالك" للملك:حقاً؟..هل سأكون قوياً و ضخماً مثل هذا الجندي؟
أشار بإصبعه نحو أحد الجنود الذين وقفوا علي مقربة من الملك ليحرسوه ليحرك رأسه الملك بأبتسامة:ستكون أقوي منه يا عزيزي..هيا لتعود لدروسك.
أخرج "مالك" حجر أخضر اللون من ملابسه و مد يده به له للملك:أنتظر يا مولاي.. لقد جئت لأهديك هذا الحجر.
تناول الحجر من كف يده و هو يتفحصه:ما هذا الحجر؟
أجابه الطفل بنظرة بريئة:أهدتني جدتي به يوماً ما و قالت أنه يجلب الحظ الجيد.. لذا أردت أن أهديك إياه لتفز بالحرب و تعود منتصراً لمملكتنا.
لم يستطيع أن يخفي الملك أبتسامته و هو يشكره بإمتنان:شكراً لك مالك.. سأحتفظ به معي و عندما أعود سأرده له.
حرك رأسه بالموافقة قبل أن ينحني بأدب و ينصرف بينما الملك وقف مكانه يتأمل هذا الحجر الصغير الجميل و يبتسم بخفة.. أدار الملك وجهه لأحد الحراس و أمره:أريد أن تحضر لي أمهر حداد في "كوركين".
أومأ الحارس بأدب:أمرك يا جلالة الملك.دخلت الملكة "كاساندرا" القصر الملكي لمملكة "نيسا" و سارت للداخل بينما الحرس و الخدم ينحنون لها بأدب علي الجانبين.. قادها بنفسه للداخل الوزير الذي عينه الملك "نور" مؤقتاً لينوب عنه.. تحدث بترحيب شديد:تفضلي يا سمو الملكة.. هذه هي غرفة الملك نور.. و هذه غرفة الإجتماعات.
وقفت الملكة في الردهة بين الغرفتين قبل أن تقرر أن تدخل غرفة الإجتماعات ثم يلحقها الوزير و "سارة" للداخل حيث وقفت الملكة تتأمل الغرفة و هي صامتة طويلاً..ابتسمت بخيبة أمل و هي تقول:لم تتغير كثيراً.
تبادلت "سارة" النظرات بعدم فهم مع الوزير قبل أن تردف الملكة:منذ عشرون عاماً كنت حاضرة في هذه الغرفة مع زوجي الملك لنقعد تحالفاً مع "دنكان"..وقتها تعهد "دنكان" أن يكون جيشه هو الجيش الثاني لإيكيليا و أن تظل المملكتين أشقاء..ثم طعن زوجي في ظهره في أقرب فرصة نالها.. و ليس زوجي فقط بل شعبي بأكمله.
أقتربت من الشرفة و تنفست بعمق قبل أن تردف:موته بهذه الطريقة علي يد الملكان كان أقل شيئاً لابد أن يناله هذا الحقير..أنا حقاً فخورة بهما.
ساد الصمت لثواني قليلة قبل أن تلتفت لهما و تتحدث بجدية:يجب أن يستريح الجيش اليوم و لكن من صباح الغد لابد أن يباشروا تدريباتهم.
أنحنت "سارة":سأتولي الأمر بنفسي يا سمو الملكة.ركضت "سلمي" بكل سرعتها نحو خط النهاية أولاً لتسمع القائد يحمسها:أحسنتي أيتها الجندية.
وقفت مكانها تلتقط أنفاسها لتمر ثواني قليلة و يصل بقية الجنود و من بينهم "سليم"..أخذ يسعل بقوة و هو يلتقط أنفاسه بصعوبة..نظرت له بسخرية قبل أن تجده يقول:هل أنتِ متأكدة بكونك من نسل الصقور و ليس الفهود؟
أدارت وجهها و هي تضحك بسخرية ليسألها مجدداً:لماذا الصقور هم دائماً من يفوزون أولاً في تدريب الجري؟
أجابته "سلمي" بنظرة واثقة:ليس في تدريب الجري فقط.
ليرد "سليم":لقد تذكرت للتو سارة.. لقد كانت الأسرع من بين الجنود و لم تستطيع يوماً أن تسبق "مالك" في تدريبات الجري.
سارت و هي تقول:لا أدري.. ربما أجسادنا أرشق لهذا السبب تستطيع أجنحتنا أن تحملنا.
رفع كتفيه متحيراً و هو يسير بجوارها قبل أن تقول متذكرة:بالمناسبة.. لقد سمعت أن القائدة سارة ستأمر بأن ينفصل الصقور عن العامة في التدريبات.
أنصدم "سليم" و قال منفعلاً:ماذا؟.. ألن أراكِ مجدداً في التدريبات؟
حركت رأسها بالنفي ثم تنظر له بخبث:لهذا السبب أنت منفعل؟
قاطعهم صوت الجندي الذي نادي لجميع الجنود ليحثهم علي الإسراع ليأخذوا واجباتهم في حين رد "سليم" بنفس الإنفعال:بالطبع سلمي!..سحقاً لقد بدأت أحب الذهاب التدريبات في كل صباح.
أدارت وجهها بخجل و هي تضحك بينما "سليم" أردف:بحقك سلمي لا أريد أن أبدأ يومي بوجوه هؤلاء الجنود أنظري لوجوههم الغليظة.
مال نحوها قليلاً و هو يقول بإبتسامة:بينما وجهك.. يا ويلي من هذا الوجه و من تلك العينيان!
توردت وجنتيها من شدة الخجل بينما هو أراد تهدئتها:حسناً حسناً لن أغازلك مجدداً..هيا أقتربي لنأخذ وجبتنا قبل أن يلتهمها هؤلاء الوحوش.
ضحكت و هي تسير معه:هيا بنا.
أنت تقرأ
مملكة إيكيليا
Fantasyألتفت "ريان" ليري وجه أخيه المصدوم و قد ظن أنه علي الأقل سيعانقه بعد فراق كل هذه السنوات... ولكن "نور" تحدث ببرود:حسناً..وماذا تريد الأن؟ أجابه "ريان" مذهولاً من بروده:ماذا أريد؟!!.. بحقك أنا أخيك!.. لم أكن أتوقع أن أجد أخي الأمير الصقر يخدم الملك د...