#أميرة_الظلام 1
*الكويت
*اول التسعينات
ربما قد يكون زود النعمة سبباً في الكثير من التعاسة التي تنتج من ضيق عيون الناظرين، كنت في مقتبل العمر آنذاك، ابلغ ال(22) عاماً ، كان حسني وجمالي يلفت أنظار الجميع بشكلٍ مفرط، فأين ما اجلس اكون محط الأنظار.
تقدم لخطبتي أحد أقارب والدي، كان يحمل من الصفات ما جعلني اوافق دون أدنى تردد، بعد الإتفاق على ادق التفاصيل تم تحديد موعد عقد القران.
ذهبت كأي فتاة للتزين في أحد صالونات التجميل، والعودة من جديد إلى المنزل لإقامة حفل بهذه المناسبة السعيدة، او هذا ما كنت اعتقده.
بدأ الحفل بحضور المعازيم من الأقارب والجيران والصديقات، كنت بمظهري هذا أميرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لم تحضر فتاة إلا وابدت إعجاباً ملحوظاً بجمالي، حتى والدتي بدأت تمدح بي.
انتهى الحفل وغادر جميع المعازيم، لتبدأ امي واخواتي بتنظيف المنزل ودخلت انا إلى حجرتي لأخلع زينتي.
ما هي إلا لحظات حتى اطلقت صرخةً مدوية هزت جدران المنزل، فزعت امي الي وهي تسأل ما الذي حصل؟
سألتها وانا اتحسس المكان بجواري:
_هل ترينني يا أمي؟
_بالطبع أراكِ.
_من قام بإنزال قابس الكهرباء يا امي؟
_ماذا تقولين لا افهمكِ؟
_امي انا لا أرى امامي.
_ماذا؟
_اقسم لكِ بأنني لا أرى شيء.
_كيف ذلك؟
_كل ما ابصره هو ظلامٌ حالك، هل قمتم بغلق المكابح لمداعبتي؟
_اقسم لكِ بأن النور مضاء.
_وكيف امسيت لا ارى؟
لم يوقظني من غفلتي إلا صراخ امي وهي تقول سالي أصبحت ضريرة يا ابو احمد، وقع كلامها هذا كالصاعقة على رأسي، كيف لا ارى الآن وانا التي كنت انظر للجميع منذ قليل، شعورٌ يمتزج بين الخوف والقلق والحزن والكثير من الأسئلة التي تنساب علي، تبعها شلالٌ من الدموع التي لم تنتهي حتى موعد نومي.
بت ليلتي الأولى وانا لا اعلم موعد بزوغ الشمس إلا من حرارتها، اتحسس جميع الأشياء المحيظة بي دون أن ابصرها، دموع والدتي وهي تقول بأن مصابي هذا ليس سوا عينٍ رأتني ولم تذكر الله، أيعقل بأن أصبح ضريرة بسبب عين حاسد؟
تحولت حياتي من جنةٍ إلى جحيم، وانا من كان يضرب بي المثل بالحُسن والجمال.
ذهبت إلى الكثير من الأطباء، لكنهم عجزوا عن تقديم المساعدة لي، حتى انهم عجزوا عن تشخيص حالتي، بقيت على هذه الحال لأسبوع، أسبوعٌ كان الأكثر وطأً على قلوب كل ساكني البيت.
قدم والدي للسفر إلى فرنسا علهم يتمكنون من تشخيص حالتي لكنهم عجزوا عن ذلك أيضاً، وقال ربما مع مرور الزمن يعود لها البصر من جديد. عدنا إلى الكويت والحزن واليأس يقتات على عافيتنا.
يتبع..
#بِــقَلَمـــي 💜🕊️
