الحلقة الثانية عشر
حالة من السكون ومشاعر مختلفة منشرة في أجواء المكان، من قلق وخوف واندهاش من وقت دخولهم إلى أن مرت دقائق وفاقوا على صوت هاشم قائلًا :
- هتفضلوا متنحين لبعض كدة كتير ؟ أدخلوا أقعدوا
أنتبهوا الثلاثة لحديثه بشرود :
- ها !!
تقابلت أعينهم سريعًا وضربات قلوبهم بدأت في الإرتفاع .. وبدأ القلق والتوتر يتسرب لقلوبهم وقسمات وجوههم يترقبون ما يحدث بشغف ...
تقدموا بضعة خطوات وجلسوا في أماكنهم على الطاولة الخاصة .. قالت نور بعدم فهم :
- في إيه إللي حصل ؟
ﻻ يعرف محمود من أين يبدأ، فتنهد بقوة وعمق .. نظر إلى سلمى وطارق ووجه حديثه إليهم بكل جدية قائلًا :
- شوفوا وأسمعوا كلامي أنتوا الأثنينتقابلت أعينهم سريعًا وضربات قلوبهم بدأت في الإرتفاع .. وبدأ القلق والتوتر يتسرب لقلوبهم وقسمات وجوههم يترقبون ما يحدث بشغف ...
تنهد طارق وقال بقلق :
- خير يا بابا قلقتنا
هاشم أكمل الحديث قائلًا :
- الخبر إللي وصللي النهارده الصبح أنا ذات نفسي اندهشت ومعرفتش أعمل إيه وﻻ أتصرف أزاي، كلمت محمود وجينا أتناقشنا في الموضوع بس القرار الأول والأخير ليكوا .. وشوفوا أنتوا مصلحة الشركة فين
تمتمت نور في نفسها بقلق قائلة :
- شكل الموضوع بدايته متطمنش أبدًا ربنا يستر
سلمى بعدم فهم :
- في إيه يا بابا مش فاهمين حاجة جايبني على ملا وشي .. وخبر إيه ده ؟
بعد دقيقتين من الصمت نظر لها هاشم مطولًا ثم قال بجدية :
- جوازك
اندهش جميع الحضور وبالأخص سلمى، التي رفعت حاجبها دهشة وقالت بعدم فهم :
- جواز مين مش فاهمة .. جوازي أنا أزاي ؟!
أجاب محمود بهدوء :
- طبعاً كلكوا عارفين الشركة إللي بنتعامل معاها في صفقة الأدوية الجديدة
سلمى بترقب وقلق خفي قالت :
- اها طبعا ودي مالها بجوازي ؟
أكمل محمود بهدوء :
- الشركة دي حطت شرط مهم وغريب جدًا في العقد كنوع من توطيد العلاقات ولو متنفذش مفيش ديل
تعجب طارق من ربط الصفقة بزواج سلمى، فتساءل بفصول وإهتمام :
- شرط إيه ده ؟
زفر هاشم بقوة لأنه يعلم بأنه مثل الذي يلقى قنبلة، فقال بجدية :
- إن سلمى تتجوز من الشركة دي أو مفيش صفقة من الأساس
نهضوا جميعاً بصدمة كبرى من تلك الجملة التي أتت لمسامعهم كالصاعقة ..
نظرت له سلمى بحنق شديد والشرار يتطاير من عيناها وهي تقول بإنفعال وغضب :
- إيه الكلام الفارغ ده !!
انفعل عاصم هو الآخر وهو يقول :
- على أساس إيه يعني كيس جوافة إللي معاها
سلمى بإنفعال وعدم تصديق وإستيعاب قالت :
- أنتوا أكيد بتهزروا صح .. جواز إيه ومن مين .. إن شالله ما تمت الصفقة دي .. ﻻ ﻻ
تنهد محمود بٱسى وهو يقول :
- الصفقة دي يا سلمى يا بنتي متوقفة على الشركتين .. الإبياري والجوهري مساهمين بنص الأسهم وأي خطوة الشركتين هينهاروا بالكامل
ثم نظر إلى طارق الذي لم يتفوه بكلمة ولم يشارك برأيه .. فقد الصمت يغلب حالته
فقال محمود بجدية :
- ساكت ليه يا طارق ؟
لم يكن طارق هو الآخر على إستيعاب لما يحدث لسلمى، مشاعر متداخلة ومتضاربة بداخله .. فإنفعل وهو يقول بحدة :
- أتكلم أقول إيه!! أنا ضد إللي بيحصل ده .. أنا مش فاهم دي مش صفقة دي مساومة
نور بدموع لم تستطع أن تتخيل بأن الأمور سوف تصل لهذه الدرجة، فصاحت قائلة :
- ﻻ يا جماعة أنا مش قادرة أستوعب طارق عنده حق دي لايمكن تكون صفقة ﻻزم يكون في حل
زفر هاشم بشدة قبل أن يتحدث، لأنه يعلم ما سيقوله بمثابة إلقاء قنبلة .. فقال بجدية وصرامة :
- هو مفيش غير حل واحد
جميع الأعين تطلعت عليه سريعًا، كأنه سوف يلقي لهم حبل النجاه، وهم على أعصاب ساخنة وفي إهتمام شديد .
حسمت نور وقالت سريعًا :
- ها خير يا انكل
تنهد بعمق ثم قال بهدوء :
- طارق وسلمي يتجوزوا
أتسعت عين سلمى دهشة وصدمة كبرى وقالت بإنفعال :
- إيه الكلام ده ؟
عندما سمع عاصم بأن سوف يأتي هذا الطارق ليأخذها منه وتضيع كل مخططاته كاد أن يجن، فصاح وقال :
- دي خطيبتي وقريب هتبقي مراتي والشغل إللي بينا ده لعب عيال وﻻ إيه !!
سمعت سلمى كلمة "خطيبتي" وشعرت بالدم يغلي في عروقها، حينها تذكرت ما فعله بها وخيانته المستمرة لها .. فصاحت به منفعله وفجرت القنبلة الحقيقة في وجه طارق عندما قالت :
- خطيبة مين أن شاء الله !! .. ده كان زمان يا عاصم
نظر لها طارق بصدمة كبرى ولم يستعب بعد ما طرأ على مسامعه .. هل انفصلت عنه حقًا ؟! .. إذا متى وكيف ؟!!
قطع أفكاره صوت هاشم وهو يقول بجدية وصرامة شديدة :
- مش وقته الكلام ده دلوقتي .. ده الحل الوحيد ومينفعش أقول أكتر من كده .. حطين شرط الجواز لو أتجوزتوا هنحطهم قدام الأمر الواقع وتتم الصفقة .. وبكده تكونوا مخطوبين وفرحكم قرب .. متنساش يا طارق إن شركتك كمان هتضر لو الصفقة دي متمتش
ضحكت سلمى بسخرية وهي تقول بإنفعال :
- حضرتك بتهزر صح ؟! .. ﻻ ﻻ ﻻ أنا أتجوز ده !! ده من المستحيل !!
نظر لها طارق بغضب شديد .. رفع حاجبه وقال بإنفعال وصوت عال :
- نعم ! ده أنا من رابع المستحيلات يعني أنا إللي هرضي أتجوزك إيه الجنان ده !!
عقدت سلمى ذراعتها وقالت لتحدي وعند كبير :
- أنا مش موافقة وعنها الصفقة دي ما تمت
نظر لها طارق بحنق وقال بسخرية :
- أنا ﻻيمكن أوافق على المهزلة دي ملقيش غير الإنسانة العجيبة دي وأتجوزها
شعرت سلمى بالغضب الشديد، فطرقت على الطاولة بكفها الصغير بكل عنف وصاحت بصوت عال :
- نعم ما تتكلم عدل يا أستاذ عجيبة مين دي !!
هاشم فقد السيطرة على الإجتماع وشعر بالغضب الشديد هو الآخر .. فقد تطور الأمر أكثر مما كان يتخيل .
فطرقت على الطاولة بعنف أشد من ابنته جعلت جسدها ينتفض وصمت كل من في القاعة بقلق وترقب وهو يصيح بهم :
- بس أنتوا الأتنين مش عمالين أي حساب لينا
شعرت سلمى بكسرة نفسها وحالها، تشعر بالعجز والضعف .. فأنفعلت وهي تبكي وصاحت به :
- هو أنا ايه مش بني آدمة من لحم ودم وليا إحساس .. أنا لعبة في أيديكوا تحركوها وقت ما تحبوا .. أنا آسفة يا بابا أنا قلت إللي عندي .. عن أذنكوا
حملت حقيبتها وركضت إلى الخارج سريعًا وهي في حالة إنهيار تام، وركضت خلفها نور سريعًا .
تحرك طارق هو الآخر وصاح بعنف :
- مش هستني أسمع أكتر من كده جواز مش هتجوز .. سلام
![](https://img.wattpad.com/cover/127369708-288-k109649.jpg)