أول شجار

100 25 4
                                    

اليوم حصل شيءٌ مزعجٌ جدًا جدًا جدًا

كنا نسلم أوراقنا للمعلمة والتي فيها أجوبة أسئلة الرواية التي قرأنها عن باروانا، ورآها الطالب المزعج الذي لم يعجبه خطي، اسمه فرانسيس، في الواقع لا أحبه، أشعر دائمًا أنهُ يظن نفسه الأفضل ويتحدث مع الجميع ويضحك بصوت عالٍ ومزعج.

بعدما خرجت المعلمة وتركتنا نستعد لفترة الغداء التفت إلي ورأيت نظرة السخرية في وجهه، نطق اسمي بسخافة لأنه فاشل لا يجيد قراءة العين في (سعد) ثم قال شيئًا عن خطي الذي "آذى عينيه" وأخبرني: ارجع إلى المكان الذي جئت منه إن كنت ستكتب هكذا.

كان مستفزًا وشعرت بالغضب والارتباك من فعلته وكلماته، ثم قال أن العرب لا يجب أن يعيشوا هنا، وكأنه يملك المكان وكل شبرٍ فيه.

قلت له this is not your problem فتابع الحديث بالفرنسية ظانًا أني لن أفهمه، لكنني أفهمه، سخر من غبائي في الفرنسية، لكنني رددت عليه بالفرنسية أنني لست غبيًا مثله كي لا أفهم.

كان الموقف سيئًا جدًا وشعرت بالتوتر لأن أعين الفصل كله كانت علينا، ضاعت كل الكلمات مني وظننت أن دموعي ستسقط وتجعلني أبدو سخيفًا أكثر إلا أنني بالكاد تماسكت رغم الضبابية، لكن تقدم يوسف لمساندتني، ورد عليهِ بفرنسيتهِ المثالية أنه لا يملك الأرض ولا المكان، وأنه متخلفٌ وعنصري وسيبلغ المعلمة، فتراجع فرانسيس وهو يتمم بأننا فشلة، وترك الفتيات حولنا يهمسون.

بعدها ذهبت إلى قاعة الغداء فقد تفرق الجميع وتناولت الطعام على الطاولة البعيد كالعادة وحدي، لم أعرف لماذا فعل يوسف هذا رغم انه ليس ذكيًا كثيرًا وتغضب منه المعلمة أحيانًا لأنه ينسى الواجب أو يحله خطأ.

كان يجلس على طاولةٍ أخرى مع طلابٍ آخرين، ربما هم كانوا زملاءه في مدرسته الابتدائية. يا له من غريب.

لم أعرف ما الذي ظنه الواقفون وكيف كانوا يفكرون بشأني، لا بد أن شكلي كان سخيفًا وغبيًا وشعرت أن قلبي سيخرج من مكانه من شدة نبضه، ولا اعرف كيف سأذهب إلى المدرسة وكأن شيئًا لم يكن.

قصصي اليوميةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن