الحلقة الأخيرة
تجلس كعادتها في مكانها المفضل تحتسي كوب العصير، تبتسم وهي تغوص في ذكرياتها الجميلة وأسعد أيام عمرها في هذا المنزل، تقلب صفحات ألبوم الصور بين يداها وتضحك بشدة، فكل صورة لها موقف وكل موقف له حكاية، إذا تمنت أن يعود بها الزمان لاختارت نفس الشيء وأكثر .
خرجت من شرودها على قُبلّة في وجنتيها بحب بالغ وشوق يزداد يوم عن يوم آخر، لتبتسم هي وألتفت بجانبها لتجده جالس ويطوق منكبيها بذراعه وأخذ يقلب صفحاتها معًا ليسمعها تقول:
ـ كانت أيام جميلة أوي .. فاكر؟ .. دي أيام الكلية ودي لما كنا في مطروح .. ياااااا قول الزمان أرجع يا زمان
ليبتسم ويقول بجدية:
ـ طيب ما احنا فيها وبأدينا نرجع أيام زمان
صاحت به بطفولية:
ـ إيه ده بجد !! قشطة جدًا .. أحضر الشنط أمتى ؟
ضحك على حماسها وأمسك يداها برفق ليردف مسرعًا:
ـ حيلك حيلك .. هظبط بس الشغل وهكلمك على طول .. بس زني على أخوكِ عشان ده يومه بسنة
ضحكت وقالت بمرح:
ـ أنت هتقولّي عادته ولا هيشتريه يعني .. متقلقش بس أنجز كده وظبط بس المهم نسافر ونغير جو .. الواحد جاب آخره من الشغل من ساعة ما أتخرجت وأنا مفحوتة
ضحك وقال ساخرًا:
ـ مش أنتِ اللي عملتي فيها سترونج ومان وأنا قدها ومعرفش إيه وقلبتي عليا بتوع حقوق المرأة !! أشربي بقى
اصطنعت الحزن وقالت وهي تعقد ذراعها:
ـ أخص عليك يا وحش .. مش بدل ما تقولّي الله يكون في عونك يا حبيبتي .. أنا معاكِ على طول يا روحي
ضحك وقال بمرح:
ـ أنتِ تعرفي عني كده ؟ ده أنا من أول الداعمين ليكِ ولا نسيتي
ابتسمت وقالت بدلال:
ـ لا طبعًا مش ناسية .. أعمل حسابك إننا معزمين على الغدا النهارده متتأخرش ها
قبل جبينها وقال وهو يهم بالنهوض:
ـ حاضر متقلقيش .. هخلع أنا بقى .. هتعملي إيه النهارده؟
ردت باسمة وهو تفكر:
ـ هاخد شاور في السريع كده وأشوف اللي ورايا الأول .. مش هروح الشركة النهارده طبعًا
فتح باب الشقة وأردف:
ـ قشطة بس مين هيغطي مكانك ؟
ابتسمت وقالت بثقة:
- هيكون مين غيره يا حبيبي ... لا تقلق أنا مسيطرة جدًا وأنا في مكاني
ضحك بشدة وقال:
- حلوتك يا مسيطر أنت .. وأنا هكلم أمير وأاكدت عليه سلامأومأت برأسها باسمة ليرد إليها البسمة وخرج، تنهدت وقامت دخلت الحمام وشرحت في الاستحمام .
*****************
وقور وهو جالس على مكتبه، فقد زادت أرباح الشركة في فترة قصيرة بعدما بدأ طارق العمل معه بشكل رسمي ومستمر، خاصًة بعد حصوله على درجة الماجستير ومنها بعد ذلك الدكتوراه، وأصبح يدًا في يد .. تلك الصفقة كانت كوجه الخير عليهم جميعًا وعلى الشركات الثلاثة .
بعد قليل سمع قرع على الباب، دخل الطارق بعدما سمع الأذن بالدخول .
تقدم إيهاب ومعه عدة مستندات، جلس قباله ووضع الأخيرة أمامه .. ابتسم محمود وقال:
ـ أنا عارف الداخلة دي لما بتدخلها أنت وصاحبك بيبقى وراها إيه
ابتسم إيهاب في خجل وقال:
ـ يعني نقول للشغل لا يا أستاذ محمود !! ربنا يزيد ويبارك
ضحك محمود ثم قال وهو يوقع على الأوراق والمستندات التي أمامه:
ـ منساش مجهودك بردو في الشركة لما نويت تشتغل هنا مع صاحبك .. أخبار مراتك وولادك إيه صحيح
ابتسم ثم قال بمرح:
ـ الحمد لله بخير .. مطلعين عينينا والله .. اومال طارق فين مش لاقيه على مكتبه
نظر إلى ساعة يداه ليقول بدهشة:
ـ هو لسة بسلامته مشرفش !! .. طبعًا هيقولّي النهارده السبت وامبارح كان الجمعة وفي تجمع عائلي ويجيلي الشركة ساعتين ويرجع الساعة 2 على الغدا
رد إيهاب بمرح:
ـ بس متنساش إنه بيرجع للشركة تاني ويكمل يومه عادي .. فوت يا عمي ده يوم في الأسبوع
رد محمود ساخرًا:
ـ فالح أنت كمان ماهو صاحبك لازم تدافعله .. أعمل حسابك وتبقى تفكر الأستاذ لما يرجع أن بكرة في صفقة جديدة مع شركة المرشدي ويوسف هيكون موجود
هم إيهاب بألمام الملفات ورد وهو يغادر:
ـ خلاص تمام ميكونش عندك فكرة .. عن أذنك