|٢١|

113 7 15
                                    

سمع صوت "دنكان" و صراخه بإستنجاد ليلتفت و يأخذ رمحاً كان يحمله أحد الحراس ثم يصوبه لرأس "دنكان" لينهي عذابه سريعاً بعدما ترجاه ذاكراً إسم الملكة.. سكن جسد "دنكان" و اشتعلت النيران في كل جزء في جسده حتي أخفته تماماً..ألتفت "نور" نحو حاشيه الملك و معاونيه و وزرائه الذين شاركوا في هذا الإنقلاب ليقول بصوت حاد صارم:لقد عزلني دنكان من منصب النائب و وريث العرش.. و لكن إذا كان من بينكم شخصاً أحق مني بالحكم فليتقدم.
ساد الصمت طويلاً و هم يتبادلون النظرات بتردد قبل أن يركع كلاً منهم واحداً تلو الأخر أمام "نور" و "مالك".. تبادلا النظرات معاً و كلاً منهما رافعاً رأسه بشموخ و ثقة..

وقف "نور" صامتاً هادئاً في شرفة غرفة الملك و هو يستمع لنقاشات الجميع من خلفه.. بادر أحد معاوني الملك السابقين:يجب أن نبقي الأمر سراً لبعض الوقت حتي نتدبر أمر الملك برهوم.
رد "مالك":لا أعتقد أن هذا ضرورياً..لقد أنتهت التحالفات بين "دنكان" و "برهوم" بمجرد أن قتل الملكة "توليا".
أكدت "سارة" حديثه:أجل.. الجميع يعلم أن التحالف كان بسبب زواج "برهوم" من أخت الملكة "توليا"..و الأن "دنكان" ليس علي قيد الحياة لتنتقم منه أختها.
نظر "مالك" نحو أخيه الذي لا يبدي أي اهتمام لنقاشهم:نديم.. ما رأيك؟
تحدث "نور" بدون أن يلتفت لهم:سأفكر في الأمر .. بالمناسبة.. أريد أن احتفظ بإسم نور .. لا أحد يناديني ب"نديم".
تبادلوا النظرات بتعجب قبل أن يرد "مالك":كما تحب يا سمو الملك.
استأذن اعضاء المجلس بالخروج فسمح لهم "مالك" ثم أقترب من أخيه الذي كان يحمل العديد من المشاعر المختلطة بقلب مفطور بعد موت الملكة و رغبته الشديدة في الإنتقام من كل أعداءه.. شعر بيد "مالك" علي كتفه و هو يقول:أعلم أن ما حدث اليوم لم يكن هيناً..و لكن الأمور ستمضي علي خير قريباً مادمنا معاً.
ابتسم له "نور" ابتسامة خفيفة قبل أن يقول:بالطبع يا أخي.
بادله الابتسام و هو يقول:سأتركك لتحظي بقسط من النوم الأن فهناك أمور عديدة يجب أن نناقشها في الغد.

سار "مالك" في الردهة و تسير علي يساره "سارة" كلاً منهما يرتدي ملابس رسمية نظيفة متجهان نحو غرفة أجتماعات الملك.. دخل "مالك" الغرفة لتقع عينيه علي أخيه الذي يجلس علي كرسي الملك مرتدي ملابسه الملكية الأنيقة و يزين رأسه ذلك التاج الملكي.. لم يستطيع أن يخفي إبتسامته إعجاباً و أفتخاراً بأخيه الأصغر ليلاحظ "نور" و يبادله الإبتسام ثم يشير بيده له أن يجلس بجواره.. جلست "سارة" بجوار "مالك" علي الجهة الأخري لتقع عينيها علي "ديانا" التي وقفت خلف مقعد "نور" و رمقتها بنظرات تفحص و إستخفاف.. أنغلق الباب عندما أجتمع كل أعضاء المجلس و معاوني الملك.. بادر "نور" بالحديث:لقد أتخذت قراري.. سنرسل الأخبار في جميع أرجاء المملكة بأن الملك دنكان مات حزناً علي فراق زوجته الملكة و سلم العرش من بعده للأمير نور .. حتي تصل الأخبار للملك "برهوم" علي نحو طبيعي و لن يشك في شئ.
وافقه "مالك" الرأي:جيد.. يجب أن نحرص أيضاً علي ألا يعرف شخصاً خارج هذه الغرفة بهويتنا.
بادر أحد الأعضاء:يبدو أن جلالتك لديك خطة جديدة.
حرك "نور" رأسه بالنفي ثم أشار ل"مالك":حالياً لا.. و لكن الأمير "مالك" لديه خطة.
نظروا جميعاً بإهتمام نحو "مالك" الذي تردد قبل أن يقول:أعلم ما سأقوله لن يتفق عليه البعض و ستكون مجازفة و لكننا سنفوز بها.
تنفس بعمق قبل أن يردف:إن الملك خليل أوصي لي بالحكم قبل وفاته و الورقة التي تثبت ما أقول أحرقها باسل.. لذا فليس أمامي أختياراً سوي أن أقود حرباً من أجل أستعاده حقي.
ضرب أحد الأعضاء بيده علي الطاولة و هو يقول بإنفعال:هل تريد منا أن نقود حرباً مجدداً أمام كوركين؟.. إنه لم يمر عاماً واحداً علي الهزيمة الأخيرة!
لتبادر "سارة":و هذا الأمير المدلل لن يتنازل عن الحكم ل"مالك" بسهولة..كما أنه ملكاً فاشلاً لن يصمد أمام جيش "نيسا".
ليتحدث نفس الشخص:في حربنا الأخيرة مع "كوركين" كنا نستخف أيضاً بالملك "خليل" و جيشه ثم سحقنا في ميدان المعركة.
ليرد "مالك":و لكن "باسل" يختلف كل الأختلاف عن أبيه.. إنه لا يفقه شيئاً في السياسة و المعارك و الحروب.
ساد الصمت لثواني و هم يفكرون بتردد ليتحدث "مالك" لأخيه:ثق بي نور..هذه الحرب ستكون لصالحنا و سنضم "كوركين" لنا.. إن لم تساعدني سأجد طريقة و أستعيد ما هو ملكي و لن أتنازل عن حقي..سواء حقي في حكم "كوركين" أو "إيكيليا".
نظر "نور" لوجه أخيه و هو يتحدث بجدية و إصرار شديد ثم هدأه:لن أتخلي عنك مالك..و لكن يجب أن ندرس الأمر جيداً أولاً..أعني أن الجيش لم يتعافي بعد من خسائر المعركة الأخيرة.
تحدث "مالك":ليأخذ الجيش وقته في التدريبات و التجهيزات حتي لو تطلب الأمر لشهور.. كما أن سارة خدمت في الجيش لأكثر من ستة أعوام و أصبحت القائدة الأعلي للجيش.. بالطبع ستفيدنا كثيراً و تخبرنا بنقاط ضعف جيشهم..أليس كذلك سارة؟
أسرعت بالإيماء:بالتأكيد ستكون من دواعي سروري أن أقدم المساعدة.
نظر "مالك" نحو "نور" الذي طال صمته و هو يفكر ليقول بإصرار:أخبرتك إن لم تساعدني سأرحل عن قصرك و أشق طريقي بعيداً عنك و في النهاية سأستعيد ما هو لي.
ابتسم "نور" و هو يقول بنبرته الهادئة الواثقة:لن أسمح بأن نفترق مجدداً..سأحارب معك و من أجلك و سأعيد لك "كوركين" يا أخي العزيز.
اتسعت ابتسامة "مالك" لأخيه بسعادة كبيرة.. بينما بعض الأعضاء تبادلوا النظرات بعدم رضا..

مملكة إيكيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن