لن أغفر لك ..

544 15 27
                                    

الحلقة الثالثة والعشرون

بعد خروج تهاني بدلت ملابسها وعادت نور لوضعها الأول لا تستطيع النوم من شدة تفكيرها فيما حدث اليوم من مفاجأة وصدمة كبيرة لها، ولا تحسن التفكير حتى .. ما تفكر به في هذه اللحظة هو يوسف .
تمسك الهاتف كل حين تنظر له بلهفة وترقب كأنها تنتظر أن يتصل بها ولكن لن يفعل، فلما يهاتفها وهو بهذه الحالة وكل تفكيره منصب على شقيقته المفقودة !! أو حتى تقوم هي بالإتصال به كي تطمئن عليه ..
تفكر بتردد شديد تريد الإتصال عليه ولكن في كل محاولة تتراجع سريعًا عن قرارها، ولكن ماذا يفعل الآن يا ترى بماذا يفكر وإلى أين ذهب ؟ .. لم تكن تريد تركه وشأنه وهو في هذه الحالة ..

ولكن يجب أن لا تزيد الثقل عليه فيكفي ما به من هموم، لا يجب أن تبالغ بإهتمامها أكثر من اللازم وكأنها منصبة عليه هكذا .. فكرامتها أهم من كل شيء لن تتصل به .. إذا كان يريدها سيقوم بالإتصال بها .. فلن تفعل ذلك، هكذا كان قرارها الأخير .

ألا أنها متعجبة من أمرها حقًا ولا تعرف ماذا أصابها، .. وﻷول مرة تهتم بشخص غريب بهذا الشكل، فهي تشعر بأن هذه الفترة بداية من دخول سلمى للمشفى بإقترابها منه وإقترابه منها، وكل يوم يزداد إقترابهما من بعضهم البعض .. حتى الألقاب بينهم شبه منعدمة تمامًا .. فهي على ثقة كبيرة وتامة بأن يوسف يشعر بما تشعر به تمامًا .. حديثه ونظراته وطريقة تعامله معها أختلفت تمامًا عما كان يعاملها من قبل، وأيضًا هي كانت تخجل منه بشدة وأن تنظر في عيناه ومن كلماته الرقيقة التي تشعرها بالخجل .. ولا تزال على نفس الوضع بإختلاف أعتيادها على الحديث معه، فزال التوتر والإحراج في تعاملها معه قليلاً .. فالأحداث الأخيرة جعلتها يقتربا من بعض كثيرا، نظراً أن كلاهما على نفس القارب، والحالة التي يمر بها يحتاج من يهون عليه قليلًا .. ولكن لا .. يجب أن تتوقف يجب أن يعود كل شيء لما كان بعد المرور بسلام من هذا الكابوس .
حاولت بقدر من اﻹمكان أن تزيله من تفكيرها فأغمضت عيناها وحاولت أن تنام .

*****************

بعد أن ترك إيهاب وهو يتسكع بسيارته بلا هدف، يفكر في الأحداث المتداخلة التي حدثت له منذ بداية معرفته بسلمى حتى الآن، أحداث غريبة متتداخلة ومشاكل كأن أصعب من يتخذ قرارها في وقت ضيق للغاية .. وأصبح مجبر على الزواج منها ولا يعرف أن كان يحبها أم يحب سارة، التي في الآونة الأخيرة لا تبدو كسارة خطيبته التي يعرفها منذ سنوات على الإطلاق، يوجد متغيرات لا تفسير لها حتى الآن ولكن الأكيد بأن كل شيء سوف يكشف ستاره عما قريب .. فقرر لن يتحدث معها إلا عندما تفسر له عن سر معرفتها بهروب سلمى .

قرر الصعود بسرعة قبل أن تراه تهاني وتقوم بأستجوابه وهو لا طاقة له للحديث في هذا الموضوع ولا تحمل نقاشات ومجادلات، لأنه بكل بساطة لا يوجد لديه إجابة على الإطلاق فهو بضغط نفسي وعصبي شديد ويمكن أن ينفجر في أي لحظة في أي شخص أي كان من هو بسبب سلمى، فهو يرى بأنها السبب فيما وصلوا إليه من تعقيدات بسبب الصفقة التي سوف تحدث لهم .

صفقة حب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن