حاول "مالك" أن يفلت ذراعه من قبضه يد الرجل ولكنه لم يستطيع.. بدأت الدموع تنهمر من عينيه وهو يبتعد شيئاً فشيئاً بينما "ميكال" يقف ساكناً.. ركض "نديم" خلفهما وهو يبكي بقهرة ويترجي الرجل:أرجوك لا تأخذ أخي خذني معه ولكن لا تفرقنا.. أرجوك دع أخي.
يبكي الطفلان معاً بقوة والرجل لا يبالي.. أقترب من شاحنة طويلة و وضع "مالك" بداخلها مع بضع أطفال أخرون.. حمل "ميكال" "نديم" وهو يبتعد به و تحركت الشاحنة و مازال الطفلين يصرخان و يبكيان معاً بقوة.. أنزل "ميكال" "نديم" وهو يقول بحدة:أنصت لي جيداً..أخيك لن يموت..هذا الرجل ثري للغاية و سينعم أخيك معه..إنه محظوظ للغاية فأهتم بنفسك فقط.. حالك الذي يجب أن تحزن له.
نظر له "نديم" و هو غارقاً في دموعه ليمد يده له "ميكال" وهو يقول بلطف:هيا دعني أشتري لك فطوراً بتلك الدنانير ولكن لا تسرق.
اومأ 'نديم" بأدب و تشبث في يد "ميكال" وهو يسير معه بين العامة..جلس "مالك" مكانه في الشاحنة وهو يجفف دموعه بيده فوجد أن كل من بالشاحنة ينظرون له.. جميعهم أطفال تترواح أعمارهم من(5-12) عام وفي حالة يرثي لها.. يتفحصه الجميع بفضول بينما "مالك" شعر بإرتباك شديد وهو يضم ساقيه لصدره ثم يسأله طفلاً:ما أسمك؟
تردد "مالك" كثيراً قبل أن يجيبه: ريان.
ابتسم له الطفل قائلاً:وأنا سليم.. وهذا أخي الصغير آسر.
نظر لهما "مالك" بتفاهم ثم يسأله:أين نحن ذاهبون؟
أجابة "سليم" بطريقة درامية:إلي مملكة الأحلام..مملكة "كوركين".
أدار "مالك" وجهه بحزن وهو يهمس لنفسه:لا يوجد مملكة أحلام سوي "إيكيليا".غربت الشمس و الشاحنة لم تتوقف بعد والهدوء يعم المكان حتي أن بعض الأطفال خلدوا للنوم.. نظر "مالك" للأعلي وهو يراقب القمر فيبدو كامل الليلة.. ظل يراقبه بتأمل وعينيه تمتلئ بالحزن و خيبة الأمل حتي غفلت عينيه في مكانه..
جلس "مالك" علي ساق أمه وهي تداعب خصلات شعره القصيرة شاردة في السماء.. لاحظ "مالك" فسألها بفضول:ما سبب تأملك دوماً للسماء والقمر يا امي؟
ابتسمت والدته بخفة قبل أن تجيبه:نحن الصقور يا بني بالطبع سيكون عشقنا للسماء.
اعتدل "مالك" في جلسته وهو يقول:تعلمين يا أمي؟ كم أريد أن أنضج و يكبر جناحي كي استطيع التحليق و رؤية القمر عن قرب.
قبلت وجنته بحنان وهي تقول:ستفعل يا عزيزي.. ستصبح أقوي صقر شهدته مملكتنا.
ابتهج وجه "مالك" ببراءة قبل أن يقاطعه دخول أحدهم الغرفة.. ألتفتا للملك فنهض كليهما له أحتراماً..أسرع "مالك" بمعانقه أبيه الذي حمله فوراً وقام بتقبيل وجنتيه:أبي الملك.
ابتسم له أبيه بود قائلاً:كيف حالك اليوم يا صقري الصغير؟
اجابه "مالك" بتفاخر:أحضر كل دروسي و قد تحسنت في الحساب و الرماية.
ابتسم له والده برضا قبل أن يدير وجهه لزوجته ويبادر:انظري إلي وجهه الحسن.. يشبهني كثيراً أليس كذلك؟
أجابته "كاساندرا" بثقة:بلا.. إنه يشبهني تماماً.. أنظر لأنفه الصغير.
ليردف الملك بإصرار:بلا بلا.. عينيه البنيتان تشبهني.. إنه وسيم مثل أبيه تماماً.
تنهدت "كاساندرا" بنفاذ صبر وهي تقول:حسناً حسناً..هيا مالك لتذهب لفراشك.
انزله والده و ودعه لتسير "كاساندرا" ب"مالك" لخارج الغرفة ثم تميل نحوه وهي تهمس:إنك تشبهني أنا.. دعك منه.
ضحك "مالك" كثيراً متشبثاً في يد أمه الناعمة وهو يسير معها في الردهة الطويلة..
أنت تقرأ
مملكة إيكيليا
Fantasyألتفت "ريان" ليري وجه أخيه المصدوم و قد ظن أنه علي الأقل سيعانقه بعد فراق كل هذه السنوات... ولكن "نور" تحدث ببرود:حسناً..وماذا تريد الأن؟ أجابه "ريان" مذهولاً من بروده:ماذا أريد؟!!.. بحقك أنا أخيك!.. لم أكن أتوقع أن أجد أخي الأمير الصقر يخدم الملك د...