حصل ما كنت أخشاه...لقد أعطتنا المعلمة أول رواية فرنسية، أول رواية أقرأها في حياتي حتى!
كنت أقرأ بعض القصص القصيرة مع ياسمين، لكن ذلك فقط لأنها معي، ولأنها تجيب أسئلتي عن الأشياء التي لا أعرفها، أو لا أتخيلها.
من السيء فعلًا ان ياسمين لا تجيد الفرنسية، لكن حتى أنا لستُ جيدًا كثيرًا، فقط الأساسيات والأسماء والجمل، الأفعال كارثة، لكننا حاولنا قراءتها معًا، أقرأ صفحةً وأشرح لها معناها.
لسبب ما، لا أستطيع أن أتذكر ما قرأت، أقرأ النص وأشعر أن هناك الكثير من الكلمات التي لم أفهمها، أتجاهلها ولا أترجمها، إن ترجمت كل كلمة لن ننتهي قبل المساء! وأريد اللعب على اللابتوب بصراحة
وهذا التلخيص الذي تتحدث عنه إنه أسوأ شيء عرفته في حياتي، لا أستطيع فعل ذلك! أكره هذه الأحاسيس المزعجة من عدم المعرفة، إن كنت لا أستطيع فعلها بالعربية، فكيف يتوقعون أن أعرفها بالفرنسية؟
حاولت ياسمين أن تجعلني أحب الرواية، لكنني لم أشعر بشيء مميز، لم أفهم بالتحديد لمَ يحصل كل ما يحصل، فهي تتحدث عن فتاة، تعيش في أفغانستان (أول مرة أعرف بوجود البلد) وقد كان هناك حرب في البلد كما فهمت، ولا تستطيع النساء العمل أو الخروج من المنزل دون زوج أو أخ بسبب المسيطرين على المكان.
بطلة القصة باروانا (كنا نقرأها بارفانا لأنها مكتوبة parvana لكن في الفرنسية v تنطق واو في هذا السياق، أو هذا ما قاله المترجم على الأقل)
كانت باروانا مع أبوها، يبيعون أغراضًا غاليةً كانوا يملكونها، وكانت باروانا تعين أبوها لأنه خسر ساقًا في الحرب السابقة، لكن أحد المشاغبين، لم افهم من هو او ما سلطته بالتحديد، غضب لأن باروانا كانت هناك، وأنها فتاة يجب أن تكون في المنزل، لكن الأب شرح حالته ويبدو أن المشاغب لم يكن راضيًا لأن من معه تجاهلوا الأمر.
حين عادوا الى المنزل، نتعرف على اختها الكبيرة ثريا، وأخوها الصغير زكي، وامهم تطبخ، كان ابوهم متعلمًا، يحب رواية القصص، وكان يملك كتبًا، لكن أحدًا اقتحم المنزل فجأةً، أخذوا الأب بعدما قال المشاغب أنه يملك موادًا محرمة.
الان الاسرة من دون رجل، والأخ صغير جدًا، ولا أحد من الباعة يبيع شيئًا للنساء وحدهم، فقد حاولت باروانا أن تشتري طعامًا، حين غاب أبوها ثلاثة أيام لكن بدون فائدة، لم يعرفون متى سيعود
وفي النهاية، تقرر باروانا ان تقص شعرها وتقوم بدور الولد، كان لديها اخ اسمه سليمان، مات لكن لم نعرف كيف، ارتدت ملابسه، وخرجت من المنزل خائفةً، فعاملها الكل بطريقة مختلفة، سمعوا ما تريده واشتروا منها لكنها تريد أن يعود أبوها بعدما فشلت امها في الذهاب الى السجن حيث احتجزوه، شتموها وضربوها فعادت قبل ان تراه حتى، بدا ذلك غير حقيقي، من يفعل ذلك أصلًا؟
الامر المزعج ليس قراءة الرواية، بل أن المعلمة أعطتنا أسئلة عن الرواية، كل فصل فيها لديه أسئلة، وفي كثير من الاحيان لم افهم او اعرف أين الاجوبة، القصة طولها 100 صفحة! ماذا تظننا المعلمة؟
لكن القراءة مع ياسمين تخفف الامر قليلًا، سيسافران بعد غد، كنا نقرأ الرواية منذ يومين ونتظاهر بأن لا شيء سيحصل بعد أيام قليلة، أكره فعلًا هذا الوقت والأجواء المتوترة.
أنت تقرأ
قصصي اليومية
Ficção Adolescenteعن فتى يحاول تحسين كتابته العربية بكتابة قصص عشوائية تحصل معه، مراتهُ الأولى، والحياة الغريبة التي وجد نفسه فيها دون إنذار مسبق.