لقد سافروا البارحة، والحمد لله لقد وصلوا إلى الأردن بسلام.
منذ الصباح كان اليوم غائمًا، ولم أكن متحمسًا للذهاب إلى المدرسة، لكنني ذهبت وانقضى الوقت ببطء شديد حتى حان وقت العودة، كنت خائفًا أن يغادروا قبل أن أرجع إلى البيت، لكنهما كانوا موجودين وقالوا أنهم سيغادرون في السادسة.
مهما قلت لنفسي أن لا بأس بذلك، وأنهم سيعودون مجددًا، إلا أن ذلك لا يغير ذلك من حزني شيئًا، ورغم أنني فتى كبير كما يقول بابا، إلا أنني لم أستطع منع نفسي من البكاء
بعدما أنزلنا كل الحقائب، عانقتهم ماما مرةً أخيرة أمام الباب، فشعرت بالبرد وهلة بسبب الهواء البارد للخريف، حتى ظننت أن هذه اللحظة غير حقيقية، لماذا نحزن؟ لعلهم سيغيبون ست ساعات ومن ثم سيعودون وكأن شيئًا لم يكن، لكنني حين ودعت محمد ومالك، ظننت أنها بضعة شهور وسنعود أيضًا.
وجه ياسمين الباكي كسر قلبي، حتى محمد شعرت أن عينيه لامعتان، وحين نزلا الدرج أمرتهم ماما بصوتها الباكي: انتبه على أختك! انتبهوا على بعضكم.
وبعدها أغلقنا الباب، وصار المكان صامتًا فجأةً، وكأنه كان صامتًا طوال الشهور الماضية، وكأنهما لم يكونا موجودين أساسًا لأن كل أغراضهما رحلت، ملابسه وكتبها، لا أثر لهما بعد الآن
أرسلوا راسلةً لنا قالوا فيها أنهم في المطار، لكنهم لم يقولوا أنهم تخطوا مكان التفتيش أو وزن الحقائب، تأخروا ساعةً حتى أرسلت ياسمين صورةً لها ولمحمد جالسين أمام بوابة الانتظار، وأعترف أنني خفت قليلًا، لأنهم لا يأخذون كل هذا الوقت لفعل هذه الاشياء عادة
لم تنادني ماما لدراسة مثل كل مرة، لذلك قررت أن ألعب بجهازي اللوحي قليلًا، وحين سحبته، كان هناك ورقة صغيرة داخل الغلاف، فقرأتها، "حتى لو ذهبت، لا تنسَ كتابة القصص! القصص الجميلة الكثيرة التي تعيشها كل يوم، حتى تكون رائعًا في الكتابة مثلي!"
إنها رائعة في الكتابة فعلًا، دون أن أقرأ أو أعرف أي شيء، متأكدٌ أنها رائعة في الكتابة، وحين فتحت الجهاز كي أفتح اليوتيوب، وجدت رسالة من محمد، قال فيها أننا سنلعب جولةً من لعبتنا اونلاين بعدما يعود إلى المنزل، أحب حين نلعب معًا بالفعل.
ففتحت اليوتيوب، لكن قبل أن أغنمس فيه، نظرت إلى ماما كي أتأكد أنها لن تناديني للدراسة، كانت حزينة، تحدق في هاتفها، فلم أعرف إن كانت تنظر إلى صورةِ ياسمين ومحمد، أو أنها تتذكر إخوتها الذين لم ترهم منذ زمن طويل، لا أستطيع ان أتخيل أن لا أقابل ياسمين ومحمد مرة أخرى
أنت تقرأ
قصصي اليومية
Teen Fictionعن فتى يحاول تحسين كتابته العربية بكتابة قصص عشوائية تحصل معه، مراتهُ الأولى، والحياة الغريبة التي وجد نفسه فيها دون إنذار مسبق.