الحلقة السادسة
قد يكون الشيء سار في ظاهره، ولكن عندما نقترب منه أكثر فأكثر يصبح عكس ذلك، وقد يكون باطنه خافي عما تجمله الأيام وما إلى ذلك .. فلا نعلم أي منهم خيراً لنا .
تفاجئت الممرضة وهي تزيح الستار عن النافذة بتحريك هاشم يداه، لم تستعب إلا عندما رأنه وهو يحاول فتح عيناه ببطئ .
تفاجئت مما حدث للتو وركضت سريعاً كي تبلغ الطبيب .. دقائق وعادت سريعاً مصطحبة معها الطبيب وجد هاشم ساكناً في مكانه وعيناه مغلقة، كأنه لم يفق بعد .
إندهش الطبيب والممرضة ثم نظر لها وصاح بها موبخاً إياها :
- فين ده إللي فتح عينيه، مش تشوفي كويس
تفاجئت الممرضة وﻻ تعرف ماذا تقول، فقد رأته بأم عيناها مفتوح العينين أمامها .. ردت في حيرة من أمرها والتوتر يملئ صوتها :
- والله يا دكتور لسة مفتح عينيه دلوقتي
عاد هاشم مرة أخرى وفتح عيناه، ﻻحظت الممرضة وأخذت تصيح في لهفة بالغة كأنها رأت أشباح
- أهو يا دكتور بيفوق فتح عينيه
صاح بها بسرعة :
- ناديلي دكتور إللي متابع حالته حالاًركضت الممرضة سريعاً ومعها الطبيب، وعين هاشم ثابتة ﻻ تتحرك
******************
سلمى في منزلها ومعها نور .. تجلس أمام حمام السباحة شريدة، تبتسم تارة وتدمع تارة، لقد أشتاقت لوالدها كثيراً .. فقد ترك عليها حمل كبير، كانت تظن في مقتبل الأمر بأنها على قوة كاملة لتحمل تلك المسؤلية، وبالفعل كانت كذلك، ولكن ما لم تستطع تحمله هو عاصم، تدريجياً أزال القناع الذي يخفي حقيقته، وﻻ تعرف أن ما تخشاه كان صحيحًا أم ﻻ .
خاصةً بعد حادث المشفى، شعرت بأنها لا تعرفه من قبل، شخص غريب عنها، بعيد كل البعد .. فلا تزال تعيد شريط الأحداث أمام عيناها .
تنهدت نور وهي تربت على منكبيها، مردفة بحزن :
- كفاية تفكير في إللي حصل بقى
مسحت عبراتها وردت وهي تنظر للأمام شريدة :
- مش بفكر في عاصم، هل يا ترى أنا بحبه فعلاً، لو كنت بحبه ليه مش مبسوطة لما بشوفه، ليه مش برتاح في الكلام معاه .. لكن بابا وحشني أوي يا نور، سنة و6 شهور دلوقتي بعيد عني نفسي يرجع تاني .
تنهدت نور بحزن فهي تشعر بحزنها وبمأساتها وهو بعيد عنها من جميع النواحي، فقد تحملت الكثير وﻻ تعرف كيف تهون عليها .. فربتت على يداها وقالت بنبرة حانية :
- إن شاء الله، تعرفي أنا متفائلة بالموضوع ده إن شاء الله هيفوق قريب، مش الدكتور قالك من فترة أن قريب هيفوق ؟ .. ثقي بالله يا حبيبتي وربنا ييسر أحوالك مع عاصم، متنسيش إنك هتبقي مراته بعد كده لازم تتفهموا أكتر من كده
إبتسمت بتهكم وأردفت :
- ونعم بالله أنا حاسة بكدة بردو، ربنا يستر بجد .. إنما عاصم مفتكرش إني ممكن أكمل معاه بعد كدة
تكاد نور الرد على جملتها الأخيرة، فدخلت الخادمة مقاطعة إياها قائلة :
- آنسة سلمى تليفون عشانك
ألتفتت إليها سلمى وردت بهدوء :
- من مين ؟
أجابت الخادمة :
- واحد بيقول المستشفى
صاحت بها سلمى بلهفة كبيرة :
- اييييييه !!
قمت تركض سريعاً ترد على الهاتف وخلفها سلمى .. أنهت المكالمة وهي تضحك بشدة وتكاد أن تطير فرحة، فظلت تقفز في الهواء .
شعرت سلمى بأن ما حدث كان على ما يرام .. أقبلت عليها نور بلهفة وإهتمام :
- حصل إيه طمنيني
صاحت سلمى فرحة :
- بابا فاق يا نور بابا فاق
إبتسمت نور بشدة وصاحت بها :
- إيه بجد!! مش قلتلك يلا بينا بسرعة
![](https://img.wattpad.com/cover/127369708-288-k109649.jpg)