الحلقة سبعة وثلاثون
يبدو أنها سعيدة لغرضًا ما، قررت تقريب الود والعلاقات فيما بينهم، خاصًة أن سلمى بين الحين والآخر تقوم بزيارة السيدة سميحة هي ونور .
على نفس موقعها المفضل من المنزل قامت تهاني بمهاتفة زوجها، أنتظرت حتى آتاها الرد من الجهة الأخرى :
- خير يا تهاني؟
ضحكت تهاني على قلقه ثم قالت:
- خير يا حبيبي متقلقش هو أنا أول مرة أتصل بيك ولا إيه .. بقولك أنا بفكر أعزم مدام سميحة النهارده على الغدا
رد محمود مستفسرًا:
- وماله يا حبيبتي بس إيه المناسبة
ابتسمت وقالت:
- نوع من التقارب يا حبيبي .. احنا بقينا نسايب وعيلة واحدة والبنات فين لفين عندها وبقالها فترة مشافتش عمتها
ابتسم ورد :
- والله فكرة حلوة .. معنديش مانع
ضحكت وقالت بمرح:
- لا ما أنا عارفة .. هتيجي أمتى؟
رد بهدوء وهو ينظر في ساعة يده:
- كمان عشر دقايق كدهبعدما طالت المكالمة بينهم لعدة دقائق، أنهت تهاني المكالمة وهي سعيدة .. أما محمود فهو يشعر بأن هناك سبب خفي لهذه الدعوة .
*********************
لا تشعر بالراحة مطلقًا، لا تعرف السبب ولكن يمكن بسبب الحديث الدائر بينها وبين سلمى منذ قليل؟، أو لم تكن سلمى بحالتها الطبيعية اليوم طيلة المحاضرات وهي منشغلة التفكير، وضع الشركة أعطى لها نوعًا من الريبة في شأن الشحنات الواردة من الخارج، خارج القاعدة التي يسير عليها التسليم منذ عملهم معًا في شركة الجوهري، هذا أيضًا بمعرفة الوضع في شركة أبيها .
وصلت لمنزل السيدة سميحة وفتحت لها، رحبت بها بشدة ثم دخلت تتجول بعيناها، ابتسمت سميحة وأدركت علام تبحث لتربت عليها قائلة:
- لسة مجاش من شغله
اندهشت نور وابتلعت غصتها بتوتر:
- هو مين؟
بنفس البسمة قالت بعدما غمزت لها:
- اللي بتدوري عليه
ابتسمت نور بخجل ثم جلست، لتقول بارتباك:
- عادي يعني يا طنط .. كنت بشوف سلمى هنا ولا لأ
جلست بجانبها باسمة وقالت بخبث:
- امممممم سلمى بردو .. ماشي ماشي
ردت سريعة محاولة التبرير:
- لا يا طنط متفهميش غلط .. هي مشت بعد المحاضرة ومرجعتش على البيت قلت أكيد جات هنا .. جيت أشوفك وبالمرة نروح سوا
ضحك سميحة وقررت أن تمر هذا الموقف حتى لا تشعر بالإحراج وأوراقها منكشفة أمامها بهذا الشكل:
- ماشي يا ستي تنوري في أي وقتنظرت لها ببسمة وخجل، لتبادلها سميحة نفس البسمة .
********************
قد شارف على إنهاء رسالته، وكان مشجعه الأول في هذه الخطوة هو طارق منذ تخرجهم من الجامعة، وعلى الرغم من ذلك هم يحبون التواجد فيها بأستمرار أكثر من أي مكان آخر، من النادي ذاته .. لدرجة أن بعض الطلاب يعتقدون أنهم طلاب ليسانس وليسوا هنا من أجل الدراسات العليا .
لن ينكر أنه منذ ما حدث هذا الصباح عقله مشتت، ولم يستطع التركيز مع مشرف الرسالة جيدًا وقد لاحظ الأخير ذلك، ليعتذر إيهاب عما حدث ووعده بعدم تكراره ثانيًا .
بعدما أنتهى من موعده جلس في الكافتريا كعادته ومازال عقله منشغل، رغم عنه فما رأه وما سمعه لم يكن بهين على كل حال ولا يستطيع بكل تأكيد أن يقول لطارق شيء الآن، وفي نفس الوقت يشعر إنها أمانة عليه أن ينبه صديقه بما هو مقدم عليه إذا تقدم خطوة للأمام في علاقتهم وتزوجها، هنا لا يستطيع أن يخفى عليه ويجب البوح بكل شيء .
بعد قليل أتى أحدًا من أصدقائه وجلس معه ولم يكن بحالة مزاجية كفيلة للتحدث أو المزاح مع أي شخص كان، معكرًا بما فيه الكفاية ليقطع صمته:
ـ إيه يا عم مالك اومال فين طارق؟
رد إيهاب بفتور:
ـ طالما مش هنا هتلاقيه في شغله .. خير
أردف مستفسرًا:
ـ هو أنت بتشوف سارة ؟
شعر بتسارع ضربات قلبه عندما سمعه يسأل عنها لا يعرف لماذا، تذكر سابقًا عندما تحدث عنها، زاغت نظراته ثم قال سريعًا:
ـ لا .. بتسأل ليه؟
سكت قليلًا لا يعرف أن كان يجب أن يتحدث أو لا، حسم أمره وقال:
ـ هو أنا مش عارف لازم أقول الكلام ده ولا لأ .. بس طارق صاحبي وميرضنيش أذيته
أعتدل إيهاب في جلسته بعدما شعر بالقشعريرة تسري في جميع أنحاء جسده ليقول بلهفة وأهتمام:
ـ ما تتكلم في إيه ؟
تردد كثيرًا ثم قال:
ـ سارة .. شوف يا إيهاب سارة إنسانة مش كويسة ولما قلتك كده قبل كده مصدقتنيش .. بس المرة دي أنا شوفتها بنفسي وهي نازلة من عربية واحد غريب وطالعين شقة .. أنا في الأول قلت لا مش هي يمكن واحدة شبهها بس نزلت وأتأكدت إنها هي مش هتوه عنها يعني .. سألت البواب قالي كلام صعب بصراحة ومن ساعتها وأنا محتار ومش عارف أعمل إيه
تسارعت ضربات قلبه وزاد قلقه ليقول بعقل مشوش وضيق:
ـ أنت فاهم بتقول إيه .. دي خطيبة صاحبك وقريب تبقى مراته .. دي مصيبة .. فين العمارة دي؟
رد بقلق:
ـ عارف .. عشان كده قلتلك يا أخي لأني لوحدي مش عارف أتصرف .. عمومًا العمارة في الجامعة من جوة بعد سان مارك بشوية .. خالتي ساكنة هناك وكنت بودلها شوية حاجات أمي بعتاهم في نفس المنطقة .. شوفتها بالصدفة أتخشبت في مكاني
نفس عنوان البناية التي مر عليها، إذا لم يخطأ بها هو الآخر .. لقد شاهدها غيره وتعرف عليها بالفعل ويا لها من كارثة
نظر إليه إيهاب وقال بصرامة وجدية:
ـ أسمع .. مش عايز أي مخلوق يعرف حاجة عن الموضوع ده لحد ما أتأكد منه .. طارق نفسه متجبلوش سيرة .. ربنا يستر