الحلقة التاسعة عشر
عادت نور إلى الغرفة وهي تنهى الإتصال وتفتح الغرفة وهي تتحدث إلى سلمى .. الصاعقة .. وجدتها فارغة تمامًا، أتسعت عيناها في صدمة ودهشة .. كل شيء كما هو .. فقط تركت كل شيء في مكانه لم يتحرك .
الفستان على فراشها، والحذاء في الصندوق الخاص به .. المنشفة التي كانت تحيط بجسدها على مقعد أمام المرآه، حليها مرصعة على كومود المرآه الكبيرة .خطت نور سريعاً بخطوات أشبه بالركض وأمسكت المنشفة في دهشة وتساؤلات كثيرة تدور في مخيلاتها، ترفض إستيعابها وتصديقها .. ألقتها على الكرسي وركضت خارجاً تنادي عليها بصوتًا عال .. نادت على كل الخدم الموجودين بالمنزل وسألتهم عنها فلا أحدا منهم رأها قط .
خرجت إلى الحديقة تبحث عنها في لهفة فلم تجدها أيضا ً.. وقفت مكانها مخشبة، شريدة حائرة .. لا لا مستحيل بل من رابع المستحيلات، لا تكون قد فعلت ما خطر عليها لا تكون قط .
ركضت وصعدت درجات السلم بالخطوتين أو أكثر وهي تلتقط أنفاسها دخلت الغرفة وبدأت تبحث عن هاتفها .. وجدته وقامت سريعًا بالإتصال بيوسف، الذي خرج ليؤدي شيئًا ما ضروري في الخارج ثم يعود .
فزع يوسف ودهش من نبرة نور المهزوزة، شعر برعشتها وعدم تماسكها .. فصاح بها :
- في إيه يا نور مالك ؟
غلبتها دموعها وقالت وهي تجشه في البكاء :
- ألحقني يا يوسف سلمى مش موجودة في الفيلا
أنتفض يوسف بدهشة وصدمة ليقول بقلق وخوف :
- يعني إيه مش موجودة
بكت نور وهي تحاول الحفاظ على إنفعالاتها وإبتعاد أي فكرة عن خاطرها لتقول :
- مش عارفة .. بعد ما خلصت شاور طلعت أتصل بالبيوتي سنتر عشان تيجي تكون سلمى خلصت شعرها رجعت ملقتهاش .. كل حاجة زي ما هي متلمستش .. حتى البشكير لقيته مرمي على الكرسي وملهاش أي أثر لهنا ولا في الجنينة حتى
تناول حلته ومفتاح سيارته وركض للخارج وهو يصيح بها بلهفة ورعب :
- أقفلي يا نور أنا جي حالًا*********************
خرج من الشركة وأستقل سيارته وهو يقود بسرعة جنونية، وجاءت في مخيلته أفكار سوداوية لا يستطيع أن يتحملها أو يستعبها هو الآخر .. لا يمكن سلمى أن تفكر في هذا مطلقًا وهي تعرف العواقب الوخيمة التي سوف تنتظرها إذا بدرت بفعل أي شيء مجنون بعد .
نور تبكي بخوف وقلق، خلال مدة ليست بطويلة وجدت يوسف أمامها وهي جالسة على فراشها .. تأمل الغرفة بتفقد معين، بالفعل كل شيء كما هو .
رفعت نور رأسها وجدته أنتفضت ووقفت على الفور ومسحت دموعها على الفور وهي تحاول أن تتماسك .. فهزت رأسها بالرفض وهي تصيح به بعدم تصديق :
- لا لا يا يوسف مستحيل تكون هربت مستحيل
زفر يوسف بشدة وهو يمسح رأسه بيداه، لا يستطيع تصديق ذلك ما فعلته شقيقته، لماذا يا سلمى تضعي الجميع في هذا المأزق الكبير .. لماذا يا ترى ؟! ..
تصرف مجنون ويشعر بأنه في كابوس كبير .. شقيقته تهرب ليلة زفافها، تختفي فجأة دون سابق إنذار، إلى أين ذهبت يا ترى ولما ؟ .
نظر لها يوسف محاولة منه إستيعاب ما حدث .. صاح بها وهو شريد للغاية وهو يفكر :
- أنا عقلي من ساعتها عمال يقنعني بحاجات ويصورلي حاجات .. مش عارف مش قادر أفكر .. قلت لا مستحيل سلمى تعملها من رابع المستحيلات كمان .. ليه كده يا سلمى ليه ؟!!!
جلست نور ببطء ودموعها تنسدل على وجنتيها بصمت وتقول وهي تستعيد ذاكرتها :
- من ساعة ما خرجت من الحمام وهي مكنتش مظبوطة أبدًا .. كنت حاسة أن فيها حاجة متغيرة .. معرفتش أفسر هدوءها ده بإيه