قرأ "سليم" الرسالة وسرعان ما تغيرت ملامح وجهه لذهول و صدمة قائلاً:سحقاً !!..لا يجب أن تقرأ سارة هذه الرسالة.. لابد أن أعطي خبر ل"مالك"!
في مساء اليوم التالي وقف "مالك" بداخل خيمته ممسكاً بالرسالة يقوم بقرأتها بوجه مصدوم غاضب.. بينما "سليم" تحدث:يبدو أن باسل فقد عقله بسبب المدة التي ظل مسجوناً فيها..ليست من خصاله الجرأة ليعترف بنفسه عن حقيقة قتله لأبيه لسمو الأميرة لين.
ضغط بقبضة يده علي الورقة لتنكمش في كفه و هو يقول من بين أسنانه غاضباً:ذلك الوغد اللعين يريد أن يفسد كل شيء.. لن تكون ردة فعل سارة جيدة إذا علمت بكوني أخفيت عنها هذه الحقيقة.
حرك رأسه متفقاً:أجل.. إذاً ما الحل الأن؟
سار "مالك" ذهاباً و إياباً متوتراً و هو يفكر قبل أن يلتفت فجأة و هو يقول:أنصت لي..سترسل رسالة للأميرة لين ترسل لها تعازينا الخالصة و كأننا لم ندري بالأمر و سنخفي هذه الرسالة حتي تنتهي المعركة وقتها سأخبر سارة بالأمر.. رغم أنني مازلت لا أريدها أن تتعذب بسماع هذه الحقيقة.
أومأ "سليم":حسناً يا مولاي.
أنهي جملته لتقتحم "سارة" الخيمة فجأة و هي تنادي:سمو الملك.
توقفت مكانها متعجبة و هي تنظر لهما بشك بعدما رأت كم أرتبك كلاً منهما و أخذ "مالك" يخفي شيئاً خلفه.. ألقي "مالك" الورقة أرضاً خلفه مسرعاً و هو يرد:ما الأمر سارة؟
سألتهما "سارة" بنظرات الشك:ماذا يجري؟
رد "سليم" بإبتسامة مصطنعة:لا شئ..ما الأمر يا سمو الأميرة؟
ردت "سارة" متجاهلة الأمر:أحد القادة يود استشارة جلالتك في بعض الأمور.
رد "مالك":حسناً دعيه يدخل.
أنحني "سليم" ليغادر الخيمة بعدما دخل ذلك القائد مع "سارة" و ظل ثلاثتهم يتبادلون النقاشات بشأن بعض الأمور العسكرية للجيش..
في نفس الوقيت كان الجنود قد خلدوا للنوم إستعداداً لصباح الغد ليكملوا مسيرتهم فعم المكان الهدوء و الظلام الدامس.. أراح "نور" ظهره علي فراشه و هو ينظر للأعلي بشرود يفكر عقله كثيراً في كل ما يدور حوله مدققاً في التفاصيل.. تبسم وجهه بتلقائية عندنا تذكر ابتسامتها و هي تتأمل وجهه ثم تقول:هذه الندبة في وجهك تزيدك إثارة جلالة الملك.
ظل وجهه مبتسماً لعدة ثواني قبل أن يستدرك الأمر فيخفي ابتسامته متعجباً من حاله.. أغمض عينيه و حرك رأسه ليبعد هذا التفكير عن رأسه قبل أن يسمع صوت أنين مكتوم.. خفتت أنفاسه و هو يدقق السمع فتأكد من أن أحدهم يستنجد.. انتفض من فوق فراشه و وضع عبئته الملكية و حمل سيفه و هو يغادر الخيمة..وقف مكانه و هو يحدد تجاه الصوت ليركض بكل سرعته نحو أحدي الخيام ليستنتج أن الصوت يأتي من داخل خيمة "ياسمينا"..
و بينما الجندي يكتم بيده فمها كانت يده الأخري تحاول أن تخلع لها ملابسها و لكنها كانت تمنعه و هي تحاول ركله و ابعاده بيدها المقيدة بالسلاسل الحديدية..وجد الجندي أحدهم يجذبه من ملابسه بقوة فألتفت له و بالكاد رأي وجه الملك "نور" ليتلقي لكمة قوية في وجهه جعلته يشعر و كأن عظام وجهه قد تهشم.. نادي "نور" الحراس بصوته الغاضب ليدافع الجندي عن نفسه بتلعثم:ما.. ما الأمر.. هي من طلبت مني ذلك!
نظر "نور" لوجه "ياسمينا" المصدوم ثم أدار وجهه للجندي الذي امتلأ وجهه بالخدوش التي تنزف منها الدماء أثر مقاومتها له بأضافر يدها ليسرع الجندي:إنها.. إنها عاهرة و جاسوسة.. جسدها يحل للجميع.
جذبه "نور" من ملابسه و هو ينظر لعينيه بنظرة حارقة و يقول من بين اسنانه بغضب عارم:من الذي أعطاك إذناً بذلك!!
ارتجف جسد الجندي و هو ينظر للملك بعينان متسعتان برعب.. دخل الحراس الخيمة و انحنوا للملك بأدب قبل أن يدفع "نور" الجندي بقوة ليسقط و يأمر الحراس:خذوا هذا الجندي و أقطعوا يده كي يكون درساً له و لغيره من الجنود.
صرخ الجندي و هو يستنجد و يترجي الملك بأن يعفو عنه بينما الحرا جذبوه لخارج للخيمة لينفذوا أمر الملك..وضعوا كفه الأيمن علي قطعة خشبية دائرية و سحب أحد الحراس سيفه ليوقفه الملك:بلي.. أقطع يده اليسري أحتاج ليده اليمني ليقاتل بها.
ليسرع الجندي بين بكاءه و هو يتوسل للملك بأن يعفو عنه و لكن الحراس نفذوا أوامر الملك.. قُطعت يده اليسري ليصرخ الجندي صرخه عالية استطاعت أن تسمعها الأميرة بداخل خيمتها لتشهق و ينتفض جسدها بفزع و هي ترتجف خوفاً..ثواني قليلة و وجدت أمرأتان تدخلان الغرفة أحدهما ترتدي زي الأطباء و الأخري ترتدي زي الجنديات.. نظرت لهما بخوف و هي تبتعد عنهما ليتحدث صوت خشن من خلفهما:أهدأي يا أميرة..ستفك قيودك لتفحصك الطبيبة.
نظرت "ياسمينا" ل"نور" و أومأت بإستسلام و هي تمد يدها أمامها لتفك الجندية قيودها و تفحصها الطبيبة ثم تنظر للملك الذي وقف أمام الخيمة يراقب عملها بصمت ليطمئن علي الأميرة:لا تقلق يا سمو الملك الأميرة بخير.
أومأ لها الملك بتفاهم قبل أن ينادي الجندية و يحرك رأسه لها بأن تخرج فأسرعت لتلحق به خارج الخيمة.. أمرها "نور":وفري لها مياه لتستحم و اجلبي لها ملابس نظيفة و طعاماً.
أومأت براسها الجندية بأدب و انصرفت لتتفذ أمر الملك.. استحمت الأميرة و ارتدت زي الجنود النظيف و صففت الجندية لها شعرها.. دخل "نور" الخيمة و هو يحمل صحناً ثم أقترب ليضعه أمام "ياسمينا" التي جلست أرضاً تضم فخذيها لصدرها و تدفن بينهم رأسها فلم يظهر منها سوي عينيها التي رفعتها ل"نور"..حركت رأسها بالرفض و هي تبتعد عن الصحن و تتشبث في ملابسها بإنكماش و يرتجف جسدها ارتجافه خفيفة و نظرتها تمتلئ بالرعب و الفزع.. تحدث "نور":هذا الطعام سيشعرك بالدفئ.. أنتِ لم تأكلي شيئاً منذ أيام.
نظرت له "ياسمينا" بتردد ثم أدارت وجهها ليمد يده بالصحن لها و هو يقول بنبرة هادئة:من فضلك ياسمينا تناوليه.
ترددت "ياسمينا" قبل أن تمد يدها و تتناول الصحن من يده.. ابتسم لها "نور" ابتسامة مطمئنة لتتناول الطعام بيدها التي ترتجف..جلس علي مقعد خشبي في مقابلتها و هو يراقبها بصمت بينما هي كانت ترفع رأسها له بين الحين و الأخر.. أنهت الصحن فوضعته جانباً و بادرت بصوت خافت:شكراً لك نور.
حرك رأسه متفاهماً قبل أن تتفاجأ عندما وجدته يقترب نحوها و هو يحمل أصفاد حديدية.. جلس القرفصاء أمامها و قيد يديها بينما هي كانت تنظر له بلوم شديد..نهض ليقول و هو يتفادي النظر لعينيها:أعتذر لكِ عن ما حدث الليلة و أعدك أنه لن يتكرر..طابت ليلتك ياسمينا.
انهي جملته بوجهه المتأثر لأنه يفعل ذلك رغماً عنه و متضايقاً لأجل ما حدث لها الليلة لذا انصرف مسرعاً من أمامها بينها هي نظرت ليديها المقيدتان بقلة حيلة..
أنت تقرأ
مملكة إيكيليا
Fantasyألتفت "ريان" ليري وجه أخيه المصدوم و قد ظن أنه علي الأقل سيعانقه بعد فراق كل هذه السنوات... ولكن "نور" تحدث ببرود:حسناً..وماذا تريد الأن؟ أجابه "ريان" مذهولاً من بروده:ماذا أريد؟!!.. بحقك أنا أخيك!.. لم أكن أتوقع أن أجد أخي الأمير الصقر يخدم الملك د...