صرخ "نور" بصوت مبحوح ضعيف و هو يتألم من تلك الضربات التي يتلقاها.. يختلط العرق مع دموعه علي وجهه بعدما أصبح جسده هالكاً لا تستطيع أن تحمله قدماه حتي.. ساد الصمت وهو ينتظر صفعة السوط التالية و لكنه سمع صوت يقول:هكذا يمكنني أن أسامحك ..سيكون هذا درساً لك لن تنساه أبداً.
رفع "نور" رأسه ل"دنكان" الذي ابتسم له ابتسامة واسعة ثم أمر حارسة "نور":هيا خذي أميرك المدلل.
ركضت الحارسة مسرعة نحو الأمير و هي تفك قيوده.. كتمت دموعها بصعوبة عندما نظرت لظهره الذي ينزف الدماء ثم جعلته يستند عليها و هي تخرج به من القبو..أنضمت "سارة" ل"ريان" و هي تجلس بجواره علي درج من درجات القصر النظيفة و أسندت وجهها إلي يدها و هي تقول بخيبة أمل:لقد مر أربعة أيام و الملك لم يتحسن بعد.
ليبادر "ريان" بوجهه الغاضب الحاد:حتي أن هذا الحارس لا أستطيع ايجاده.. لقد قام بفعلته و هرب..و لكن أقسم أنني سأجده و سأجعله يندم كثيراً علي فعلته.
أخفضت رأسها و هي تقول بنبرة حزينة:أنا قلقة للغاية علي الملك.. إنه ملك عظيم لا يستحق أن يموت علي يد وغد قذر كهذا الحارس..ربما سأفقد عقلي إذا مات في أي لحظة.. إنه بمثابة أباً لي.
نظر لها بإهتمام لمشاعرها الصادقة و حرك رأسه:أتفق معكِ سارة.
ساد الصمت لثواني قبل أن تربط علي يده بود:أنا أثق أنك ستعثر علي الفاعل قريباً.
نظر "ريان" ليدها التي سرعان ما سحبتها ثم حدق في عينها الزرقوتان و ابتسم بلطف لها قبل أن يقاطعهما الحارس الذي أقترب:ريان.. الملك يريد مقابلتك الأن في غرفته.
عقد حاجبيه و هو ينظر ل"سارة" التي اندهشت هي الأخري:أنه لم يطلب مقابلة أحداً قط.. أذهب ريان لعله أمراً هاماً.
نهض "ريان" مسرعاً نحو غرفة الملك.. أقترب بخطوات هادئة نحو فراش الملك الذي كان مغمض العينين كي لا يزعجه ليجده يتحدث بصوت خفيف:أجلس ريان.
جذب "ريان" كرسي خشبي و جلس بجوار الفراش و هو ينظر للملك الذي كان في حالة مزرية:هناك أمراً أخفيته عن الجميع منذ سنوات طويلة.. و حان الوقت أن أبوح به لشخصاً أثق فيه.
أنصت له "ريان" بإهتمام:تفضل يا جلالة الملك.. كلي أذان صاغية.
تنفس الملك بعمق قبل أن يقول بصوت مهزوز ضعيف:سأخبرك يا بني.. عندما تزوجت الملكة ظلت لسنوات طويلة لا تنجب و أنتظرنا الأمر أن يتم لسبعة سنوات حتي يوماً وقعت عيناي علي جارية من جواريها.. فتاة لم أري في جمالها حتي يومنا هذا ..أغرمت بها كثيراً و قمت بمعاشرتها بدون علم الملكة.. لم تكن كالعاهرات التي تسعي للذهب و السلطة بل كانت صالحة و طيبة القلب و شديدة الذكاء.. أخبرتني أنها حبلي فصدقتها فوراً و فرحت بهذا الخبر لأنني كنت متعجلاً علي الإنجاب كثيراً وقتها.. و حانت اللحظة التي قررت فيها أن أخبر الملكة بالأمر.*دخل الملك "خليل" الغرفة بوجهه الوسيم و جسده القوي وبحث بعينيه عن زوجته لتسرع له و هي تغادر إحدي الغرف:خليل.. لقد أنتظرتك طويلاً اليوم..هناك شيئاً علي أن أخبرك به.
تردد كثيراً قبل أن يقول بإرتباك:و أنا أيضاً علي أن أخبرك بشيئاً.
وقعت عينيه علي الجارية الجميلة التي وقفت في إحدي جوانب الغرفة تنظر لهما بترقب و يخفق قلبها بشدة.. تحدثت الملكة بإبتسامة متسعة:سأخبرك أولاً.. لقد زارتني الطبيبة اليوم و أبشرتني ببشري ننتظرها منذ وقت طويل.
مسحت علي معدتها و هي تقول بسعادة غامرة:سأنجب لك الأمير قريباً.
صمت "خليل" مذهولاً و هو ينظر لها ثم نظر للجارية التي كانت مصدومة هي الأخري..أختفت ابتسامة الملكة وهي تسأله:ألستَ سعيداً خليل؟
أسرع "خليل" و هو يقبل مقدمة رأسها:بلا بلا..أنا في غاية السعادة.
اومأت برأسها قبل أن تسأله:ما هو الأمر الذي كنت ستخبرني به؟
ليقول مسرعاً:ليس شيئاً مهماً دعينا الأن نحتفل بهذا الخبر السار.*
أنت تقرأ
مملكة إيكيليا
Fantasyألتفت "ريان" ليري وجه أخيه المصدوم و قد ظن أنه علي الأقل سيعانقه بعد فراق كل هذه السنوات... ولكن "نور" تحدث ببرود:حسناً..وماذا تريد الأن؟ أجابه "ريان" مذهولاً من بروده:ماذا أريد؟!!.. بحقك أنا أخيك!.. لم أكن أتوقع أن أجد أخي الأمير الصقر يخدم الملك د...