|٢٠|

114 8 18
                                    

وقفت فتاة جميلة الملامح ذات عينان زرقوتان و شعر بني طويل ترتدي فستاناً باللون الأحمر قصير عارياً شيئاً ما يبرز مفاتنها و جمالها الساحر.. ابتسمت برقة نحو الحارسة التي قابلتها في إحدي الردهات و نظرت لها بتفحص و نظرات استغراب:من أنتِ؟
أجابتها الفتاة بأدب و هي تخفض رأسها:لقد طلب الأمير نور مقابلتي الليلة.
ازداد شك الحارسة و هي تسألها:الأمير نور هو من طلبك؟!
ترددت الحارسة كثيراً فهي تشك في أمر الجارية التي تراها لأول مرة الأن في القصر.. لربما طلبها الأمير بالفعل ليفرغ عن نفسه بعدما قضي أياماً صعبة في الأونة الاخيرة.. أومأت الحارسة لها و سمحت لها بالدخول..
أنحنت الجارية أمام "نور" و قد خبأت خصلات شعرها وجهها و هي تخفض رأسها بخجل.. أقترب نحوها "نور" و هو يسألها:من أنتِ؟.. أنا لم أطلب جارية!
دقق "نور" النظر و هو ينظر لوجهها:أشعر أنني قابلتك من قبل.
مد يده ليزيح خصلات شعرها عن وجهها ليراها أوضح ثم تفاجأت عندما وجدته يجذبها بقوة من شعرها:ماذا تفعلين في غرفتي أيتها الع..
قاطعته عندما ضربته بمرفق ذراعها في أنفه بقوة.. تراجع للخلف وهو يتألم بشدة من أنفه لتقول بتحذير:أياك أن تلمسني مجدداً و إلا ستندم.
أقترب منها و هو يقول:سنري من سيندم.
تفادت ضرباته و هي تسرع:سحقاً توقف.. أنا هنا من أجل أخيك.
توقف "نور" متفاجئاً:مالك!.. وما شأنك بأخي؟. وكيف دخلتِ إلي القصر؟!
حاولت تهدئته:سأشرح لك كل الأمور و لكن أهدأ و لا تدع أحد يشك في أمرنا.. أنا مجرد جارية و أنت الأمير نور..و سننتظر لبعض الوقت ثم سنتسلل لخارج القصر.

وضع "سليم" المشروب أمام "نور" ليتناوله منه و هو يشكره ثم نظر لأخيه الذي يجلس في مقابلته:شكراً لأنك لبيت طلبي و جئت من أجلي.
تردد "ريان" قبل أن يرد:في الواقع لم يجلبني لهنا رسالتك فقط..لقد ساءت الأمور كثيراً في المملكة.
هز رأسه متفهماً:أجل.. سمعت بوفاة الملك خليل.. الأن باسل المدلل هو من يحكم كوركين.
تبادل "ريان" النظرات مع "سارة" ليتسائل "نور" بقلق:ما الأمر؟ ماذا تخفي يا أخي؟
هدأه "ريان":لا شئ.. الأهم الأن أن تخبرني بالسبب الذي جعلتني أتي لأجله.
تحولت ملامحه لحزن شديد و هو ينظر أرضاً و يقول بنبرة منكسرة:لقد ماتت الملكة "توليا"..ماتت المرأة التي احتوتني في قصرها في الوقت الذي فقد فيه كل شئ.. عائلتي و أسرتي و موطني.
صمت ثلاثتهم و هم ينظرون له بتأثر ليرفع رأسه و تتحول ملامحه الحزينة لوجه غاضب متشوق للإنتقام:قتلها أمامي و لم استطيع أن احميها من شره.
نظر ل"ريان" و قال بنبرة حازمة:سأقتل هذا الوغد.
تسائل "ريان":و لكن.. مازلت لا أفهم ما شأني؟!
صمت "نور" بإستدراك قبل أن ينهض و هو يقول ببساطة:ظننت أن أمر قتل هذا اللعين و الإنتقام لشعبنا هدفاً مشتركاً بيننا...يبدو أنني أخطئت.
سار نحو الباب و قام بفتحه و ألتفت ليقول:علي أية سأنفذ خطتي في الغد..طابت ليلتك مالك.
غادر المنزل ليركض "ريان" و هو يحاول الإلحاق به:نور.. نور توقف.. سأكون معك..قلت أنك تملك خطة صحيح؟
ابتسم "نور" ابتسامة خبيثة و هو يحرك رأسه له بالإيماء..

مملكة إيكيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن