#جريمة_لم_تكتمل 2
احضر لي المحقق كأساً من الماء، ثم تركني لأرتاح بضع دقائق. تنفست الصعداء ثم بدأت اسرد له الأحداث وانا انظر إلى الحائط، بعد ان طلبت منه عدم مقاطعتي بتاتاً، فأردفت قائلة:
_توفت امي منذ زمن، لنعيش في كنف والدي التاجر يوسف، مضت السنين حتى بلغت من العمر 20) عاماً، واختي (19) عاماً (
توفى والدي في ذلك العام وقد ترك لنا ميراثاً بمبالغ مهولة عدا عن الشركات والآراضي والمزارع والعقارات، تعرفت آنذاك على زوجي مهند، لتنشأ بيننا علاقة حب توّجت بالزواج ويا ليتها لم تتوّج. حكمت عليه من مظهره الخارجي بأنه شخصٌ ذو أخلاق، وبما اني كنت وأختي بلا سند، ظننت بأنه السند الحقيقي الذي سأستند عليه طوال حياتي.
بعد زواجنا بفترة وجيزة اخبرني بأنه قد أحضر زوجاً لأختي. كان هذا الزوج هو ابن عمه، فوافقت اختي بحجة انه كأخلاق زوجي. لكن ولأول مرة كانت المظاهر قد خدعتنا، فقد بدأت انيابهما تبرز شيئاً فشيئاً دون ان يلحظان ذلك.
طلب مني زوجي توكيلاً عاماً على نصيبي في الميراث، انا لست بهذا الغباء وافهم مدى خطورة التوكيل العام لكنه خدعني بحجة الغيرة وانه رجل شرقي يرفض ان تدخل زوجته الى الشركات والأماكن التي فيها حشود من الرجال، فبدأ يقول انا زوجكِ واخوكِ وابوكِ ولن اخدعكِ، اقتنعت بكلامه وبعد ان اخبرني بأن أختي قامت بتوكيل زوجها تشجعت انا الأخرى لذلكَ الأمر وقلت ربما قد بالغت بعض الشيء.
ارتشفت بعض الماء ثم تابعت قولي والمحقق ينظر الي وعلامات الإندهاش والصدمة لا تفارقه:
_مرت السنين وهما يتمتعان بأملاكنا، لتبدأ الصدمات تتوالى علينا واحدةً تلوَ الأخرى، فاول صدمة كانت بأنهما متفقان على الصغيرة قبل الكبيرة، الصدمة الثانية بأنهما قد سحبوا الأملاك المسجلة بأسمي واسم اختي وسجلوها بإسميهما، واذا سألته في يومٍ عن موضوع أرضٍ ما او نقود في البنك يضع زوج أختي كشاهد، وهو دائماً يوافقه الكلام.
بدأ الخوف يتسرب لقلبي وقلب أختي بعد ان عرفنا بأن جميع ممتلكاتنا باتت الآن بإسميهما وفقاً للتوكيل العام الذي منحناهما اياه، فلو افتعلنا معهما المشاكل سنعود إلى منزل والدي مطلقاتٍ ومُفلساتٍ أيضاً، هذا وان كان منزل والدي لا يزال موجوداً ولم يقوما ببيعه.
والصدمة الثالثة كانت إكتشافي انهما يمتلكان شقة وضوعها للفساد، من تعاطي وشرب الخمر ونساء من بائعات الهوى، كانت أختي تخشى المواجهة عكسي تماماً، فما ان عرفت بهذا الموضوع حتى بدأت بالمشاجرةِ معه وكان يعدني في كل مرةٍ بعدم العودةِ لمثل هذه الأمور، لكن ذيلَ الكلب يبقى اعوجاً.
وتمضي الأعوام ونحن نوهم انفسنا في كل مرة بأنهما سيعتدلان في يومٍ من الأيام إلا انهما قد بدأوا بالتمادي، فكانت الصدمة الرابعة بأنهما متفقان على عدم الإنجاب منا بناءً على قرارهما بالتخلص منا بعد فترة. إكتشفت هذه الخطة بعد ان استمعت لتسجيل هاتفي بينهما وهو يحذر زوج أختي من الإنتباه وعدم الإنجاب خوفاً من النفقة التي سنطالب بها بعد وقوع الطلاق بيننا، سرقوا جميع ما نملك ويخشون من نفقة يدفعونها لنا من أموالنا.
بعد جميع هذه القصص قررت التخلص منه وقت نومه، فكان اذا غط في النوم لا يستيقظ حتى لو قامت معركة مدوية فوق رأسه، وبعد ان وصلت إلى نهاية خطتي التي كنت احضر لعا منذ شهور، استيقظ من نومه وهو يشعر بالإختناق ويبدأ بالعواء ليحضر جميع الناس القريبين من منزلنا وينقذوا هذا الوضيع.بعد ان انهيت سرد هذه الأحداث للمحقق وذهب ليواجه مهند بها، رفض التنازل وسجل قضية شروع بالقتل بحقي، ليتم إحتجازي 21 يوماً على ذمة التحقيق إمتثالاً لقضيته حتى يحين موعد المحاكمة.
بعد ان نظر القاضي في قضيتي والدوافع القاهرة التي تسببت بهذه القضية، عدا عن الأمور المخفية التي صرح بها زوج اختي، فقد انقلب عليه هو الآخر ليكسب ثقتها.
اكتفى القاضي بفترة الحجز التي قضيتها بالسجن وهي ال 21 يوماً بسبب تدهور حالتي الصحية والنفسية، لأقوم بدوري برفع قضية طعن بالوكالة العامة، فاذا قام الطرف الموكل اليه بإلحاق الضرر بك، تستطيع الطعن بهذه الوكالة لتسترد بعدها جميع حقوقك عن طريق القانون.
سحبت جميع ممتلكاتي منه، وطالبت بجميع النقود التي قام بإنفاقها على السفرات والسهرات والمحرمات لتعود بذلك اموالي واموال أختي التي قامت برفع قضية طلاق على زوجها هي الآخرى، لنعدود بعدها إلى حياتنا الطبيعية.
تم سجن مهند ودفع كل الأموال التي انفقها ليعود صفر اليدين هو وابن عمه كما كانا سابقاً، فليذهبا إلى الجحيم هما وكل رجلٍ على شاكلتهما.
..تمت..
تنويه:
القصة بأحداثها حقيقية ،لكن غيرت الأسماء للخصوصية.
#بِــقَلَمـــي 💜🕊️