انفجار ..

563 20 39
                                    

الحلقة الخامسة والعشرون

بمجرد خروجها إلى الصالة لتجري الإتصال وجدته أمامها .. تقابلت عيناهم دون أبداء أي كلمة .. فقط عيناهم من كانت تتكلم .. حزن، خيبة أمل، ضيق .. آسف، عتاب .. ندم .. صمت، صمت كبير وعيناهم وحدها من تتكلم .
نظرت إلى سميحة وقالت :
- بعد أذنك داخلة البلكونة أعمل مكالمة
كانت سميحة وأمير يراقبون الموقف بإهتمام شديد، ونظراته لبعض التي توحي بالكثير .. نعم حدث شئ بينهم لتبدي العلاقة بهذا الفتور والتغير الكبير، فما تشاهده اليوم عكس ما كانت نقصه عليها نور إطلاقا وما كانت تشاهده بنفسها فيما مضى .
قطع الصمت سؤال سميحة :
- عايزة أفهم إللي حصل بينك وبين نور
شعر بالضيق عندما فتحت سميحة هذا الموضوع .. فرد بفتور :
- مفيش حاجة يا عمتو
وقفت سميحة وأردفت بحسم :
- لا فيه حاجة .. أولًا مكنتش نزلت من عندي وهي متغيرة والدموع مالية عينيها .. ثانيًا دي مكنتش معاملتك ليها
صاح بها بغضب :
- يووووه يا عمتو قلتلك مفيش
أقبلت سلمى عليهم بعدما سمعت الحديث الدائر بينهم لتقول وهي تنظر ليوسف :
- أنت كداب .. في حاجة حصلت خليته تكلمها بالأسلوب السمج ده .. إللي حصلك يا يوسف يخليك تعاملها بقلة ذوق كده ؟
حاول التهرب من السؤال بأي طريقة ممكنة فقال على الفور :
- أنا لا متغير ولا نيلة .. كل الحكاية أني يعاملها عادي زي ما يعاملها قبل كده
عقدت سلمى ذراعيها وقالت بتحدي :
- عارفة أنك تتعامل معاها برسمية لكن مش بجليطة
رفع حاجته وأردف بدهشة :
- أنا جلياط يا سلمى؟!
ردت بنفس النبرة :
- شوف ردك وأنت نتعرف
تدخل أمير في الحوار سريعًا قبل أن تسوء الأمور بينهم أكثر من ذلك، فيكفي ما حدث قبل المغادرة :
- خلاص يا جماعة مش وقته الكلام في الموضوع ده .. خلينا الأول نشوف المشكلة إللي احنا فيها الأول .. ها إيه الأخبار؟ توجه بهذا السؤال إلى يوسف بيرد ويقول :
- مش موافق طبعًا أن سلمى تقعد هنا مع عمتو ومصر أنها ترجع البيت .. واضح أنه مستحلفلها جامد
نظرت له وقال بعناد :
- وأنا قلتلك مش مستعدة أرجع معاك البيت دلوقتي .. أفرض بقى يا فالح هب فيا وهو سخن كده وأنا مش ناقصة
تنهد أمير ليقول بعد تفكير :
- خالي مش هيسكت على فكرة .. بس لازم ترجعي في أقرب فرصة لو طولتي هيقلب علينا كلنا
نظرت له بحزن وقالت بيأس :
- للآسف .. عارفة ده كويس

******************

ممددة على فراشها تفكر في كل كلمة سمعتها .. في كل نظرة وكل تعبير ..
دون أن تشعر سقطت بعض الدمع من عيناها .. مسحتهم بكبرياء وقررت تنفيذ ما وعدت به نفسها، لن تجني على كرامتها .. لم تستطع حتى الخروج ومواجهة يوسف لما قاله في حقها، ولكنها تشعر في داخلها بأنه كاذب ويخفي شيء .. فليكن لن تتراجع عن قرارها .

صوت قرعات على باب الغرفة، دخلت تهاني بعدما سمعت الأذن بالدخول، لتجد ابنتها مستلقية على فراشها شريدة .. إقتربت منها وجلست على الفراش .
- مالك يا نور .. حد ضايقك ؟
ردت دون النظر إليها :
- مفيش يا ماما .. أنا كويسة
زفرت بحيرة لأنها تعرف لا تجدي نفعًا مع ابنتها .. فغيرت الحوار قائلة :
- إيه الأخبار ؟
اعتدلت جلستها وقالت بهدوء :
- سلمى هتقعد يومين عند عمتها لحد ما أنكل هاشم يهدي وبعدين ترجع .. بس معتقدش أنها ممكن توافق على الجواز
شهقت تهاني لتقول بدهشة :
- يا خبر .. ده لو هاشم شم خبر بالموضوع ده هيقطع خبرها
.. والشركات والألتزامات إللي عليهم هيعملوا فيها إيه
صاحت بها في ضيق شديد :
- معرفش يا ماما معرفش .. الموضوع من أوله وفيه حاجة غلط .. حاجة مش مظبوطة أصلًا عشان اتنين ملهومش ذنب يتعمل فيهم كده .. زي ما سلمى ملهاش ذنب طارق كمان ملهوش ذنب
زفرت بخنق وحزن شديد .. لتقول بقلة حيلة :
- والله ما عارفة أقولك إيه يا بنتي .. ربنا يهديك يا هاشم .. أنت السبب في كل إللي وصلناله ده .. المهم .. عرفتي اخوكِ أن سلمى رجعت ؟
نظرت له بطرف عيناها لتقول :
- مش مكلماه .. وانا كده كده قولت لبابا
قامت تهاني تستعد للخروج فقالت بعدما تفهمت موقف ابنتها :
- طيب أنا هكلمه .. ربنا يستر من إللي جاي .. أنا مش مطمنة
تنهدت نور وقالت :
- سيبيها على الله

صفقة حب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن