|١٢|

107 7 2
                                    

ألتفت الجميع متعجباً مِن ذلك الشخص الذي يجرأ علي قطع المجلس الأعلي فكان ذلك الأمير المدلل.. أنحني للملك بأدب و هو يعتذر:اعذرني يا جلالة الملك..
قاطعه الملك الذي نظر له نظرة حادة حارقة و هو غاضب جداً:كيف تتجرأ علي دخول المجلس من بعدي و مقاطعته هكذا؟
دافع "باسل" عن نفسه:لقد كنتُ منشغلاً في بعض امور المملكة و لم أقصد..
تحدث الملك بغضب من بين أسنانه:تقصد منشغلاً بتلك الجارية التي تزور غرفتك كل ليلة.. أغرب عن وجهي الأن باسل.. لقد عزلتك عن منصبك بالأساس.
انصدم "باسل" من طريقة الملك المهينة له أمام أعضاء المجلس و من عزلة من منصبه لتبادر "سارة" بنظرة شماتة نحو "باسل":لقد أصبح ريان مستشار الملك أيها الأمير.
فُتح فمه مندهشاً ثم نظر ل"ريان" الذي ابتسم ابتسامة خفيفة واثقة..ضغط علي أسنانه بغضب و تماسك و هو ينحني للملك:عن أذنك يا جلالة الملك.
خرج أعضاء المجلس واحداً تلو الأخر و ساروا في الردهة الواسعة لتسمع "سارة" صوت "ريان":سارة.. هل يمكننا التحدث؟
ألتفتت له "سارة" و نظرت له بتعالي:ماذا تريد من إمرأة تافهة بنصف عقل مثلي؟
تنهد "ريان" ثم أجابها:أريد الأعتذار سارة.. أعلم أنني تحدثت معكي بالأمس بطريقة غير لائقة و لكني كنتُ غاض..
قاطعته "سارة":ليس لي شأن بمبرراتك ريان.
زفر بنفاذ صبر:هذه ليست مبررات هذه الحقيقة!.. حسناً كنت أعلم جيداً أنكِ ستتصرفين بتلك الطريقة.. علي أية حال أنا ذاهب لزيارة الأميرة لأقدم لها شيئاً مهماً.
صمتت "سارة" و هي تنظر له بهدوء ليسألها بخبث:ألا تشعرين بالفضول لمعرفة ذلك الشئ؟
لم تجيبه "سارة" و ظلت في مكانها صامتة فتنهد بنفاذ صبر و هو يجذبها من يدها خلفه.. سارت معه و هي تقول بتوعد:أفلت يدي و إلا قطعت لك يدك تلك.
أفلت يدها و هو يقهقه:ها قد عادت سارة.

شهقت "لين" بذهول و السعادة و الدهشة تملأ وجهها الجميل:كيف فعلت ذلك ريان بحق السماء!!
ضحك "ريان" بسعادة:هيا لتجربيه يا سمو الأميرة.
تناولت "سارة" عنها عصتها الخشبية و وضعتها جانباً و قامت بمساعدتها مع "ريان" علي ركوب ذلك الخيل الذي هُيئ خصيصاً لها ليناسب أصابة ساقها.. قام "ريان" بربط حزام من الجلد حول ساقها المبتور ليمنع اختلال توازنها و سقوطها.. أخذت تمتطي خيلها الأسود في حديقة القصر و هي تضحك بسعادة عارمة و كلاً من "سارة" و "ريان" سعيدان لسعادتها.. فهي فتاة طيبة القلب و تستحق الأفضل..
طلبت "لين" من "ريان":ريان.. هل يمكنك أن تذهب للملك و تطلب منه المجئ من أجلي.. أريده أن يري تلك المفاجاة.
أنحني لها "ريان" بإبتسامة متسعة:أمرك يا سمو الأميرة.
ألتفت ليرحل و هو يسير بخطواته الواثقة في حين كانت "لين" تنظر له نظرات إعجاب شديد:يبدو أنني لستُ الوحيدة التي أعجبت بهذا الحارس.
انتبهت لها "لين" و أخفضت رأسها بخجل:إنه شاب طيب القلب و صالح.
ابتسمت "سارة" بخبث و هي تغمز لها:و وسيم للغاية.
ازداد خجل "لين":حسناً سارة توقفي!
قهقهت "سارة" وبينما مر دقائق قليلة و أقترب الملك منهما و يليه "ريان".. تسائل الملك مندهشاً:هذا مِن اختراع مَن؟!
أجابته "لين" بإبتسامة واسعة:حارسك الأحمر.
ألتفت الملك ل"ريان" متفاجئاً:حقاً؟..أنت ذكياً للغاية ريان.
ابتسم "ريان" و تحدث بإحترام:أنا تحت خدمة جلالتك و سمو الأميرة دوماً يا مولاي.
نظر له الملك بإبتسامة رضا و إعجاب بعقليته و وفاءه دوماً له و للأميرة.. عانقت "لين" الخيل و هي تقول:كم أشتقت له كثيراً.
مسح الملك علي شعر إبنته بحنان:انتِ تستحقين الأفضل دوماً يا بنيتي.
ثم ألتفت ل"ريان" و قال:سأتمشي مع ريان لبعض الوقت.. أستمتعي بوقتك لين.. وأنتِ سارة اعتني بها.
انحنت له "سارة" بأدب ليسير الملك و يجاوره "ريان":أخبرني ريان.. ما هي مخططاتك؟
صمت "ريان" و هو يفكر في أجابة هذا السؤال فنظر لها الملك عندما طال صمته:لا يمكن لشخصاً ناجحاً ألا يكون لديه مخططات.
أسرع "ريان":بل لدي يا مولاي.. ولكن أقصد أنني ليست لدي أطماع أو غيره.
ابتسم له الملك ابتسامة خفيفة:هذه ليست أطماع.. أسميها طموح أيها الحارس..لولا طموحي في تغيير وضع المملكة و سعيي وراء مخططاتي لم أكن سأصبح يوماً حاكماً لمملكة كبيرة مثل مملكتنا.
أومأ "ريان" متفاهماً ليسأله:أين عائلتك ريان؟
أجابة "ريان":لقد توفي أبواي و أخي لا أعرف عنه شيئاً منذ مجيئي المملكة.
فسأله الملك متعجباً:أنت لستُ من أهل المملكة إذا؟
أومأ "ريان" برأسه:بل من مملكة "نيسا".
هز رأسه متفاهماً قبل أن يقف و يستدير له.. رتبت يده علي كتف "ريان" بود:أنت شاباً صالحاً و ذكياً و وفياً.. من الصعب أن أجد جندي في هذا الزمن يحمل الثلاث صفات معاً..ولكن ها أنت ذا.. أنا حقاً فخوراً بأنك جندي من جنودي.. و صديق مقرب لإبنتي.
نظر نحو ابنته التي تلهو مع خيلها بسعادة عارمة ثم نظر ل"ريان" مجدداً:أنا حقاً ممتناً لك.. لقد قمت بإعادة البهجة و الفرحة علي وجه ابنتي مجدداً.
ألتفت ليكمل سيره و قال بنبرة يملئها خيبة الأمل:يا ليتني كنتُ أحظي بإبن مثلك.
اتسعت ابتسامة "ريان":مولاي هذا شرفاً كبيراً لي.
بادله الملك الابتسام و هو يسير معه بين الجنائن و الأزهار..

مملكة إيكيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن