#السحر_الأسود 1
*عام1997
*العراق
*منطقة الصويرية
عشت في كنف أسرتي التي كانت دائمة الدلال لي، فكوني الفتاة الوحيدة ل(6) إخوة، جعل مني أميرة البيت الذي أسكنه.
توفى والدي وانا صغيرة، لكن امي قامت بدور الأم والأب في آن معاً. ما ان يصل اخوتي إلى عمر ال (18)، حتى تزوجهم وتعطيهم مزرعة ومنزل ومحل تجاري، فقد كان والدي يملك الكثير من الأراضي الزراعية والعقارات.في احد الاجتماعات العائلية التي كانت امي تقوم بها في نهاية كل اسبوع في القصر الذي كنا نسكن فيه، قالت لإخوتي:
_لقد اكل الدهر الكثير من سنين عمري، واعتقد بأن نهايتي وشيكة، لذلك اود ان اخبركم بهذا الامر، لقد زوجتكم جميعاً، واعطيت كل واحد منكم نصيبه من ميراثه، وبقيت اختكم وفاء. يا ابنائي، اوصيكم خيراً بشقيقتكم الوحيدة، ذهبي وذهبها وهذا القصر ملك لوفاء، فلا تقربوا ممتلكاتها، وقمت انا بمنح كل واحد منكم املاكه، وبذلك لم اظلم احداً منكم.
بدأنا بالدعاء لها بطول العمر، لكن وللأسف توفت بعد هذا اليوم ب (6) شهور. قمنا بواجب العزاء، وبعد مضي تلك الفترة، كنت انا من يجمعهم برغم صغر سني، فكنت آنذاك لم اتجاوز ال (19) من عمري، والأخ الذي لديه مشروع، يهم بطلب مشورتي فيه، ولم ابخل عليهم أبداً بحكم الخبرة التي اكتسبتها من امي.بسبب الدور الذي أصبحت به الآن، بدأت اشعر بالضغينة والحقد الذي يكمن في قلوب زوجات إخوتي، برغم حبي لهم، فهم يسكنون معي في بيتي، وكنت احترمهم جميعاً، واقدر لهم معروفهم معي، فمنذ ان كنت طفلة لم اقم باي شيء من أمور المنزل، كن هن يوزعن الأدوار بينهن، وانا ادير اعمال اخوتي. وبما ان اخوتي كانوا يقومون بما أمليه عليهم بأدق تفاصيه، زاد ذلك من حقدهم علي.
بعد مرور الشهور بدأت تحدث معي أمورٌ خارقة للطبيعة، أشعر بأنفاسٍ خلفي، أشعر بأن هناك من يتربص بي وبكل تحركاتي، اشعر بأن هناك من يمسك بشعري ليلاً وانا غط في نومٍ عميق، فأفيق فزعة من هول ما اشعر به، يدان تُحكمان على عنقي وانا نائمة، ولا انسى تلك المرة التي كنت اسرح شعري فيها امام المرآة، فخرج انعكاسي منها وقد تغيرت معالم وجهه، ولطمني بوجهي وهو يزأر كالأسد المتضور جوعاً،كنت اظن انه مجرد حلم، الى ان شاهدت مكان لطمته على وجهي في الصباح.
بدأت كل تلك الأحداث بعد ان شعرت ذات يوم بصداع جعلني أفقد وعيي، كل تلك الأمور هينةً بالنسبة لي مقابل ذلك الكابوس الذي بات لا يفارقني أبداً. وما زاد الأمر سوء ان بطني بدأ ينتفخ شيئاً فشيئاً، مما جعلني أتوارى عن الآنظار. فأصبحت إنتفاخة بطني وكأنني احمل في احشائي جنيناً. كنت احكم ربطه بوشاح واخفيه تحت ملابسي الفضفاضة، ولا اخرج من الغرفةِ كما العادة، لا اخرج إلا للذهاب إلى الحمام او لسرقة القليل من الطعام بعد ان أتأكد بأن كل من في البيت نيام.بدأ إخوتي يشعرون بفقداني، بعد ان كنت تلك الفتاة المرحة التي تبعث السعادة في ارجاء البيت، اصبحت الآن الفتاة الإنطوائية، صاحبة الأحلام المزعجة، التي يرافقها ذلك الكيان الآثيري الذي أجهل كنهه.
كان انتفاخ بطني يتزايد بإستمرار إلى ان بات ملحوظاً.في أحد الأيام التي لم تخلوا من الأحداث الغريبة المرعبة التي تحدث معي، احسست بحركة غريبة في الخارج، واصوات جلبة جعلتني انصت من خلف باب غرفتي في محاولة يائسة مني، لمعرفة ما يجري في هذا القصر الكبير.
بدأ باب غرفتي يُقرع بقوة وصراخ أخي يأتي من خلفه وكأنه يريد تمزيقي، تسرب خوفٌ من نوعٍ آخر الى قلبي، خوفٌ بجانب ذلك الخوف الذي يلاحقني من ذلك الكيان، ومعرفة أحد بإنتفاخ بطني.
يتبع...
#بِــقَلَمـــي 💜🕊️