|٨|

112 7 6
                                    

وضع "دنكان" ذراعيه أمام وجهه ليحميه من الأحجار التي يقوم العامة بقذفه بها و هو يسير في طريق ضيق بعدما خرج من القصر.. سار حتي نهاية الطريق و هو يحتمي بين حراسه من أهل المملكة الذي أخذوا يسبوه و يقذفوه بالحجارة و القاذورات.. ركب بداخل عربة صغيرة مغطاة و ركب معه الأمير لتتحرك العربة فوراً:هل فقدت عقلك أيها الاحمق الغبي؟.. كيف لك أن تتخلي عن قلعتين من قلاعي بهذه السهولة!
هدأه "نور":كان يجب أن أستعيدك بأي شكل.. ثم أنه لم يحصل علي مفاتيح القلاع بعد.
أنفعل "دنكان" أكثر قائلة:سيرسل جيشه و يأخذ القلعتين و لن يستطيع أحد أن يوقف "خليل" بعد اليوم.
ابتسم "نور" ابتسامة خبيثة:أنا سأتصدي له.. دعني أتكفل بالأمر.

خرج "ريان" من غرفة الملك و قام بغلق الباب ليقابل "سارة" أمام الباب فأوقفها:أنتظري لا يمكنك الدخول.. الحكيمة تفحص إصابة الملك ثم سيرتاح لبعض الوقت.
تنهدت و هي تلتفت لترحل فلحق بها:سارة.. أود اخبارك بأن ما قولتيه اليوم في المجلس عن الصقور.. كان مؤثراً جداً.. لم أتوقع أن يكون أنتمائك لغير "كوركين".
نظرت له و هي تسير بجواره:هل تعلم أنني لم أكن من أهل "كوركين"؟..لقد ولدتُ في "إيوانا" ثم رحلت عنها في السابعة من عمري لمملكة "نيسا"..ومن ثم تم شرائي و بيعي في سوق العبيد لمملكة "كوركين"..أنظر لمن أنتمائي الأن!.. سيكون أنتمائي دوماً للأعدل و الأحق.
نظر لها بطرف عينيه و هو يقول ساخراً:لم أظن أنكِ تمتلكين مبادئ.
نظرت له بعتاب و هي تقول:ألسنا في هدنة؟
ضحك "ريان" بخفة عندما تذكر لتبادر "سارة":بالمناسبة..ماذا كنت تقصد بالأمس بقولك أنني لست قبيحة؟
أجابها "ريان" ببرود:أقصد أنكِ لستِ قبيحة بشكل منفر ..أنتِ لستِ جميلة أيضاً ولكن لستِ قبيحة.
أستطاع "ريان" استفزازها مجدداً لتنظر له بإشمئزاز:أبله.
كتم "ريان" ضحكاته و هو يرد:حمقاء متكبرة.
صمتا لثواني وهما يضحكان قبل أن يسألها:كدت أنسي أن أسالك.. ما هو أكثر شئ تحبه الأميرة برأيك؟
صمتت "سارة" و هي تفكر:أظن الكتب...ولكن لماذا تسأل؟
كاد أن يجيبها "ريان" و لكن قابلا في نهاية الردهة الأمير "باسل" فأنحني كلاً منهما له ليسأل:هل الملك في غرفته؟
أجابته "سارة":نعم أيها الأمير.
ليبادر الأمير و هو يتفحص "سارة" بعينيه:تبدين جميلة اليوم "سارة" كعادتك.
ارتبك "ريان" و أسرع:عن أذنك يا جلالة الأمير.
ثم أنحني له و رحل لتتحدث "سارة" بخجل و إرتباك:شكراً لك يا سمو الأمير..سأذهب الأن لأن لدي عمل هام.
ثم انحنت و أنصرفت من أمامه فوراً ليقف "باسل" مكانه و هو يتأملها حتي ابتعدت عن الردهة..

طرق "ريان" باب الغرفة فسمع صوت أنوثي رقيق من الداخل يسمح له بالدخول.. دخل "ريان" الغرفة و تفحصها بعينيه سريعاً و هو يبحث عنها ليجدها جالسة في شرفتها تنظر إلي السماء بشرود.. لم تلتفت للطارق ليبادر "ريان" بصوته الخشن:سمو الأميرة "لين"..لقد طلب مني الملك أن أكون في خدمتك و أعتني ب..
قاطعته "لين" بحدة و لم تلتفت له بعد:لا أريد أن يعتني بي أحد و لستُ بحاجة لأي شخص.
تردد "ريان" قبل أن يبادر:لقد.. لقد جلبت لسموك هدية بسيطة.. أتمني أن تقبليها.
لم تبادر بأي ردة فعل فأقترب "ريان" خطوات لداخل الشرفة ثم وضع الكتاب بجوارها علي الطاولة.. ألتفت ليرحل بيأس و ضيق فأوقفته:أنتظر.. من الذي أخبرك بحبي للقراءة؟
أستدار "ريان" ليري وجهها لأول مرة.. كانت تملك عينان خضروتان و شعر أشقر حريري و بشرة ناصعة البياض.. وجهها ملائكي و طفولي فهي لم تتخطي السابعة عشر بعد..أجابها "ريان":سارة من أخبرتني.
أمسكت الكتاب بيدها و قرأت عنوانه:و هل هي التي أخبرتك بحبي لهذا الكاتب أيضاً؟
ابتسم بلطف و هو يقول:بلا.. لقد قمت بتخمين ذلك.. عندما كنت في عمرك كان هذا الكاتب المفضل لي أيضاً.
ابتهج وجهها و هي تسأله بحماس:هل أنت أيضاً تحب القراءة؟
أجابها "ريان" بإبتسامته اللطيفة:كثيراً يا سمو الأميرة.
قالت و هي تدير وجهها:اخيراً و جدت شخصاً يفضل القراءة لا القتال.
ضحك "ريان" بخفة ثم قال:أفضل كليهما يا سمو الأميرة..كلاً منهما مهم لإستمرار الحياة.
أدارت وجهها له و هي تقول:يمكن للحياة أن تستمر بدون قتال ولكن صعب أن تستمر بدون قراءة و علم.
ليبادر "ريان":لقد أنتهت حياة الصقور منذ سبعة عشر عاماً لأنهم لم يتجهزوا جيداً للقتال.
هزت رأسها متفقة:أجل.. أنت محق.
ثم أبتسمت وهي تغير الموضوع:لم تعرفني بنفسك بعد.
اتسعت ابتسامته لها و هو يقول:أسمي ريان يا سمو الملكة.. الحارس الشخصي للم..
قاطعته و هي تسرع:أنت الجندي الذي أنقذ حياة أبي؟
اومأ برأسه لتبتسم و هي تمسك بالكتاب:يبدو أنك ستكون صديقي الجديد.

مملكة إيكيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن