"تراهات"
بالحقيقة داخلي مليءٌ بالكلمات، بالصخب، بالهدوء، بالغضب، بالحزن والحب، لكن ترجمة هذا على هيئة كلمات أصبح -في هذه الفترة- أثقل ما يمكنني فعله، اجلس يوميًا امام هاتفي حتى أكتب عن كل هذا، لكن أشعر بداخلي يُسحب بعيدًا، كيف تأتينا الرغبة وعكسها في نفس الوقت! هل أنا كاتبة حتى؟ بعد قرائتي لكتابٍ ما شعرت كأني أكذب على نفسي بقول اني كاتبة مبتدئة! أصبح ما أراه الآن من كلماتٍِ خطَطُّتُها محض هراء انتجه عقلي وصدقته.. ومن ثم ما خطب الناس معي! هل يروني مُزحةٍ ما؟ أم لا يروني من الأساس.. الأفضل أن أبتعد فالجميع حُثالة حتى أنا.. وهذا الدكتور الحقير الذي أتى بامتحانٍ بشعٍ ليُعجزنا هل يعلم أني بكيت طوال اليوم لمرارتي على ما كتبته! والثلاثمائة صفحة الذين ذاكرتهم ذهبوا هباءً.. أشعر بالسقم وأنا أنظر لنفسي بالمرآه، الأمر تخطى مجرد كوني أراني قبيحة وسمينة خارجيًا، أصبحت أحدق لروحي الآن باحتقار..هل أنا بهذا السوء؟ أم العالم هو السيء، من السخرية أن نضع كل لعناتنا على العالم كأنه السبب في كوني أكره نفسي وسِمنَتي أو السبب في اختياري لأناسٍ غير مُباليين من حولي، أو حتى لعدم إجابتي للأجوبة الصحيحة في الامتحان.. نحن ضُعفاء ولا نريد تغيير ذلك.. الجزء الأفضل باليوم حين تُخبرني صديقتي بكلماتٍ أعلم بصدقٍ أنها تُربتُ على قلبي بها، هي ليست صفاتي لكنها تراها هكذا، لا يسعني تقديم شيءٍ مُماثلٍ لها لأن داخلي مُكدس بالكلمات التي لا أعلم كيف أصيغها، وكيف أصيغها وشعور الخواء والامتلاء يُلازمني .. العجيب أنه وسط صَبِّي لهذه التَّراهات التي لا معنى لها ما زلت اقوم بضبط الكلمات بالشكل كعادةٍ جميلةٍ صحيحةٍ اكتسبتها، لا يسعنى سوا الابتسام على هذا، مُضحك؛ ابتسام داخلي ووجهي بدون تعابير،.. حسنًا هل ترى ما قرأته الآن ولم يستوعبه عقلك، أمحوه .. لا داعي للتفكير به لأنني أيضًا لا أفهم ما هذا ولا أريد أن أفهم.
Painting by: Janusz Jurek
.
.
.بالحقيقة ترددت كثيرًا قبل ان أقوم بنشر هذا الهراء، لكن ما الخاطرة إلا بعض المشاعر أسكُبها من جعبتي على هيئة كلمات؟
-فاطمة جمال..
.
.
أنت تقرأ
غَيّم☁️✨
Non-Fiction"كالغُيومِ المَاطِرة تُطهِّرُ قلبِي وتَرحَلُ." -غَيْر روَائِي. -خَواطِر. - الكتاب حصل على: # 1 خواطر. # 1 رسائل. - 27th July, 2020.