الغيمة الثالثة والأربعون

29 6 0
                                    

صوتُ لهاثي يطغىٰ على المكانِ والعرقِ يتجمعُ بجبهتي وينزلقُ حتىٰ أسفل عُنقي، أركضُ بِكل قوتي في هذا الطريقِ الوَعرِ المليء بالحجارةِ والأغصانِ، أتعثرُ وأقفُ وأنا أحملُ نظرةً مرعوبةً تتحولُ لنظرةِ إصرار على المُوَاصلة، أستمر بتشجيعِ نفسي وإخبارها أنّي أقومُ بعملٍ جيدٍ بالركض وأنّي إذا استمريت سأصِلُ، فجأةً وقفتُ مَكاني مما تسببَ في تعثُّري لكني لم أُبالي لأن هناك سؤال مُلِحٌّ طَرأ على ذهني وهو إلىٰ أين سأصل؟! أو بالأحرىٰ لماذا أركض من الأسَاس؟ ما السبب الذي دَفعني للركضِ؟ هل اهتممتُ بالركضِ ونسيت الهدف!، هل كنت أفرُّ خائفةً من حيوانٍ مُفترسٍ يُلاحقني أم كنتُ أعتقدُ أني سأجدُ النور حين أصِلُ للوِجهَةِ التي اكتشفت الآن أنّي لا أعلمُ ماهي، أخر ما أتذكره أنّي كنت أُحاول مُوَاكبة أحبائي وأن أكُن لهم ما يُريدون، تشكلتُ بمئاتِ الشخصياتِ إلّا ذاتي الحقيقية التي ضَاعت وَسْطَ زحمةِ العلاقاتِ الغيرُ مُكتملةٍ، هل كنت أحلُمُ أني أركضُ لأصِلَ لهم؟ ولكن لما يبدو أنّ الطريق لهم غير منتهِ؟ لقد علمتُ الآن أني كنتُ أسيرَ خلفَ السَّراب، شخصيتي مُحِيَتْ وأنا أُحاول أن أكونَ ما لا أسْتَطيع.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


.
.
.
.

Never change for someone.
.
.
.
.

غَيّم⁦☁️⁩✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن