هذه المرة فتحت مذكرتِي حتى أكتب لمجرد الكتابة، ليس لشيءٍ محددٍ ولا لموضوعٍ محددٍ، كلامًا غير منمق وهو أقرب للبعثرة، مهمته الوحيدة هي إيصال أن هناك بداخلي كاتبًا ما زال حيًا، كاتبًا يُحب الكتابة ويحتاجها كـحاجتِه للتنفس، كاتبًا أدرك أن تميُزِه يكون بكونهِ ليس مُميزًا، بكونه مُبعثرًا وناقِصًا ولا يمُت للكمال بِـصِلة، باهتًا حينًا ومُشرقًا حينًا آخرًا وحتى كسُولًا، كسُولًا عن فتح مذكِّرته في هاتفه الذي يتصفحه ليلَ نهارٍ حتى يكتب جملةً واحدةً، كاتبًا لا يضع بجابنه كوب القهوة ويجلسُ في الشرفةِ بينما يستمع للموسيقىٰ حتى تساعده على الكتابة بل إنه حين يستمع للموسيقىٰ وهو يكتب تزعجُه وتمنع انسياب الكلمات داخل عقله فيخفض الصوت .. لكن لا بأس، الأمر يمر، وأنا سعيدةٌ بكونه يمُر ولم يعُد يشكل عاتقًا فوق كاهِلي، أعلم أن كتاباتي ليست بالمستوى المطلُوب لكني سعيدة بها، سعيدة لكوني هنا بعد كُل هذا الوقت أكتب كلامًا كهذا أعلم أن الجميع سـيتكاسَل عن قرائته، لكنني أدركت أنني لا أريد أن أترك بصمةً داخل أفئدة الناس أجمعين بقدر ما أريد ترك هذه البصمةُ في نفسي، حتى استمتع بإنجازي الخاص الذي لا يتعدىٰ كوني أخُط بأناملي على هذه الصفحةُ بضع كلماتٍ غير مُترابطةٍ .. مُبعثرةٍ وتشبهُني.
-فاطمة جمال..
.
.
.
أنت تقرأ
غَيّم☁️✨
Non-Fiction"كالغُيومِ المَاطِرة تُطهِّرُ قلبِي وتَرحَلُ." -غَيْر روَائِي. -خَواطِر. - الكتاب حصل على: # 1 خواطر. # 1 رسائل. - 27th July, 2020.