جذب "ريان" الطفل بعيداً عن البائع و جلس قرفصاء أمامه و هو يحدثه بلطف:أين أبويك يا عزيزي؟
أجابه الطفل و هو يمضغ الخبز:لقد ماتت أمي و تخلي عني أبي.
ليسأله "ريان" مجدداً:ما أسمك؟
أجابه الطفل:أسمي مالك.
صمت "ريان" بوجه حزين و شرد لثواني قبل أن يضيق الطفل عينيه بتركيز:ولكن من أنت؟.. أنت تشبه الحارس الأحمر كثيراً.
اندهش "ريان" قائلاً:هل تعرفه حقاً؟
أومأ الطفل و هو يمضغ طعامه:لقد كنت حاضراً في الحفل الأخير وشاهدت مبارزاته.. أتمني أن أصبح قوياً مثله ذات يوم.
أتسعت ابتسامته له و هو يقول:ستصبح أفضل منه يا عزيزي.
داعب خصلات شعره الطويلة ثم نهض ليرحل بعيداً عنه ليقابل الملك و هو يغادر متجر الأقمشة مع صديقه.. أشار الملك بيده ل"ريان" و هو يحدث صديقه:ها هو يا "أكين".
وجد "ريان" صديق الملك يمد يده له فصافحه "ريان" بإبتسامة خفيفة:كنت متحمساً كثيراً لرؤية ذلك الشاب الذي أنقذ جلالة الملك عدة مرات و هزم الأمير في مبارزة أمام العامة.
رد "ريان" علي "أكين" بأدب:أنا فقط أفعل ما بوسعي يا سيدي.
ابتسم له "أكين" و هو يتفحصه بعينيه قبل أن يبادر الملك:هيا نسير قليلاً.
سار الملك و "أكين" و يليهما "ريان" ليسأل "أكين":كم عمرك ريان؟
أجابه "ريان":ثلاثة و عشرون عاماً سيدي.
ابتسم "أكين" و هو يقول بثقة عارمة:عندما كنتُ في عمرك كنتُ في جيش الملك "برهوم"..كنت من ضمن الجنود الذين نفذوا مذبحة "إيكيليا".
تغيرت تعابير وجه "ريان" و هو ينظر للرجل مصدوماً ليردف "أكين":لم أكن أعرف خليل وقتها حتي هربت لجيش "كوركين".
ليبادر الملك متذكراً:نعم.. لقد تعرفنا علي بعض بطريقة غريبة للغاية.
ضحكا معاً و هما يتبادلان الحديث و الضحكات بشأن ذكرياتهما معاً بينما "ريان" كان صامتاً شارداً بأعين يملئها الغضب و المقت و رغبة الإتتقام..
قاطع شرود "ريان" صوت "أكين" و هو يحدث أحدهم بتعالي:أخبرتك أن تبتعدي عن طريقي و إلا..
قاطعه الملك و هو يوجه حديثه للفتاة:حسناً حسناً أقتربي.. ولكن إذا اخطئتي ستندمين.
أومأت متفاهمة بإبتسامة واثقة و هي تتناول يده بين كفيها و تتحسها.. أغمضت عينيها و كتمت أنفاسها لثواني ثم أبتعدت و هي تشهق بصدمة و سرعان ما ركعت أمام "خليل":جلالة الملك.. أعذرني لم أك..
تبادل "خليل" نظرات الدهشة مع صديقه قبل أن يقاطعها "أكين":كيف علمتي أنه الملك؟.. سحقاً إنها ساحرة.
دافعت عن نفسها و هي تنظر أرضاً بإحترام:أقسم أنني لستُ من النوع الشرير.. يمكنني أن أقرأ ماضيك و مستقبلك و لا أتدخل في أي..
هدأها "خليل" عندما وجد الفتاة ترتجف بهلع:أهدأي أيتها الفتاة.. هيا أكملي عملك لنري ماذا يكتب لي المستقبل.
أقتربت الفتاة بتردد ثم تناولت يده مجدداً و أغمضت عينيها بتركيز لعدة ثواني طويلة.. أخذ ثلاثتهم يتبادلون النظرات بعدم فهم قبل أن تبتعد و هي تلتقط أنفاسها بصعوبة:مولاي.. رجاءاً أحترس..وخاصة من أقربهم لك.
نظر لها "خليل" بذهول و هو يسأل:من؟.. من الذي سيتجرأ علي أذيتي؟
أجابته بتردد:لم أستطيع المعرفة يا جلالة الملك.. ولكن يبدو لي شخصاً مهماً بالنسبة لجلالتك.
ساد الصمت لثواني قبل أن يشقه ضحكات قوية من "أكين":يبدو أن سحرها لا يعمل جيداً و أصبحت تهذي.
دافعت الفتاة عن نفسها:ليس هذيان.. بل هي الحقيقة.. و للإسف سيواجهها يوماً..يمكنني أن أري كفك و ستتأكد من حديثي.
رفض "أكين" بتعالي:بالطبع لن أسمح لكِ.. ستقولين بعض الترهات بشأن مستقبلي أيضاً.
بادر الملك بنبرة هادئة:هيا أكين.. يبدو أنك تخفي شيئاً.
أسرع "أكين":بالطبع لا.. حسناً أريني.
مد يده لها بنفاذ صبر لتحمل كفه الكبير و تتحسسه لعدة ثواني وتنطق:ماضيك لم يكن جيداً.. يمتلئ بسفك الدماء و الحروب والصراعات ولكن مستقبلك..
ابتسم بحماس و هو يسألها:سيكون لي شأن رفيع أليس كذ..
قاطعته عندما أفتحت عينيها بهدوء و هي تقول:سيكون أسوأ.. نهايتك ستكون علي يد صقر.
عقد حاجبيه و هو يبعد يدها عنه بعنف و يرمقها بنظرات اشمئزاز:صقر؟.. أين هؤلاء الصقور بحق السماء؟.. لقد انتهي عصرهم أيتها الساحرة.. لقد قاتلتهم بسيفي و رقصت فوق جثثهم..و الأن تريدين أقناعي بأن موتي سيكون علي يد صقر؟!..أغربي عن وجهي أيتها الحمقاء الغبية.
وجدتها الفتاة ثالثهم يمد يده لها بسرة من العملات كأجرها ثم ابتسم لها و هو يشير لها بالرحيل فتناولت السرة و رحلت فوراً.. أكمل الملك طريقه مع صديقه الذي لم يتوقف عن سب تلك الساحرة و لعن كل من يقابله ليبادر الملك:ما رأيك أن نذهب لمنزلك و نشرب شيئاً دافئاً لتهدأ قليلاً؟
رحب "أكين" به مسرعاً:بالطبع بالطبع.. منزلي ليس بعيداً عن السوق أنت تتذكره بالتأكيد.
سار "أكين" مع الملك لخارج للسوق بينما سار خلفهما "ريان" و علي وجهه ابتسامة عريضة مرعبة..
أنت تقرأ
مملكة إيكيليا
Fantasyألتفت "ريان" ليري وجه أخيه المصدوم و قد ظن أنه علي الأقل سيعانقه بعد فراق كل هذه السنوات... ولكن "نور" تحدث ببرود:حسناً..وماذا تريد الأن؟ أجابه "ريان" مذهولاً من بروده:ماذا أريد؟!!.. بحقك أنا أخيك!.. لم أكن أتوقع أن أجد أخي الأمير الصقر يخدم الملك د...