|٤|

174 8 5
                                    


كانت "توليا" تجلس بجوار "نديم" وهي تمسح علي شعره بحنان وتبتسم له فلاحظت نظرات خادمتها بإرتباك لتقول "توليا" لها:هيا هيلدا تحدثي لا تترددي.
تردد "هيلدا" قبل أن تبادر بأدب:مولاتي.. لا أظن أنها فكرة سديدة.. لن يرحب الملك بتبني هذا الطفل و هو ليس من صلبه.
تنهدت "توليا" بضيق قبل أن تبادر:سأفعل كل ما بوسعي هيلدا.

حل الليل وتوقفت العربة أمام القصر فترجلت الملكة من العربة ويليها "نديم".. رفع رأسه ليري أسوار المدينة الرائعة والأضواء الزاهية.. ألتمعت عينيه بحماس لتبتسم له "توليا" وتجذبه معها لداخل القصر.. يسير معها "نديم" في الطرقات النظيفة التي نقش علي جدرانها برسومات فنية وبألوان مثيرة للإعجاب.. وقفت "توليا" بإبتسامة واسعة أمام غرفة زوجها الملك وطلبت من الحارس:أخبر الملك بعودتي للقصر.
أومأ الحارس بإحترام ودخل ليخبر الملك.. انحنت رأسها ل"نديم" وهي تبتسم له بحماس قبل أن يخرج الحارس بعد ثواني وهو يعتذر:معذرة مولاتي.. الملك مشغول الأن.
اختفت ابتسامتها تدريجياً وهي تتراجع للخلف بنظرة خيبة أمل.. فهو دوماً غير فارغ لها ولا حتي يلاحظ وجودها في القصر أو غيابها.. عادت لغرفتها مع "نديم" ثم طلبت من خادمتها:هيلدا.. خذي نديم لأحدي الغرف النظيفة و اهتمي به.
أومأت "هيلدا" لها وأقتربت من "نديم" ولكنه كان متخوف فنظر ل"توليا" بتردد.. تكلفت الابتسام وهي تقول:لا تقلق يا عزيزي.. ستهتم بك هيلدا وسأزورك في الصباح.
أومأ "نديم" بأدب لها و تشبث في يد "هيلدا" وهو يغادر معها الغرفة..

مدد "مالك" جسده ليخلد للنوم بعد يوم طويل مجهد أمضاه في تنظيف الطرقات و الحمامات.. سمع صوت ينادي بهمس:ريان.. ريان.
لم يجيبه "مالك" ليقوم الشخص بالطرق علي كتف "مالك":ريان..أليس أسمك ريان؟
اسرع "مالك" مدركاً:ن.. نعم.. ريان..لم أكن منتبهاً.
اجابه الفتي:أنا سليم.. الفتي الذي تحدث معك في الشاحنة.. هل تذكرني؟
اجابه "ريان":أجل أذكرك.
ابتسم له "سليم":جيد.. هيا تجهز لأريك شيئاً مبهراً ولكن بعد أن ينام الجميع.
تحدث السيد "براين" بحدة:هيا.. ليخلد الجميع لنومه.
اومأ "ريان" بهدوء ل"سليم" ثم عاد مكانه و ظل يقظاً لوقت طويل.. كادت عينيه أن تغفل ليجد "سليم" يهمس له:ريان.. هيا تعالي معي.
خرج "ريان" بتسلل مع "سليم" و أخيه الأصغر "آسر" وهم يتسللون في الطرقات بحذر حيث كان يقودهم "سليم".. أخذوا يصعدون درج لبضع دقائق.. وقف ثلاثتهم وهم يلتقطون أنفسهم.. نطقوا معاً بإعجاب شديد: يا للروعة!
قهقهوا لثواني قبل أن يسأل "آسر" "سليم":كيف عثرت علي هذا المكان؟
أجابه "سليم" بثقة:أنهي عملي سريعاً وأذهب للتجول في القصر وكل ما يحيطه..أنظروا لجمال هذه المملكة من الأعلي.
بادر "ريان" بإبتسامة منكسرة:يبدو أنك لم تزور مملكة "إيكيليا" من قبل..إنها تفوقها جمالاً يا صاح.
اتفق معه "سليم":أجل.. الجميع يتحدث عن جمالها الساحر دوماً.
قاطع حديثهما "آسر" وهو يقول بفضول وحماس :هيا سليم أخبرنا عن هذا المكان.
بادر "سليم" وهو ينظر حوله بتعجب:لا أدري حقاً لماذا بنوا غرفة صغيرة الحجم في هذا المكان الشاهق!
أجابه "ريان" بهدوء:لمراقبة أسوار المملكة و كل ما يحيطها جيداً.. يوجد مثلها في مملكة "إيكيليا".
ضيق !سليم" عينيه بشك وهو ينظر ل"ريان":لماذا أنت دائم الحديث عن مملكة "إيكيليا"؟
أرتبك !ريان" للغاية و تلعثم وهو يقول:لا.. لا شئ.. فقط انا معجب بالمملكة وأحب التطلع والمعرفة.
أومأ "سليم" متفاهماً ليبادر "آسر":بما أنك تعرف الكثير عن "إيكيليا" وتحب المعرفة.. هل تستطيع أن تخبرنا بأين تتواجد مملكتنا.. مملكة "كوركين"؟
تحمس وهو يقول:سأخبرك بخريطة المملكة بأكملها.. أنصتوا لي.. هنا في الشرق توجد مدينة تدعي "إيوانا" تحت حكم الملك "برهوم"..في الشمال مملكة "إيكيليا" وهي الأن تحت حكم الملك "برهوم" أيضاً..وفي المنتصف مملكة "نيسا" وقلاعها وهي تحت حكم الملك "دنكان".. ثم في الغرب مملكة "كوركين" وهي تحت حكم الملك "خليل"..أما المملكة التي تشتهر بكثرة المعادن في باطنها المملكة التي تمتلئ بالسحرة و لا يحكمها سوي النساء الجميلات مملكة "هيرا" التي تحكمها الملكة "أسيل".. ويوجد علي الطريق بين مملكة "كوركين" و "نيسا" مجموعة من القري والقبائل المتفرقة..
وبينما "ريان" مندمجاً في الشرح والوصف كان "سليم" و "آسر" يتبادلان النظرات معاً بشك.. كيف لطفل بعمره في المملكة أن يكون بتلك المعرفة!.. شك الطفلان في تلك اللحظة أن "ريان" ليس طفلاً عادياً أبداً..

مملكة إيكيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن