|٩|

118 7 5
                                    

وافق "ريان" رغماً عنه و نزل الدرج الحجري ليسمع "باسل" يبادر من خلفه بسخرية:أحرص علي ألا تُقطع رأسك أيها الحارس.
ألتفت له "ريان" و أومأ براسه بنفاذ صبر من أفعاله المستفزة.. رفض الجندي الأول مبارزة "ريان" لأنه يعلم نتيجة المبارزة من البداية.. و رفض الثاني أيضاً لأن صديقه نصحه بألا يقبل.. سألت "لين":لماذا يرفض الجميع مبارزته؟
أجابتها "سارة":ربما يخشون منافسته.
سخر "باسل" و هو يضحك:بالطبع لا.
بدأت ييأس "ريان" و هو يقف بمفرده في الساحة في أنتظار أن يتقدم أي جندي له.. حتي وجد أخيراً جندي طويل القامة ضخم الهيئة سمين قليلاً ذو وجه أسود حاد.. أقترب من "ريان" و هو يقول بصوت غليظ و يرمق "ريان" بنظرات حادة:لماذا يهرب الجنود كالجرذان منك هكذا!
استفزه "ريان" و هو يبتسم بثقة:أقترب لتعرف بنفسك.
تفاجأ ريان عندما وجد الجندي يلوح نحوه بالسيف ولم ينتظر حتي إشارة الجندي ولكنه تراجع سريعاً ليتفاداها.. أخذ يصد هجماته القوية المتتالية عدة مرات و هو يتراجع للخلف في كل مرة.. كان الشاب سريع و هجماته غير متوقعة و لكن "ريان" يمتلك ما يكفي من السرعة و المرونة.. بادر "باسل" ساخراً:أرأيتم؟.. إنه سهل المنال.
ركله "ريان" بضربة قوية ليتراجع الجندي خطوتين ثم رفع سيفه للأعلي فضرب "ريان" بسيفه و دفعه مجدداً..أقترب مسرعاً و هو يصوب له عدة هجمات سريعة و يقوم بصدها الجندي في كل مره حتي ضرب "ريان" بسيفه بكل قوته فأسقط الجندي سيفه.. أنحني بسرعة ليحمله و لكنه وجد طرف سيف "ريان" موجه له.. نظر له الجندي بتوعد شديد و هو يتشايط غضباً..صفقت "لين" كثيراً ل"ريان" مثلما فعلت "سارة"..نهض "باسل" و هو يأمر حراسه:أحضروا لي رمحي.
سأله الملك:هل ستبارزه بالرمح؟
اجابه "باسل" و هو يحمل الرمح من الحارس:أجل.
نزل الدرج ليوقفه الملك:أسمع باسل.. إياك أن تقتله.
ليرد "باسل" بنبرته الباردة:سأفعل إذا اضطريت لذلك.
ابتسم "ريان" بثقة و هو يسمع صوت الهتاف بإسمه من الجماهير ثم صافح الجندي بشهامة و أتجه ليصعد الدرج و لكن أوقفه صوت "باسل":أحضروا للحارس رمحاً.
ألتفت له "ريان" ثم أقترب و هو يقول:سمو الأمير.. أنصحك أن تعيد التفكير في ذلك الأمر.
نظر له "باسل" بتحدي و هو يبتسم ببرود قبل أن يعيد "ريان" سيفه مكانه و يأخذ الرمح.. تبادلا نظرات المقت و الكره لثلاث ثواني حتي انتهي الجندي من العد التنازلي ليكون الهجوم الأول ل"ريان".. صد الأمير الضربة الأولي ثم الثانية و الثالثة و هو يتراجع.. قفز "ريان" بطريقة أستعراضية في الهواء و هو يركل الأمير.. أتسعت عيناي الأمير غضباً فقام بمهاجمته عدة مرات متتالية..
تهتز قدم "سليم" بتوتر شديد و هو يراقب المبارزة من اعلي المدرجات و هو يجلس بجوار الجنود.. بادر لزميله:أراهن أن ريان سيهزم الأمير الأن.
ليقول زميله:يستحيل أن يحدث ذلك.. أنت لم تحضر مبارزات الأمير بالرمح من قبل..إنه بارع جداً في إستخدامه.
سخر "سليم" منه و هو يشير بيده ل"ريان":أنظر من هو البارع بحقك يا رجل!
ليرد زميلهم الثالث:حتي لو كان بمقدور ريان الفوز لن يفعل لأن ذلك سيقلل من الأمير.
ليدافع "سليم" عن صديقه:وما شأن ريان؟.. هو من طلب مبارزته في البداية.
تدخل جندي يجلس امامهم:اللعنة علي باسل المتكبر الأحمق.. هيا ريان.
نهض و هو ينادي بإسمه ففعل بعض الجنود مثله..
تلقي "ريان" ركلة قوية من الأمير في وجهه فأختل توازنه و سقط.. أسرع بالوقوف وهو يتمسك برمحه بينما "باسل" ابتسم ببرود و هو يستفز "ريان":هيا أقترب و نل مني.
رد عليه "ريان" بغيظ:سأفعل.
و سرعان ما هاجمه بالرمح هجمات قوية سريعة و لم يستطيع الأمير فعل شئ سوي أن يحاول صد هجماته.. بدأ يرتبك بشدة و هو يتراجع..قفز "ريان" و هو يركله بقوة ثم وجه الرمح نحوه و لكن الأمير مصر علي الفوز..ولكن إصرار "ريان" أشد.. ضرب بكل قوته بالرمح لينكسر رمح الأمير ثم قفزت قدماي "ريان" في الهواء بمنتهي المرونة و يسدد ركله قوية من قدمه في صدر الأمير ليسقط بقوة أرضاً.. أشار بطرف الرمح نحو عنق الأمير و هو يبتسم بإنتصار:لم تستمع لنصيحتي يا سمو الأمير.
ضغط الأمير علي أسنانه و هو يصيح بغيظ شديد:كيف تتجرأ علي ذلك!!
ابتعد "ريان" عن الأمير و هو يبتسم له ببرود و بينما الجماهير يهتفون بإسمه وسط تصفيق حار..
بادر الملك و هو ينظر ل"باسل" الذي ينهض مهزوماً:لو أن أخيك يهتم بشئ أخر غير النساء و الخمر و الصيد لما هُزم علي يد جندي من جنودي.
لترد "لين":ولكن هذا لا يقلل من "ريان" يا مولاي ..هل رأيت كيف كان يقفز في الهواء كالريشة و شق الرمح بضربة واحدة!
هز رأسه متفقاً:نعم..لقد بدأ يزداد إعجابي و تقديري بهذا الشاب حقاً.
اتسعت ابتسامة "ريان" عندما وجد الملك و لين يصفقان له.. ضرب بالرمح علي الأرض و وضع ذراعاً خلف ظهره و هو ينحني بطريقة مهذبة أمامهما.. لاحظ الملك تقلب ملامح "ريان" فجأة و اتسعت عيناه ثم أمسك بالرمح و قذفه ناحية الملك ثم سمع صوت انوثي يصرخ:أحترس يا مولاي.
ألتفت الملك خلفه ليري رمح "ريان" قد أخترق جسد رجلاً و سمع صرخات مختلطة:جاسوس.. أمسكوه.
أسرع "ريان" ركضاً نحو الملك وقاموا بحمايته و الأميرة الصغيرة و اعادوا كلاً منهما لغرفته سريعاً..

مملكة إيكيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن