الحلقة أربعة وثلاثونلا يعرف ماذا يقول، أكتفى بكلمة واحدة دون غيرها:
- أصيلة يا سلمى
نظرت له و ردت بابتسامة باهتة، أكمل في حيرة من هذا الوضع:
- طيب أنا نازل رايح لإيهاب
ردت دون النظر إليه:
- أتفضل هو أنا مسكاكتنهد بضيق ثم تركها وخرج، لتستكن بجسدها على الفراش تفكر في وضعهما في الفترة الحالية، وبعد أيام سوف تحصل على لقب مطلقة، لتفر دمعة من عيناها بحزن وهي تحاول أن تتناسى هذه الكلمة والعواقب بعدها .
*********************
تقابل طارق وإيهاب في الكافتريا المعتادين عليها، ورحب به الاخير بحفاوة .
كان مترددًا أن يقص عليه ما حدث بينه وبين سارة، وأن تصرفاتها أن دلت على شيء فهو التفرقة بينه وبين زوجته، ولا يستطيع نسيان ما قال صديقه عنها ولا يعرف ماذا يفعل حيال ذلك، قرر أن يترك هذا الأمر جانبًا الآن حتى يتأكد من صحته .
- حمد لله على السلامة يابني .. شكلك مش مبسوط خالص
رد طارق بضيق:
- هو يتجوز سلمى ويبقى مبسوط
أدرك بنشب خلاف وقع بينه وبين زوجته والسبب سارة، ربطًا بما قصت عليه، فحسم أمره وقال:
- سارة كلمتك ولا إيه
تنهد بضيق وأكمل:
- ياريتها جات على كده .. دي جاتلي الاوتيل وآخر مرة سلمى سمعتني وأنا في نص الكلام مكملتش الجملة حتى
إيهاب بفضول:
- ليه كنت بتقولها ايه؟
أردف بحنق وسخرية وهو يمسح شعره بيده:
- وأنتِ وحشتيني اوي يا حبيبتي .. أهي جات على دماغي يا سيدي
نظر له إيهاب وقال بجديدة:
- لها حق تضايق على فكرة ... في الأول وفي الآخر مراتك وكلمة زي دي تجرحها
ابتسم طارق وهو يشرد في الحديث الدائر بينه وببن سلمى ليرد بشرود:
- بمناسبة كلمة مراتك دي وراها حاجات كتير أوي
قطب إيهاب حاجبيه بعدم فهم:
- يعني إيه؟
ابتسم وأكمل:
- رغم كل اللي حصل بينا في السفر لما أبويا سألها قالتله كل حاجة تمام وكانت مبسوطة وانا كنت حنين عليها .. كلام غريب غريب منها ورد فعل مكنتش اتوقعه أبدًا .. كنت بعاملها بجفاء وتجاهل
... كان في أيدها تقوله وتاخد حقها مني لكن هي معملتش كده .. ولما سألتها ليه كدبتي عليه كان ردها مكنتش أتوقعه منها بالمختصر اللي بينا ميطلعش برا
ابتسم إيهاب فقد راق له وقال باهتمام:
- يا سلام .. أصيلة سلمى واحدة غيرها كانت زمانها جرستك قدام أهلك .. حافظ عليها يا طارقنظر له وشرد، لا يعرف بأنه مهما فعل لن تحن إليه ولن تصدق، وهو يريد إنهاء هذا الوضع عن قريب ليبدأ حياته مع سارة، المفترض التي هو أختارها عن اقتناع .
********************
مرت الأيام والبرود واللامبالاه تزيد بينهم دون أي تغيير، في الصباح يتناولوا جميعًا الفطور وتذهب سلمى ونور إلى الكلية وطارق مع والده في الشركة .
ولم تعد سلمى تذهب إلى شركة والدها، ألتفتت إلى مستقبلها الدراسي أكثر من قبل، فقد فقدت سنة وأكثر من عمرها في خدمة هذه الشركة وقررت أن تستكفي ولأنها أيضًا لا تستطيع العودة لها بعدما حدث مع والدها .
وكل أسبوع تزور عمتها وأحيانًا تكون نور بصحبتها، فلاحظت سلمى عدم قبول نور على التردد كثيرًا إلى السيدة سميحة في وجود يوسف، فعندما يكون بكليته تقوم بزيارتها على الفور، فهي بمثابة عمة لها أيضًا .. تريد معرفة السبب ولكن لم تكن تتحدث مع يوسف إلا قليل وهذا الشيء يزعجه ويؤلم قلبه كثيرًا، فهو طيلة هذا الوقت ولم يذهب إلى منزله ولم يفكر هاشم السؤال على أبناءه ولو مرة واحدة، فقط يمكث مع عمته كما نوا .. بينما ينتهى من زواج شقيقته سوف يرحل عن هذا المنزل .