الحلقة الرابعة عشر
تجلس سلمى على مكتبها وأمامها حاسوبها المحمول، تنهي به عملها المتاخر وهي في قمة الانسجام .. دخل عاصم فجاة دون أن يقرع على الباب حتى، ودون أن تشعر بوجوده .
جلس قبلها ثم نحنح، انتبهت له ونظرت له دقيقة بلامبالاه وعادت تكمل ما بدات .. الشىء الذي استفز عاصم للغاية، فقالت بهدوء شديد وبرود دون النظر إليه :
- ايوة يا عاصم في حاجة
تمالك أعصابه ثم قال :
- أخبارك إيه ؟
ردت سلمى بلامبالاة :
- زي كل يوم مفيش جديد
لم يتحمل عاصم الأسلوب الذي تعامله به على الإطلاق، طرق على سطح المكتب بعنف وهو يقول بغضب :
- كلميني زي ما بكلمك
وسريعا أغلق شاشة الحاسوب بعنف، رمقته نظرة غاضبة للغاية ثم نظرت سريعا تتفحص الحاسوب أن حدث له شئ .. عادت تنظر إليه وبكل عصبية وإنفعال قالت :
- في إيه يا عاصم على الصبح هو أنا ناقصة .. أنت أتجننت ولا إيه ! فوق
رمقها نظرة غاضبة وهو يقول بشراسة :
- في إن المهلة قربت تخلص أنتِ وﻻ على بالك
ردت سلمى بنفس النبرة :
- والمفروض أعمل إيه يعني ها .. هو أنا في أيدي حاجة !
قطب حاجبيه في شك ليقول بوعيد :
- يعني أنتِ ممكن تتجوزي طارق بجد !! .. أنتِ عارف إني بحبك مش كده ؟!
نهضت سلمى بغضب وبدأ صوتها في العلو :
- حب إيه إللي بتتكلم عنه .. فوق يا عاصم خلاص إللي بينا أنتهى
تناولت حقيبتها وهمت بالإنصراف، جذبها من ذراعها بشدة وهو يقول بعنف :
- رايحة فين ؟
نزعت ذراعها منه سريعًا وهي تنظر له بتحدي وقوة لتقول بغضب :
- وأنت مالك
جذبها مرة أخرى وقال بصوت عال :
- يعني إيه وأنا مالي من حقي أعرف
نزعت قبضته وقالت بتحدي :
- سيب أيدي مش من حقك تعرف يا عاصم .. عن أذنك عشان متأخرش
تركته وخرجت سريعا بخطوات أشبه بالركض، طرق بشدة على سطح المكتب بكل قوة وعنف، وعيناه مازالت مرتكزة على الباب منذ خروجها وهو يتوعد لها بشراسة .. ليقول بوعيد :
- ماشي يا سلمى أما شوف أخرة العند ده إيه****************
يجلس محمود في مكتبه وهو يحتسي قهوته المعتادة بعد وجبة الغداء .. وباليد الأخرى يتناول الجريدة ويقرأ ما بها بتركيز .
تدخل تهاني وتجلس على المقعد قبله .. قال محمود دون النظر إليها :
- طارق فين ؟
ردت تهاني بهدوء :
- فوق ونازل دلوقتي عايزه في حاجة ؟
رد محمود على نفس الحال :
- أيوة حاجة ضرورية، أول ما ينزل خليه يجيلي
تنهدت تهاني وهي تنهض :
- حاضر يا حبيبيخرجت تهاني وهي تدعو أن تمر هذه الفترة على خير .. غير مطمئنة بهدوء طارق ومحمود بهذا الشكل .. ولكن ما الجديد، فطارق أحيانًا يتسم بالهدوء والبرود الشديد، ولكن هذه المرة تختلف بكل تأكيد .
كادت أن تذهب إلى الحديقة شاهدت نور وطارق ينزلان سريعاً على درجات السلم، متجهان إلى الباب .. لحقت بهم تهاني في آخر لحظة وهي تقف امامهم، فنظرت لطارق بجدية لتقول :
- طارق تعالى كلم أبوك في مكتبه
نظر إلى نور في صمت وتوتر، ثم إلتفت إلى والدته ليقول بعجالة :
خير في حاجة أنا مستعجل
ردت تهاني بثبات :
- مش عارفة بس بيقول حاجة ضرورية
تنهدت نور وهي تنظر في ساعة يدها لتقول سريعًا :
- روح يا طارق هحصلك في العربية
رد طارق مضطرًا :
- ماشي يا نور