مواجهة ..

911 18 3
                                    

الحلقة الخامسة

فضوله بشأن شخصيتها الغامضة أمامه جعلته ينجذب نحوها، وهذا طبيعي ﻷي شخصاً منا يقترب نحو المجهول .
كادت نور أن تبدأ بالحكي قاطعها طارق قائلاً :
- أنتوا أصحاب مش كده ؟
نظرت له نور وهي تعقد حاجبيها بضيق، ثم ردت بنبرة تحذيرية :
- متقاطعنيش يا أما مش هحكي حاجة
أردف طارق مسرعاً :
- لا خلاص كملي
تنهدت نور بنفاذ صبر، ثم استردت حديثها :
- بص يا سيدي .. سلمى صاحبتي من أولى كلية، اتعرفنا علي بعض وشوية شوية بقينا صحاب، بجانب الدراسة كانت بتساعد باباها في الشغل، حصل إللي حصل وباباها من سنة عمل حادثة ودخل في غيبوبة .. طبعاً الشركة والمصنع بقوا من غير رئيس عليها مفيش غير سلمى واخوها هما إللي مسكوا الشركة في الوقت ده لحد دلوقتي .. بس كده
فكر طارق قليلاً في حديث نور، ولم يجد بعد الأجابة على تساؤلاته، لماذا هي هكذا؟ .. من داخله يشعر بأن هناك شيئاً ما أثر على تعاملاتها معه بهذا الشكل .
نظر لها وجاء في خاطره الحادث، ليتحدث بغيره خفية:
- ألا صحيح .. ازاي شخصية زي سلمى ترتبط بواحد زي عاصم .. ده بجح ومتهور .. قبلت بيه على إيه ده .. أوعي تقولي بتحبه
ابتسمت نور على نبرة اخيها في الخقاء، وأجابت على سؤاله :
- قبل كده سلمى اتخطبت لعاصم ابن شريك باباها يعتبر شريك مهم إللي معاه شغل كتير .. المهم اتخطبوا عاصم حاطت مناخيره في الشركة بكل كبيرة وصغيرة وبيعاملها بقسوة مرة و برقة مرة حسب مصلحته منها يعني وأستحملت كتير عشان الشراكة إللي بينهم وعشان باباها، يمكن تكون في مشاعر بس مش عارفة بصراحة، بص معتقدش .. بس بحس التعود بقالهم 3 سنين مخطوبين إنها بتحاول تأجل موضوع الجواز لحد ما تحبه أكتر بس معرفش أن ممكن تكون بتحبه فعلاً ولا لأ
طارق منصت ومندمج تماماً لحكيها، وهو متعجب من قوة تحملها الخارجية، أدرك من داخله أن علاقتها بعاصم قد غيرت أو هي من عوامل تصرفاتها على هذا النحو .. حيث تنهد وهو يردف قائلاً :
- ياااا حياتها غريبة .. وأستحملت كل ده عشان مستقبل الشركة !
تنهدت نور بحزن واردفت :
- كان نفسي تتجوز إللي قلبها يختاره، بس أقول إيه نصيب
تنهد طارق ورد بهدوء وهو يبدو عليه الشرود :
- فعلاً ونعم بالله، يلا بقى روحي نامي
عقدت ذراعها وهي ترع إحدى حاجبيها أعتراضا .. فأردفت بضيق طفولي :
- بقى كده يا سي طارق تستفرد بيا وتعرف إللي عايزه وتكرشني كده .. أنا مخمصاك، ثم سيادتك إللي تهوينا، دي اوضتّي
ضحك طارق وإقترب منها يدغدغ وجنتيها بمزاح قائلاً :
- ههههههه بقى كده.. ماشي بلاش غلبة تعبان بجد عايز أنام
ضحكت نور وقالت :
- هييييح طيب على فكرة أنا في أوضتي .. يلا تصبح على خير
ضحك طارق وقال باسما وهو يهم بالخروج :
- وأنتِ من أهله يا قمر

خرج طارق وذهب إلى غرفته وهو يفكر في حديث شقيقته .. متعجباً من الجدية البالغة التي ترتسمها على وجهها وتصرفاتها، وبداخلها قلب مليئ بالرقة والحنان تحتاج من يحنو عليها ويأخذ بيديها، ولكن هذا ليس كل شئ .

صفقة حب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن