الحلقة الثالثة عشر
عندما يكون الضغط فوق الإحتمال، تنفجر الأعصاب تلقائياً دون سابق إنذار مثل مشاعر الإنسان عند إخفاءها لإرضاء من حوله في سبيل سعادته ويعود إليه بالسوء مرة أخرى، يا لها من مقدرة تحمل البشر
قلقت نور كثيراً من إختفاء سلمى المفاجئ، فلم تذهب إلى الشركة ولا الكلية منذ يومان .. كذلك هاتفها مغلق أو غير متاح، ﻻ تستطيع الوصول إليها إلى أن جاءت لها فكرة، ولكنها ترددت كثيرًا كي تقوم بتنفيذها .. فهي حقًا تشعر بالخجل .
تناولت هاتفها وقامت بالإتصال على يوسف، فلا يوجد حل سوى هذا .. يجب الإطمئنان عليها بأي طريقة .
نور بتوتر :
- ألو أستاذ يوسف
فرح يوسف كثيراً عندما رأ أسمها ينير شاشة جواله، فرد على الفور باسما
- أهلًا أنسة نور .. أخبارك إيه ؟
ردت نور بنبرة هادئة :
- الحمد لله تمام .. المهم سلمى فين فونها مقفول وﻻ بتروح الشركة ولا الكلية .. طمني عليا لو سمحت
تنهد يوسف ورد بحزن :
- من ساعة إللي حصل وهي حابسة نفسها في اوضتها لا بتشوف حد وﻻ بتكلم حد .. وبسمع عياطها كل ما بعدي عليها .. صعبانة عليا أوي بجد حاسس إني متكتف ومش عارف أعملها حاجة
تنهدت نور بقوة وردت بحزن هي الأخرى :
- طارق كمان نفس الوضع والله أنا تعبت ربنا يعدى الموضوع ده على خير بس .. طيب أنا مضطرة أقفل عشان رايحلها
رد يوسف بهدوء :
- تمام مش عايزة حاجة ؟
نور وهي تغلق هاتفها سريعًا :
- لا شكرًا سلامأنهت معه المكالمة وهي تتناول حقيبتها وخرجت من مكتبها إلى خارج الشركة
أستقلت سبارتها وقادت مسرعة إلى أن وصلت إلى فيلا الجوهري .
فتح لها الخادم وصعدت إلى غرفتها على الفور .. قرعت على الباب عدة مرات ﻻ تستجيب، إلى أن سمعت صراخ من الداخل يقول :
- إيه مبتفهموش مش عايزة أشوف وﻻ أتكلم مع حد .. سيبوني في حالي بقى
سقطت بعض العبرات من نور تأثراً بحال صديقتها واختها، قرعت عدة رقعات متتالية وهي تقول بإصرار :
- أفتحي يا سلمى أنا نور
دقائق وسمعت صرير الباب، دخلت نور لترى حالة سلمى المزرية .. سواد كبير في أسفل عيناها، التي أصبحت مثل البندورة من شدة تورمها من كثرة البكاء .. تسير في الغرفة ذهاباً وإيابا بخطوات سريعة بكل عصبية، وتعلم نور جيدًا تلك الحالة عندما تكون فقدت صبرها
نور بحيرة صاحت بها :
- يا بنتي أقعدي بقى خيلتيني
ردت سلمى بإنفعال دون النظر إليها :
- أقعد إيه وزفت إيه دلوقتي كفاية إللي أنا فيه
إقتربت منها نور تربت عليها محاولة تهدئتها :
- أهدي بس عشان تعرفي تفكري كويس
صاحت بها سلمى بعنف :
- هو بقى فيها تفكير ما خلاص
صاحت نور هي الأخرى بخوف وحب :
- يا حبيبتي أعصابك مش كدة أنتِ عارفة نتيجة إللي بتعمليه ده كويس
نظرت لها سلمى وإبتسمت بسخرية :
- ﻻ ما خلاص أنا أخدت على كده مبقتش تفرق
مسكت نور يداها وهي تسير بها إلى أن إقتربت من فراشها :
- يعني ايه ﻻ طبعًا .. طب اقعدي عشان خاطري
جلست سلمى وهي تقول بصدمة :
- هو أنا ما صدقت أفوق من عاصم شوية أدخل في دوامة طارق أنا تعبت