الغيمة السادسة والسبعون

5 4 1
                                    


سائرةً بين الطرقات أتخبطُ هنا وهناك، أجُرُّ كماني الصغير بين يديّ وعيناي تلمح مكانًا شاغرًا لأجلس فيه وأعزف
حينها رأيته 
كان خلابًا..هو وليس المنظر
يجلس على سورٍ من الحجارة تُحيطه الأزهار
يحمل بين يديه لوحةٍ باليةٍ وأقلامُ تلوينٍ رديئةٍ قديمةٍ
لكن يديه كانت كأيدي إله..
تعرف طريقها وهي تخطُّ على اللوحةِ حتى بدى ما يرسمه كخيالٍ مُضيء وُجدَ في عالمٍ مليء بالظُّلمات
لم أشعر بالوقتِ وأنا أتأمله يفني كل ما به لما بين يديه
حتى التفتَ بابتسامةٍ عذبة ولم أُُحصي كم مرةٍ وقعتُ لهذا اليوم؟
وقال لي" هل لي بشرفِ مُباركةِ لوحاتي الفانية بحُسنكِ الأخآذ؟"
وابتسمْتُ
أخذ بيدي كالأمراء وياله من نبيلٍ
كان يُطيل النظر لي فتراتٍ طويلة ثم ينظر للوحتِه لوهلةٍ فقط ويعود
وعلمْتُ حينها أنه أيضًا وقَعَ!
تاه بين جنَباتِ الحُب الذي أخذني على حينِ غُرّةٍ منِّي
وببحرِه الواسع أغرقني حتى بتُّ لا أريدُ النَّجَاة
وانتهى اللقاءُ بقُبلةٍ ووعد..
وعدي له بإرجاعِ قلبِه الذي أصبح بين طيّاتي
ووعده لي بتسليمي لوحتي الغيرُ مُكتملةٍ
وفي كل لقاءٍ كان ينسىٰ قلبَه وأنسىٰ لوحتي التي لم ولن تكتمل.

Painting by: Daniel Gerhartz, To Capture Beauty, 2017.

 Painting by: Daniel Gerhartz, To Capture Beauty, 2017

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


.
.
.

يتّبع..

.
.
.

غَيّم⁦☁️⁩✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن